الشخصية السيكوباتية: تعريفها، وسماتها، وأسبابها، وطرق علاجها

نحن نتوقع دوماً أنَّ الشرَّ موجودٌ ولكن بحدود، ونضع في حسباننا احتمال اختبار خصلة شريرة مع شخصٍ ما؛ ذلك لأنَّ فكرة امتلاك الجميع قلباً طيباً ونية صافية تؤذي صاحبها في الكثير من الأحيان؛ لذلك فإنَّ من أفضل أنواع التعاملات أن تكون صادقاً وتتعامل مع الجميع بضمير حيٍّ ونية حسنة، مع توقعك لأنواع النتائج كافة من الآخرين، ووعيك أنَّ مقياس قيمك قد لا يتقاطع مع مقاييسهم، وأنَّ الكون مليء بمستويات الوعي المختلفة.



يقيك تحضيرك النفسي هذا من الوقوع في الكثير من الصدمات والمعاناة؛ ولكن مهما سعيت لأن تقي نفسك من العلاقات المؤذية، سيبقى هناك شخصيات خطيرة جداً لا ينفع معها التحضير النفسي؛ ذلك لأنَّ أفعالها غير متوقعة البتة، ولا تستطيع معها أن تختبر خصلة من خصال الشر، لأنَّك ستختبر الشر بذاته وكليته وكامل طاقته؛ ولعلَّ أخطر هذه الشخصيات "الشخصية السيكوباتية".

لقد جعلت هذه الشخصية الأشياء التي لا يمكن تصديقها حقيقة واقعة، وجمعت كلَّ الأفعال السيئة التي لا يمكن تصور جمعها، وكسرت كلَّ القواعد التي بدت أنَّها عصية عن التهشيم.

نعم، إنَّها شخصية شريرة بكلِّ معنى الكلمة، وقد وهبت نفسها لخدمة رغباتها وأهوائها وأحلامها اللامنطقية والسلبية، والتزمت التزاماً مطلقاً بتحقيق ما تريد، حتى وإن كلفها الأمر النيل من كرامة الآخرين وحرياتهم ومشاعرهم.

إنَّها لا تعرف معنى السعي، وتبرع في استغلال الآخرين والتلاعب بمشاعرهم للوصول إلى غايتها، وتعتقد أنَّ الكون كلُّه يدور حول ذاتها فقط، وتكون مستعدة دوماً للتضحية بأقرب الناس لها في سبيل مصالحها الشخصية؛ فهي الشخصية الأكثر بعداً عن الإنسانية، وهي شيطان بهيئة بشر، وتؤمن إيماناً مطلقاً بكلِّ ما هو سلبي ومؤذٍ وعدواني، وتتبنى مقولة "أنا ومن بعدي الطوفان".

لعلَّ من بين أكبر تحديات الحياة أن يتقاطع طريقك مع شخصية سيكوباتية، والأسوأ أن يكون قد حدث ذلك بالفعل، لكنَّك لا تدرك أنَّك عالق في شراك شخص سيكوباتي؛ لذا اخترنا أن نعرِّفك اليوم بكلِّ ما يخص الشخصية السيكوباتية، وصفات الشخصية السيكوباتية، وكيفية التعامل معها.

ماهي الشخصية السيكوباتية؟

اضطراب الشخصية السيكوباتية هو اضطرابٌ نفسيٌّ يكون صاحبه معادياً للمجتمع وكارهاً له، بحيث يُسقِط كلَّ أمر سلبي يتعرض إليه في حياته على المجتمع والظروف، ولا يكون قادراً على التحكم بانفعالاته ورغباته، ويفعل أيَّ أمر سيء للحصول على ما يحتاجه، ولا يأبه بمشاعر أحد؛ فهو مستعد للتعدي على حريات الناس وحقوقهم وممتلكاتهم في سبيل الوصول إلى غاياته.

من صفات الشخصية السيكوباتية أنَّه شخص عنيف جداً، ومحترف في النصب والاحتيال والتجسس والكذب والنفاق، وغيور وحاسد جداً، ومؤذٍ للآخرين.

