أسباب الدوار الدهليزي وطرق علاجه

الدهليز هو الجزء الأوسط من الأذن الداخلية، وهو المسؤول عن التوازن الحركي الدوراني للجسم. وفي هذا المقال أعزاءنا القرَّاء سنتحدث إليكم عن أسباب الدوار الدهليزي، وأعراضه، وطرائق علاجه طبياً وبالأعشاب الطبيعية؛ لذا تابعوا معنا في السطور القليلة القادمة.



ما هو الدوار الدهليزي؟

إنَّ الأذن هي مركز التوازن الأهم في جسم الإنسان، ويُعدُّ الدوار الدهليزي واحداً من أكثر الأعراض انتشاراً، عند حدوث أي خلل في بنية الدهليز الموجود داخل الأذن الداخلية، حيث يشعر المريض بدوران وحركة المكان أو الجسم، أو الاثنين معاً؛ الأمر الذي يجعله غير قادر على التوازن. ومن الجدير بالذكر هنا، أنَّ جميع حالات الدوار التي يشعر بها المريض، تكون مصحوبةً بشعوره بالغثيان والإقياء، وشحوب بالوجه، ورأرأة عينية (حركة العين وفق اتجاهٍ معيَّن عمودي أو أفقي عند تثبيت العين، ثم تختفي تدريجياً)، وتعرُّق، وخفقان القلب. ويستمر الشعور بالدوار عدة ثوانٍ عادةً، لكنَّه قد يمتد في بعض الأحيان إلى عدة أيام، فضلاً عن أنَّه يرتبط بتغيير وضعة الرأس.

إقرأ أيضاً: أسباب دوّار الرأس (الدوخة) وطرق علاجها

اسباب الدوار الدهليزي:

تعود أسباب الدوار الدهليزي إلى إصابة في العصب الدهليزي، أو أحد مكونات الدهليز الأخرى. ومن أبرز هذه الأسباب نذكر لكم الآتي:

1. داء مينيير:

مرض يصيب الأذن الداخلية، نتيجة حدوث خلل في الجهاز الدهليزي والقوقعة، أو نتيجة ارتفاع ضغط السائل الموجود في داخل الأذن، حيث يعاني المريض فجأةً من امتلاءٍ في الأذن، مصحوبٍ بشعورٍ بالدوار والطنين ونقص شديد في السمع. تستمر هذه الأزمة من عدة دقائق إلى عدة ساعات ثم تزول، لكن من الجدير بالذكر هنا، أنَّ ضعف السمع يمكن أن يستمر مع تحسُّنٍ بسيط. وفي بعض الحالات قد يستمر الطنين، فضلاً عن استمرار الدوار الذي قد يصاحبه خفقان القلب، وتحرُّك الأمعاء، وإقياء، وتعرُّق، وشحوب بالوجه، ثم إنَّ هذه الأعراض يمكن أن تحدث على فتراتٍ متباعدة أو متقاربة. وتجدر الإشارة إلى أنَّ حدوث هذا المرض له ارتباط واضح مع الإصابة بمرض السكري، لكن لا يوجد أي تفسير جيد لهذا الارتباط.

2. التهاب العصب الدهليزي:

العصب الدهليزي هو العصب المسؤول عن نقل إشارات جهاز التوازن من الأذن الداخلية إلى الدماغ. وهذا المرض هو التهاب يصيب العصب الدهليزي، وهو أحد أسباب الدوار، وفقدان التوازن. يمكن أن تكون العدوى الفيروسية هي السبب الأساسي للالتهاب، خاصةً بعد الإصابة بالزكام؛ حيث إنَّ العصب الدهليزي يُعدُّ من الأعصاب المفضلة لدى فيروس "الهربس"، ويمكن لجرثومة "البوريلا" أيضاً إصابة هذا العصب، ولو بنسب أقل من سابقها. ويمكن أن يحدث هذا الالتهاب أيضاً نتيجةً لأسباب أخرى منها: (التهاب الأذن الوسطى، أو الحساسية، أو الورم الكوليسترولي الذي يصيب الأذن). ومن العوامل التي تزيد من احتمالية إصابة العصب الدهليزي بالالتهاب: (التدخين، والكحول، والحساسية، والتهاب جهاز التنفس).

