تقوس الساقين عند الأطفال

يعاني بعض الأطفال من مشكلة تقوس الساقين، ولكنَّ الكثير من الأهالي يتساءلون عن أسباب ذلك عند أطفالهم؛ لذا سنقدم لكم في هذا المقال أعزائي الآباء كل ما يتعلق بتقوس الساقين.



ما هو تقوس الساقين؟

يعدُّ تقوس الساقين من الأمراض الشائعة الانتشار عند الأطفال، وهو عبارة عن تشوه جسدي في الساقين، بحيث تتباعد فيه الركبتان عن بعضهما بعضاً، عند وضعهما بمحاذاة بعضهما أو الوقوف.

تبدأ حالات التقوس عند الأطفال بالظهور منذ لحظات الوقوف والمشي الأولى، أي يمكن أن تُلاحَظ في عمر الـ 6 أشهر؛ حيث تبدو الساقان متباعدتين وغير مستقيمتين، ويتضح ذلك بصورة كبيرة عند المشي.

ما هي أسباب تقوس الساقين عند الأطفال؟

  1. تسمم الطفل بعنصري الفلورايد والرصاص.
  2. نقص فيتامين د بسبب عدم تعرض الطفل تعرضاً كافياً إلى أشعة الشمس، حيث يعدُّ فيتامين د هاماً جداً في مساعدة العظام على امتصاص الكالسيوم، وضرورياً لنمو الجسم نمواً سليماً وزيادة قوة العظام.
  3. شرب الأم الحامل للمشروبات الغازية بكثرة، خاصة خلال الأشهر الأولى من الحمل؛ كما يعدُّ شرب الطفل نفسه للمشروبات الغازية والفوارات عاملاً من عوامل تقوس الساقين لديه.
  4. إصابة الطفل بأمراض الكبد والكلى، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث خلل في تركيز كلٍّ من الكالسيوم وفيتامين د، وترقق العظام، وتقوس الساقين.
  5. عدم الاهتمام بتغذية الطفل وإطعامه المواد الغنية بالبروتينات اللازمة لنمو العظام والعضلات، خاصة صفار البيض والأسماك.
  6. اعتماد الطفل خلال الشهور الـ 6 الأولى في تغذيته على حليب الأم فقط، الأمر الذي يؤدي إلى المساهمة في ظهور التقوس لساقيه.
  7. تناول الأطفال النشويات بكميات كبيرة.
  8. تعرض الطفل إلى حادث وإصابة عظامه بكسور، وعدم شفاء هذه الكسور بطريقة صحيحة؛ الأمر الذي يمكن أن يجعل الساقين مقوستين.
  9. التقزم، والذي يؤدي إلى تقوس الساقين.
  10. مرض باجيه الذي يتعلق بعمليات الاستقلاب "الأيض" في الجسم، الأمر الذي يؤثر في عمليات البناء والهدم في العظام؛ ومن آثاره السلبية: إضعاف قوة العظام، وتقوس الساقين.
  11. مرض بلونت الذي يُصيب عظمة الساق الكبيرة أسفل الركبة، ويزداد سوءاً مع تقدم الطفل بالعمر، خاصة عندما يبدأ المشي على قدميه.   
إقرأ أيضاً: أمراض العظام الأكثر شيوعًا وطرق الوقاية منها

ما هي طرق الوقاية من تقوس الساقين عند الأطفال؟

  1. إعطاء الأطفال كميات مناسبة من فيتامين د.
  2. توفير جميع منتجات الألبان ومشتقاتها يومياً في نظام الطفل الغذائي، الأمر الذي يوفر له الكالسيوم الضروري لبناء عظامه على نحو سليم.      
  3. تقليل كمية النشويات التي يتناولها الأطفال، خاصة الأرز الأبيض والمعكرونة، واستبدالهما بالأرز البني، والاعتماد على تغذية الأطفال بالبيض والأسماك يومياً.
  4. تعريض الطفل إلى أشعة الشمس يومياً.
  5. توفير فيتامين سي في غذاء الأطفال عن طريق تقديم عصائر الفواكه المختلفة لهم، خاصة عصير البرتقال.
  6. عدم اعتماد الأم على الرضاعة الطبيعية فقط في تغذية رضيعها، بل يجب أن تبدأ إدخال الأطعمة الأخرى في نظامه الغذائي؛ حيث يمكن البدء بإعطائه الفواكه أو الخضراوات المهروسة أو الأطعمة السائلة.
  7. تشجيع الأطفال على ممارسة التمرينات الرياضية والمشي، لما للرياضة من دور هام وكبير في بناء العضلات عند الأطفال. 
  8. التغذية السليمة للأم الحامل، والتي تُسهم في بناء جسم جنينها؛ لذا يجب أن تكون حريصة على تناول الحليب ومشتقاته، والخضروات، والفواكه وعصائرها، والابتعاد عن تناول المشروبات الغازية.