تعريف الشخصية السيكوباتية:

تتداخل عديد من خصائص الاعتلال النفسي مع أعراض اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، وهي حالة صحية عقلية أوسع تستخدم لوصف الأشخاص الذين يتصرفون بشكل مزمن ويخالفون القواعد الاجتماعية، إلا أنّ عددًا صغيرًا فقط من الأفراد المصابين باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع يعتبرون مختلين عقليًا أو أشخاصاً سيكوباتيين، وعليه يمكن تعريف الشخصية السيكوباتية بأنها تلك التي تتمتع بالأنانية، والتي تقوم بسلوكيات معادية للمجتمع، إضافة إلى أنها تتميز بعدم الندم على ما تصدر عنها من أفعال، إضافة إلى غياب التعاطف مع الآخرين؛ إذ غالبًا ما تكون الميول الإجرامية.

معنى السيكوباتية في علم النفس:

السيكوباتية من وجهة نظر علم النفس هو اضطراب نفسي يتميز عن غيره بمجموعة من الصفات وهي:

  • السلوك الذي يتعارض مع الأعراف الاجتماعية.
  • تجاهل أو انتهاك حقوق الآخرين.
  • عدم القدرة على التمييز بين الصواب والخطأ.
  • صعوبة إظهار الندم أو التعاطف.
  • الميل إلى الكذب في كثير من الأحيان.
  • التلاعب بالآخرين وإيذائهم.
  • المشاكل المتكررة مع القانون.
  • تجاهل عام للسلامة والمسؤولية.
  • التعبير عن الغضب والغطرسة بشكل منتظم.

يمعنى مختصر يمكن أن نقول أن السيكوباتية تعني أن هناك استجابات عاطفية ناقصة، ونقص في التعاطف مع الآخرين، وعدم وجود ضوابط سلوكية للأفعال السيئة، مما يؤدي إلى انحراف السلوك عند الشخص السيكوباتي ليكون سلوكاً عدائياً تجاه الآخرين.

 تشير الأبحاث المتراكمة إلى أن السيكوباتية تتبع مسارًا تنمويًا له تأثيرات وراثية قوية، مما يؤدي إلى تأثيرات ضارة على الشبكات الوظيفية المنتشرة، لا سيما داخل المناطق المشلولة في الدماغ. في حين أن التدخلات العلاجية التقليدية التي يتم إدارتها بشكل شائع في السجون ومؤسسات الطب الشرعي كانت غير فعالة بشكل ملحوظ في مكافحة هذه النتائج؛ لذا فإن الاستراتيجيات البديلة والصحيحة تكون من خلال فهم هذه العقبات النفسية العصبية المحددة للنمو الصحي، والتي تستهدف الأفراد الأصغر سنًا الذين يعانون من أعراض الاعتلال النفسي الوليدة. وهذا ما يقوم به حالياً باحثو الطب النفسي الحديث لفهم مسار السيكوباتية، وفهم الشخصيات التي يمكن أن تصاب بمثل هذا الاعتلال، مما يعزز امتلاك استراتيجيات ناجعة للتدخل الصحيح في أثناء المعالجة.

الشخصية السيكوباتية في الإسلام:

