بذور نبات الحلبة تاريخ قديم وفوائد كبيرة

تُعتبر الحلبة من أشهر أنواع الأعشاب التي تنمو في دول البحر الأبيض المتوسط، وتُستخدمُ على نطاقٍ واسع في حل الكثير من المشاكل الصحيّة التي تصيب الإنسان، وفوائدها معروفة عبر الزمن إذ يرجع تاريخ الحلبة إلى أيام الفراعنة في مصر. وقد جاء في بردية "ايبرز"، والتي يرجع تاريخها إلى نحو 1500 سنة قبل الميلاد، أن الحلبة مفيدة لعلاج الحروق. كما استخدمت في مصر القديمة للحث على الولادة.



تاريخ نبات الحلبة:

في القرن الخامس قبل الميلاد، اعتبر الطبيب الإغريقي أبقراط الحلبة ملطفة للأوجاع، وأوصى العالم دسقوريدس، في القرن الميلادي الأول، بالحلبة كدواء لكل أنواع المشكلات النسائية، بما في ذلك التهاب الرحم، والتهاب المهبل والفرج.

الحلبة في الطب النبوي:

وقد عرف العرب الحلبة، منذ مئات السنين، وروي عن الرسول محمد (صلى الله عليه وسلّم): "أنه عاد سعد بن أبي وقاص، رضي الله عنه، بمكة، فقال: ادعوا له طبيباً، فدعي الحارث بن كلدة، فنظر إليه فقال: ليس عليه بأس، فاتخذوا له قريفة (الحلبة) مع تمر عجوة رطب يطبخان فيحساهما، ففعل ذلك فبريء".

وجاء عنها في "المعتمد" لابن رسول: "حُلبة: إذا طبخت بالسمن وشربت ليّنت العروق والمفاصل اليابسة، وأطلقت حصر البول، وفتتت الحصى. والمطبوخة مع العسل تطلق البطن إذا شربت وتُخرج ما في الأمعاء من الأخلاط الرديئة. دقيقها يصلح للأورام الحارة الظاهرة والباطنة مضاداً. ماء طبيخها يعصر ويغسل الرأس بعصارته فينفع الشعر ويجلو النخالة والقروح الرطبة، ويجعد الشعر، ويذهب الحزاز. دقيقها يليّن الدبيلات وينضجها. والحلبة تليّن الصدر والحلق والبطن وتسكّن السعال والربو وعسر النفس وتزيد في الباه، جيدة للريح والبلغم والبواسير، وهي تغيّر النكهة وتنتّن رائحة العرق والبول".

الحلبة في الطب القديم:

وجاء في "تذكرة أولي الألباب" للإنطاكي: "حلبة: تليّن وتحلّل سائر الصلابات والأورام، ومتى طبخت بالتمر والتين والزبيب وعقد ماؤها بالعسل أذهبت أوجاع الصدر المزمنة وقروحه والسعال والربو وضيق النفس خصوصاً مع البرشاوشن عن تجربة. ومتى طبخت مفردة وشربت بالعسل حلّلت الرياح والمغص وبقايا الدم المتخلف من النفاس والحيض وأخرجت الأخلاط المحترقة والكيموسات العفنة خصوصاً مع الفوة. والنطول بطبيخها والجلوس فيه يسهّل الولادة ويسقط المشيمة وينقّي الرحم ويحلّل الصلابات والبواسير. بقلتها وبذورها يصلحان الشعر المتساقط والنخالة والسعفة، ويقلعان الآثار نطولاً وطلاءً، وإذا جعلت دلوكاً نقّت الأوساخ وحسّنت الألوان جداً، وإذا نقعت في ماء الورد وقطرت في العين نفعت من الدمعة والسلاق والحمرة وبقايا الرمد. دقيقها مع التين يفجّر الدبيلات".

الحلبة في الطب الحديث:

وفي الطب الحديث تبين من تحليل الحلبة أنها غنية بالمواد البروتينية والفسفور والمواد النشوية، وهي تماثل في ذلك زيت كبد الحوت. كما تحتوي على مادتي الكولين والتريكونيلين، وهما يقاربان في تركيبهما حمض النيكوتبنيك، وهو أحد فيتامينات B. كما تحتوي بذورها على مادة صمغية وزيوت ثابتة، وزيت طيار يشبه زيت اليانسون.