يؤدي هذا الالتهاب إلى معاناة المريض من دوار مفاجئ يمكن أن يستمر عدة أيام، ثم يتحسن بشكل تدريجي. وقد يشعر المريض في بعض الحالات بعدم قدرته على التوازن الجيد عدة أشهر. ومن الجدير بالذكر هنا، أنَّ هذا المرض لا يترافق مع التغيرات السمعية مطلقاً، وذلك يعود لسلامة العصب السمعي.

3. دوار الوضعة الانتيابي الحميد:

وهو السبب الأكثر انتشاراً لحدوث الدوار الدهليزي، وينتج عن تحرُّك واحدة أو مجموعة من بلورات الكالسيوم المعروفة باسم "أوتوكونيا"، والموجودة في داخل متاهة الأذن الداخلية، من مكانها إلى أحد قنوات النصف الدائرية للأذن الداخلية؛ لذا فإنَّ تحريك الرأس يؤدي إلى تحرك هذه البلورات داخل السوائل الليمفاوية في الأذن الداخلية؛ الأمر الذي يؤدي إلى إحساس المريض بالدوار، وعدم القدرة على التوازن، فضلاً عن استمرار إحساسٍ مُتبقٍّ بعدم التوازن لدى المريض بين النوبات. يمكن لهذا الدوار أن حدث في الحالات الآتية: (التعرض لإصابة في الرأس، أو الجفاف، أو نقص كبير في ساعات النوم، أو حركة الرأس المفاجئة، أو التغيُّر في الضغط الجوي، أو التقلب في أثناء النوم، أو الضغط العصبي، أو تحريك الرأس تجاه الأعلى أو الأسفل)، ويتم التحسُّن والشفاء من هذا المرض خلال عدة أسابيع أو أشهر.

4. التهاب التيه الغشائي:

يوجد التيه الغشائي ضمن الأذن، ويمكن أن يُصاب بالالتهاب نتيجة العدوى الفيروسية. ومن الجدير بالذكر هنا، أنَّ الأعراض الناتجة تتركز في الأذن المصابة فقط، ولكن من الممكن أن ينتقل الالتهاب إلى الأذن الثانية، وعندها تكون الأعراض ثنائية القطب، ويحدث ذلك عند الإصابة بالتهاب السحايا وخاصةً عند الأطفال، حيث تترافق الأعراض الناتجة مع نقصان في السمع.

كيف يُعالج الدوار الدهليزي؟

تتم معالجة الدوار الدهليزي اعتماداً على السبب المؤدي إليه، حيث تختلف طريقة العلاج تبعاً إلى حالة كل مريض. وسنذكر لكم كيفية العلاج فيما يأتي:

1. في حال كان السبب هو الإصابة بداء مينيير:

كل العلاجات المطبقة في هذه الحالة تعمل على تخفيف الأعراض، حيث لا يوجد علاج نوعي لهذا المرض، ومن الإجراءات التي تُطبَّق نذكر لكم:

  • التزام المريض باتباع حمية تعتمد على استهلاك كميات قليلة جداً من الملح.
  • استخدام الموسعات الوعائية والمُدرَّات البولية بهدف خفض الضغط داخل الأذن.
  • استخدام مضادات الغثيان والإقياء للتخفيف من الأعراض التي يعاني منها المريض.
  • يتم اللجوء إلى الجراحة في حال لم تنجح أيٌّ من الإجراءات السابقة في تخفيف الأعراض، حيث يُستأصَل العصب الدهليزي، مع حقن "الأمينوغلوزيدات" ضمن الدهليز.

2. في حال كان السبب التهاب العصب الدهليزي:

لا يفيد استخدام مضادات الفيروسات في معالجة الالتهاب الدهليزي، ويمكن التخفيف من الأعراض في هذه الحالات بعدة طرائق منها:

  • استخدام مثبطات الدهليز للتخفيف من الدوار.
  • استخدام مضادات الإقياء والغثيان.
  • استخدام جرعة عالية من "ميتيل بردنيزون" مرة واحدة فقط؛ حيث إنَّه يساعد بشكلٍ كبير على تخفيف الأعراض.
إقرأ أيضاً: ضغط الأذن: أسبابه، أعراضه، وطرق العلاج

3. في حال كان السبب دوار الوضعة الانتيابي الحميد:

يمكن أن يتحسن هذا المرض بشكل تلقائي عند كثيرٍ من المرضى، ولكن في حال كان المريض يُعاني من أعراضٍ مستمرة، يتم اللجوء إلى مناورات إعادة التهيئة، بغرض إعادة بلورات البوتاسيوم (أتوكونيا) إلى مكانها الطبيعي. توجد عدة أنواع من مناورات إعادة التهيئة: (مناورة إيبلي، ومناورة سيمونت، تمارين براندت داروف)، وقد استفاد عديد من المرضى بعد تطبيق إحدى هذه المناورات.