إن السلوكيات التي يقوم بها الشخص السيكوباتي تتنافى بكل تأكيد مع جميع التعليمات التي جاءت في رسالة الإسلام، فقد حضّ الإسلام الفرد على أن يكون شخصاً مفيداً لنفسه أولاً وللآخرين الذين يعيشون معه في البيئة المحيطة، بل وتوسع الأمر ليكون الفرد مفيداً للإنسانية كلها، ولهذا فإن سمات الشخصية السيكوباتية تتنافى قولاً وفعلاً عن سمات الشخص المسلم، ووفق المفهوم الإسلامي، لا يمكن تقبل الشخصية السيكوباتية، ولكن من باب الأخذ بالأسباب والتزاماً بالإسلام فقد وجب على كل فرد منا أن يعمل على مساعدة الشخص السيكوباتي للخروج والشفاء من هذا الاعتلال النفسي، من خلال اللجوء إلى أهل الخبرة من أطباء نفسين ومعالجين مختصين في هذا المجال لتصحيح سلوك الشخص السيكوباتي وإعادته إلى جادة الصواب. ومن هنا أود تسليط الضوء على موضوع في غاية الأهمية أشارت له كل كتب الإسلام الفقهية وهي التركيز على تنشأة الأطفال نشأة صحيحة في ظروف أسرية تضمن عدم الانحراف الأخلاقي والسلوكي للطفل وتهيأته ليكون إنساناً مفيداً وصالحا لنفسه وللآخرين.

أنواع الشخصيات السيكوباتية:

في كثير من الأحيان يمكن لنا أن نسمع كلمة مختل عقلي، أو كلمة مجنون أو مريض نفسي، إلا أنه نادراً ما نسمع كلمة شخص سيكوباتي، ولكن ماذا لو قلت لك أن الأشخاص السيكوباتيين كثيراً ما يمكنهم الاندماج بسهولة في حياتنا، كما أنهم يبدون أشخاصاً طبيعيين تماماً، إلا أنهم في حقيقة الأمر يعانون من اضطراب في شخصيتهم وهذا الاضطراب هو اضطراب مرضي خطير لأنه لا يظهر لجميع الناس بشكل عام، ويقول الدكتور كريج نيومان خبير الاعتلال النفسي، وأستاذ علم النفس في جامعة شمال تكساس أن جميع الأشخاص السكوباتيين لديهم صفات متشابهة وهي:

  1. إنهم مخادعون ومتلاعبون أو نرجسيون.
  2. إنهم عدوانيون وقد يكون لديهم تاريخ أو ميل نحو السلوك الإجرامي.
  3. يمتلكون قسوة في التعامل من دون رحمة، ولا يظهرون أي ندم، ويستمدون المتعة من رؤية الآخرين يتأذون.
  4. إنهم مندفعون، ولا يهتمون كثيرًا بعواقب أفعالهم، وقد يستخدمون مواد غير قانونية.

لدينا نوعان للشخصية السيكوباتية، هما:

  1. السيكوباتي العدواني: يكون شخصاً عنيفاً ومؤذياً، ويتعامل مع الناس بأسلوب فظ، ويستخدم القوة والتسلط في تعامله مع الآخرين.
  2. السيكوباتي المبدع: يعدُّ من أذكى المخلوقات على وجه الأرض، وصاحب كاريزما، ومؤثر جداً في الناس، وقادر على جذب ما يريد بأخبث الطرائق، ويرتدي ثوب التقوى؛ لكنَّه شيطانٌ من الداخل.

شاهد بالفيديو: صفات الشخصية العدوانية وكيفية التعامل معها

ماهي صفات الشخصية السيكوباتية؟

تبدأ بوادر اضطراب الشخصية السيكوباتية في الظهور منذ مراحل الطفولة، وتأخذ الشخصية شكلها الأعمق والأقوى في مرحلة المراهقة، وتنضج تماماً في عمر 18 سنة، وفيما نتعرّف على أبرز سمات الشخصية السيكوباتية.

ولكي نشخص اضطراب السيكوباتية لدى شخص ما، يجب أن نلحظ فيه كلَّ هذه السمات مجتمعة:

1. الكذب المستمر:

يميل السيكوباتي إلى الكذب المستمر؛ فهو محترف فيه، وتجده يكذب دون أن تظهر عليه علامات الكاذب إطلاقاً.

قد يكذب السيكوباتي للتهرب من مسؤوليته بخصوص أمر ما، أو لإخفاء خطئه وإلحاقه بشخص آخر، مسبباً بذلك أذية له.

2. الإدمان:

تظهر علامات الإدمان على السيكوباتي بدءاً من أيام المراهقة، فتجده يدخن بشراهة، أو يتعاطى المخدرات والكحول، وقد يسرق أهله في سبيل الحصول على المواد التي يدمنها.

