إدارة المشاعر: تعريفها، وأهميتها، وطريقة إدارتها

المشاعر هي النتيجة النهائية المأمولة من جراء كل تصرُّف تقوم به في الحياة، فأنت تدرس جيداً من أجل أن تشعر بمشاعر البهجة والسرور بعد النجاح، وتدخل مملكة الزوجية من أجل اختبار مشاعر المشاركة والسكينة والرومنسية، وتشتري تلك السيارة الفارهة من أجل اختبار مشاعر الراحة والأمان واليسر، وتعاني بشدة في مشروعك الخاص من أجل التماس مشاعر القوة والثقة والإنجاز، وتقضي وقتك مع عائلتك وتنفق أموالك عليهم في سبيل اختبار مشاعر الحب والتقدير في أعينهم، فهل يمكن إدارة المشاعر؟



مشاعرنا تقودنا، وتؤثر في كل تفصيل في حياتنا، حتَّى إن لم نعترف بذلك، فأنت لا تنام الليل نوماً صحيحاً وتشعر بمشاعر سلبية عالية الحدَّة في حال تعرُّضك لكلام سلبي قاسٍ خلال يومك من قِبل أحد الأشخاص؛ لذلك كان لزاماً علينا فهْم مشاعرنا وضبطها وإدارتها إدارةً صحيحةً لكي ندير حياتنا إدارةً صحيحةً.

المعادلة الأكثر أهمية في حياتنا هي الوصول إلى مشاعر متوازنة مع سلوكات صحيحة، فما نفع الحياة إن كنتَ تتخذ سلوكات صحيحة ولكنَّك حزين، أو إن كنت سعيداً ولكن تصرفاتك بعيدة عن القيم والإنسانية؛ إذاً يعدُّ الدمج ما بين السلوكات الصحيحة والمشاعر المتوازنة من أصعب المهام الملقاة على عاتقنا.

كيف أدير وأضبط مشاعري للوصول إلى السعادة الحقيقية، هذا مدار حديثنا خلال هذا المقال.

ما هي إدارة المشاعر؟

تعني إدارة المشاعر القدرة على إخراج المشاعر إخراجاً صحيحاً وناضجاً، فلا يجوز مطلقاً كبت المشاعر وإخفائها؛ وذلك لأنَّها ستعاود الظهور في يوم من الأيام ولكن ظهوراً عنيفاً وقاسياً، كأن تنفجر في وجه شخص ما من جراء كم التراكمات الشعورية الموجودة في قلبك، كما لا يجوز تسليم كفة القيادة إلى المشاعر، بحيث تعطي غضبك أو تسرُّعك أو حزنك وكآبتك القدرة على السيطرة الكاملة على حياتك.

أهمية إدارة المشاعر:

نحن نهتم بقضية المشاعر لأنَّها المحرك الأساسي لسلوكاتنا، فأنت تلتزم في غرفتك وتستمع للأغاني الحزينة؛ عندما تختبر مشاعر الحزن والكآبة، في حين تقضي يومك في النزهات ومع الأصدقاء؛ إن كنت سعيداً ومتفائلاً.

تختلف كامل نظرتك إلى الحياة وأشخاصها؛ إن كنت تشعر بالراحة النفسية، في حين تصاب بالتشاؤم من جراء أصغر المواقف؛ في حال كنت حزيناً ومشاعرك مضطربة.

إقرأ أيضاً: 9 نصائح للحصول على الراحة النفسية

ما هي رحلة المشاعر؟

تخوض المشاعر رحلة طويلة قبل أن تتحول إلى سلوك، وعلينا أن نلتزم بالمسؤولية تجاه كل مرحلة من المراحل وصولاً إلى سلوكات صحية وناضجة.

فنحن بداية ندرك الأشياء المحيطة بنا من خلال إحدى الحواس الخمس، ومن ثمَّ نصنع تصوُّراً عن الإدراك الذي شكَّلناه، وبعد ذلك يتطوَّر التصوُّر إلى شعور إمَّا سلبي أو إيجابي، ومن ثمَّ تتشكَّل الرغبة القوية في صنع ردة فعل، ويخلق بعدها السلوك.

