Annajah Logo Annajah Logo
الدخول التسجيل

تصفح مجالات النجاح

  • مهارات النجاح

  • المال والأعمال

  • الصحة النفسية

  • الإسلام

  • اسلوب حياة

  • التغذية

  • التطور المهني

  • طب وصحة

  • تكنولوجيا

  • الأسرة والمجتمع

  • أسرار المال

  1. مهارات النجاح
  2. >
  3. التطوير الشخصي

التسليم ليس استسلاماً: كيف يحرّرك الإيمان من وهم السيطرة؟

التسليم ليس استسلاماً: كيف يحرّرك الإيمان من وهم السيطرة؟
التطور الشخصي السيطرة التسليم
المؤلف
Author Photo لطيفه الهاشمي
آخر تحديث: 19/11/2025
clock icon 6 دقيقة التطوير الشخصي
clock icon حفظ المقال

رابط المقال

نسخ إلى الحافظة

هل سبق أن شعرت بالإرهاق رغم بذل جهدك كلّه في مشروع، لتتبدل معطيات السوق فجأةً وتنهار خططك؟ هذا ما يحدث عندما نخلط بين ما نستطيع التحكم به وما هو خارج سيطرتنا.

المؤلف
Author Photo لطيفه الهاشمي
آخر تحديث: 19/11/2025
clock icon 6 دقيقة التطوير الشخصي
clock icon حفظ المقال

رابط المقال

نسخ إلى الحافظة

فهرس +

سنكشف، في مقالنا هذا، كيف يُحرّر التسليم الواعي طاقة الفعل، مركزاً الجهد على الأسباب القابلة للتحكم، ومخففاً التعلق بالنتائج التي لا يمكننا التحكم بها. كما سندعم الطرح بأبحاث "علم النفس التطبيقي" (ACT)، ونقدّم خطوات عملية لتطبيقه يومياً في بيئات العمل التنافسية.

حقيقة التسليم: قوة هادئة لا استسلام

عندما يسمع البعض كلمة "تسليم"، يتبادر إلى أذهانهم فوراً صورة الاستسلام، ورفع الراية البيضاء، والانسحاب من ميدان المنافسة. لكن التسليم الذي نتحدث عنه هنا هو العكس تماماً. "التسليم الواعي" هو التزام صارم وذكي بالأسباب التي تقع ضمن دائرة تحكمك المباشر، مصحوباً بهدوء ومسؤولية تجاه النتائج التي تقع خارجها.

ويعني هذا أيضاً أن تزرع أفضل بذرة تملكها، بأفضل طريقة تعرفها، في أفضل أرض اخترتها، ثم تسقيها وترعاها. أما متى ستنبت؟ وكم ستثمر؟ فهذا يخضع إلى عوامل أخرى (كالطقس، وجودة التربة العميقة) والتي تتجاوز قدرتك المباشرة.

يُعد هذا التمييز، بين "ما هو تحت سيطرتك الآن" و"ما يتجاوزها"، جوهر ما يسميه علم النفس "القبول والالتزام" (ACT). فعندما تتقبٍّل أنّك لا تتحكم بالنتيجة بنسبة 100%، تحرّر عقلك من القلق الزائد، وتتيح له التركيز بجودة أعلى على المهمة التي بين يديك. يحسّن هذا بحد ذاته الأداء ويقلّل التوتر؛ لأنّه ينقل المعركة من الخارج (محاولة ضبط ما لا يُضبط) إلى الداخل (إتقان ما تستطيع فعله).

شاهد بالفيديو: 8 أمور يجب القيام بها عندما ترغب في الاستسلام

لماذا يعمل؟ أدلة تُقنع العقل وتُطمئن القلب

"يتطلب السلام منّا أن نتخلى عن أوهامنا بالسيطرة" - جاك كورنفيلد.

