استراتيجيات متطورة لعلاج الأمراض المزمنة

للطبِّ التقليدي حدوده عندما يتعلق الأمر بعلاج بعض المشكلات الصحية المزمنة الشائعة مثل ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم وارتفاع ضغط الدم والأمراض العصبية وأمراض المناعة الذاتية، ولكنَّ بعض العلاجات المتقدمة غير المعروفة جيداً بعد تبحث عن السبب الجذري للمرض وتحفِّز جسمك على الشفاء نفسه.



يُعَد الدكتور ديفيد مينكوف (David Minkoff) رائداً في مجال الطب الطبيعي؛ فيقدم استراتيجيات رائعة لتحسين صحتك وعلاج المشكلات الطبية الشائعة التي لا يستطيع الطب التقليدي حلها.

إنَّه شغوفٌ جداً بممارسة الرياضة وكان رياضياً نهماً منذ شبابه، شارك حتى الآن في 43 مسابقة من مسابقات "آيرون مان" (Ironman) للجري وسيشارك مرةً أخرى في أيلول/سبتمبر 2022.

يقول د.مينكوف: "خلال معظم ممارستي الطبية عاملت المصابين بأمراض مزمنة؛ لكنَّني عملت أيضاً مع بعض الرياضيين المتميزين للغاية، ويمكنني حقاً مساعدتهم؛ لأنَّني أفهم درجة الاستقلاب الغذائي الذي تحتاج إليه لتتمكن من تقديم أفضل أداء باستمرار، لقد كنت في المختبر بنفسي، وكان ذلك مفيداً للغاية".

رحلة مينكوف:

تلقَّى مينكوف تدريباً طبياً انتقائياً جداً ومن ذلك تدريب في تخصص الأمراض المعدية عند البالغين والأطفال، في عام 1995 أخذَته زوجته الممرضة إلى سلسلة من محاضرات جيفري بلاند (Jeffrey Bland) وهو رائد في الكيمياء الحيوية الغذائية.

يقول مينكوف: "لقد صُدِمتُ تماماً؛ فهذا الرجل ذكي، وكلامه منطقي، وأريد أن أتعلم منه؛ لذلك بدأت في حضور الدورات التدريبية، وذهبت إلى الكلية الأمريكية للتقدم الطبي (American College for Advancement in Medicine) وتعلمت كيفية إجراء الاستخلاب".

بعد ذلك تدرب مينكوف مع د.ديتريش كلينجهاردت (Dietrich Klinghardt) طبيب أسنان بيولوجي، ود.يوشياكي أومورا (Yoshiaki Omura) طبيب عام واختصاصي في أمراض القلب ورئيس الكلية الدولية للوخز بالإبر والعلاج الكهربائي (International College of Acupuncture and Electro-Therapeutics)، ود.توماس راو (Thomas Rau) طبيبٌ سويسري متخصص في الطب البيولوجي.

يقول مينكوف: "عندما بدأتُ الأمر بحثتُ عن أفضل الأشخاص الذين يمكن أن أجدهم لمساعدتي على تنفيذ عملي على نحو أفضل، لقد مر 25 عاماً فقد غادرت غرفة الطوارئ في 2002 ومنذ ذلك الحين ما نزال مستمرين بقوة، لدينا تدريب كبير جداً الآن وممتع للغاية؛ وذلك لتوفُّر عدة  طرائق جديدة لمساعدة الناس على التحسن من أجل علاج المشكلات في أجسادهم.

إذا كنت تعاني من مرض مزمن كارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول والتهاب المفاصل الروماتويدي وداء باركنسون، لن تستفيد كثيراً ممَّا يقدمه الطب التقليدي، قد يساعدك على تخفيف الأعراض وهو أمر جيد لفترة من الوقت؛ لكنَّك تتجه نحو نهاية لا تتمناها.

لدينا سبع غرف فائقة الضغط، إنَّه علاج رائع نعمل عليه منذ عدة سنوات، لقد استخدمنا أزرق المثيلين لمدة خمس سنوات تقريباً، ثم سمعت عن العلاج بثنائي نوكليوتيد الأدنين وأميد النيكوتين (NAD) عبر الأنف، يجذب هذا المجال حالياً أشخاصاً رائعين يبتكرون أشياء تساعد الناس دون أي جوانب سلبية".

