الأعشاب الطبية وأهميتها

استخدم الإنسان على مر العصور النباتات بوصفها مصدراً أساسياً لعلاجه من الأمراض قبل أن يمتلك معرفة حقيقية لمكوناتها، فكان سبيله في التعرُّف إلى الخصائص العلاجية للنباتات هو التجربة فقط، وعلى الرغم من ظهور عدد كبير جداً من المواد الكيميائية التي تُستخدم لعلاج الكثير من الأمراض، إلا أنَّ النباتات الطبية ما زالت تمتلك قيمة كبيرة لدى الكثيرين.



لقد أصبحت المداواة بهذه الأعشاب مهنة لها أطباء رسميون، وما زاد استخدامها أنَّها تكاد تكون معدومة التأثيرات الجانبية المؤذية، بينما لا تخلو المواد الكيميائية المستخدَمة لعلاج الأمراض من تأثيرات جانبية ضارة؛ لذلك نستعرض في هذا المقال العديد من الأعشاب الطبية ذات الفوائد العظيمة.

بعض الأعشاب الطبية وأهمية كل منها:

يوجد عدد كبير من الأعشاب الطبية البرية تنشأ بشكل عفوي في الحقول، والتي يمكن زراعتها وإكثارها وتحسينها أيضاً من حيث نسبة احتوائها على المكونات الفعالة، ومنها:

1. الحلبة:

لهذا النبات العديد من الفوائد؛ إذ يمكن نقع البذور في الماء الفاتر واستخدامه في الغرغرة لمعالجة التهاب اللوزتين والتهاب اللثة أيضاً، كما يُستخدم الراشح من منقوع مسحوق البذور في معالجة التهاب الأمعاء وفقر الدم؛ وذلك لأنَّه يحتوي على نسبة عالية من الحديد.

إنَّ البذور الكاملة أو مسحوقها يُعطى للمرأة بعد الولادة بهدف إدرار الحليب، وربما هذا السبب وراء تسميتها بالحلبة، وتفيد البذور أيضاً في خفض مستوى السكر في الدم والكوليسترول، وفي العصور الوسطى استُخدِم منقوع بذور الحلبة في علاج الصلع.

2. الكركديه:

تُستخدم كؤوس أزهار هذا النبات وصناعة مستخلص مائي منه وشربه؛ إذ يحتوي على فيتامين "ج"؛ لذلك له دور في الوقاية من نزلات البرد، كما يعمل على خفض ضغط الدم المرتفع وتقوية القلب وعلاج تصلُّب الشرايين وتهدئة الأعصاب، وبالإضافة إلى ذلك، فهو يمنع نمو البكتيريا الضارة التي تنمو في الأمعاء وينشط إفرازات العصارات الهاضمة، لكن هو مشروب غير مناسب لمرضى الكلى ممن لديهم استعداد لتكوين الحصيات؛ وذلك لأنَّه يتسبب في استعادة تكوينها.

3. الخردل:

يمكن إنتاج زيتاً طياراً من بذوره يُدلَّك مكان الألم به فيُحفِّز تدفق الدم في الشعيرات الدموية الموجودة في مكان التدليك؛ وهذا يؤدي إلى التخفيف من الألم، وتؤكل أوراق الخردل طازجةً من خلال إضافتها إلى السلطات لغناها بفيتامين "أ" و"ب" و"ج".

4. الزعفران:

تُستخدم مياسم هذا النبات الذي يُعَدُّ أحد أغلى التوابل في العالم؛ إذ استُخدم منذ القدم بوصفه مقشعاً ولعلاج السعال الديكي وفي حالات الربو، كما أنَّه مضاد للتشنج ومحسِّن للذاكرة ومدر للطمث؛ لذلك له تأثير مجهِض، ويُعَدُّ فاتحاً للشهية ومقوياً للمعدة، كما يخفف من الغازات والاضطرابات المعوية، وأثبتت عدة دراسات أنَّ المياسم تستطيع تثبيت تشكل الخلايا السرطانية في الجسم.

