استخدامات الخلايا الجذعية:
إنَّ لاستخدام الخلايا الجذعية في علاج الأمراض مجالاً واسعاً جداً، ومن أهم الأمراض التي تساهم هذه الخلايا في معالجتها نذكر لكم الآتي:
1. علاج مرض السكري:
إنَّ خلايا بيتا الموجودة في البنكرياس مسؤولة عن إنتاج الأنسولين، وعند الإصابة بمرض السكري تصبح هذه الخلايا عاطلة عن العمل. وقد تمكَّن العلماء من تحويل الخلايا الجذعية الجنينة إلى خلايا بيتا في المختبر، ولحسن الحظ أنَّه في حال تمكَّن العلماء من زراعة خلايا بيتا بنجاح، عندها يمكن معالجة مرض السكري، وذلك باستبدال خلايا بيتا العاطلة عن العمل.
من الجدير بالذكر أيضاً، أنَّ العلماء قاموا بتنمية الخلايا الجذعية الجنينية البشرية في مزرعةٍ خلوية، وقاموا بتحفيزها لتُصبح منتجةً للإنسولين، ليتم بعد ذلك زرعها في جسم المريض. ويتوقف النجاح السريري في هذه الحالة على تطوير العمليات الآتية:
- يجب أن تتكاثر الخلايا المزروعة.
- يجب أن تُفرَّق الخلايا المزروعة بطريقةٍ خاصةٍ بالموقع.
- يجب أن تبقى الخلايا المزروعة على قيد الحياة في جسم المريض.
- يجب أن تتداخل الخلايا المزروعة مع الأنسجة المستهدفة في جسم المريض.
- يجب أن تقوم الخلايا المزروعة بإعادة وظيفة الخلايا المستقبلة، من خلال التداخل مع البيئة المضيفة.
2. إعادة نمو خلايا شعر القوقعة:
تمت إعادة إنماء الخلايا الشعرية للقوقعة بنجاحٍ تام، من خلال استخدام الخلايا الجذعية الجنينية.
3. زراعة أسنان بديلة عن الأسنان المفقودة:
تمكَّن العلماء في كلية "كنجر" في لندن من اكتشاف طريقة لزراعة سن كاملة في الفئران، وذلك في العام 2004 ميلادي، حيث تمكَّنوا من تنمية الأسنان المهندسة بيولوجياً والقائمة بذاتها في المختبر. وقد أكَّد الباحثون أنَّ تكنولوجيا تجدد الأسنان يمكن أن تُستخدم في زراعة الأسنان الحية عند الإنسان، وذلك وفق آلية تبدأ بتحويل الخلايا الجذعية المأخوذة من المريض إلى برعم السن، وزراعتها في اللثة، عندئذٍ يمكنها أن تُعطي أسناناً جديدة، ومن المتوقع نمو هذه الأسنان في وقت يتجاوز الـ 21 يوماً، حيثُ سوف تلتحم مع عظم الفك، وتفرز مواد كيميائية تُحفز الأوعية الدموية والأعصاب على الاتصال معها. وتشبه هذه الآلية تلك التي تحدث عند نمو الأسنان الطبيعية عند الإنسان. وبالرغم من هذه الأبحاث والدراسات، إلا أنَّه توجد عديد من التحديات والصعوبات لكي تصبح الخلايا الجذعية هي الخيار الأمثل لاستبدال الأسنان المفقودة.
4. تكوين خلايا الدم:
يمكن استخدام خلايا جذعية مكوِّنة للدم لتوليد خلايا دم حمراء بشرية ناضجة تماماً، ويتم ذلك عبر زرع الخلايا الجذعية المكوِّنة للدم بشكلٍ ملاصقٍ للخلايا اللحمية؛ الأمر الذي يساهم في تكوين ظروف ملائمة للنخاع العظمي، والذي يُعدُّ الموقع الطبيعي لنمو خلايا الدم الحمراء، كما يُضاف عامل النمو (الإريثروبويتين) لجعل الخلايا الجذعية تكمل تمايزها النهائي، لتكوين خلايا الدم الحمراء. ومن الجدير بالذكر هنا، أنَّ تطوير البحوث العلمية في هذه التقنية من الممكن أن يُحقق فوائد عظيمة في مجالات العلاج بالأدوية الموضعية، والجينات، ونقل الدم.
5. علاج أمراض القلب:
أصبح من الممكن علاج احتشاء عضلة القلب، وذلك عن طريق استخدام الخلايا الجذعية الناضجة المشتقة من النسيج الشحمي، أو الخلايا الجذعية المشتقة من نخاع العظم الذاتي. ومن الجدير بالذكر أنَّه في العام 2007 أصبح استخدام الخلايا الجذعية الناضجة في علاج أمراض القلب مُتاحاً في القارات الخمس.