لا يُعد هذا المفهوم مجرد فكرة نظرية، بل هو مدعوم بقيمنا الإيمانية الراسخة وبأبحاث علمية حديثة. كما ويجمع بين حكمة الماضي ودقة الحاضر، ليقدم لنا خارطة طريق واضحة نحو أداء أفضل وطمأنينة أعمق. وتتوضّح هذه الخارطة بالتالي:

1. التوكّل لا ينافي السعي

يُعرف هذا المفهوم في ثقافتنا وقيمنا بـ "التوكّل". والمتوكل الحقيقي ليس من يجلس منتظراً، بل هو "من ألقى الحبة في التراب ثم توكل". فالتوكل هو قمة "الأخذ بالأسباب". ومثال ذلك عندما سُئل النبي ﷺ عن الرجل الذي يترك ناقته بلا رباط قائلاً: "أأعقلها وأتوكل، أم أطلقها وأتوكل؟"، كان الجواب حاسماً: "اعقلها وتوكل". وعليه، يبدأ التسليم الواعي (التوكل) بفعل "اعقلها" (الأخذ بالسبب)، ثم يسلّم نتيجة (حفظها) لله. وينسف هذا تماماً الخلط الشائع بين الرضا الهادئ والتواكل الكسول؛ إذ يأمرنا الله، سبحانه وتعالى، بالسعي أولاً: {وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ} - [الأنفال: 60]. ويمثّل هذا "الإعداد" جوهر التركيز على الأسباب.

2. علم النفس التطبيقي (ACT)

تُظهر المراجعات العلمية المنهجية لـ "علاج القبول والالتزام" (ACT) أنّه فعّال جداً في خفض مستويات القلق والاحتراق الوظيفي، خصوصاً في بيئات العمل الضاغطة، وذلك لأنّه يدرب الأفراد على "المرونة النفسية"؛ أي القدرة على تقبّل المشاعر والأفكار المزعجة (مثل القلق من الفشل) دون أن تسيطر عليهم، ثم الالتزام بالفعل المنظّم المتوافق مع أهدافهم. وهذا بالضبط ما يحتاجه الموظف الذي يعمل في بيئة مرهقة؛ فهو لا ينكر الضغط، لكنّه لا يدع الضغط يوقفه عن العمل الصحيح.

3. انحياز وهم السيطرة

منذ السبعينيات، أوضحت أبحاث علم النفس الكلاسيكية التي أجرتها "إلين لانغر" ما يُعرف بـ "انحياز وهم السيطرة". وهو ميلنا البشري إلى المبالغة في تقدير قدرتنا على التحكم بنتائج معقدة أو عشوائية. هل سبق أن ضغطت على زر المصعد مراراً وتكراراً ظانّاً أنّ هذا سيسرّع وصوله؟ هذا مثال بسيط على وهم السيطرة. وفي الإدارة، يتجسد هذا الوهم في محاولة ضبط كل تفصيل في السوق، أو التحكم في مزاج كل عميل، مما يؤدي إلى تبدد الموارد وإرهاق الأعصاب في ملاحقة ما لا يُضبط. إدراك هذا الوهم هو الخطوة الأولى لإعادة توجيه الجهد نحو المدخلات الواقعية التي نملكها فعلاً (جودة المنتج، خدمة العملاء، تدريب الفريق).

اعتراضات السوق: أين يتخفّى وهم السيطرة؟

يبرز هنا أكثر اعتراض شيوعاً، وخاصةً لدى المديرين الذين ينتمون إلى ثقافة التنافس الشديد ويركزون على النتائج قبل كل شيء. يرى هؤلاء أنّ الحديث عن القبول أو التسليم قد يؤدي إلى ضعف الدافع وتراجع الأداء؛ إذ يرون أنّ بيئة السوق القاسية لا تحتمل التراخي أو الهدوء. غير أنّ هذا التصوّر، رغم منطقيته الظاهرية، يستند إلى فهم خاطئ لمفهوم التسليم؛ إذ غالباً ما ينشأ في بيئات تُقاس فيها القيمة بالأرقام فقط، دون الالتفات إلى الأثر الإنساني والنفسي الذي ينعكس في النهاية على جودة النتائج نفسها.

إليك تالياً أبرز المعتقدات الخاطئة في هذا السياق:

  • التركيز على الأسباب يخفض سقف الطموح: يتمحور الخوف هنا حول فكرة أنّ الاهتمام بالعملية بدلاً من الجائزة النهائية سيجعل الفرق أقل طموحاً.
  • من دون مطاردة الأرقام النهائية، تضيع المحاسبة: يظن البعض أنّه لا يمكن تحقيق المساءلة إلا من خلال ربطها بالنتائج النهائية القابلة للقياس (KPIs)، وأنّ أي شيء آخر هو تهاون.
  • السوق سريع، ولا وقت للهدوء: هناك قناعة بأنّ الهدوء النفسي والقبول يتعارضان مع السرعة والحسم المطلوبين في بيئة الأعمال الحديثة.