إقرأ أيضاً: فوائد الحلبه واليانسون والنعناع

خصائص بذور نبات الحلبة:

بذور بنات الحلبة

مشهّية للطعام، مسكّنة للسعال، مفيدة في النزلات الصدرية، وضيق النفس والربو. مليّنة للأمعاء، مضادة للكولسترول، وللإلتهابات، وللكساح، وللأنيميا. طاردة للديدان، منشّطة للقدرة الجنسية لدى النساء والرجال. خافضة للسكري، ملطّفة، ومليّنة للأعصاب، مقويّة للدم وتُغذّيه بالكريات الحمراء وتعوض الجسم ما فقده من قوة. وهي موصوفة لكل حالة مرضية منهكة للجسم: أنيميا، هبوط في القوى، انحلال، خمول، وهن… إلخ.

شاهد بالفيديو: 8 فوائد صحية للكُرْكُم

استعمالات نبتة الحلبة:

1- الاستعمالات الداخلية لنبات الحلبة:

  • يستعمل مغلي بذور الحلبة لعلاج عسر البول والطمث والإسهال.
  • يستعمل مسحوق بذور الحلبة ممزوجاً بالعسل بمعدل ملعقة صغيرة من هذا المسحوق مع ملء ملعقة عسل ثلاث مرات يومياً لعلاج قرحتي المعدة والاثني عشر.
  • يستعمل مشروب مغلي بذور الحلبة لعلاج أوجاع الصدر، وبالأخص الربو والسعال، بمعدل ملء ملعقة من البذور، حيث تغلي لمدة عشر دقائق، مع ملء كوب ماء وتشرب مرة واحدة في اليوم.
  • يستعمل مسحوق بذور الحلبة في هيئة سفوف، وذلك بملء ملعقة متوسطة قبل الأكل بمعدل ثلاث مرات يومياً، لتخفيض نسبة سكر الدم.
  • تستخدم الحلبة كمنشطة للطمث، وبخاصة للفتيات في سن البلوغ، وذلك بمعدل ملعقة متوسطة مرتين في اليوم. وهنا ينصح بالابتعاد عنها في حالة بدء فترة الحمل، لأنها تساعد على الإجهاض في الشهور الثلاثة الأولى من الحمل، في حين ينصح بها بعد الولادة، لما لها من فوائد صحية عالية تتمثل في إدرار الحليب.
  • اذا أخذ مقدار كوب من منقوع الحلبة على الريق (مقدار ملعقة أكل مخلوط بما مقداره كوب ماء لمدة ساعتين) فإنه يقوي المعدة ويسهل عملية الهضم، ويقتل الديدان بمختلف أنواعها.
  • إذا غليت قبضة من بذور الحلبة المجروشة في ليتر من الماء لمدة 15 دقيقة، وتم تناول فنجانين منه في اليوم، فإنه يفيد في علاج التعب، وخفض نسبة السكري، والبرودة الجنسية، وزيادة الشهية، وتسكين سعال المصابين بالتدرن الرئوي، والربو وضيق التنفس، والالتهابات الرئوية والشعب التنفسية، والنزلة المعوية، والإمساك، والبواسير، وتقوية الأعصاب.

2- الاستعمالات الخارجية لنبات الحلبة:

  • لعلاج الحروق، يدهن الحرق بمزيج من مسحوق بذور الحلبة مع زيت الورد حتى تشفى.
  • لعلاج تشقق الجلد وتحسين لون البشرة، يستعمل مغلي بذور الحلبة كغسول للأماكن المصابة، بمعدل مرتين في اليوم.
  • لعلاج الروماتيزم والبرد وآلام العضلات، يستخدم مسحوق البذور مع معجون فصوص الثوم مع قليل من زيت السمسم، وتدلك بها المناطق المصابة.
  • لعلاج الدمامل، تستخدم لبخة من مسحوق بذور الحلبة، حيث تمزج كمية من المسحوق مع ماء فاتر وتحريكها باستمرار حتى يصبح المزيج في شكل عجينة متماسكة، ثم يوضع على الدمامل، وتلف عليه قطعة قماش. ويمكن استعمال هذه الوصفة لعلاج الخراجات والداحس المتقيح والأصابع، وكذلك خراجات الأثداء، وخراجات الشرج الناتجة عن انسداد الناسور والأكزيما وقروح الأقدام.
  • يستخدم مطبوخ مسحوق الحلبة، عندما يطبخ ما مقداره حفنة منه في ثلاثة ليترات من الماء وغليها لمدة عشر دقائق ومن ثم تبريدها، في علاج أوجاع الرحم والورم، وذلك بأن تجلس المرأة المعنية في الإناء الذي يوضع فيه هذا الخليط.