على سبيل المثال: قد تُدرِك سيارة مسرعة جداً، فيتشكَّل تصورٌ ما في عقلك أنَّ السائق متسرِّع ومتهوِّر ولا يملك إحساسَ المسؤولية، وتنشأ لديك مشاعر سلبية بناءً على تصوُّرك، ومن ثمَّ تولد لديك الرغبة للفعل، ومن ثمَّ يصدر عنك سلوكٌ ما؛ كأن تقذف صاحب السيارة بأبشع الألفاظ، وتدعو الله أن يصيبه بمكروه وكرب.

نحن نتحمَّل المسؤولية في كل مرحلة من هذه المراحل؛ فنحن مسؤولون عن نقطة تركيزنا التي تحدد إدراكنا للأشياء، فأنت تختار على ماذا تركز؟ ولك الحرية في البحث عن موضوعات إيجابية مثل: الرياضة والصحة، أو التركيز على موضوعات سلبية مثل: الإرهاب والقتل، ومن ثمَّ لديك كامل الوعي لكي تصنع التصوُّر المناسب لك، والذي يضعك في حالة من المشاعر الإيجابية، كأن تصنع تصوُّراً "لعلَّ هناك حدثاً طارئاً لذلك على السائق أن يسرع بهذا القدر".

إن صنعت تصوراً إيجابياً ولم تتسرَّع في الحكم على الأشخاص والأشياء؛ فإنَّك تخلق مشاعر إيجابية ومن ثم سلوكات إيجابية.

شاهد بالفيديو: 6 طرق لمواجهة مشاعر التوتر التي لا مبرر لها

كيف أدير مشاعري؟

مهارة إدارة المشاعر تعني في حقيقتها قدرة الإنسان على الإفصاح عن مشاعره والتَّعبير عنها بطريقة مقبولة اجتماعياً، فهي تساعد على تصريف الانفعالات بطريقة بناءة لا تؤدي إلى إيذاء الذات أو إيذاء الآخرين، وضبطها والسيطرة على الحالات المزاجية المختلفة، كما تساعد إدارة المشاعر على فهم العلاقات بين المشاعر، والتمييز بين المشاعر المتقاربة مثل المشاعر الموجودة بين الزهو والبهجة، كما تتيح إدارة المشاعر بكفء للفرد اكتساب القدرة على تمييز مشاعر الآخرين تجاهه وتحديد كيفية الاستجابة لها، وإليك فيما يأتي بعض الخطوات التي تساعدك على تعلُّم كيفية إدارة مشاعرك.

1. التعبير:

عليك أن تدرك مسألة في غاية الأهمية وهي أنَّ كبت المشاعر من أسوأ طرائق التعامل معها؛ حيث يؤدي الكبت إلى الكثير من الأمراض الجسدية والنفسية، في حين يعطي التعبير عن المشاعر حالة من الحرية والاستقرار.

ولكن هل التعبير عن المشاعر مجدي في كل الحالات؟ في الحقيقة التعبير عن المشاعر الإيجابية حق وواجب على كل إنسان، فما نفع النجاح إن لم ترقص فرحاً به؛ وما معنى الزواج إن لم تنتابك مشاعر اللهفة والبهجة به، ولكن المشاعر السلبية لها تعامل من نوع آخر، فعليك إدارتها وضبطها وليس إخراجها بطريقة تحمل الضعف والشكوى والتذمُّر في مضمونها.

إقرأ أيضاً: 5 نصائح لكي تعبر عن مشاعرك بالطريقة الأمثل

2. التحديد:

يعمِّم معظمنا مشاعره، ويضخِّمها ويعقِّدها، فقد يقول شخص ما إنَّه حزين من كل الحياة إشارة إلى حزنه الشديد، الأمر الذي يجذب المواقف السلبية إلى حياته التي تتناسب مع موجة الحزن تلك، وهنا على الطرف الآخر أن يطلب من الشخص الحزين تحديد نسبة الحزن التي يشعر بها على مقياس 10؛ حيث يساعد تحديد المشاعر السلبية وحصرها على التخفيف من حدَّتها وصولاً إلى القدرة على التعامل السليم معها.

