ما هي القرفة:
القرفة (Cinnamomum verum)، هي شجرة كثيفة دائمة الخضرة من عائلة الغار (Lauraceae)، والتوابل المشتقة من لحائها. القرفة موطنها الأصلي سريلانكا، وساحل مالابار المجاور للهند، وتُزرع أيضًا في أمريكا الجنوبية وجزر الهند الغربية. تتكون التوابل من لحائها الداخلي المجفف، وهي ذات لون بني ولها رائحة عطرية رقيقة ونكهة حلوة دافئة.
كانت القرفة ذات يوم أكثر قيمة من الذهب. وفي مصر كانت مطلوبة للتحنيط والممارسات الدينية. في أوروبا في العصور الوسطى كان تستخدم للطقوس الدينية وكنكهة. وفي وقت لاحق أصبحت أحد أكثر التوابل ربحية في تجارة الهند.
أنواع القرفة:
تتطلب العديد من الأطباق الحلوة والمالحة القليل من القرفة، لكن القليل جدًا من الوصفات تحدد نوع القرفة الذي يجب استخدامه. هذه التوابل الأساسية، والتي توجد عادة في العديد من المطابخ في جميع أنحاء العالم، متوفرة في عدة أصناف، فإن بعض الأنواع مناسبة بشكل أفضل للأطباق الحلوة، في حين أن البعض الآخر يكمل الوجبات اللذيذة بشكل أفضل. تكمن الاختلافات الأساسية في التركيب الكيميائي للشجرة التي يتم حصاد القرفة منها، ومن هذه الأنواع:
1. قرفة الأكاسيا:
قرفة كاسيا، والتي تسمى عادةً قرفة كاسيا أو القرفة الصينية، تنمو بشكل أساسي في جنوب شرق آسيا وهي القرفة الأكثر مبيعًا في أمريكا الشمالية. 1 إنها حارة أكثر من كونها حلوة، ولها تاريخ طويل من الاستخدام في الطب التقليدي. هناك حاجة لمزيد من البحث، ولكن تم ربط القرفة الصينية بالعديد من التأثيرات الدوائية، بما في ذلك التأثيرات المضادة للأورام، والمضادة للالتهابات، ومضادة للسكري، ومضادة للبكتيريا، ومضادة للفيروسات، وتأثيرات وقائية للقلب والأوعية الدموية.
قرفة كاسيا ذات لون أحمر-بني غامق ولها عادةً جلد سميك جدًا. يمكن أن يكون طعمه الحار والمرير قليلاً عنصرًا أساسيًا في العديد من الوصفات الكلاسيكية، بما في ذلك الآيس كريم والفواكه المطهية والشوكولاتة وبعض الفطائر.
يحتوي هذا النوع من القرفة على كميات عالية من الكومارين، وهو مركب كيميائي يمكن أن يكون سامًا بجرعات عالية. تشير بعض الأبحاث إلى أن المدخول اليومي لأكثر من 0.1 ملليجرام من قرفة كاسيا لكل كيلوجرام من وزن الجسم يمكن أن يؤثر على تخثر الدم إذا كان الشخص يتناول بعض ممميعات الدم.
2. قرفة سيلان:
القرفة السيلانية، المعروفة علميًا باسم Cinnamomum verum، تزرع في سريلانكا، وتعرف بأنها القرفة الحقيقية. القرفة السيلانية ذات لون بني فاتح ولها طعم خفيف مع لمحات من الأزهار والحمضيات. وهي تضيف نكهة رائعة لمجموعة متنوعة من الأطعمة. يتم استخدامها عادةً في خبز الخبز والمعجنات ولفائف القرفة. الجدير بالذكر، أنه قد يكون استهلاك قرفة سيلان بكميات كبيرة غير آمن أثناء الحمل.
3. قرفة كورينتي
تستخرح من شجرة القرفة الصينية وهي قرفة كورينتي، والمعروفة علميًا باسم سيناموم بورماني. وتزرع قرفة كورينتي في إندونيسيا، وتتميز بجلد سميك ذو لون بني محمر فاتح. له نكهة ترابية حارة أكثر اعتدالًا من الأنواع الأخرى، مما يجعله مثاليًا للبسكويت ولفائف القرفة والخبز. من ناحية أخرى، تعتبر قرفة كورنيتي أرخص أنواع القرفة وموجودة بشكل شائع في محلات التوابل.
4. قرفة سايجون:
قرفة سايجون، المعروفة علميًا باسم Cinnamomum loureiroi، ترجع أصولها إلى فيتنام وهي نوع آخر من القرفة المستخرجة من شجرة القرفة الصينية. تحتوي عادة على نسبة عالية من السينامالدهيد والزيوت المتطايرة، مما يمنحها طعمًا حادًا وحارًا مثاليًا لدقيق الشوفان المخبوز ولفائف القرفة وكعك القهوة.
من بين جميع أنواع القرفة، فهي تتمتع بالنكهة الأغنى. يستخدم العديد من الأشخاص قرفة سايغون في العصائرأو في الحليب الدافئ، ويتم رشها فوق الخبز المحمص بالعسل، وخلطها مع دقيق الشوفان الصباحي، أيضا إضافتها إلى الوجبات اليومية المتنوعة خاصة للحوم.
فوائد القرفة:
إن هذه التوابل العطرية تعتبر من الأطعمة الفاخرة المستخدمة في أطباق مختلفة ومعروفة أيضًا بخصائصها الطبية منذ آلاف السنين، وهو من أشهر التوابل الطبية المستخدمة منذ العصور القديمة، وقد أكد العلم الحديث الآن ما عرفه الناس بالفطرة على مر العصور. فيما يلي تسع فوائد صحية للقرفة تدعمها الأبحاث العلمية:
1. القرفة تحمي من مرض السرطان:
تعتبر القرفة أحد أهم التوابل فهي تحمي من سرطان الدم وسرطان الغدد اللمفاوية والقولون لاحتوائها على مادة السينمالدهيد والأوجينول التي تحد من انتشار الأورام السرطانية، كما أن مضادات الأكسدة الموجودة في القرفة تمنع تشكل الأورام السرطانية.