3- استعمالات أخرى للحلبة:

  • جمالياً: الحلبة تغذي الجلد وتنعمه غسولاً. وزيتها يستعمل في كل خلاصة طبية لزيادة نمو الثديين وتقوية غددهما، مضيفة عليهما جمالاً وسحراً.
  • صناعياً: تستعمل عشبة الحلبة في بعض البلدان لتعطير الأجبان.
  • منزلياً: بذورالحلبة تبعد العثة والبق والسوسة.
  • غذائياً: تزيد في إدرار الأبقار الحلوبة وتسمن الخراف والعجول المُعَدّة للذبح، ولكنها تؤثر في مذاق الحليب وطعم اللحم.
إقرأ أيضاً: 7 بذور نباتية خارقة عليك تناولها

فوائد بذور الحلبة للجسم:

1- إدرار الحليب:

تُستخدمُ الحلبة وبشكل كبير لزيادة إدرار الحليب للمرضعات، لذلك تُعد من أفضل أنواع الأغذية الضرورية للمرأة في فترة الرضاعة، وذلك لاحتواء الحلبة على مادة الديوسجنين التي تساعد على تحفيز إنتاج هرمون الإستروجين المسؤول عن إنتاج الحليب، لذلك ينصحُ الخبراء بتناول 3 جرامات من الحلبة يوميّاً خلال فترة الرضاعة.

2- مفيدة لمرض السكري:

تُعتبر الحلبة من الأعشاب المفيدة لخفض نسبة السكر في الدم، وقد أكدت إحدى الدراسات التي أجريت في الهند عام 2001 على قدرة الحلبة الكبيرة في خفض مستوى السكر، والدهون الثلاثية والكوليسترول في الدّم، لذلك ينصح الأطباء مرضى السكري بتناول الحلبة يوميّاً وبشكلٍ منتظم.

إقرأ أيضاً: عشبة اللوبيليا بين الفوائد والاضرار، ما هي طريقة الاستخدام؟

3- فوائد الحلبة للقولون:

تتميزُ الحلبة بقدرتها السريعة على علاج مشاكل واضطرابات المعدة والقولون، فهي تستطيع القضاء على حموضة المعدة، وتهدئة القولون المتهيج وذلك بفضل احتوائها عل كميّة كبيرة من الألياف الغذائيّة، وتستخدمُ عن طريق مضغ القليل من بذور الحلبة مع بذور الكمون.

4- فوائد الحلبة للكبد:

تعمل الحلبة على تنقية الدم حيث تؤثرُ في عمل الكبد عن طريق إزالة السموم من الدّم مما يُساعدُ على تقوية الكبد والتخلص من السموم، لذلك يجب تناول مسحوق الحلبة بشكل يومي ومنتظم.

5- فوائد الحلبة للأعصاب:

تعمل الحلبة على تعزيز النشاط العصبي والعضلي مما يُساعد على تعزيز البناء العضلي بالجسم، كما وأنّ للحلبة وظائف مضادة للإرهاق، والتعب، بسبب قدرتها الكبيرة على تهدئة الأعصاب ومنح الإنسان المزيد من الاسترخاء والراحة. 

6- فوائد الحلبة للشعر:

تقدمُ الحلبة الكثير من الفوائد الصحيّة المفيدة لصحة الشعر ومنع تساقطهِ، حيثُ تحتوي الحلبة المغلية على الهرمون الذي يعملُ على نمو الشعر بالإضافة لاحتوائها على حمض النيكوتينيك والبروتينات التي تعملُ على إعادة نمو جذور الشعر، ويُمكن أن تستخدم عن طريق مزج الحلبة مع زيت الزيتون أو زيت جوز الهند ومسح كامل الشعر بهذا المزيج وتركهِ لمدة ساعة، وتكرر هذهِ العملية مرة واحدة كل اسبوع.

إقرأ أيضاً: أهم أنواع المكسّرات وفوائدها العظيمة للجسم

أضرار الحلبة:

  • يحظر استخدام الحلبة من قبل النساء الحوامل، لأنها تنشط الرحم، ويمكن أن تقضي على الجنين.
  • يحظر استخدامها من قبل الأطفال دون سن السنتين.
  • يحظر استخدامها من قبل مرضى السكري المعتمدين على الأنسولين، قبل استشارة الطبيب.
  • يجب على أي شخص يجري فحص سكر الدم أو الكولسترول أن يبلغ المختبر بأنه يستعمل الحلبة، كي يأخذ ذلك بالحسبان الزيادة والنقصان في نتائج الفحص.
  • وأخيراً يرجى العلم أن الحلبة تحتوي على التريفنليين، وعليه فإنها تسبب على المدى الطويل، إزعاجات صحية، لذلك يحذر من استعمالها في العلاجات الداخلية أكثر من عشرة أيام في الشهر.



مقالات مرتبطة