حقيقة التسليم

تفنيد ذكي: طموح أعلى بقلقٍ أقل

لا يعني التسليم الواعي التخلّي عن الواجب أو التنازل عن الطموح، وإنّما يهدف إلى تنقية الدافع من القلق والتعلق المرهق بالنتائج؛ إنّه انتقال من الانشغال بالمآلات إلى التركيز على الخطوات الواقعية التي تزيد من احتمالات النجاح. يتوجه الجهد، في هذا النهج، نحو ما يمكن التحكم به، مثل: جودة العمل اليومي، لا تقلّبات السوق أو الظروف الخارجة عن الإرادة. وهكذا، يبقى الطموح حاضراً في صورته الناضجة؛ طموح يسعى بثبات واتزان، دون استعجال النهايات أو محاولة دفعها لتتحقق قبل أوانها.

يمنح هذا التحول الإنسان فاعليةً أعلى؛ لأنّ طاقته تُصرف في الاتجاه الصحيح، ويمنحه أيضاً طمأنينةً أعمق تنبع من يقينه بأنّه أدى واجبه الكامل، وأنّ النتائج تسير وفق نظام إلهي دقيق. وقد ورد في قوله تعالى: {فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ} - ‏[آل عمران: 159]، ما يوضح هذا التوازن بين الأخذ بالأسباب والتسليم للنتائج. وهكذا، يصبح التسليم الواعي مصدر طاقة فعل نقية، وخالية من اضطراب القلق، وهو ما تحتاجه الفرق الطموحة في البيئات التنافسية للحفاظ على أدائها المرتفع واستقرارها النفسي، كما تشير أبحاث (ACT).

إقرأ أيضاً: 5 علامات تدل على فقدانك السيطرة على حياتك

من الفكرة إلى الفعل: خطة تطبيق عملية

"إذا أردت السيطرة الحقيقية، فتخلَّ عن وهم السيطرة؛ دع الحياة تملكك. هي تفعل ذلك على أي حال، أنت فقط تروي لنفسك قصة أنها لا تفعل" - بايرون كاتي.

كيف نترجم هذا المفهوم إلى خطوات يومية في العمل؟ يتطلب الأمر ممارسةً واعيةً ومنظمة، سواء على المستوى الفردي أو ضمن الفريق. إليك بعض الخطوات العملية للبدء:

على المستوى الشخصي

على مستوى المدير والفريق

تمييز يومك بين "سبب" و"نتيجة"

خصص 5 دقائق في نهاية اليوم لتحديد ما يمكنك السيطرة عليه غداً (مثل جودة العرض) وما لا يمكنك السيطرة عليه (مثل مزاج العميل). ووجّه طاقتك بالكامل نحو ما تملك تأثيراً فيه، وتعامل بمرونة مع الباقي.

اجتماع التحكمات الأسبوعي

في بداية الأسبوع، ناقش مع الفريق عنصرين يمكن التحكم بهما (مثل جودة الرد على الشكاوى) وعنصرين خارج السيطرة (مثل عدد الشكاوى)، وضعوا خططاً بديلة للتعامل مع الاحتمالات.

تثليث القرار قبل الالتزام

قبل أية مهمة كبيرة، اسأل نفسك: لماذا الآن؟ كيف سنقيس الجودة؟ ومتى سنراجع التقدم؟ هذه الأسئلة تضبط الإيقاع وتمنع الاندفاع.

تغذية راجعة رحيمة

عند تقييم الأداء، ركّز أولاً على العملية لا النتيجة. كافئ الانضباط والجهد المبذول في الاتجاه الصحيح حتى لو لم تتحقق النتيجة الكاملة بسبب ظروف خارجة عن الإرادة.

مؤشر التعلّق بالنتيجة

راقب متى يتحول الطموح إلى توتر. عندما تلاحظ انتقالك من "الفعل" إلى "القلق على النتيجة"، أعد تركيزك إلى المهمة الحالية، وخفّف التعلّق مع الحفاظ على السعي.