4. في حال كان السبب التهاب التيه الغشائي:

إذا كان هذا الالتهاب ناتجاً عن العدوى الجرثومية، عندها يجب استخدام المضادات الحيوية في العلاج. وفي حال ترافق هذا الالتهاب مع حدوث انصبابات في الأذن الوسطى، يجب تأمين تصريف للأذن الوسطى، فضلاً عن استخدام مضادات الإقياء خلال الفترة الشديدة والحادة من المرض.

كيف تتم معالجة الدوار الدهليزي بالأعشاب؟

يمكن معالجة أعراض الدوار الدهليزي والتخفيف من حدتها من خلال استخدام الأعشاب. وفيما يلي سنذكر لكم أهم تلك الأعشاب المستخدمة في هذا الغرض:

1. الزنجبيل:

إنَّ مضغ قطعة من جذور الزنجبيل، أو شرب شاي الزنجبيل الطازج، له أثر كبير في تعزيز الدورة الدموية في المخ، وبالتالي تخفيف حدة الدوار الدهليزي، فضلاً عن أنَّ الزنجبيل له دور فعَّال جداً في التخفيف من الشعور بالغثيان والتقيؤ.

طريقة تجهيز شاي الزنجبيل:

يتم وضع قطعة صغيرة من الزنجبيل المبشور في كأس من الماء المغلي، وتغطيتها وتركها مدة 5 دقائق، ثم تتم تصفيتها وتحليتها بملعقة صغيرة من العسل، ويجب شرب هذا الشاي بانتظام مرتين يومياً.

2. عشبة الهيل:

الهيل من أفضل العلاجات الطبيعية للدوار الدهليزي، خاصةً إذا تم استخدامه بجلسة تدليك.

طريقة استخدام الهيل بالتدليك:

تُسخَّن ملعقتان من زيت السمسم، وتضاف إليها نصف ملعقة كبيرة من مسحوق الهيل، ونصف ملعقة كبيرة من مسحوق القرفة، ثم يُدلك الرأس بهذا المزيج بشكلٍ جيد، ويُترك عدة ساعات.

إقرأ أيضاً: التهابات الأذن عند الأطفال: أعراضها وطرق العلاج

3. الريحان:

يساهم الريحان في تخفيف أعراض الدوار الدهليزي بشكل فعَّال بسبب رائحته المهدئة.

طريقة استخدام الريحان:

تُغلى 4 أوراق من الريحان في كوب من الحليب، ويتم استنشاقه، وشرب الحليب بعد ذلك. يجب تكرار العملية يومياً قبل النوم، ولمدة عدة أسابيع، حتى يتحسَّن المريض.

4. بذور الكزبرة:

من أكثر المواد الطبيعية استخداماً في علاج أعراض الدوار الدهليزي.

طريقة استخدام بذور الكزبرة:

تُنقع ملعقة كبيرة من بذور الكزبرة مع ملعقة كبيرة من عنب الثعلب الهندي في كوب من الماء مدة يومٍ كامل، ثم تُصفَّى ويُضاف إليها ملعقة صغيرة من العسل لتحسين طعمها. يُكرَّر هذا المشروب عدة أيامٍ متواصلة.

5. بلسم الليمون:

يلعب بلسم الليمون دوراً مهماً جداً في تعزيز صحة الجهاز العصبي، وتحسين الدورة الدموية، فضلاً عن أنَّه يساهم في معالجة الاكتئاب، والصداع النصفي، وارتفاع ضغط الدم، والأرق والقلق، والدوار الدهليزي.

طريقة استخدام بلسم الليمون:

تُضاف ملعقة كبيرة من بلسم الليمون إلى كوب من الماء، وتُترك لتغلي على نارٍ هادئة مدة 15 دقيقة، ثم يُصفَّى المشروب، ويتم أخذه عدة مرات طوال اليوم.

وبذلك أعزاءنا القرَّاء نكون قد قدَّمنا إليكم شرحاً عن أسباب الدوار الدهليزي، مع ذكر أعراضه وطرائق علاجه، طبياً وبالأعشاب الطبيعية.

المصادر: 1، 2، 3، 4




مقالات مرتبطة