9 عادات صباحية تغير حياتك

عندما أستيقظ صباحاً، أستجمع أفكاري أولاً، وأنهض من الفراش مع بداية شروق الشمس، في حين ما يزال أفراد عائلتي نائمين، إنَّها بداية يوم هادئة ومليئة بالسكينة، وبعدها أتمدَّد قليلاً، وأشرب كوباً من الماء، وأُشغِّل غلاية الشاي، وأُمارس التأمل لمدة عشر دقائق، ثمَّ أستمتع بكوبٍ من الشاي وأنا أقرأ فصلاً واحداً من كتاب جيد، وأخيراً، أكتب لمدة ساعة قبل أن أنشغل بالالتزامات اليومية، وعندما تستيقظ عائلتي، أقضي معهم بعض الوقت، ونمارس معاً بعض الأنشطة الصباحية.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب "مارك كِرنوف" (Marc Chernoff)، يقدِّم فيه بعض الأفكار لجعل فترة الصباح أجمل.

هذا مجرد وصفٍ تقريبي لصباحي اليومي، وإنَّني سعيدٌ به حقاً، ولكنَّ الأمر لم يكن دائماً على هذا النحو؛ إذ اعتدت أن أستيقظ على عجلة من أمري ودون نظامٍ محدد، قبل أن أغرق في العمل والمهام والاجتماعات الطويلة، كان الأمر مروعاً، ولكنَّها كانت حياتي، لم أكن أعلم الكثير؛ لذلك ظننتُ أنَّني لا أستطيع تغيير الأمور، ولكن لحسن الحظ، كنت مُخطئاً.

لقد غيَّرتُ صباحي من خلال اتباع بعض العادات البسيطة، حتى أصبح وقتاً ممتعاً وليس مزعجاً، وقد شاركت هذه العادات الصباحية مع الآلاف من العملاء على مرِّ السنين، وقد شكرني كثيرون منهم عليها لاحقاً، ربما يمكنك الاستفادة من هذه العادات أيضاً.

إليك فيما يأتي 9 عادات صباحية تُغيِّر حياتك:

1. الاستيقاظ باكراً:

إذا كان صباحك مليئاً بالفوضى، فإنَّ الحل البسيط هو الاستيقاظ مبكِّراً قبل أن تبدأ هذه الفوضى، وهذا يتطلَّب بالطبع النوم مبكراً في الليلة السابقة.

تعلَّم الأمر تدريجياً، استيقظ قبل 10 دقائق أبكر من المعتاد كل أسبوع لمدة 6 إلى 9 أسابيع، وبالكاد ستلاحظ التغيير من يوم لآخر؛ إذ سيساعدك هذا الوقت الإضافي على تجنُّب التوتر والازدحام والتأخير وغير ذلك من الأمور المزعجة غير الضرورية.

2. تأمُّل الخير:

استهل كل يوم بمشاعر الحب والشكر والامتنان، عندما تستيقظ في الصباح تذكر أنَّك محظوظ لأنَّك على قيد الحياة، ولأنَّك ترى وتسمع وتفكِّر وتحب ولديك هدفٌ تتطلع إليه؛ إذ تكمن السعادة في هذه الأجزاء الصغيرة من حياتك، وستجد الفرح عندما تقدِّر أهمية هذه الأجزاء الصغيرة، وتذكَّر أنَّنا لا نشعر بالامتنان لأنَّنا سعداء؛ بل إنَّ الامتنان هو ما يجعلنا سعداء؛ لذا تأمَّل الخير فيما تمتلكه كل صباح، وسترى مزيداً من الخير في كل شيءٍ تسعى إليه.

إقرأ أيضاً: 11 نصيحة لتغيير مجموع عاداتك الصباحية، وجعل يومك بأكمله أكثر إنتاجية

3. ممارسة التمدد:

إنَّها عادةٌ بسيطة ولكنَّها منسيةٌ غالباً، فالتمدُّد في الصباح له عديد من الفوائد، منها:

  • توسيع نطاق الحركة في مفاصل الجسم.
  • تعزيز مرونة وتناسق العضلات.
  • زيادة التروية الدموية للأعضاء الحيوية المختلفة.
  • تعزيز مستويات الطاقة العقلية والجسدية.

