خمس نصائح لنجاح شركات العصر الرقمي

تُعاد كتابة قواعد إدارة الشركات الناجحة في هذا العصر الرقمي، وتُلغي الشركات الناشئة الطموحة النظريات القديمة والممارسات الراسخة باستمرار؛ لذا إليك 5 نصائح تساعد الشركات على النجاح في العصر الرقمي.

 



1. اجعل تخطيط تعاقب الموظفين محايداً وشفافاً:

تتغير طبيعة وممارسات الإدارة مع وجود قوى عاملة متعددة الأجيال ومتنوعة مهدَّدة بالتهميش من قِبل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي؛ فنحن في وقت لم تعد فيه الربحية ضماناً للاستدامة؛ إذ تواجه الشركات القديمة خوفاً من أن تسبقها الشركات الناشئة الطموحة.

ومن المتطلبات الهامة جداً لقادة الغد أن يؤدوا دوراً في المجتمع العالمي الواسع، والحذر الشديد لتجنب أي خطأ قد يُعرِّض مستقبل الشركة للخطر في هذا العالم المترابط.

يجب أن تكون عمليات توظيف المواهب واستبدال الموظفين شاملة وخالية من أي خلافات قادة تثني الموظفين المحتملين عن السعي إلى إيجاد وظيفة في مكان آخر؛ إذ يتوقف مستقبل الشركات التقدمية في العصر الرقمي - أكثر من أي وقت مضى - على تولِّي قادة الشركات مبدأ "العمل بتفكُّر".

إقرأ أيضاً: 3 نصائح ستساعدك على تقليل أخطاء التوظيف

2. شجع الموظفين الملتزمين بدلاً من الموظفين ذوي الإمكانات الجيدة:

في أغلب الأحيان، يؤدي وجود الموظفين ذوي الإمكانات الجيدة إلى تقويض الروح المعنوية للموظفين الدؤوبين.

وبالإضافة إلى ذلك، فإنَّ الرعاية المميَّزة المرتبطة بالحفاظ على عدد صحي من الموظفين ذوي الإمكانات الجيدة مكلفة على الثقافة التنظيمية. لكن من الحكمة تشجيع الموظفين ذوي الالتزام العالي الذين يشاركون بطبيعتهم؛ وهذا يؤدي إلى شمول كبير، ويخفف المخاطر التي تقف في وجه إنشاء نظام إدارة للمواهب فعال حقاً.

3. اجعل المنتورينغ من متطلبات الإدارة العليا:

لا يمكن المبالغة في أهمية وجود "منتورنغ" جيد بالنسبة إلى ازدهار المواهب؛ وذلك لأنَّه يضع الأساس القوي اللازم للحفاظ على تركيز الموظفين المحتملين وتحفيزهم على تعزيز قيمتهم في الشركة. ومع ذلك، فإنَّ قليلاً من الشركات تستثمر في مثل هذه العلاقات، وكثيراً منها تقدِّم خدمات استشارية من خلال الموارد البشرية، وهذه خسارة لفرصة ذهبية لإنشاء روابط قوية بين مختلف المستويات الهرمية في الشركة، التي تتجلى حتماً بطرائق مختلفة غير مرغوب فيها.

على سبيل المثال، فجوات في التواصل، ومعدلات الاستنزاف العليا، وضعف العلامة التجارية لرب العمل، وانخفاض الروح المعنوية، وظروف العمل غير المُرضية، وركود التقدم الوظيفي، وقلة استعمال المواهب، وما إلى ذلك.

لذلك، من الضروري أن تعتمد الإدارة العليا منهج المنتورينغ؛ فمستوى النجاح في مثل هذه المبادرات عنصر أساسي في تقييم الأداء، وسيؤدي ذلك إلى تعزيز نظام إدارة المواهب الشامل بطرائق متعددة، مثل الحاجة القليلة إلى التدريب والتطوير الصارم، وتعزيز مشاركة الموظفين، والحد من انتقالهم إلى العمل مع المنافسين، وزيادة مستوى الاستعداد لتقبُّل تحديات القيادة، وما إلى ذلك.

إقرأ أيضاً: إدارة الموارد البشرية: مفهومها، وأهميتها، وأنواعها، ووظائفها، وأقسامها

4. حوِّل المشاركة "الطموحة" إلى مشاركة "ملهِمة":

قد تميل الشركات إلى البدء بطلب مشاركة الموظفين بدلاً من توقُّعها بوصفها أمراً طبيعياً لثقافة إيجابية قائمة على القيم المشتركة؛ وهذا له جانب سلبي، يتمثل في إغراء أولئك الذين تحفزهم الحوافز والمكافآت والتقدير.

وهذا بدوره يؤثر سلباً في المبادرات التطوعية التي يقوم بها الموظفون المشاركون بحق، الذين تدفعهم الرغبة الجوهرية إلى القيام بعمل جيد؛ لذلك، فإنَّ النهج القائم على الإلهام هو عموماً خيار دائم لضمان مشاركة الموظفين المستدامة.

شاهد أيضاً: نصائح لتجنُّب الفشل وتحقيق النجاح في الحياة المهنية:

5. تعامَل مع حالات الفشل في التعلم وتقبَّل النجاحات بحذر:

الشركات التي لديها التواضع والذكاء للتعلم من أخطائها هي تلك التي لديها البصيرة لتعزيز احتمالية النجاح؛ فقبل بضع سنوات، كان نموذج أعمال ترخيص البرامج القديم راكداً في شركة "مايكروسوفت" (Microsoft)؛ إذ قطعت شركتا:

"آبل" (Apple) و"أمازون" (Amazon)، خطوات كبرى في الحوسبة السحابية والأجهزة المحمولة، وتمكَّنَت شركة "مايكروسوفت" (Microsoft) من التأمل في التغييرات المطلوبة لتصبح ذات صلة مرة أخرى، واتخذت الخطوات اللازمة، ومن ذلك، تعيين رئيس تنفيذي جديد يتمتع بمهارة جيدة في الحوسبة السحابية.

إنَّ الممارسة الحكيمة المتمثلة في إجراء "مراجعة تنظيمية" دقيقة وصادقة في الوقت المناسب، مدعومةً بإجراءات تصحيحية ووقائية فعالة، هي ضرورة حتمية للاستمرار في العمل في عالم رقمي لا يهتم بالتقاليد، ويتخلى عن التفكير التقليدي، ويتعهد بالولاء للابتكار التكنولوجي.

في الختام:

قدَّمنا النصائح المذكورة آنفاً لتشجيع التفكير الابتكاري والتطبيق الذكي لاثنين من الكفاءات الهامة المطلوبة للشركات والمهنيين للبقاء على صلة:

  1. "الشعور بالراحة مع الشعور بعدم الارتياح"، يشير إلى تقبُّل التغييرات المتوقعة والسيناريوهات غير المتوقعة والفوضى.
  2. "الشعور بعدم الارتياح لأنَّك مرتاح"، يشير إلى التغلب الكامل على التقاعس عن إجراء التغييرات، ويؤدي إلى رضى أصحاب المصلحة وتحقيق الأهداف.

المصدر




مقالات مرتبطة