9 علامات تؤكد أن مثاليتك خارجة عن نطاق السيطرة

نحن نعيش في عالم تهمُّه فكرة المثالية، فمنذ الصغر، يدفعنا الآباء والكوتشز والمعلِّمون لأن نكون أشخاصاً متفوقين، لكنَّهم يفشلون في تعليمنا فكرة التوازن، فنحن نعيش حياتنا برغبة راسخة في تقديم كل ما لدينا لتحقيق أهداف سامية، لكنَّنا لا نعرف متى ننسحب، ولا نعرف متى يكون ذلك كافياً.



يميل معظم الناس بشدة إلى المثالية، ويَعُدُّونها أمراً جيداً إلى أن تؤثر فيهم سلباً، ويُعَدُّ القيام بذلك أمراً مقلقاً؛ لأنَّه وبحسب دراسات مستقلة من "جامعة كولومبيا البريطانية" (University of British Columbia) و"جامعة طهران" (University of Tehran)، فإنَّ السعي إلى المثالية مرتبطٌ بالاكتئاب والقلق وبعدد كبير من مشكلات الصحة النفسية.

للتغلب على المثالية، يجب عليك أن تتعلَّم معرفة متى تعوقك، حيث تُعَدُّ هذه المهمة صعبةً جداً، لأنَّ الميل نحو المثالية يدفعنا للتصرف بجد وحماس. يجب أن تغيِّر تفكيرك من المثالية إلى التفاؤل، حيث يبذل المتفائلون قصارى جهدهم لتحقيق النجاح، لكنَّهم أكثر مرونةً وقدرةً على التكيف في السعي إلى تحقيق أهدافهم.

سيجعلك تغيير أسلوبك من المثالية إلى التفاؤل أكثر سعادةً وإنتاجيةً؛ لذلك، أنت تحتاج إلى التعرُّف إلى علامات المثالية التي تعرقلك.

نقدِّم لك فيما يلي الصفات المميَّزة للمثالية الخارجة عن نطاق سيطرتك:

1. إدراك أنَّ المثالية تمثِّل مشكلة، لكنَّك تعتقد أنَّها سبب النجاح:

أنت تحتاج حقاً إلى دفع نفسك بقوة لتكون ناجحاً، وعندما تخرج مثاليتك عن السيطرة، يصبح من السهل استخدام العمل الجاد كمبرر للألم والمعاناة غير الضروريين اللذين تعاني منهما، حيث تسبب المثالية صراعاتٍ ونزاعاتٍ لا داعي لها، ولكن عندما تتحكم في مثاليتك، يمكِنك العمل بصورة أقل وإنجاز المزيد.

2. الدفاع عن نفسك عندما تتلقى تغذيةً راجعة:

يهتم الأشخاص المثاليون بشدة بما يعتقده الآخرون عنهم، وهذا يجعل من الصعب عليهم تلقِّي التغذية الراجعة، حتى التغذية الراجعة المفيدة والمقدَّمة بصورة جيدة يبدو تقبُّلها صعباً بالنسبة إليهم، ومن المحتمل أن تدافع عن نفسك قبل أن تدرك حتى أنَّك تتلقَّى تغذيةً راجعة، وهو رد فعل طبيعي يحدث دون تفكير، ولأنَّك شخصٌ مثالي، تمتلك رغبةً شديدةً في النجاح؛ لذلك لا تقلق من التغذية الراجعة (حتى لو كانت مزعجةً)؛ لأنَّها ستساعدك في النهاية على تحسين عملك، وتعامَل مع التغذية الراجعة بهدوء، فهي ستساعدك على الاقتراب من المثالية.

شاهد بالفيديو: 12 صفة تجعلك صاحب شخصية مثالية

3. انتقاد الآخرين:

رغم عدم قدرة الأشخاص المثاليين على تلقِّي النقد، إلا أنَّهم ينتقدون الآخرين بشدة، فلا يقارن الأشخاص المثاليون أنفسهم بالآخرين، ويُعَدُّ التقليل من شأن شخص ما - لا سيَّما إذا كان يمثِّل تهديداً بالنسبة إليهم - أمراً جيداً. ومع ذلك، ليس الحال دائماً كذلك، حيث ينتقد الأشخاص المثاليون الآخرين لأنَّهم يقارنونهم بالمعايير نفسها التي لا يمكِن الحصول عليها والتي يقارنون بها أنفسهم.

4. التسويف الدائم:

تُعَدُّ المثالية والخوف من الفشل أمرين متلازمين، وتؤدي هذه التركيبة إلى التسويف؛ لأنَّه حتى المهام العادية تكون مخيفةً عندما يجب إنجازها على أكمل وجه، حيث يقضي معظم الكُتَّاب العديد من الساعات وهم يجرون عصفاً ذهنياً بشأن الشخصيات والحبكة، كما يكتبون العديد من الصفحات التي يعرفون بأنَّها لن تُدرَج في كتبهم، فإنَّهم يفعلون ذلك لأنَّهم يعرفون أنَّ الأفكار تحتاج إلى وقت لتطويرها وتحسينها.

