الكوتشينغ مقابل الإدارة: 5 أساليب هامة للمديرين

يؤدي المديرون العديد من الأدوار الهامة في النظام البيئي للمؤسسة، وإلى جانب نقل المعلومات بين القيادة والفِرَق الفردية، يعمل المديرون كأهم دافع لمشاركة الموظفين وتحفيزهم؛ حيث يَعتمد الموظفون على مديرهم في التوجيه اليومي، والتطوير المهني، وتعزيز معنويات الفريق، ويَعتمد قادة الشركة على المديرين في إيصال المعلومات الهامة إلى فِرَقهم وإبقائهم متحفزين.



لذلك، يُعدُّ الكوتشينغ (coaching) أحد أهم الوظائف الإدارية؛ وفي هذا المقال سنكتشف كيف يختلف الكوتشينغ عن الإدارة ومشاركة الاستراتيجيات لمساعدة المدير على أن يصبح كوتشاً فاعلاً.

ما هو الكوتشينغ في مجال الإدارة (management coaching)؟

1. الكوتشينغ والإدارة:

توجد مجموعة متنوعة من أساليب الإدارة المختلفة، ولكن من السهل الوقوع في فخ تفويض المهام بدلاً من ممارسة الكوتشينغ، حيث تُعرَّف الإدارة عادةً بأنَّها دور توجيهي وسلطوي للإشراف على الموظفين وتوجيههم لتحقيق نتائج محددة، كما يختلف الكوتشينغ عن الإدارة، ولكن يمكِن أن يُستخدَم كنهج فاعل لعملية الإدارة.

على الرغم من أنَّ أهداف الكوتشينغ تشبه أهداف الإدارة، إلا أنَّ نهج الكوتشينج يُركِّز كثيراً في مساعدة الموظفين على تطوير مهاراتهم في التفكير النقدي من خلال التعلم؛ بمعنىً آخر، يتمحور الكوتشينغ حول فكرة إرشاد الموظفين وليس إخبارهم بما يجب عليهم القيام به.

شاهد بالفيديو: أهداف التدريب

2. أهمية الكوتشينغ للموظفين:

إنَّ لاعتماد نهج الكوتشينغ فوائد كثيرة؛ حيث يُطوِّر - مساعدة الموظفين على الخروج بحلول للتحديات التي تواجههم - مهاراتهم في حل المشكلات حتى يتمكنوا من مواجهتها بصورة أفضل في المستقبل، ويُزوِّدهم ذلك بالأدوات اللازمة للتعامل مع المشاريع الكبيرة بصورة متزايدة، بدلاً من بقائهم على وضعهم، والتقدم داخل الشركة، وبينما يساعد هذا الأمر الأفراد على النمو والمشاركة، إلا أنَّه يفيد الشركة أيضاً عن طريق خلق المزيد من الخبرات المحددة والاحتفاظ بالموظفين بصورة أفضل.

3. أُطُر عمل الكوتشينغ:

توجد مجموعة متنوعة من الأطر لمساعدة المديرين على تَعلُّم أساسيات الكوتشينغ، وعلى الرغم من أنَّ هذه المقالة غير مُصمَّمة للتعمق في أي من هذه الطرائق، إلا أنَّنا نُقدِّم لك بعضاً منها لتبدأ ببرنامج تدريبي واسع:

  • نموذج "غرو" (The GROW model)، والذي يُعد اختصاراً للمكونات الأساسية التالية: الهدف (Goal)، والواقع الحالي (current Reality)، والعقبات (Obstacles) وطريقة المضي قدماً (Way forward).
  • نموذج "ذا أوسكار كوتشينغ" (The OSKAR Coaching Framework): هو نموذج تدريب شائع يسمح لك بالتركيز على حل المشكلات بدلاً من التركيز على المشكلات نفسها، ويُمثِّل النتيجة (Outcome)، والمقياس (Scale)، والمعرفة العملية (Know-how)، والتأكيد مع اتخاذ الإجراء (Affirm + Action)، والمراجعة (Review).
  • التعلم المُصغَّر (Micro-learning): ويمثل الأنشطة اليومية القصيرة والتكرار المتباعد والتعلم التجريبي.