شاهد بالفديو: 10 أنواع أطعمة تقوي جهاز المناعة

سببان أساسيان للمرض المزمن:

يحدث المرض المزمن عادةً بسبب خلل خلوي كامن، واثنان من الأسباب الرئيسة لذلك هما السميَّة وضعف صحة الأمعاء، ويوضح مينكوف: "نصف المشكلة بأنَّها أشياء موجودة في الجسد لا ينبغي أن تكون موجودة، والنصف الآخر هو أشياء مفقودة من الجسد يجب أن تكون موجودة، وفي بعض الحالات توجد عوامل ميكانيكية.

قد نحتاج أحياناً إلى مقومي العظام ومُتخصِّصي الوخز بالإبر والمعالجين بالتدليك أو آخرين من هذا القبيل؛ وذلك لوجود مفصل أو فقرة رقبية خارج موضعها الصحيح، وفي بعض الأحيان قد نحتاج حتَّى إلى التدخل الجراحي.

لكنَّ المشكلتين الأكبر هما أنَّك مُتسمِّمٌ ومستنزف؛ لذا أطرحُ للناس ما يأتي: ما هي هذه الأشياء، وبعد ذلك ما هي الأولوية أو ترتيب التعامل مع هذه الأشياء؟".

عندما يتعلق الأمر بإزالة السموم قد تحدث أخطاء كثيرة؛ لذلك يجب القيام بذلك تحت إشراف طبيب ماهر، يمكن أن يكون استخدام العلاج بالاستخلاب (DMPS) - على سبيل المثال - مؤذياً جداً لكليتيك، وإذا كان جسمك غير قادر على طرح السموم فإنَّ إطلاقها من الأنسجة التي تكون محتجزة فيها سيجعل الأمور أسوأ بكثير بدلاً من تحسينها.

إقرأ أيضاً: داء باركنسون: أعراضه وأهم أسباب الإصابة به

التشخيص:

عندما يرى مينكوف مريضاً جديداً يطلب منه ملء أنموذج يوضح المشكلات الطبية التي يعانيها إيضاحاً مُفصَّلاً ومن ذلك أمراضه السنية، بعد ذلك يُجري فحصاً جسدياً مفصلاً، يليه اختبار الاستجابة اللاإرادية الذي يسمح له بتحديد المحفزات المختلفة مثل السموم والالتهابات.

يقول مينكوف: "جسم الإنسان متطور للغاية لدرجة أنَّه سيمنحك نوعاً من القراءات، ها هي المستويات من حيث الأولوية لدي: افحص لب الأسنان أولاً، ثم التجاويف السنية؛ فقد تجد طفيلياً هناك، ثم قد تلعب المناعة الذاتية دوراً أيضاً، وحتى الإصابة المزمنة بفيروس إبشتاين بار أو الهربس من النوع السادس".

سيحدد اختبار الاستجابة اللاإرادية أيضاً عوامل ممرضة محددة التي تسبب المشكلات، يقدم مينكوف عدداً من الأمثلة للمرضى الذين عولجت مشكلاتهم الصحية بمجرد تحديد العامل الممرض المحدد وعلاجه، وفي كثير من الأحيان وَجَدَ أنَّ لب السن المصاب هو العامل المسؤول عن المرض.

لدى مينكوف طبيب أسنان بيولوجي قريب، فإذا ما اشتبه بوجود مشكلة في الأسنان فإنَّه يُرسِل المريض إلى هناك؛ لإجراء تصوير طبقي محوري حلزوني ثلاثي الأبعاد الذي يحدد بوضوح أي مناطق مريضة غير مرئية باستخدام الأشعة السينية ثنائية الأبعاد.

وسيلة تشخيص أخرى مفيدةٌ حقَّاً هي تحليل الدم بالمجهر ذي الساحة المظلمة - المعروف أيضاً باسم الفحص المجهري للخلايا الحية - الذي تعلَّم مينكوف استخدامه تحت إشراف د.راو.

يقول: "أجد أنَّه مفيد جداً؛ لأنَّ المرضى لديهم دم سيئ المظهر، وغالباً ما يكون الفحص الجسدي جيداً، وردود فعلهم جيدة، وصحتهم القلبية والكلوية والكبدية على ما يرام؛ لكنَّهم ليسوا بخير أبداً، فنضع عينة الدم تحت المجهر ونلقي نظرةً إليه لنجد أغشيةً حيوية رقيقة في كل مكان، إضافةً إلى رواسب الفايبرين والمتعضيات الحية.