3. التحليل:

وهنا على الإنسان البحث عن السبب الحقيقي الكامن وراء المشاعر السلبية، كأن يسأل نفسه عن مسبِّبات حزنه، وعندها يكتشف على سبيل المثال سوء معاملة زوجته له.

4. التعامل:

لا يكفي اكتشاف الأسباب الكامنة وراء المشاعر السلبية؛ بل يجب صنع الاستراتيجية للتعامل معها تعاملاً سليماً، وهنا يستطيع الإنسان الانتباه إلى هذه التقنيات:

  • التركيز على الحلول: عوضاً عن التركيز على المشاعر السلبية والغوص فيها؛ على الإنسان بعد تحديد وتحليل مصدر المشاعر السلبية؛ التركيز على الحلول والهدف الذي يريد الوصول إليه؛ كأن يركِّز على الوصول إلى علاقة إيجابية مع زوجته.
  • الرياضة: يستطيع الإنسان ممارسة الرياضة؛ فهي تساعده على الاسترخاء وتبثُّ الطاقة الإيجابية في روحه، وتجعله أكثر تقبُّلاً لضغوطات الحياة.
  • التوقعات: لا تبنِ توقعات عالية عن الحياة ولا تعوِّل كثيراً على الآخرين، فكل البشر خطَّاؤون، ولا يوجد شخص كامل؛ حيث يمنحك هذا المنظور تقبُّلاً أكثر للحياة وأشخاصها.
  • النية السليمة: ضع النية السليمة في المرتبة الأولى في أثناء تعاملك مع الناس، فالحياة قصيرة ولا تستحق أن نهدرها في شكوك ومشكلات مع الناس.
  • الأعذار: اجعل قلبك رحيماً ولا تتسرع في إصدار الأحكام على الآخرين؛ بل اعذرهم وقدِّر ظروفهم.
  • الابتعاد عن التجريح: عبِّر عن مشاعرك بمنتهى الصدق والوضوح لكن دون أن تجرِّح الآخرين، فقد تهدم علاقة قوية مع صديقك من جراء تلفُّظك بكلام قاسٍ وغير مدروس معه.
  • الاستراحة: خذ استراحة من ضغوطات الحياة وتحدياتها، وأعد الاسترخاء إلى حياتك.
  • التجديد: جدد حياتك ومشاعرك الروتينية، واختبر مشاعر البهجة والسعادة، وذلك بإضافة تفاصيل جديدة إلى حياتك، كأن تشتري حيواناً أليفاً، أو تزرع نبتة جميلة في حديقة منزلك؛ حيث تستطيع التفاصيل الصغيرة إعادة الحيوية إلى حياتك.
  • كسر الطقوس التقليدية: لا تمارِس الطقوس ذاتها التي كنت تقوم بها للتعبير عن المشاعر السلبية والتي تزيد من حدة المشاعر لديك؛ بل اعمل على خلق طقوس جديدة، على سبيل المثال إن كنت معتاداً على اعتزال الناس والبقاء في غرفتك والاستماع للأغاني الحزينة؛ في حال شعورك بالحزن؛ فعندها عليك أن تكسر هذه الطقوس، وتخلق طقوساً جديدة من شأنها أن تغيِّر من حدة المشاعر السلبية لديك، كأن تتحرك في المنزل ولا تستسلم لحالة الخمول التي تهاجمك، أو تخرج للمشي في الخارج، وقد تواعد أصدقاءك للذهاب في نزهة لكسر حالة العزلة التي تعيشها.
  • الوعي: إن استطعت أن تكون واعياً في لحظة غضبك، ومراقبة الأفكار التي تنشأ في دماغك عن الموقف والأشخاص، والتصدي للأحكام السريعة التي من الممكن أن تجتاحك؛ فعندها تستطيع أن تمتلك زمام حياتك. 