3. الفشل وعدم المسؤولية:

رغم مظهره القوي، لكنَّه شخص كسول، وغير قادر على الالتزام بشيء؛ فهو مراهق طائش لا يأبه بدراسته، ويتغيب عن دروسه؛ كما أنَّه طالب عنيف مع أصدقائه، حيث يضربهم ويسبب لهم الأذى، وقد يتعدَّى على مدرسيه في بعض الأحيان.

يستغل السيكوباتي -بعد عمر الـ 18 سنة- الآخرين بطريقة أكبر للوصول إلى غاياته؛ وإن التحق بعمل ما، فلا يوليه أيَّ التزام؛ فهو غير أمين، وضميره ميت، ولا يعرف معنى المسؤولية واحترام العمل.

4. القرارات السريعة ذات النتائج الكارثية:

لا يدرس السيكوباتي قراراته، ولا يأبه بنتائجها؛ فهو يقرر بسرعة وحسب، ولا يتحمل مسؤولية النتائج الكارثية التي يمكن أن تحل بعائلته بعد قراره ذاك.

إقرأ أيضاً: 7 طرق هامة لإتقان عملية اتخاذ القرار

5. كسر القواعد وإيذاء العائلة والابتزاز:

لا يسمع المراهق السيكوباتي نصائح أمه، ويتمرد على سلطة والده؛ فهو كائن مسيطر يعشق التحكم بالآخرين، ولا يمانع ابتزاز أهله مالياً، ويميل إلى كسر القواعد.

يتعامل السيكوباتي العدواني بطريقة مكشوفة، وقد يعرِّض نفسه إلى الملاحقة القانونية؛ في حين يميل السيكوباتي المبدع إلى اتباع طرائق ملتوية في منتهى الذكاء، بحيث لا ينتبه إليه أحد.

6. حب السيطرة والتلاعب بالآخرين:

يعشق السيكوباتي السيطرة؛ لذا إن كان في علاقةٍ مع أحد، فسيسعى إلى فصله عن كلِّ المحيطين به ليتمكن من السيطرة التامة عليه.

من جهة أخرى، يعيش السيكوباتي على حساب الآخرين، فلا يضيع أيَّ فرصة يستطيع أن يستغل فيها الآخرين أو يبتزهم أو يحتال عليهم؛ وهو أناني وحاقد جداً، ولا يعرف معنى الحب، ويتعامل مع الناس على أنَّهم أدوات للوصول إلى غاياته.

7. الخيانة:

لا يملك السيكوباتي نضجاً انفعالياً، ويكون عبداً لرغباته وشهواته، فتجده دائم الانتقال من علاقة إلى أخرى، سواء أكان عازباً أم متزوجاً؛ فلا يراعي القيم الأخلاقية ولا مشاعر الآخر، ولا يعرف إلَّا شهوته، ولا يرغب إلَّا في إشباعها.

8. الإسقاط وغياب الأهداف:

لا يملك السيكوباتي أهدافاً واقعية، ولا يملك خطة للمستقبل؛ فقد يخطط لهدفٍ خياليٍّ ويفشل في تحقيقه، بسبب كونه غير واقعي ولا يتناسب مع مؤهلاته؛ ولكنَّه عوضاً عن الاعتراف بذلك، يبدأ توجيه اللوم إلى المجتمع، متهماً إياه بأنَّه السبب في كلِّ فشله.

إقرأ أيضاً: كيف تحقق أهدافك بشكل فعلي؟

9. عدم الاعتذار وقلب الحقائق:

لا يعتذر السيكوباتي مطلقاً، ولا يشعر بالذنب؛ فإن حاولت إثارة عواطفه ولومه على تصرفاته السلبية معك، فلن يستجيب لك، وسيجعلك المذنب بحقه، وقد ينتهي الحديث باعتذارك منه؛ إذ إنَّه محترف في قلب الحقائق رأساً على عقب.

