ملاحظة: هذه المقالة مترجمة للمدوّن كريستوفر كوك.
لكن ماذا عن أولئك الذين يرغبون فقط في أن يتمكنوا من اتخاذ الخطوة الأولى؟ لربما كنت تتوق إلى الخروج من ذلك القارب والخوضَ في مياه مجهولة، لكن اتخاذ تلك الخطوة الأولى لهوَ أمر يخيفك بشدَّة، لذا بدلاً من أن تجازف مع احتمال أن تفشل، تُقَرِّر أن تظل آمناً، وترضى أن تعيشَ حياةً رديئة.
هل ما قلته الآن يعبر كثيراً عن حياتك؟ لربما يكون ما قلتهُ أصدق تعبيرٍ عن ذلك الشخص الذي أرسل لي رسالة بريدٍ إلكتروني يخبرني فيها: "كريس، أنا فاقدٌ للإلهام وأفتقرُ إلى الشجاعة. فبعد سلسلة من خيبات الأمل، بدأت أخشى بشدةٍ من أن أجازفَ مرَّةً أخرى. لذا، أنا أكتفي الآن بالانتظار ورؤية ما سيحدث".
صدق أو لا تصدق، يصلني ذلك النَّوع من الرسائل أكثر مما تعتقد. وأعتقد أنَّ الجاني الذي يكمن وراء تلك الرَّهبة هو أمرٌ واحد: الخوف.
- الخوف سيمنعك من أن تنمو.
- الخوف سوف يقضي على إمكاناتك.
- الخوف سوف يسوّي بأحلامك الأرض.
- الخوف سوف يقضي على علاقاتك.
ولكن الأهم من ذلك كله…
- الخوف سيمنعك من أن تتَّخذَ الخطوة الأكثر أهمية: الخطوة الأولى.
القيام بالخطوة الأولى
ينطوي القيام بالخطوة الأولى على كثيرٍ من المخاطرة والغموض. إنَّ الخطر الكامن في القيام بالخطوة الأولى يأتي من تفكيرك بـِ "متى سوف أسقط؟"، وليس من التفكير بـِ "ماذا لو سقطت؟". وغالباً ما يكمُنُ غموض القيام بالخطوة الأولى بالمدة التي سوف تستغرقها لكي تُوجِدَ الخطوة التي ستقومُ بها.
انظر إلى نموِّ طفلٍ صغير، هل يمكنك أن تتخيل ما كان لِيحصَل إن كان أحد الأبوين يخاف أن يسقط طفله ويصاب بكدماتٍ أثناء نموه الطبيعي، لدرجة أن يُصرَّ على حمله أينما ذهب؟ لا حاجةَ للقول أنَّه بدلاً من تطوير خطواته وبناء عضلاته، لن يتمكن الطفل أبداً من أن يدعم وزنه ويُنميَّ مهاراته الحركية. وسوف يضمر في نهايةِ المطاف النظامٌ العضليٌّ الذي يتمتع بصحة جيدة.
هذا ما يفعله الخوف من السير نحو المجهول لتطورنا في هذه الحياة. فالخوفُ من تَبَنِّي خطر ما والغموض الذي يشتمل عليه، سوف يُعيقُ قدرتك على المضي قدماً نحوَ مستقبلك. ولكن كل ما أتمناه لك -وعلى عكس كثيرٍ من النَّاس- هو أن تجتمع رغبتك الاستثنائية في المخاطرة مع عزيمتك الاستثنائية وتؤديَانِ إلى نتائج استثنائيَّة.
ولذا فإنَّ السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: هل ستعيشُ حياةً آمنة وتقع فريسةً للتشاؤم بسبب خيبات الأمل السَّابقة؟ أم أنَّك سوف تتخذ الخطوة الأولى حتى مع علمك بأنَّك قد تفشل؟
مغزى الكلام هو أنَّك لن تقدر على الوصول إلى كامل إمكانات حياتك وأنت تضع عامل الأمان في المقام الأول.
الخطوة الأولى: اخرج من قوقعتك
إنَّ الخطوة الأولى في تعلّم كيفية السير في المجهول هي تحمل كامل المسؤولية عن حياتك. إن سئمت من العيش في حياة ملؤها الرداءة بسبب الأمان الذي يمنحك إياه شعورك بالألفة، فإليك كيف تقوم تدريجياً بخطوتك الأولى:
1. تولَّ مسؤولية حياتك
لا تسمح لعواطفك بأن تتحكَّمَ بك. بل تعلم الانضباط واحتواء مشاعرك. ولا تصدق ما تشعر به. واسمح لعواطفك أن تصل لمستوى معتقداتك الصحيحة وما يقابلها من إجراءات.
2. اغتنم الفرصة
دائماً ما سيكون هناك سببٌ منطقي ونيَّةٌ طيبة لتبرير الرداءة. ولكنَّ التغلب على هذا الإغراء يتطلب تبني المخاطر والغموض.
3. دع الأعذار جانباً وتصرَّف
لا تنتظر حتى تصبح جميع الأمور مواتية حتى تبدأ. وعلى نفس المنوال، لا تفوت على نفسك النجاحات المستقبلية بسبب إخفاقاتك السَّابقة. بل انهض، وامضِ نحو تحقيق أهدافك.
4. توقع أن تُضطرَّ إلى إعادة شحن طاقاتك
سوف تفقد في مرحلة ما، كل دافع لديك. إذ سيتلاشى مفعول الإثارة الأولية. لذا علِّم نفسك كيف تتابع ما تقوم به، ثم التزم بذلك قبل فوات الأوان.
نحن لسنا مجبولين أبداً على الاختيارِ من موقع رهبة. كن على ثقة بأنَّني أتفهم لم قد يبدو القيام بذلك أمراً مغرياً. لكنَّني وصلت مؤخراً إلى قناعةٍ خاصة في حياتي مفادها؛ أنَّني أفضل أن أقع رأساً على عقب بدلاً من أن أنظر إلى ذلك اليوم بعينين تملؤها دموعُ الندم.
غالباً ما يكون اتخاذ الخطوة الأولى هو الأكثر صعوبة، لكنه الأكثر أهمية. هل بتَّ تصدق ذلك؟
أضف تعليقاً