كيفية إدارة المشاعر السلبية:

المشاعر السلبية هي نوع من أنواع الاضطرابات الانفعالية التي عرفتها (رابطة علم النفس الأمريكية للطب النفسي) على أنَّها حالة الشعور (المؤثرة) التي تحدث عندما يخفق المرء في تحقيق هدف، أو عندما يكون المرء غير راض عن الوضع الحالي للأمور، ويتمثل في الشعور بالخوف والتوتر والقلق والحزن.

تختلف نسبة انتشار المشاعر السلبية بين الذكور والإناث من حيث النوع والشدة والانتشار، ففي إحدى الدراسات التي جرت في عام 2008 من قبل (Beask & Duboss) وجدت أنَّ المشاعر السلبية تنتشر في أوساط المراهقات الإناث أكثر من المراهقين الذكور.

أنواع المشاعر:

  • المشاعر الأوليَّة: هي عبارة عن الاستجابة الأولى للفرد في مقابل مثير معين، وبشكل أبسط هي الانفعال الأول تجاه الموقف، مثل شعور الفرد بالحزن بعد سماع خبر رسوبه في الامتحان.
  • المشاعر الثانويَّة: هي عبارة عن ردود فعل الفرد على المشاعر الأولية وتجعله في كثير من الأحيان لا يعي ما يفعل، وهذه المشاعر تطغى على المشاعر الأولية لديه.
  • المشاعر الوسيليَّة: غالباً ما يمارس الأفراد هذه المشاعر بسبب معرفتهم للطريقة التي يستجيب بها الناس لهذه المشاعر.

تتنوع المشاعر السلبية بحسب الموقف وبحسب الهدف الذي أخفق الفرد في تحقيقه ومدى ما خسره، وعموماً يمكن تحديد أشهر المشاعر السلبية بالآتي: العدائية، التوتر، التشاؤم، الغضب، الحزن، الكراهية، الخزي، الاكتئاب، الإحباط، عدم الأمان، الارتباك، انعدام الأهمية، الاستبعاد، الحقد، الغيرة، الشك، الذنب، الوحدة، اليأس وغيرها من المشاعر، وغالباً لا يعترف الفرد بوجود مشاعر سلبية لديه، بل يمكن أن نستدل على وجودها من سلوكاته مثل قيامه بالتدخين والإدمان على الكحول أو المخدرات، فيتحول إلى فرد متلبد المشاعر بحيث لا يتأثر فرحاً أو حزناً بشكل طبيعي، كما أنَّه يفضل العزلة ويصبح كثير النوم.

فيما يأتي نقدم لكم مجموعة من النصائح التي تساعد على إدارة المشاعر السلبية ومحاولة التخلص منها للعودة إلى الصحة النفسية الإيجابية، السليمة للفرد:

1. فهم الانفعال الكامن وراء المشاعر السلبية:

يُقصد بذلك فهم أسباب الانفعال والقدرة على تحديد أسبابه، وهذا يتضمن بالضرورة: تسمية الانفعال والتمييز بينه وبين الانفعالات الأخرى وتفسير معنى هذا الانفعال، فمثلاً: (أنت شخص حزين بسبب خسارة شيء ما يعني لك كثيراً)، كما يتضمن فهم الانفعالات فهم المشاعر المركبة، فمشاعر الغيرة مثلاً تحتوي على الغضب والخوف والحسد، وكذلك ينبغي فهم المشاعر المركَّبة كالجمع بين مشاعرك تجاه شخص تحبه لكنَّك تكره سلوكه وتصرفاته.

2. تنمية الضبط الانفعالي:

الضبط الانفعالي هو قدرة الفرد على السيطرة وتنظيم التعبيرات الانفعالية اللفظية وغير اللفظية بما يناسب المواقف الاجتماعية التي يوجد فيها.

3. تدريب عقلك:

ينبغي أن تدرب عقلك على طرائق التخلص من المشاعر السلبية التي تسبب لك حالات عدم التوازن وتجعل حياتك بائسة، وفكر فقط بالأفكار الإيجابية التي تعزز بدورها المشاعر الإيجابية التي تقود للسعادة.