حيثُ يتم العلاج بعدة طرائق من أهمها:
- توليد خلايا عضلية قلبية.
- إفراز عوامل النمو.
- تحفيز نمو أوعية دموية جديدة، بهدف إعادة إصلاح وتأهيل الأنسجة المتضررة.
- استخدام طرائق علاجية أخرى.
- تمايز خلايا نخاع العظم الناضجة إلى خلايا عضلة قلبية.
ويُعدُّ استخدام الخلايا الجذعية واحداً من المجالات الطبية الواعدة في معالجة النسيج القلبي وتجديده بعد أي تضرر بالأنسجة، أو بعد حدوث أي حالة فشل قلبي.
6. إصابات الحبل الشوكي والدماغ:
أجريت عديد من الدراسات الحيوانية والسريرية، لاستخدام الخلايا الجذعية في معالجة إصابات الحبل الشوكي المختلفة، علاوة على استخدام هذه الخلايا في معالجة السكتات الدماغية، وإصابات الدماغ الرضحية التي تؤدي إلى الموت الخلوي، وكانت آلية العلاج تتم بالحقن الوريدي المبكر للخلايا الجذعية، والذي يزود الجسم بوظائف مضادة للالتهاب؛ الأمر الذي يؤدي إلى قطع العملية الالتهابية الطحالية بعد النزيف القحفي الداخلي، وبالتالي حماية الخلايا العصبية. وفي العام 2013 ميلادي، أُجريت تجربة سريرية صغيرة في اسكتلندا، حيثُ تم حقن خلايا جذعية في أدمغة بعض المرضى المصابين بالسكتة الدماغية.
7. علاج الأمراض العصبية:
يمكن استخدام الخلايا الجذعية في معالجة عدد من الأمراض العصبية، وأهمها:
- مرض الزهايمر: تساعد الخلايا الجذعية في معالجة مرض الزهايمر، حيثُ تكون آلية العلاج بأخذ الخلايا الجذعية من النخاع العظمي للمريض، ومن ثم زرعها في دماغه، لتبدأ هذه الخلايا الجذعية القيام بوظائف الخلايا المتضررة.
- مرض باركنسون: يمكن استخدام الخلايا الجذعية في معالجة مرضى الباركنسون، وذلك من خلال تقليل الرجفة، وتصلب العضلات المرافقة للمرض، وتكون آلية العلاج عبر عزل الخلايا الجذعية المأخوذة من دماغ المريض، ومن ثم تحفيزها لتصبح خلايا عصبية قادرة على إفراز الدوبامين، ثم يُعاد حقنها في دماغ المريض.
8. علاج الأمراض الوراثية:
يتم استخدام الخلايا الجذعية في معالجة الأمراض الوراثية الناتجة عن الطفرات، مثل:
- مرض فقر الدم المنجلي.
- مرض التليف الكيسي.
- سرطان الثدي.
- مرض هنتنغتون.
- متلازمة مارفان.
وتكون آلية العلاج بزراعة الخلايا الجذعية غير المتضررة بالطفرات، لتقوم بالإصلاح الخلوي للأنسجة المتضررة من المرض، وذلك بهدف استعادة الوظيفة الطبيعية للخلايا المتضررة".
9. شفاء الجروح:
تُستخدم الخلايا الجذعية في تحفيز نمو الأنسجة البشرية عند البالغين، وذلك باستبدال الأنسجة المُتضررة بسبب الندب، والتي تتميز بأنَّ الجلد فيها يكون فاقداً للبصيلات الشعرية، فضلاً عن أنَّ بنية الكولاجين والأوعية الدموية غير المنتظمة. وتقوم آلية العلاج على وضع خلية جذعية بالغة تسمى "بذور" داخل سرير الأنسجة، والذي يسمى "تربة" في سرير الجرح، حيثُ يتم السماح للخلايا الجذعية بتحفيز التمايز في خلايا سرير النسيج. ومن الجدير بالذكر هنا، أنَّ الباحثين والعلماء إلى يومنا هذا يتحرون جوانب مختلفة من "تربة" الأنسجة المؤدية إلى التجديد.
10. استخدامات أخرى:
توجد استخدامات أخرى للخلايا الجذعية منها:
- جراحة تقويم العظام.
- معالجة العقم.
- معالجة الإيدز (نقص المناعة المكتسب).
وبذلك أعزاءنا القرَّاء نكون قد قدَّمنا إليكم أهم استخدامات الخلايا الجذعية في علاج الأمراض.
أضف تعليقاً