الاستثمار الأمثل للوقت والزمن

إن أخطر مشكلة تواجه الأمم والأفراد هي مشكلة ضياع الأوقات، فذلك يعني ضياع الحياة، وكل فائت قد يُستدرك إلّا فائت الزمن ولذلك تذكّر دائماً هذه العبارات واكتبها أمامك بخط عريض: (الوقت لا يتوالد ، لا يتمدد ، لا يتوقف، لا يرجع للوراء، بل للأمام دائماً).



اعلم أنّ أول شروط النجاح في الحياة هو إدارة وقتك بفعالية والزمن في الحقيقة لا يُمكن أن يدار من قبل الإنسان حتى وإن كثرت في كتاباتهم عبارة إدارة الوقت، فالزمن يتحرك بقدر الله ولكن الذي يمكن أن يدار هو استثمارنا للوقت أثناء جريانه وقد ذكر القرآن الكريم في التحذير من ضياع الأوقات وكذلك السنة الشريفة فضلاً عن الحكماء والعلماء وأصحاب التجارب في الحياة.

أولاً: العناصر التي يمكن تقسيم الوقت بينها في الحياة

  • الضروريات، وهي (أداء الفرائض – الأكل – الشرب – النوم – العلاج – النكاح).
  • العلاقات، وهي مع (الأهل والأقارب – الأصدقاء – الزملاء – الجيران).
  • التطوير والاستجمام، وهي ( القراءة – الكتابة – الرياضة – النزهة – النوافل من الطاعات).
  • الطوارئ، وهي (المناسبات – الحوادث – الأزمات).
  • العمل المخصّص للكسب سواء كان وظيفة أو تجارة أو زراعة أو مهنة والأوقات المخصصة له إمّا منتجة أو ضائعة. 
إقرأ أيضاً: 10 طرق لتحسين مهارات إدارة الوقت لديك

ثانياً: توجيهات عامة في التعامل مع الزمن

1- احرص على شراء حاجياتك من مكان واحد وفي وقت واحد وبكميات كبيرة حتى لا تعود للشراء في وقت قريب، ومثل ذلك المدارس والعلاج والنزهات.

2- بالنسبة للعمل الوظيفي قسّمه إلى الأقسام التالية وحافظ على هذا التقسيم قدر الإمكان:

  • القسم الأول لمقابلة مرؤوسيك ورؤسائك في العمل لمناقشتهم في قضايا العمل.
  • القسم الثاني لمقابلة  المراجعين لمكتبك وسماع طلباتهم.
  • القسم الثالث لإنجاز المعاملات والأوراق التي يجب عليك إنجازها في ذلك اليوم.
  • القسم الرابع للرد على المكالمات الهاتفية الواردة للمكتب، وتذكر أن الهاتف وسيلة لقضاء الحاجات فاستعمله بقدرها ولا تجعله وسيلة لقتل الأوقات.
إقرأ أيضاً: 4 نصائح مهمّة لتوفير الجهد والوقت في العمل

3- بالنسبة للزيارات منك أو إليك احرص على أن تكون بموعد سابق وبقدر الحاجة منها وأن تقضي وقتها فيما يفيد مع الاستفادة من هوامش الوقت في إنجاز بعض الأعمال الثانوية.

4- الانتقال من مكان إلى آخر فليكن بأكثر الوسائل توفيراً للوقت والمال والجهد، وإذا استطعت أن يكون في غير أوقات الازدحام وعبر الطرق غير المزدحمة فلا تفرط في ذلك، وإذا أمكنك إنجاز بعض الأعمال أثناء انتقالك بالطيارة أو القطار أو الحافلة وما شابهها وإلّا فاجعله فرصة للراحة والنوم استعداداً لما بعد السفر من أعمال واحرص على الحجز قبل السفر بوقتٍ كافٍ وبخاصة في المواسم.

5- فترات الانتظار الاضطرارية مثل الانتظار عند الإشارة أو الطبيب أو انتظار الضيوف أو انتظار الطعام عندما تكون ضيفاً وأمثال ذلك يضيع فيها كثير من الأوقات، ولتلافي هذه المشكلة عليك بالآتي:

حاول تقليل فترات الانتظار بترتيب مواعيدك، والالتزام بها واختيار الأوقات التي يقل فيها الزحام واسلك لقضاء غرضك أقصر الطرق واقلها ازدحاماً  وأرشد الآخرين للالتزام بدورهم وعدم تجاوزه، وأخيراً استفد من انتظارك في القراءة أو الكتابة أو الذكر أو التفكر.

6- اجعل في برنامجك أوقاتاً خاصة لتطوير ذاتك من خلال القراءة والدراسة وأخذ الدورات التخصصية المناسبة والاعتكاف للعبادة وصيام النوافل وأشباه ذلك.

7- اجعل في برنامجك أوقاتاً خاصة للترفيه والتنزه المشروع ولا تحسبن ذلك ممّا يضيع فإنّه إذا أحسن الاستفادة منه وكان بقدره وفي زمنه المناسبين كان له أجمل الأثر في تنشيط النفس وإزالة ما قد يصيبها من كلل وملل وسأم.

8- لا تتردّد في استعمال عبارة (فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ) وفي الرد بكلمة (لا) عندما يتسلط الفارغون لإضاعة وقتك والقضاء على أثمن ما تملك.

إقرأ أيضاً: فن القدرة على قول لا

9- أحذر من ضياع حياتك أمام وسائل الترفيه بل كن حازماً في ضبط ذلك وبخاصة مع أطفالك ومن تعولهم، وعودهم على احترام النظام والترتيب لحياتهم باستغلال الوقت وتحمل المسئولية.

10- ضع علبة احتياطية لمفاتيحك يسهل الوصول إليها وبعيدة عن متناول الأطفال والفضوليين، ورتب ما تحمله من مفاتيح في جيوبك بشكل ثابت بحيث يسهل الوصول إليها في أي ظرف بمجرد اللمس ولا تجمع المفاتيح كلها في ميدالية واحدة، بل اجعل كل مجموعة مفاتيح متقاربة في العمل في ميدالية خاصة بها، لأن كثيراً من الأوقات تضيع في البحث عن المفاتيح وربما كسرت الأبواب وتعطلت الأعمال.

ثالثاً: كيف تقلّل من هدر الأوقات؟

1- دوِّن في دفتر محلوظات صغير ما يضيع من وقتك خلال يوم وهكذا لمدة أسبوع، ثم لمدة شهر ثم قم بإحصاء ما ضاع منك خلال عام، ثم انظر كم نسبة الضائع من حياتك.

ويُمكن أن تكون الورقة التي يسجل فيها الوقت الضائع هكذا:

2- قم بعملية تقسيم لأوقاتك على أعمالك كما هي في الواقع ثم انظر أي الأعمال يستأثر من الأوقات بأكثر من حاجته وأي الأعمال لا يأخذ كفايته ثم أعد التوازن إلى برنامجك على ضوء ما توصلت إليه من نتائج.

3- قم في أوقات الهدوء والاسترخاء بالتعرف على ميولك النفسية ورصد أثرها في تسريب وضياع وقتك في توافه الأمور لتقوم بعد ذلك بمحاولة الإصلاح ومجاهدة النفس.

 

المصدر:

كتاب حتى لا تكون كلاً- عوض بن محمد القرني




مقالات مرتبطة