4. الاستماع لنفسك:

يمكنك في كل صباح طرح السؤال الآتي على نفسك: ماذا أشعر في هذه اللحظة؟ أفسح المجال لمشاعرك كي تظهر على حقيقتها، ثم حدد سبب وجود هذا الشعور وحدد ما تحتاج إلى التخلص منه واسعى إلى تحقيق ذلك.

5. تنمية العلاقات الاجتماعية:

غالباً ما يبذل الأفراد جهوداً كبيرة لإخفاء ما لديهم من مشاعر سلبية، فيرتدون أقنعة ويقدمون أنفسهم على غير حقيقتهم؛ وهذا يسبب تمدد المشاعر السلبية ونيلها منهم؛ لذا يجب العمل على الانفتاح على الآخرين والتواصل معهم، فلا يمكن لأي إنسان أن يعيش وحيداً منعزلاً، فالتواصل وسيلة لتفريغ المشاعر السلبية وطلب المساعدة عند الحاجة ومعرفة نقاط القوة والضعف في شخصيتنا.

6. الصبر على نفسك وعلى غيرك:

يجب التحلي بأهم مكارم الأخلاق وهو الصبر سواء تجاه نفسك أم تجاه غيرك، فتقبَّل صفاتك وسامح نفسك على هفواتها، ولا تعتقد أنَّ كل الأمور يجب أن تسير حسب ما رسمت من خطط، فالفشل يجب أن يكون احتمالاً قائماً بأي عمل تقوم به مهما كان، كما يجب أن تصبر على الناس الآخرين ولا تحمِّلهم سبب مشاعرك السلبية بل اجعل التسامح إحدى الخصال التي ترافقك خلال حياتك.

7. تأمُّل ذاتك باستمرار:

حاول أن تدرك ما تمر به من تغيرات في مشاعرك خلال المواقف المختلفة وحاول أن تتعلم كيف يجب أن تتعامل مع كل منها عند تكرار حصولها كنوع من أنواع الضبط الانفعالي.

8. محاورة نفسك:

اطرح الأسئلة على نفسك بهدف تنظيم أفكارك أولاً ومشاعرك ثانياً، فطرح الأسئلة يسهم في تحديد المشاعر السلبية والأسباب الكامنة وراءها، ومن ثم القدرة على إيجاد الحلول لها.

9. المحافظة على رد فعل هادئ:

من أكبر الأخطاء التي يمكن أن ترتكبها هي التفاعل السريع مع المثيرات التي تدفع بالمشاعر السلبية للظهور، وإبداء الانفعالات المبالغ بها في بعض الأحيان والتي تقود بدورها إلى سلوكات متهورة قد تتسبب بالأذى لنفسك وربما للآخرين، عليك أن تتعلم قبل القيام بأي رد فعل على أي موقف أنَّ العاطفة هي التي تحرك الانفعال؛ لذا خذ نفساً عميقاً وتنفس ببطء واسترخِ للتحكم في انفعالاتك، وعندما تعود لحالة هدوئك تأكد من نوع مشاعرك وفكر بعقلك بالتصرف الصحيح وآثاره فيك وفي محيطك.

شاهد بالفيديو: كيف تسيطر على مشاعر الانفعال الزائد؟

10. النظر إلى ما يحدث بوضوح:

وراء كل حادثة سبب، فكل ما نمر به ويحدث في حياتنا له سبب وهدف؛ لذا يجب أن تتحلى بالحكمة التي تجعلك ترى الأمور بوضوح وتكتشف الحقيقة وتتقبلها مهما كانت، وأن ترى كل لحظة من حياتك وتستكشف كل ما يقف وراءها وتستنتج المعاني منها، ففي البداية قد تؤثر عوامل كثيرة وتقف في وجه فهمك الصحيح للأمور لكن ما إن تعتاد أن تعطي لنفسك الوقت، سوف تبدأ برؤية الأمور بشكل أوضح وسوف تدرك الهدف من ورائها. 