نحن نميل إلى التوقف عن التفكير عندما يحين وقت البدء بأمر ما؛ لأنَّنا نعلم أنَّ أفكارنا ليست مثاليةً، وأنَّ ما نُنتجه قد لا يكون جيداً. ومع ذلك، كيف يمكِنك أن تنتج أمراً رائعاً ما لم تبدأ وتمنح أفكارك بعض الوقت لتتطور؟ لخصَّت الكاتبة "جودي بيكو" (Jodi Picoult) أهمية تجنُّب المثالية تماماً، قائلةً: "يمكِنك تعديل صفحة سيئة، لكن لا يمكِنك تعديل صفحة فارغة".

إقرأ أيضاً: 8 طرق يتغلب فيها الأشخاص الناجحون على التسويف

5. الشعور بالذنب وتأنيب الضمير:

يشعر الأشخاص المثاليون بتأنيب الضمير باستمرار تجاه الأفكار التي تدور في أذهانهم؛ لأنَّهم يشعرون دائماً بأنَّهم مقصِّرون، حيث يؤدي هذا الشعور بالذنب إلى زيادة الشعور بالتوتر، ويمكِن أن يتحول بسهولة إلى الاكتئاب والقلق. ويحدث الشعور بالذنب نتيجة حديثك مع نفسك، وكلما زاد تفكيرك السلبي، زادت فاعليتها لديك. ومع ذلك، تُعَدُّ معظم أفكارنا السلبية مجرد أفكار، وليست حقائق.

عندما تؤمن بالأمور السلبية والمتشائمة التي يخبرك بها صوتك الداخلي، فقد حان الوقت للتوقف وتدوينها، حيث يجب أن تتوقف مباشرةً عمَّا تفعله وتدوِّن كل ما تفكر فيه، فبمجرد أن تخصص بعض الوقت لإيقاف الزخم السلبي لأفكارك، ستكون أكثر عقلانيةً ووضوحاً في تقييم مدى صحة هذه الأفكار.

6. أخذ الأخطاء على محمل شخصي:

يأخذ الأشخاص المثاليون عملهم على محمل الجد لدرجة أنَّهم يميلون إلى المبالغة في تقدير تأثير أخطائهم، حيث يمكِن أن تتسبب الأحداث البسيطة في شعورهم بخيبة أمل شديدة، وتُعَدُّ هذه المشكلة هامَّةً؛ لأنَّها تجعلك أقل مرونةً، وتصبح القدرة على تجاوز الفشل أمراً بالغ الأهمية لتحقيق النجاح، فيجب أن يتعلم الأشخاص المثاليون أنَّ الفشل لا يعني بأنَّهم غير جيدين بما فيه الكفاية.

7. الاستمتاع بإخفاقات الآخرين:

لا يُعَدُّ هذا السر المعروف عن الأشخاص المثاليين سيئاً كما يبدو، ولكنَّ الأشخاص غير السعداء يسعون دائماً إلى جعل الآخرين غير سعداء أيضاً، والأشخاص المثاليون لا يسعهم الشعور بالرضا إلا إذا تأكدوا بأنَّ الآخرين يعانون من الإحباطات نفسها التي يعانون منها، لكنَّ هذه المشاعر قصيرة الأمد، وتجعل الأشخاص المثاليين يشعرون بالسوء لكونهم منافسين.

إقرأ أيضاً: 11 نصيحة للتخلص من التفكير في إخفاقات الماضي والتفكير في المستقبل

8. الخوف من المخاطرة:

يترافق الخوف من الفشل بالخوف من المخاطرة، حيث ينتج عن العمل الشاق الذي يقوم به الأشخاص المثاليون والبحث والاهتمام بالتفاصيل أفكاراً مبتكَرةً؛ ولكن للأسف، غالباً لا تحظى أفكارهم بالاهتمام بسبب خوفهم من المخاطرة، والطريقة الوحيدة للتعود على المخاطرة هي المخاطرة نفسها، والبدء بذلك ليس أمراً سهلاً أبداً، ولكن من خلال السعي بفاعلية نحو الأمور التي تجعلنا غير مرتاحين؛ فإنَّنا نبني الثقة، وندرك أنَّها ليست بالسوء الذي نتصوره في أذهاننا.

9. الخوف من الرفض:

يحتاج الأشخاص المثاليون إلى الحصول على موافقة الآخرين ليشعروا بالنجاح، وتدفعهم طريقة التفكير هذه إلى الشعور بخوف شديد من الرفض، حيث يخشى الأشخاص المثاليون بعض الأمور، مثل طلب ترقية أو السعي وراء شغفهم، كما يُعَدُّ الخوف من الرفض أمراً سيئاً، ويؤثر في الإبداع وفي تقدُّم الشخص. فعندما تجد نفسك مهتماً بصورة مفرطة بما يعتقده الآخرون عنك، تذكَّر ما قاله الروائي "ثيودور سوس" (Theodor Seuss) عن المصداقية: "كن على طبيعتك وقل ما تشعر به؛ لأنَّ الأشخاص الذين يمانعون لا يهتمون، والذين يهتمون لا يمانعون".

الخلاصة:

للتغلب على المثالية، يجب أن تكون أفضل نسخة من نفسك، ممَّا يعني السعي وراء الأمور التي تحبها، والثقة بأنَّ العمل الجاد سيؤتي ثماره، والتعلم من أخطائك، واكتساب الرضا الذاتي.

المصدر




مقالات مرتبطة