بعد شهرين من العلاج نفحص الدم مرةً أخرى فيبدو أفضل من ذي قبل، وبعد شهرين من ذلك يبدو طبيعياً تماماً، إنَّنا نعيد للشخص فيزيولوجيته السوية، وهذه هي الصحة الحقيقية".

طرائق العلاج المتاحة:

بالنسبة إلى العلاج يستخدم مينكوف عدداً من الأساليب المثيرة للاهتمام، ومن ذلك علاج الحقن التجديدي، والعلاج بالأوزون، والعلاج بالبرولوزون (مزيج من علاج الحقن التجديدي والعلاج بالأوزون)، والعلاج بالأوكسجين عالي الضغط، والاستخلاب، وتشعيع الدم بالأشعة فوق البنفسجية، وأكسجة الدم خارج الجسم، والعلاج بالليزر منخفض المستوى وغيرها.

يُقدم مينكوف أيضاً العلاج بالخلايا الجذعية الصغيرة جداً الشبيهة بالخلايا الجنينية؛ وهو علاجٌ ذو تأثيرات قوية أيضاً؛ فيستخدمه مينكوف بنفسه ويعزو إليه اكتسابه 7 أرطال/ 3 كيلوغرام من الكتلة الخالية من الدهون دون أي تغيير في تمريناته، وقد دربه على استخدام هذا العلاج د.تود أوفوكايتس (Todd Ovokaitys) في سان دييغو.

فوائد العلاج بالأوكسجين والأوزون خارج الجسم (EBOO):

إنَّها أحدث وأقوى طريقة لاستخدام الأوزون وهي أكثر فاعلية حتى من العلاج بالأوزون ذي الـ 10 دورات، ولكن يتعين على معظم الناس البدء ببطء وتدريج؛ يوضح مينكوف:

"العلاج بالأوكسجين والأوزون خارج الجسم هو وسيلة لإيصال الأوكسجين والأوزون إلى الجسم في بيئة تشبه غسل الكلى؛ فنُدخل قثطرةً وريديةً في إحدى الذراعين وتوصل إلى آلةٍ مزودةٍ بمضخة حتَّى تتمكن من سحب الدم من الجسم، ثم يمر الدم من خلال نظام يتعرض فيه للأوكسجين بتركيزات عالية جداً والأوزون بتركيزات منخفضة، ثم يُعاد إلى الجسم مرة أخرى.

تعرض بعض الأجهزة الجديدة الدم للأشعة فوق البنفسجية أيضاً، يدور الدم عبر هذا الجهاز لمدة ساعة تقريباً ويُؤَكسَج بشدة، لا يُصفى تماماً كما في غسل الكلى؛ لكنَّه يتعرض لتركيز عالٍ من الأوكسجين.

لا أفهم بالضبط كيف يحدث ذلك؛ لكنَّ الجهاز مزود بحاوية مخلفات، فإذا كنت مريضاً حقاً ومتسمماً ستجمع كثيراً من السموم في هذه الحاوية، حتَّى إنَّ لونه قد يكون رغوياً وأصفر أحياناً، لقد جمعنا ذات مرة 2000 مللتر من هذا السائل الرغوي من شخص مريض بشدة ".

شاهد بالفديو: كيف تحافظ على صحتك مدى الحياة؟

رفع مستوى ثنائي نوكليوتيد الأدنين وأميد النيكوتين (NAD) بشكل طبيعي:

إذا لم يكن بإمكانك تحمل تكاليف العلاج الوريدي بحمض نيكوتيناميد أدينين ثنائي نوكليوتيد، فتوجد ثلاث طرائق لرفع مستواه لديك ارتفاعاً طبيعياً، وهي تقييد السعرات الحرارية (أو تناول الطعام المقيد بالوقت الذي يحقق الغاية نفسها؛ لكنَّه أكثر أماناً) والتمرينات الرياضية المُكثفة والعلاج بالساونا.

