تأثير حبوب منع الحمل على الإنجاب

اتَّجه معظم الأزواج في العصر الحاضر إلى تنظيم الأسرة، أو تحديد النسل، نظراً للظروف غير المواتية للإنجاب، وصعوبة الحياة ومعيشتها، وعدم القدرة على تلبية حاجات الأسرة ذات العدد الكبير، وأخذت هذه الفكرة بالانتشار مع الوقت، وكذلك أصبح من شروط الزواج الأساسية المباعدة في عدد الولادات؛ فباتت أغلب النساء في الوقت الراهن تبحث عن طرائق تدعم فكرة تحديد النسل، فلجأت معظمهنَّ إلى موانع الحمل، منها الطبيعية، ومنها الصناعية باستخدام الحبوب والحقن.



تخوَّفت النساء من السبل الصناعية، لا سيما بعد اعتمادهنَّ عليها كثيراً، فالموانع الطبيعية غير مضمونة النتائج، ويمكن أن يحدث الحمل، وتفادياً لعمليات الإجهاض المُحرَّمة في بعض الأديان، وغير المُحبَّبة في بعضها الآخر، ولتقليل حالات الحمل غير المرغوب بها كان لا بدَّ لتلك النساء من اللجوء إلى أخذ موانع الحمل الصناعية.

انتشرت هذه الطريقة لمنع الحمل منذ الستينيات، مع وجود مخاوف كبيرة من استخدامها لدى النساء، وانتشرت الإشاعات والتوقعات عن أضرارها ومصير المرأة التي تعتمد هذه الطريقة بمنع الحمل، وبدأت توضِّح في خضم ذلك كله الإيجابيات والسلبيات التي يمكن للمرأة أن تحصدها من جرَّاء استخدامها.

ما هي حبوب الحمل وما هي آلية عملها؟

هي حبوب تتناول عن طرق الفم بغرض منع الحمل، تتكوَّن من الإستروجين والبروجستين، تعمل على منع المبيض من إطلاق البويضات، ووجد لها تأثير في بطانة الرحم، فتُحدِث تغيير في تلك البطانة لمنع الحيوانات المنوية من الاتحاد مع البويضة.

إذا أُخذت هذه الحبوب بجرعات مستمرة، فإنَّها تقلِّل عدد الدورات في كل سنة، ويتألَّف شريط هذا النوع من الجرعات المستمرة من 84 قرص فعَّال وأقراص غير فعَّالة، وعند اتباع هذا الإجراء يحدث النزيف أربع مرات في العام فقط، وتتناول السبع أقراص غير الفعَّالة خلال فترة الحيض.

أمَّا النوع الثاني الأكثر شيوعاً أو ما يسمى التقليدي، يحتوي الشريط 21 قرص فعَّال وسبعة أقراص غير فعَّالة، وتأخذ المرأة منه كل يوم قرصا لمدة 28 يوماً، وتحدث هنا عملية الحيض خلال تناول الأقراص غير الفعَّالة.

ومن الأسئلة التي تراود كل امرأة تحتاج إلى اتباع نظام منع الحمل المؤقت أو الدائم، هل ثمَّة تأثيرات سلبية على جسدها، أو هل لهذه الحبوب فوائد، فنجد أغلب النساء يبحثن عن هذه الإجابات ضمن صفحات الإنترنت، أو بالعودة إلى الطبيب الخاص بها، فالوهم يقتل قبل الداء.

فوائد حبوب منع الحمل على المرأة:

  • تنظيم الحمل إذا استُخدم استخداماً صحيحاً مع الانتباه إلى أخذ الأقراص يومياً وبوقت محدد: فنسيان أحدها يعطِّل عملية المنع، وهنا ستضطر المرأة إلى الانتظار إلى الشهر التالي إذا لم يحدث حمل، لتعود إلى نظام الحبوب مرة أخرى؛ لذا يجب عليك سيدتي تسجيل موعد تناول الحبوب في مفكرتك، أو ضبط المنبه كي تتجنبي النسيان؛ وذلك سوف يساعدك على المضي قدماً في النظام بصورة صحيحة.
  • تخفيض نسبة الإصابة بسرطان المبيض وسرطان الرحم وسرطان القولون: فقد أجريت دراسة على أكثر من 46 ألف امرأة في بريطانية، وأكَّدت هذه الدراسة أنَّ حبوب منع الحمل خفضت خطر الإصابة بسرطانات مثل سرطان المبيض، والرحم، والقولون؛ وذلك بعد مراقبة النساء الخاضعين للدراسة لمدة 44 عاماً.
  • تخفيض نسبة الإصابة بهشاشة العظام: بيَّنت دراسات عديدة أنَّ لحبوب منع الحمل دوراً كبيراً في إعادة توازن هرمون الإستروجين، والذي يدعم العظام ويجعلها في مأمن من الهشاشة، فهذا الهرمون يزيد من كثافة العظام خلال السنوات الأولى من تناول حبوب منع الحمل.
  • تساعد حبوب منع الحمل على علاج مشكلات الدورة الشهرية واضطراباتها، وكذلك تساعد على تنظيم الدورة الشهرية؛ إذ تعمل حبوب منع الحمل على التقليل من النزيف الشهري والصداع المصاحب للعادة الشهرية، وكذلك التقلصات المسببة للألم الشديد، ووجدت بعضهنَّ أنَّها تخفِّف من فقر الدم، فهي تجعل فترات الحيض أخف وأقصر.
  • تحمي من أمراض القلب: فهي تحوي هرموني البروجسترون والإستروجين، فثمَّة نوع من حبوب منع الحمل التي تحتوي هرموني البروجسترون والإستروجين الأكثر أماناً لعدم تأثيرها في عوامل تجلط الدم، ومن ثمَّ الحماية من الإصابة بالجلطات الدموية.
  • قيل في حبوب منع الحمل للإناث العازبات بأنَّها تساعد على تأخير موعد الدورة للقادمات على الزفاف أو الحج أو العمرة.
  • حبوب منع الحمل تعيد للجسم توازنه بعد اضطرابات الدورة الشهرية.
  • يستخدم معظم الأطباء حبوب منع الحمل لعلاج حالة تكيُّس المبايض، فنجد النساء المصابات بتكيس المبايض يختل لديهنَّ توازن الجسم، ويتعرضن لعدم انتظام الدورة الشهرية واضطرابات هرمونية وزيادة بكثافة شعر الجسم وظهور بثور على الوجه، فيلجأ الأطباء في هذه الحالة لحبوب منع الحمل لعلاج تكيُّس المبايض والتخفيف من أعراضه.
  • تعمل حبوب منع الحمل على التخفيف من احتمالية الإصابة بالتهاب المفاصل، أو ما يسمى (الروماتيزمية)، وتحمي كذلك من الإصابة بسرطان الأمعاء؛ إذ ذكر ذلك في عدة دراسات.

شاهد بالفديو: 6 أسباب قد تعرّضك للعجز الجنسي

أضرار ومخاطر حبوب منع الحمل:

  • تؤدِّي حبوب منع الحمل لدى نسبة ضئيلة إلى حدوث بؤر في الكبد، ولم تشر الدراسات إلى أنَّ لهذه الحبوب دوراً في ارتفاع أنزيمات الكبد، ويكون العلاج باستئصال البؤر.
  • تؤدِّي إلى فتح الشهية لتناول الطعام، فتؤدي إلى الزيادة في الوزن، وتزيد نسبة السمنة، لا سيما أنَّ النساء تتجه لتناول الحلويات بكميات كبيرة، إضافة إلى إمكانية حدوث زيادة احتباس السوائل؛ وبذلك زيادة في الوزن، إلا أنَّه في بعض الحالات تبيَّن خلاف ذلك تماماً، وحدث فقدان في الوزن.
  • تعمل حبوب منع الحمل على التقليل من فاعلية الإفرازات المسؤولة عن الجنس وتكسيرها، فهنا يحدث زيادة أو نقصان في التزليق المهبلي، أو تغيير طبيعة الإفرازات واحتمالية جفاف المهبل.
  • تؤدِّي حبوب منع الحمل الأحادية إلى حدوث جلطات قلبية وبعض التجلطات الدموية.
  • يحدث نتيجة أخذ حبوب الحمل خللاً في وظائف الدهون الموجودة في الجسم والكوليسترول، وتزيد هرمونات الغدة الدرقية التي من شأنها التسبُّب بأخطر الأمراض في الجسم.
  • تؤكِّد بعض الدراسات أنَّ حبوب منع الحمل تسبِّب اضطرابات في خفقات القلب وإضعاف عضلته.
  • تزيد حبوب منع الحمل من اكتئاب المرأة، وزيادة توترها، وتقلباتها المزاجية، وضعف، وتعب، وربما عصبية واضحة غير مسيطر عليها.
  • بعض أنواع حبوب منع الحمل قد تؤدي إلى الوفاة نتيجة انسداد في الأوردة الواصلة للرئتين.
  • تبيَّن أنَّ نسبة قليلة من النساء اللواتي تناولن حبوب منع الحمل المركبة ظهرت لديهن مضاعفات، مثل جلطات الدم، نوبات قلبية، ارتفاع ضغط الدم، السكتة الدماغية.
  • من الاحتمالات الواردة لدى بعض النساء أن يتعرَّضن للألم في الحيض، ووجود كتل بالثدي، وألم في الصدر، ويجب على النساء اللواتي يشعرن بهذه الأعراض مراجعة الطبيب على الفور، فربما يكون السبب نوع من الموانع، أو طبيعة الجسم من النوع الذي لا يتقبل حبوب المنع، فينصحها بطرائق أخرى أكثر أماناً.
  • حدوث مشكلات في الرؤية: قد تسبِّب حبوب منع الحمل لدى بعض النساء عدم وضوح في الرؤية أو ازدواجية الرؤية.