11. تغيير أفكارك:

في الحقيقة ترتبط المشاعر بالأفكار، فالمشاعر السلبية مصدرها الأفكار السلبية، وهذا بدوره سوف ينعكس على شخصيتك ويمكن أن تصبح شخصية سلبية؛ لذا يجب عليك محاربة الأفكار السلبية وطردها من عقلك ومحاولة إيجاد الخير في كل ما يدور من حولك، مثلاً عندما تصادف شخصاً يسبب لك إزعاجاً، لا تفكر به كثيراً، بل استحضر شخصاً آخر تكنُّ له مشاعر الحب والمودَّة، وحاول التفكير به كي تحافظ على حالتك النفسية متوازنة وتقي نفسك من التوتر، ومن ثم التخلص من المشاعر السلبية.

12. التسامح:

قد تتعرض لعدة مواقف تثير غضبك وقد تضطر إلى التعامل مع أناس يسببون لك التوتر، قد تشعر بمشاعر سلبية مفاجئة تسبب لك الحزن أو التوتر أو القلق أو الغضب أو الألم الداخلي وسواها من المشاعر بسببهم، لكن عندما تكون متسامحاً مع الآخرين فلن يؤثر ما يقولونه أو يفعلونه بك بذات الطريقة، فعندما تسامح فإنَّك تفعل الأفضل لك وتنقذ نفسك من المشاعر السلبية التي ربما تتراكم وتسبب لك الأذى.

إقرأ أيضاً: 7 أمور تساعدك لكي تسامح الآخرين بصدق

13. تقديم المساعدة لمن يحتاجها:

عندما تمد يد العون للآخرين فأنت لا تساعدهم فقط، بل تساعد نفسك على الشعور بقيمتك، ومن ثم سوف يسهم ذلك بالتخلص من المشاعر السلبية ويدفعك باتجاه تكوين علاقات اجتماعية جيدة.

14. إفراغ ما في داخلك من مشاعر سلبية عن طريق البكاء:

البكاء أفضل الوسائل للتحكم في مشاعرك السلبية والتخلص منها بذات الوقت، البكاء ليس دليل على ضعف الشخصية أو أنَّك أقل من غيرك، بل هو وسيلة للتخلص من المشاعر السلبية التي تسبب لك الانفعالات المحرجة أحياناً قبل أن تتراكم أيضاً تلك المشاعر وتلتصق بك مسببة شقائك في الحياة.

15. اللجوء باستمرار إلى حديث الذات:

من أكثر الطرائق فاعلية في إدارة المشاعر السلبية ومنعها من السيطرة عليك هو حديثك المستمر مع ذاتك؛ لذا حاورها كأنَّك تحاور شخصاً آخر تحبه جداً، استمع إلى صوتك الداخلي وكلمات ضميرك، لا تكذب على نفسك وتحاول تغيير الحقائق، وفكر جيداً فيما ينتج عن هذا الحوار، لإعادة صياغة حياتك وأفكارك بالشكل الذي تنتفي فيه الأفكار والمشاعر السلبية وما يرتبط بها من انفعالات وسلوكات تسبب لك المشكلات.

إقرأ أيضاً: 15 طريقة لممارسة التحدث الإيجابي إلى الذات من أجل تحقيق النجاح

16. الدعاء والخشوع:

ثقتنا بالله عز وجل وإيماننا به وبقدرته سبحانه وتعالى على مساعدتنا في ظلام لحظاتنا هو السبيل الحقيقي للتخلص من المشاعر السلبية؛ لذا ينبغي أن تقوي إيمانك بالله تعالى وتطلب منه السكينة والهدوء وتنوير بصيرتك لإيجاد الحلول لمشكلاتك.

في الختام:

كن مسؤولاً عن إدارة المشاعر الخاصة بك، فلم تُخلَق لكي تكون عبداً لها؛ بل أنت السيد عليها؛ لذا كن واعياً وناضجاً ومراقِباً لمشاعرك، وبغير ذلك ستكون حياته بلا معنى؛ فمَن يعيش على ما تمليه عليه مشاعره دون أدنى فلترة لها وتحليل وتنقية وإدارة؟




مقالات مرتبطة