ما هي أنواع تقوس الساقين؟

عندما يضم الطفل قدميه دون وجود مسافة كبيرة بين الركبتين، يعدُّ ذلك دليلاً على أنَّ نمو الساقين سليم، ويُقسَم تقوس الساقين عند الأطفال حسب الاتجاه إلى نوعين هما:

1. تقوس الساقين نحو الخارج:

يُسمَّى أيضاً التقوس ذا الركبة الفحجاء، وبالإنجليزية: "Genu varum" أو "Bow-legs"؛ حيث يستطيع الطفل في هذا النوع من التقوس ضم قدميه، مع وجود مسافة كبيرة بين الركبتين.

2. تقوس الساقين نحو الداخل:

يُسمَّى أيضاً التقوس ذا الركبة الروحاء، وبالإنجليزية "Genu Valgum" أو "Knock-knee"؛ حيث لا يستطيع الطفل في هذا النوع من التقوس ضم قدميه إلى بعضهما بعضاً، وذلك بسبب قرب ركبتيه من بعضهما وبُعد قدميه في الوقت ذاته.

شاهد بالفيديو: 6 طرق لعلاج مشكلة السمنة عند الأطفال

ما هي درجات تقوس الساقين عند الأطفال؟

إنَّ العامل الأساسي لتحديد مدى تقوس الساقين عند الطفل هو زاوية التقوس، ويمكن القول بناء على ذلك:

  1. عندما تكون زاوية التقوس صغيرة، يكون التقوس بسيطاً.
  2. عندما تكون زاوية التقوس كبيرة، يكون التقوس شديداً.

ما هي أضرار تقوس الساقين عند الأطفال؟

في حال تُرِكَ الطفل دون علاج، سيزداد التقوس شدة، ويمكن أن يعاني الطفل من حالة نفسية سيئة بسبب شكل قدميه، ويمكن أن يُصبح التقوس مع التقدم في العمر مترافقاً مع آلام حادة في مفصل الركبة، ومن الممكن أيضاً أن يُصاب مفصل الركبة بالخشونة.

كيف يُعالَج تقوس الساقين عند الأطفال؟

يعتمد علاج تقوس الساقين عند الأطفال بالدرجة الأولى على السبب الأساسي الذي أدى إلى نشوئه، ويمكن أن يحدث العلاج بإحدى الطرائق التالية:

1. العلاج بمُكملات فيتامين د:

يمكن معالجة تقوس الساقين الناتج عن الكساح بمكملات الفيتامين د، حيث توفر هذه المكملات الكالسيوم وفيتامين د وباقي العناصر الغذائية الهامة للعظم.

إقرأ أيضاً: تعرّف على أهم مصادر فيتامين د

2. المعالجة بأقواس الساق:

تُعدُّ المعالجة بأقواس الساقين من طرائق العلاج المثالية؛ لذلك غالباً ما تكون هي الخيار الأول، حيث يمكن أن يوصي الطبيب باستخدام أقواس الساق تبعاً لشدة الانحناء.

قد يتوجب على الطفل استخدامها دائماً أو لفترات محدودة، ويمكن أن تكون علاجاً فعالاً ومستقلاً لوحده في حال استُخدِمت بصورة مثالية لمدة سنة كاملة أو أكثر، ويمكن في بعض الحالات أن تكون مترافقة بإجراء جراحي.

3. المُعالجة بالجراحة:

تجري معالجة تقوس الساقين عن طريق الجراحة تبعاً للسبب الذي أسهم في ظهور هذا التقوس، حيث يمكن من خلال الإجراء الجراحي إصلاح مفاصل الجزء السفلي من الساق وترميمها.

توجد طرائق أخرى للجراحة تُجرَى في حالات التقوس الناجمة عن الكسور، وتعتمد هذه الطرائق على ترقيع العظام، وإدخال قضيب داخل النخاع على طول العظم.

يستطيع الطبيب الجراح تحديد الطريقة الأمثل لتصحيح الحالة؛ ولكن عموماً، يُفضَّل أن تُجرَى العمليات الجراحية قبل سن الأربع سنوات للوصول إلى أفضل النتائج وتجنب حدوث أي انتكاسات بعد العملية.

يمكن استخدام المثبت الخارجي -جهاز معدني دائري يُرتدَى على الساق المصابة- بعد القيام بالعملية الجراحية للمساعدة على زيادة محاذاة الساقين، وإصلاح التباينات في أطوال الأطراف. 

4. المعالجة الطبيعية:

الهدف من المعالجة الطبيعية هي استعادة حركة مفاصل الأرجل الطبيعية وزيادة قوة العضلات، وغالباً ما تُستخدَم هذه الطريقة بالتزامن مع طرائق العلاج الأخرى، والتي يمكنها المساعدة على تصحيح المشي وإعادة التأهيل للطفل.

 

المصادر: 1، 2، 3، 4




مقالات مرتبطة