5. القرَّاص:

يُستخدم منقوع أوراقه الجافة لتقوية الشعر، وتُستخدم صبغة الأوراق لعلاج النزيف الرحمي واضطرابات الطمث عند النساء ولعلاج نزيف البواسير والدوالي المتقرحة، كما أنَّ له تأثيراً منشطاً للاستقلاب ويزيد من نشاط الجهاز القلبي الوعائي، وينشط التنفس وله القدرة على رفع قدرة الدم على التخثر.

6. الهليون:

يمكن استخدامه طازجاً بوصفه غذاءً؛ إذ يفيد بأنَّه مليِّن للجهاز الهضمي ومدر للبول، ويُستخدَم عند ارتفاع ضغط الدم، كما يُعَدُّ منقِّياً للدم.

إقرأ أيضاً: الأعشاب والنباتات الطبية ودورها العلاجي

7. السكران:

استُخدِمت أوراقه قديماً بوصفها منوماً؛ وذلك لأنَّه يتسبب في الدخول في نوم عميق، كما أنَّه مسكن لآلام الجملة العصبية والتشنجات الهضمية وفي داء باركنسون أيضاً، ويُستخرج منه زيت لتدليك المفاصل للتخفيف من آلامها.

8. الخبِّيزة:

يُستخدَم مغلي الأوراق في معالجة التهابات الجهاز الهضمي، كما أنَّ مستخلص الأوراق يفيد في علاج القلاع والقروح الجلدية ويعالج آلام الحلق والبلعوم بالغرغرة، أما أوراقه المطبوخة فتُعَدُّ وجبة ملينة ولذيذة جداً.

9. البقلة:

لا يُستخدم النبات مجففاً؛ إنَّما يؤكل طازجاً مع السلطات أو مطبوخاً ويمكن شربه مغلياً أو منقوعاً؛ فله دور كبير في علاج التهابات جهاز الهضم والحموضة، كما أنَّه مدر للبول ومليِّن، ويمنع الأمراض القلبية، ويُعَدُّ من مضادات الأكسدة التي تمنع الخلايا من التلف، واستُخدم بصفته ترياقاً ضد لدغات الأفاعي والعقارب والديدان الشعبية، لكن لا يُستخدم للعلاج عند المرأة الحامل؛ وذلك لأنَّه قد يحرِّض تقلصات الرحم بشدة.

10. الزنجبيل:

تُستخدم جذور هذا النبات، إذ يُشرب مغلياً أو منقوعاً أو شراباً أو عصيراً، كما يُعَدُّ من التوابل الهامة جداً؛ وذلك لأنَّه يفيد في خفض حرارة الجسم وزيادة نشاطه فهو مقوٍ عام، كما أنَّه مضاد لنخر الأسنان وطارد للغازات ومقوٍ للذاكرة ويعالج الصداع والشقيقة والعشى الليلي والسعال فهو طارد للبلغم.

11. الكزبرة:

يُستخدم هذا النبات لعلاج عسر الهضم ويقوي المعدة ويمنع الإسهال، كما أنَّه يقوي القلب ويخفض ضغط الدم، ويُستخدم الزيت المستخلص منه في علاج الصداع وتصلُّب الشرايين وتسكين آلام اللثة والأسنان ومطهر ضد البكتيريا والفطريات الضارة وطارد للديدان.

12. الشمرة:

إنَّ المستخلص المائي الساخن لمسحوق الثمار يُستخدم في التخلص من تقلصات المعدة والأمعاء وطرد الغازات، وهو مليِّن عند الإمساك ومدر للبول أيضاً ويساعد الأطفال على النوم، أما الزيت المستخلص منه فيُستخدم لمعالجة آلام الظهر.

13. الكراوية:

يساعد المستخلص المائي لمسحوق الثمار على إدرار الحليب عند المرضعات وعلى طرد الغازات والتخلص من تقلصات المعدة والأمعاء والإمساك وعلى إدرار البول وفي حالات النزلات الصدرية والربو.