لكن ومن جهة أخرى، إن شعر السيكوباتي المبدع أنَّ الأمور لا تسير في مصلحته، سيلجأ إلى تمثيل دور البراءة، ولن يتردد في الاعتذار بشدة من الطرف الآخر؛ وذلك لكي يحكم قبضته على الأمور من جديد.

10. الأذى والتخريب:

يتبنى السيكوباتي الأذى والتخريب، ويستوطن الشر في دمه، فتجده عاشقاً لتخريب الممتلكات العامة.

ما أسباب تكوُّن الشخصية السيكوباتية؟

1. الاستعداد الوراثي:

تزداد نسبة استعداد الشخص للإصابة باضطراب الشخصية السيكوباتية إن كان لديه أقارب من الدرجة الأولى مصابون بهذا الاضطراب.

2. التربية القاسية:

تعدُّ التربية القاسية والعنيفة عاملاً أساسياً في خلق شخص معادٍ للمجتمع.

3. حرمان الحنان:

يؤدي حرمان الطفل من أمه في أول ستة أشهر من حياته إلى زيادة احتمال إصابته باضطراب الشخصية السيكوباتية.

4. تجارب قاسية:

يؤدي تعرض الطفل إلى تجارب قاسية في طفولته، كالظلم الشديد، وحوادث الاغتصاب أو التحرش الشديدة والمتكررة؛ إلى زيادة احتمال إصابته بهذا الاضطراب.

إقرأ أيضاً: العلاقات السامة: تعريفها، وعلاماتها، وطرق التعامل مع الشخصية السامة

ما علاج الشخص السيكوباتي؟

  • على الأهل أن يتَّبعوا أسلوب التهديد مع السيكوباتي في حال تماديه، كأن يهددوه بتبليغ الجهات المختصة عنه في حال ارتكابه أشياء غير مسؤولة.
  • على الأهل عدم إعطاء الثقة له، وعدم تصديق وعوده؛ فهو محترف في تمثيل دور البراءة.
  • على الأهل الابتعاد عنه أحياناً؛ وذلك لكي يشعر أنَّهم قادرون على التخلي عنه بأيِّ لحظة، وأنَّه لم يعد هو المسيطر.
  • على الأهل أن ينصحوه بطريقةٍ غير مباشرة، كأن يقرؤوا كتاباً إنسانياً بصوت عال، ويدعونه إلى الذهاب معهم إلى نشاطٍ خيريٍّ يقومون به.
  • على الأهل مناقشته باللغة العقلانية التي يفهمها، كأن يقولوا له: "إن استمريت على هذه التصرفات السلبية؛ فستخسر منصبك وأموالك".
  • على الأهل معرفة أنَّ هذا الاضطراب خطيرٌ جداً، ويستلزم دائماً العلاج عند طبيبٍ نفسيٍّ مختص؛ حيث يتضمن العلاج أدوية نفسية غالباً.
  • أمَّا بالنسبة إلى من يملك شريكَ حياةٍ سيكوباتياً، فعليه الانفصال عنه بأسرع وقت، مع أخذ الأولاد في حال وجودهم؛ فهذه العلاقة مدمرة جداً بالنسبة إليهم.
  • على كلِّ من يملك في حياته شخصاً سيكوباتياً الحذر الشديد منه، ومحاولة الابتعاد عنه ما أمكن.
  • عدم التفكير في الانتقام منه، ذلك لأنَّه سيؤذيك حينئذ بشكل لن تتصوره مطلقاً؛ بالإضافة إلى أنَّ الرغبة في الانتقام تحمل مشاعر سلبية ومدمرة لصاحبها.
إقرأ أيضاً: أسئلة تحليل الشخصية في علم النفس

لذا، علينا وقاية أطفالنا من هذا الاضطراب من خلال:

  1. مراقبة سلوكات أطفالنا؛ فإن ظهر فيها العنف، علينا معرفة سببه. قد تكون  قلة الحنان والاهتمام سبباً للعنف، أو وجود علاقة مشوهة وعنيفة بين الأبوين، أو وجود تمييز بين الأولاد.
  2. زرع حب الله في قلب الطفل منذ سنواته الأولى، على أن يرى أبواه يجسدان القيم الإنسانية في تعاملاتهما مع الآخرين.
  3. تدريب الطفل على تحمل المسؤولية، بحيث يعي حقوقه وواجباته، ويتحمل لوحده نتائج قراراته.
  4. تعليم الطفل ثقافة العطاء ومساعدة الآخرين، وعدم ربط المكافأة بالمال دوماً، بل تقديم مكافأة معنوية أو هدية له؛ بحيث يبتعد بذلك عن الابتزاز وربط كلِّ شيء بالمال، وعشق الأخذ فقط.
  5. يتعلم الطفل من السلوكات؛ لذلك كونوا قدوة حسنة لأطفالكم في كلِّ شيء، واطلعوا على كلِّ أساليب التربية الحديثة؛ فأطفالكم أمانة في أعناقكم، ويستحقون منكم السعي وبذل الجهد في تربيتهم تربية سليمة وصحية.

أسئلة شائعة:

1. من ماذا يخاف السيكوباتي؟

الخوف لا يعرف الطريق إلى قلب السيكوباتي فلا يهتم للقوانين ولا لتهديد شخص فهو لا يخاف من نتائج أعماله.

2. ما هي نقاط ضعف الشخصية السيكوباتية؟

الشخصية السيكوباتية بالرغم من صفاتها السيئة والخطيرة إلا أنها تمتلك نقاط ضعف كغيرها من الشخصيات، فيما يلي أبرز نقاط ضعف تلك الشخصية:

  • الوحدة: يشعر بها الشخص السيكوباتي نتيجة ابتعاد الآخرين عنه وتجنب التعامل معه خوفاً من سلوكه العدواني فيشعر السيكوباتي بحاجته للإنسانية كما أنه شخص لا يظهر شخصيته الحقيقة للآخرين بل يميل للتمثيل دائماً وهذا ما يجعله ينعزل ليحتفظ بصورته الحقيقية لنفسه.
  • تكرار الأخطاء: لأنه شخص يصعب عليه التعلّم من أخطاء الماضي لذلك يقع في الخطأ نفسه أكثر من مرة.
  • الماضي: يمتلك الشخص السيكوباتي ماضي سيء غالباً لا يرغب بتذكره أو التحدث عنه.

3. هل هناك فرق بين النرجسي والسيكوباتي؟

يتم الخلط بين الشخص السيكوباتي والنرجسي لوجود بعض الصفات المشتركة بينهما ولكن يوجد فروق تجعلنا نميز بينهما، أبرزها ما يلي:

  • الشخص النرجسي يطبق العنف النفسي على الآخرين بينما السيكوباتي يطبق العنف الجسدي واللفظي أيضاً.
  • الخوف يوقف النرجسي عند حد معين من الإيذاء بينما السيكوباتي لا يخاف.
  • النرجسي يتصف بالثبات الانفعالي غالباً بينما السيكوباتي مندفع وعصبي وكثير الكلام.
  • هدف النرجسي من العلاقات العاطفية إثبات جاذبيته وحصوله على التقدير بينما السيكوباتي هدفه جنسي فقط، وعند انفصال النرجسي عن شريكه العاطفي يمنعه الكبرياء من العودة بينما السيكوباتي يعود بهدف الانتقام.

الخلاصة:

ختاماً وبعد أن تعرّفنا على صفات الشخصية السيكوباتية، حافظوا على فلذات أكبادكم، فالمنزل هو بداية كلِّ بذرة خير أو شر في الحياة؛ لذلك اتقوا الله في تربيتكم لهم، واسعوا إلى جعلهم أصحاء نفسياً وجسدياً، وأغدقوهم بالحب والدفء والحنان، وترجموا لهم القيم الإنسانية في سلوككم اليومي معهم.

المصادر: 1، 2




مقالات مرتبطة