5 مهارات كوتشينغ للمديرين:

سواء كنت مستعداً لتطبيق برنامج تدريبي رسمي للكوتشينغ في مجال الإدارة، أم لم تكن مستعداً لذلك، تبقى المهارات الأساسية ثابتة عبر جميع المناهج وهي متاحة لك كموارد، ولقد حدَّدنا في هذا المقال خمسة أساليب أساسية لمساعدتك على استخدام مبادئ الكوتشينغ الرئيسة في منظمتك.

إقرأ أيضاً: الكوتشينغ: كلمات الحكمة التي تعلمنا دروساً أساسية في الحياة

1. طرح الأسئلة:

يضمن طرح الأسئلة شعور الأشخاص المساهمين بأنَّك تفهمهم، ويساعد على توضيح أفكارهم، ويساعدهم على تولِّي مسؤولية مشكلاتهمء وعندما ينتقل المديرون في نهجهم من مرحلة إيجاد الحلول إلى مرحلة الكوتشينغ، يصبح الموظفون قادرين على تحديد الحلول الممكنة بأنفسهم بدلاً من مجرد القيام بما يقال لهم؛ فاطرح أسئلة مفتوحة تجعل فريقك يشعر بأنَّه أكثر انخراطاً في عملية صنع القرار.

2. الإصغاء الفعال:

لا يمكِن للمديرين الإصغاء إذا كانوا هم مَن يتحدثون دائماً؛ لذا يجب تخصيص مساحة للموظفين لتولِّي دفة الحديث. أنصِت إلى ما يقوله الموظفون الذين يعملون لديك، وتجنَّب تشتيتهم، وراقِب إشاراتهم وتلميحاتهم، وأصغِ بفاعلية من خلال التركيز على ما يُقال بدلاً من التركيز على أفكارك الداخلية؛ سيساعد هذا الأمر على بناء علاقات عميقة بين المديرين والموظفين مما يؤدي إلى زيادة التأثير في جميع أجزاء المنظمة.

3. تعزيز عقلية النمو:

عزِّز عقلية النمو ضمن فريقك من خلال طرح أسئلة تُركِّز على سير العملية بدلاً من التركيز على النتائج النهائية، وكن فضولياً وتمسَّك برأيك لخلق بيئة تساعد الجميع على التعلم والاستكشاف بصورة مريحة، حيث يتيح هذا الأمر للأشخاص المساهمين صقل مهاراتهم في التفكير النقدي وتهيئتهم لاتخاذ قرارات أفضل بينما يحتاجون القليل من التوجيه في المستقبل.

4. التطوير المهني:

افهم الأهداف المهنية للموظفين الذين يعملون لديك، وحدِّد الفرص المتاحة لإعطائهم المشروعات التي يمكِن أن تساعدهم في تحقيق تلك الأهداف، وابحث عن فرص تساعد على تقدُّم الموظفين في الشركة، واستخدِم الاجتماعات الشخصية المنتظمة كفرصة لتتبُّع تَقدُّم الموظفين والتعرُّف إلى إنجازاتهم.

إقرأ أيضاً: كيف يختلف الكوتشينغ حول العالم؟

5. تحسين الذات:

أفضل طريقة للمدير ليصبح كوتشاً جيداً هي الاستمرار في التعلم وتطوير نفسه، بغضِّ النظر عن مستوى خبرتك، يوجد دائماً فرص لتطوير مهاراتك، وفي عالم العمل المتطور باستمرار، من الهام أن يبقى المديرون على اطِّلاع دائم بهذه الفرص لتحسين ذاتهم؛ سواءً بدأتَ بفرص تعلُّمٍ بسيطة يومية، أم ببرنامج تدريبي أكبر، كما ينبغي أن يتعلم المديرون الجيدون بصورة دائمة.

الكوتشينغ مفتاح الابتكار:

باستخدام عقلية الكوتشينغ، ستشهد مؤسستك المزيد من النمو والابتكار، وسيشعر الأفراد المشجَّعون على تقديم الحلول بدلاً من اتباع الأوامر، بالمزيد من الفخر في عملهم وسيدفعون مؤسستك إلى الأمام بطرائق جديدة وغير متوقعة. إنَّ مفتاح دعم الكوتشز الناجحين هو توفير تدريب سهل الفهم مع بعض التطبيق العملي، لتحظى بفريق ناجح قادر على توفير حلول لمشكلاته.

 

المصدر




مقالات مرتبطة