إذا قمت بهذه الأشياء الثلاثة فسوف تُنشط أنزيم ناقل فوسفوري بوسيل نيكوتيناميد (NAMPT) الذي يُعد مؤشراً لثنائي نوكليوتيد الأدنين وأميد النيكوتين، يمكنك بعد ذلك تناول جرعات منخفضة من النياسيناميد وليس النياسين، تبلغ الجرعة المثالية حوالي 50 ملغ ثلاث مرات في اليوم، سيعطيك هذا العلاج المواد الأساسية التي يحتاج إليها جسمك لإنتاج  ناقل فوسفوري بوسيل نيكوتيناميد.

يقول مينكوف: "إنَّني أصفُ النياسيناميد لكثير من المرضى الذين يعانون أمراض المتقدرة، ووجدت أنَّه مفيد للغاية"، كما أنَّ النياسيناميد قليل التكلفة جداً؛ فيُكلفك حوالي ربع دولار شهرياً، في حين أنَّ سلائف ثنائي نوكليوتيد الأدنين وأميد النيكوتين الأخرى مثل نيكوتيناميد مونو نيوكليوتيد (NMN) قد تكلفك 100 دولار شهرياً أو أكثر.

اختبارات البلازمالوجين والحديد:

يستخدم مينكوف أيضاً اختبار الشحوم الذي طوره عالم الكيمياء الحيوية الشحمية دايان جودينو (Dayan Goodenowe) مؤلف كتاب "تقصي ألزهايمر" (Breaking Alzheimer’s) يقول مينكوف: "لقد تعلمت أشياء كثيرة منه، ونجري اختباره على الجميع.

لديه الآن مختبر يمكنه قياس مستويات البلازمالوجينات؛ إنَّها أجزاء أساسية جداً من أغشية الخلايا، وقد حصل على بعض البيانات الجيدة جداً عن الأشخاص حاملي جين أبو 4 (APOE4) الذين يعانون فقدان الذاكرة".

يمكن إعطاء المرضى الذين يعانون من انخفاض مستويات البلازمالوجين مكملات مثل الدهون الأحفورية؛ لمنع المزيد من التدهور في وظائفهم العصبية، يقيس مينكوف أيضاً مستوى الفيريتين والسعة الرابطة للحديد لجميع المرضى، وإذا كان الخضاب (الهيموجلوبين) لديهم مرتفعاً فإنَّه ينصحهم بالتبرع بالدم لخفض مخزون الحديد لديهم، إنَّ الحديد المخزن مدمر بشكل رهيب؛ لأنَّه يزيد الإجهاد التأكسدي، وهو عامل غالباً ما نتجاهله بوصفه سبباً لتدهور الصحة.

إقرأ أيضاً: 11 نوعاً من الأطعمة الصحية الغنية جداً بالحديد

إرشادات صحية أساسية:

في حين أنَّ الحصول على جلسة علاج كاملة هو الحل الأفضل إذا كنت تعاني من مشكلة صحية مزمنة، فإنَّ هذه التوصيات الثلاث الأساسية يمكن أن تحسن صحتك:

1. تحسين نظامك الغذائي:

ركز على الأطعمة العضوية الكاملة، وتجنب جميع الأطعمة المصنعة، ومن ذلك وجبات المطاعم، عادةً ما ينصح مينكوف المرضى أولاً باتباع مزيج من نظام المناعة الذاتية أو حمية العصر الحجري أو الحمية الكيتونية.

يعني ذلك تجنب تناول الحبوب ومنتجات الألبان باستثناء الزبدة والفاصوليا والخضروات الحاوية على النترات، عادةً ما تتراجع معظم أمراض القناة الهضمية في غضون ستة أسابيع تقريباً، وستتحسن الطاقة عند تناول نظام غذائي مكون من اللحوم والأسماك والبيض والفواكه والخضروات والمكسرات والبذور، وإنَّ مقدار الحصول على الكربوهيدرات من الفاكهة يعتمد على الصحة الاستقلابية.

2. تحسين نومك:

يمكن أن يكون جهاز تعقب النوم مفيداً جداً لضمان حصولك على نوم كافٍ.

3. ممارسة التمرينات الرياضية بانتظام:

في حين أنَّ تمارين الكارديو هامة، يجب أن تكون تمارين القوة على رأس أولوياتك خصوصاً مع تقدمك في السن؛ لأنَّ امتلاك كتلة عضلية كبيرة يطيل معدل حياتك ويقلل من خطر مقاومة الأنسولين ومرض السكري.




مقالات مرتبطة