14. الكمون:

منقوع الثمار الساخن له دور في إدرار الحليب عند المرضعات وفي طرد الغازات، أما الزيت المستخرَج منه يفيد في الأورام من خلال تدليكها مرة واحدة أسبوعياً، ويساعد على التئام الجروح أيضاً.

15. البابونج:

يُستخدم مغلي النورات الزهرية في إزالة المغص وطرد الغازات المعوية وفي غسل العيون لتطهيرها، ويمكن استخدامه بوصفه غسولاً للتخلص من آلام اللثة والأسنان، كما أنَّه مطهر للشعر ويوقف حالات الصلع المبكر عند النساء والرجال وله دور في علاج أمراض النقرس والالتهابات الجلدية.

16. حبة البركة:

يُعَدُّ الزيت المستخرَج منها مساعداً على التخلص من الخمول والكسل ومنشطاً للذاكرة، كما أنَّه يساعد على حد النموات السرطانية بنسبة لا تقل عن 50%، بالإضافة إلى أنَّه مخفِّض لسكر الدم ومضاد للبكتيريا والميكروبات.

إقرأ أيضاً: 7 خلطات علاجيّة لحبة البركة مع العسل

17. الزعتر البلدي:

تُستخدم الأوراق مغلية أو منقوعة؛ إذ تفيد في علاج الربو والالتهابات التنفسية وطرد الغازات وطرد الديدان من الأمعاء، كما يفيد إن تمت الغرغرة به في التهاب اللثة ومخاطية الفم، ويُستخرج الزيت منه ليتم التدليك به في حالات الروماتيزم والأكزيما.

18. الخزامى:

يعتقد بعض الناس أنَّه نبات للزينة فقط، لكن له العديد من الفوائد الطبية؛ إذ يُستخرج زيت منه يساعد على التخفيف من التورمات والقروح على الجلد، كما يساعد في حالات لدغ الحشرات والحروق البسيطة وفي تنظيف البشرة من الجراثيم والسموم، وتُعَدُّ رائحته مهدئاً للجسم تساعد على الاسترخاء والنوم.

19. المريمية:

يُستخدم منقوع الأوراق الغضة لغسل الرأس في حالات سقوط الشعر ولغرغرة الحلق في حالات التهاب اللوزتين وتقيُّح اللثة والتهاب أغشية الفم، أما مغلي الأوراق، فيُعَدُّ مهدئاً وخافضاً للحرارة ومقوياً للأعصاب ومنشطاً للذاكرة ولمعالجة السمنة والروماتيزم.

20. إكليل الجبل:

تُستخدم الأوراق مغلية أو منقوعة لعلاج أمراض الجهاز البولي والمعدة وضعف الأعصاب وطرد الغازات وفقر الدم والنحافة ذات المنشأ العصبي، وبالإضافة إلى ذلك فاستخدام المنقوع مع مياه الاستحمام يفيد في علاج مرض الروماتيزم.

21. الجرجير:

يمكن تناوله طازجاً ومع السلطات أو مطبوخاً أو مغلياً، ويُعَدُّ منشطاً للهضم ومنظفاً للمعدة ومدراً للبول، ويفيد في حالات أمراض الكبد والكلى وداء النقرس ونخر الأسنان "الاسقربوط".

22. الزنبق البلدي:

يُستخرج منه زيت عطري يُستخدم في علاج الجروح والقروح والبثرات المتقيحة وحب الشباب وإزالة النمش من الوجه.

23. السوسن:

لهذا النبات سيقان زاحفة تحت سطح التربة تدعى ريزومات لها خواص مقيِّئة ومسهِّلة ومدرة للبول، كما تفيد في علاج السعال والربو والتهاب القصبات، ويُستخدم في صناعة معجون الأسنان؛ وذلك لأنَّه قادر على قتل الجراثيم في الفم واللثة والأسنان والتخلص من الروائح الكريهة أيضاً.

24. العطرة:

مستخلَص هذا النبات يفيد في علاج الجروح والخراجات والالتهابات الجلدية والأكزيما والندوب وحب الشباب والحروق، أما زيته، فيساعد على التخلص من الغازات والمغص المعوي وتهدئة الأعصاب.