سياسات تقلّل وهم السيطرة

اعمل على توضيح حدود التفويض، وتحديد مستويات مقبولة للمخاطر، مع توفير قنوات دعم نفسي ومؤسسي تعزّز الواقعية والاتزان في بيئة العمل.

حين تضبط الأسباب فتأتيك الثمار

يقوم مبدأ التركيز على الأسباب بدل النتائج على توجيه الجهد نحو ما يمكن التحكم به، دون استنزاف الطاقة في ما يتجاوز السيطرة. وقد طبّقت "هيئة كهرباء ومياه دبي" (DEWA) هذا المبدأ بذكاء في إدارة مواردها، فبدل ملاحقة أرقام الاستهلاك اليومية المتقلبة، والمتأثرة بعوامل خارجية كدرجات الحرارة وتغيّر الطلب، ركّزت على تحسين ما تملك زمامه، مثل: نظام إدارة منهجي، وعدّادات ذكية، وصيانة وقائية، وتدريب مستمر لفرق التشغيل.

جعل هذا التوجّه العوامل الخارجة عن السيطرة مراقَبة لا مهيمنة، فانعكست النتيجة في صورة أداء مستقر، وهدر أقل، وموثوقية عالمية أعلى. هكذا، يتجسّد التسليم الذكي: إحكام في السبب، واطمئنان تجاه النتيجة التي تأتي في وقتها الطبيعي.

إقرأ أيضاً: من ضحية إلى صانع قرار: اكسر وهم التحكم الخارجي

ختاماً، لا يُعد التسليم تراجعاً عن المنافسة ولا تبريراً للضعف، بل هو وعي بحدود السيطرة واتّزان في إدارة الذات. حين تُتقن ما بيدك وتقبل ما يتجاوزك بثقة، يتحول العمل إلى سعيٍ هادئ متزن، بعقلٍ منظم وقلبٍ مطمئن، يفعل ما عليه ويفوّض النتائج لمن بيده الأمر كله.

المصادر +

  • How Does Acceptance And Commitment Therapy (ACT) Work?
  • Langer's illusion of control and the cognitive model of disordered gambling

تنويه: يمنع نقل هذا المقال كما هو أو استخدامه في أي مكان آخر تحت طائلة المساءلة القانونية، ويمكن استخدام فقرات أو أجزاء منه بعد الحصول على موافقة رسمية من إدارة موقع النجاح نت

أضف تعليقاً

Loading...

    اشترك بالنشرة الدورية

    اشترك

    مقالات مرتبطة

    Article image

    التغاضي: القبول الجذري

    Article image

    معرفة الذات: ميزة أم مجرد وهم؟

    Article image

    للسيطرة على حياتك، تخلَّ عن السيطرة

    Loading...

    مواقعنا

    Illaf train logo إيلاف ترين
    ITOT logo تدريب المدربين
    ICTM logo بوابة مدربو إيلاف ترين
    DALC logo مركز دبي للتعلم السريع
    ICTM logo عضوية المدرب المعتمد ICTM
    EDU logo موسوعة التعليم والتدريب
    PTF logo منتدى المدربين المحترفين

    النجاح نت

    > أحدث المقالات > مهارات النجاح > المال والأعمال > اسلوب حياة > التطور المهني > طب وصحة > الأسرة والمجتمع > فيديو > الاستشارات > الخبراء > الكتَاب > أدوات النجاح نت

    مشاريع النجاح نت

    > منحة غيّر

    خدمات وتواصل

    > أعلن معنا > النجاح بارتنر > اشترك في بذور النجاح > التسجيل في النجاح نت > الدخول إلى حسابي > الاتصال بنا

    النجاح نت دليلك الموثوق لتطوير نفسك والنجاح في تحقيق أهدافك.

    نرحب بانضمامك إلى فريق النجاح نت. ننتظر تواصلك معنا.

    للخدمات الإعلانية يمكنكم الكتابة لنا

    facebook icon twitter icon instagram icon youtube icon whatsapp icon telegram icon RSS icon
    حولنا | سياسة الخصوصية | سياسة الاستخدام
    Illaf train logo
    © 2025 ILLAFTrain