2. القرفة تضبط مستوى السكر في الدم:
أكدت الدراسات أن القرفة تتمتع بخصائص علاجية هامة حيث تعتبر علاج مناسب لمن يعانون من داء السكري النوع الثاني، فهي تحتوي على مواد تحفز الجسم على إنتاج الانسولين مما يساعد على ضبط مستوى السكر في الدم.
3. القرفة تحمي من الكوليسترول:
أكدت الأبحاث إلى أن القرفة تساعد في حماية الجسم من الكوليسترول الضار وذلك من خلال تناول نصف معلقة قرفة يومياً ولمدة ستة أسابيع حيث سيتم خفض نسبة الكولسترول إلى حوالي 30%.
4. القرفة تقوي الذاكرة:
لا تقتصر فوائد القرفة على تناولها ضمن المأكولات والحلويات فقط بل ولرائحتها فوائد أيضاً فهي تنشط الدماغ وتقوي الذاكرة وهذا ما أكدته عدة أبحاث طبية.
5. القرفة تنشط الدورة الدموية:
القرفة من المشروبات السحرية فهي تساعد على التخلص من التعب والإرهاق وتمد الجسم بالطاقة والحيوية وذلك لقدرتها على تنشيط الدورة الدموية لذلك ينصح بتناول الأطعمة التي تحتوي على القرفة قبل القيام بالنشاطات الحركية والفكرية.
6. القرفة تعالج التهاب المفاصل:
تعتبر القرفة علاج فعال لالتهاب المفاصل وذلك لاحتواء القرفة على مضادات التهاب قوية تساعد على إبطاء نشاط تآكل خلايا العظام مما يؤدي إلى تخفيف الألم وتسريع الشفاء.
7. القرفة تعالج عسر الهضم:
كوب من القرفة الساخنة كفيل بأن يخلصك من عسر الهضم وما يرافقه من تطبل في البطن والحرقة والغثيان وذلك بفضل قدرة القرفة على تنشيط عمل الجهاز الهضمي.
8. القرفة تخفف من آلام الدورة الشهرية:
تستخدم القرفة منذ القدم في تخفيف من آلام الدورة الشهرية، وذلك بفضل قدرتها على تنشيط الدورة الدموية وإدرار الطمث الأمر الذي يؤدي إلى تخفيف التقلصات والآلام.
9. القرفة تعالج رائحة الفم الكريهة:
تحتوي القرفة على مادة سيناميك آلديهايد وهي مادة لديها قدرة كبيرة على قتل البكتيريا المسببة لرائحة الفم الكريهة لذلك يصف أطباء الأسنان القرفة لعلاج رائحة الفم، كما أن الكثير من المصانع تدخل القرفة للعلكة فهي تُضفي طعمة لذيذة للعلكة وتمنح الفم رائحة منعشة.
أضرار القرفة:
على المدى القصير، يبدو أن تناول كميات معتدلة من القرفة كتوابل أو كمكمل غذائي آمن بالنسبة لمعظم الناس. ومع ذلك، القرفة تحتوي على الكومارين. الذي يلعب دورًا في إنتاج الوارفارين، وهو دواء شائع لتسييل الدم. وبالتالي أن استهلاك الكثير من القرفة يمكن أن يؤدي إلى مخاطر وأضرار، مثل:
1. التهيج والحساسية:
القرفة عادة لا تسبب أي آثار جانبية. لكن الاستخدام المكثف قد يؤدي إلى تهيج الفم والشفتين، مما يسبب تقرحات. بعض الناس لديهم حساسية منه. قد يسبب احمرار وتهيج إذا وضعته على بشرتك.
2. التسمم:
قد يكون تناول الكثير من قرفة القرفة سامًا، خاصة إذا كنت تعاني من مشاكل في الكبد. الكومارين، وهو أحد مكونات بعض منتجات القرفة، ويمكن أن يسبب مشاكل في الكبد، ولكن الكمية التي تحصل عليها صغيرة جدًا لدرجة أنها لن تكون مشكلة على الأرجح. ونظرًا لعدم وجود أدلة حول سلامتها، يجب على الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات تجنب القرفة كعلاج.
3. انخفاض نسبة السكر في الدم:
قد يؤثر تناول القرفة بكميات كبيرة على نسبة السكر في الدم، لذلك إذا كنت مصابًا بداء السكري وتتناول مكملات القرفة، فقد تحتاج إلى تعديل علاجك ونظامك الغذائي.
4. التفاعلات الدوائية:
إذا كنت تتناول أي دواء بانتظام، تحدث مع طبيبك قبل البدء في استخدام مكملات القرفة. حيث يمكن أن تؤثر على طريقة عمل المضادات الحيوية وأدوية مرض السكري ومميعات الدم وأدوية القلب وغيرها.
في الختام:
القرفة متاحة كمكمل غذائي، وكذلك كتوابل بنكهات غنية وفوائد عظيمة على الصحة. لكن، قد يكون لها تأثير على الصحة والمرض. يجب على الناس ألا يستخدموا القرفة بأي شكل من الأشكال كبديل كامل للعلاجات الطبية للحالات الصحية، وتناولها بكميات معتدلة للحفاظ على الفوائد الصحية للقرفة والتقليل من أضرارها وآثارها الجانبية.
أضف تعليقاً