25. البنفسج:

استخدمه الإغريق قديماً رمزاً للحب، تُستخدم جذوره في علاج التهاب القصبات وطرد البلغم ومليِّن للأمعاء، أما الأوراق، فتُستخدم خارجياً لعلاج الحروق وفي الحمامات لعلاج الأكزيما والسل الجلدي وغيرها من الأمراض الجلدية، ويُستخدم مستحلب الأوراق بارداً لغسل مؤخرة الرأس للتخلص من الصداع وفاتراً في غسل العيون المصابة بالرمد أما ساخناً فكان يُستخدم للتخلص من الأرق.

26. حشيشة الليمون:

يُستخدم الزيت المستخلص منه بوصفه مادة مطهرة من الفطريات والبكتيريا وعلاج المغص المعوي والتهاب المعدة والأمعاء والكولون، ويفيد في حالات التهاب الجهاز التنفسي وأوجاع الأسنان والرأس وتنشيط الجسم والتخلص من البثور والتعرق الزائد.

27. البقدونس:

من النباتات الفاتحة للشهية والغنية بالعديد من الفيتامينات والأملاح المعدنية، كما أنَّه مفيد في علاج أمراض القلب والكلية، والزيت المستخرج منه يساعد على تسكين المغص، ويُستخدم مغلي البقدونس في غسل الجروح والتقيحات، ولكنَّه يؤدي إلى تقلصات في عضلة الرحم؛ لذلك يحذر من استخدامه للحوامل.

شاهد بالفديو: 10 فوائد للبقدونس تجعل منهُ طبقاً رئيسياً

28. اللحلاح:

يُستخدم هذا النبات في معالجة النقرس وعرق النسا والروماتيزم والتهاب الكبد، وقد استُخدِم في صناعة مراهم مخصصة للسرطانات الجلدية، لكن لا يمكن استخدامه عشوائياً؛ وذلك لأنَّ 6 حبات منه تُعَدُّ قاتلة للإنسان، لذا يجب الحذر الشديد في استخدامه.

29. القهوة العربية:

يُستخدم منقوع بذور القهوة في علاج التهاب الأغشية المخاطية في الفم واللثة والقرحة المعدية والتهاب الرئة وفي حالات الربو.

30. السحلب:

يتم استخدامه في حالات الإمساك؛ وذلك لأنَّه مليِّن وملطف في حالات التهاب الأمعاء، كما أنَّه مشروب مغذٍّ يعطي كمية كبيرة من السعرات الحرارية؛ لذلك يُشرب في فصل الشتاء عادةً بعد تحليته بالسكر وإضافة الحليب والمكسرات إليه.

31. القرنفل:

هو من الأعشاب الطبية كثيرة الشعبية في العالم منذ قديم الزمان، ويمكن استخدام كافة أجزاء هذا النبات من أوراق وجذور وبتلات أيضاً؛ إذ يفيد في علاج الحروق والجروح، أما شرب مغلي القرنفل يخفف من التهابات الحلق واضطرابات المعدة ونزلات البرد، كما يساهم في تسكين آلام الأسنان.

في الختام:

توجد عدة أمراض عارضة يمكن أن نتخلص منها بالتداوي بالأعشاب منزلياً وبشكل سهل التحضير دون الحاجة إلى استخدام الأدوية الكيميائية، كما أنَّ ابتعاد الإنسان عن المصادر الطبيعية للدواء هو أحد أسباب انتشار العديد من الأمراض الناشئة، وهذه الأسباب كافية لجعلك تستند في علاجك إلى الأعشاب، ومن الممكن القيام بزراعة الأعشاب الطبية في حديقة المنزل، فمنها يُعَدُّ من نباتات الزينة، ومن ثمَّ نكتسب المظهر الجميل والفوائد الكثيرة.

المصادر:

  • 1، 2، 3، 4، 5، 6
  • كتاب النباتات الطبية والعطرية للدكتور محمد عبد العزيز/ جامعة تشرين.



مقالات مرتبطة