إقرأ أيضاً: أهم وسائل منع الحمل – الجزء الأول

تأثير حبوب منع العمل في الإنجاب وهل تسبِّب العقم حقاً؟

لقد أكَّد الأطباء مراراً أنَّ حبوب منع الحمل ليس لها تأثير سلبي في الخصوبة رداً على الأساطير التي تروِّج لفكرة أنَّها تسبِّب العقم، فبعض النساء يحدث لديهنَّ تأخير في استئناف التبويض والحيض بسبب الفترة الطويلة لأخذ موانع الحمل، فهي تعمل مثبِّط مبيض، فهذه الأسطورة المتداولة منذ زمن إلى أيامنا هذه خاطئة كلياً، وإن كان ثمَّة عقم فالاحتمالات المُسبِّبة لذلك بعيدة عن حبوب الحمل، مثل انسداد قناة فالوب، أو بطانة الرحم المهاجرة، وغيرها من الأسباب الخاصة بالاثنين وأخرى خاصة بالذكور.

وجدت دراسة ألمانية أنَّ تأثير حبوب منع الحمل تأثير مؤقت، كما أُجريت عديد من الدراسات وجمعت الإحصاءات لمعرفة تأثير حبوب منع الحمل في الإنجاب، ومن ضمنها ما وجد أنَّ النساء التي تتراوح أعمارهن بين (16 و18) عام تمت عملية الحمل بعد توقف حبوب منع الحمل بعد دورتين إلى أربع، أمَّا اللواتي تراوحت أعمارهن من (30 و34) تأخرن لبعد تسع دورات؛ وبذلك تثبت هذه الدراسات عدم وجود علاقة لحبوب منع الحمل في حدوث العقم.

كذلك لا تسبِّب الإجهاض على الأمد الطويل كما يزعم بعضهم، كوني على يقين سيدتي أنَّ ذلك محض خيال لا أكثر، والأفضل إذا أردت الإنجاب فيجب التوقف عن تناول الحبوب قبل عدة أشهر، والسبب في ذلك التغيرات في بطانة الرحم التي قد تمنع الجنين من الانغراس في جدار الرحم.

كما ينصح الأطباء بتأخير الحمل عدة أشهر بعد إيقاف نظام حبوب منع الحمل؛ لأنَّ ذلك له فوائد كثيرة، وتخلص من مخاوف جمة، فالجسم بهذه المدة ينقِّي نفسه من الهرمونات الناتجة عن حبوب منع الحمل بقدوم الدورة الشهرية، وكذلك يصحِّح بطانة الرحم، ويعود الجسم تدريجياً إلى طبيعته.

نصائح للسيدات عن تناول حبوب منع الحمل:

  • تناوليها بطريقة صحيحة حتى لا تفقد هذه الحبوب فاعليتها.
  • تناوَلي حبة منع الحمل يومياً، وفي نفس التوقيت لمدة 21 يوم، ومن ثم استريحي لمدة 7 أيام.
  • راجعي الطبيب الخاص لاختيار النوع المناسب لك.
  • أوقفي استخدام الحبوب في حال ظهور أعراض غير مستحبة، وراجعي الطبيب.

إقرأ أيضاً: أهم وسائل منع الحمل – الجزء الثاني

في الختام:

لا بد من التأكيد على أنَّ كل جسم يختلف عن غيره من الأجسام، فبعض النساء يأخذن حبوب منع الحمل، وبعد فترة يعود جسمها وخصوبتها إلى طبيعتها، ومنهنَّ من يؤثر فيها سلبياً؛ لذا لا يجب أن تتناولي هذه الحبوب من تلقاء نفسك؛ بل يجب مراجعة الطبيب لاختيار النوع المناسب أولاً، ولمعرفة مدى مناسبته لنوع جسمك ثانياً.




مقالات مرتبطة