إذا لم تعرف كيفية التمدد بطريقة صحيحة، فيمكنك العثور على مئات البرامج التعليمية الرائعة على موقع "يوتيوب" (YouTube)، اختر التمارين التي تناسبك، ومارسها لمدة دقيقة أو دقيقتين كل صباح، وستشعر بتغييرٍ كبير.

4. شرب الماء:

يتكوَّن جسم الإنسان من الماء بنسبة أكثر من 60%، وعندما تنام طوال الليل دون شرب الماء، يصاب الجسم بالجفاف، ويحتاج إلى الإماهة؛ لذا اروِ عطشك بما يحتاج إليه جسمك بالضبط؛ بمعنى آخر، تجنَّب شرب القهوة أو الشاي أو غيرها من المشروبات قبل أن تشرب كوباً واحداً كبيراً من الماء على الأقل، وستشعر بمزيد من النشاط والحيوية واليقظة.

شاهد بالفيديو: أضرار قلّة شرب الماء

5. تبسيط الأمور:

من الأخطاء التي ارتكبتها سابقاً هو القيام بكثير من الأشياء في الصباح، عندما بدأت الاستيقاظ مبكراً، كنت أرغب في ممارسة التمارين الرياضية، والتأمل، وأداء الواجبات المنزلية، والقراءة، والكتابة، وإعداد الفطور، والرد على رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بالعمل وما إلى ذلك، واتَّضح أنَّني لا أستطيع القيام بكل هذه الأشياء، فقد كنت أستيقظ مبكراً وأُجهد نفسي، لقد جعلت روتين صباحي الباكر مكتظَّاً بالواجبات مثل بقية اليوم.

بعد ذلك قرَّرت تحديد بعض الأشياء التي أقوم بها مبكراً، دون الالتزام بكثير من الأهداف المختلفة؛ إذ أُفضِّل أن أحظى بالراحة وأن أكون مرناً، لكي يبقى صباحي أكثر هدوءاً ومنفعة؛ لذا فإنَّ شرب الماء، وممارسة التمدد، والتأمل، وشرب الشاي، والقراءة، والكتابة، هي العادات الصباحية الوحيدة الثابتة، ولكنَّني مرنٌ فيما يتعلَّق بهذه العادات أيضاً.

6. ممارسة النشاطات الملهمة:

لا تشغل صباحك بالمهام التي يجب عليك فعلها، حاول أن يتضمَّن صباحك بعض الأشياء التي تشعر تجاهها بشغفٍ هائل، فبالنسبة إليَّ، لدي شغفٌ عظيم للقراءة والكتابة، وبالنسبة إليك، ربما يكمن شغفك في أخذ نزهة خلَّابة في الطبيعة، أو ممارسة اليوجا، أو الرسم، أو مجرد قراءة جريدة الصباح.

بعبارة أخرى؛ لا تضع قائمةً طويلة بالأشياء التي يجب عليك إنجازها دون أي رغبة؛ بل اجعل صباحك أجمل جزءٍ من اليوم.

7. القراءة والاستماع إلى المحتوى الإيجابي:

بعضٌ من أسعد وأنجح الأشخاص الذين أعرفهم يقرؤون كتباً أو مقالات أو اقتباسات ملهمة كل صباح، في حين يستمع آخرون إلى الراديو أو المدونات الصوتية أو البرامج الصوتية التي تُلهمهم لبدء يومٍ جديد؛ لذا ركِّز على المحتوى الإيجابي الذي يُعنى بالتنمية الذاتية؛ لأنَّه يغذِّي معرفتك، ويوسِّع وجهة نظرك، كما يستهل هذا يومك على نحو إيجابي، ويمنحك أفكاراً إيجابيةً ومثمرة توجِّه يومك نحو الأفضل، وهذا أمر بالغ الأهمية، لأنَّ أفكارك توجِّه واقعك.

لذا؛ تصفَّح محتوىً إيجابياً كل صباح عندما تستيقظ، ودعه يلهمك لفعل الخير خلال اليوم، هكذا ستصبح أيامك جميلةً ومنتجة.

إقرأ أيضاً: أهم فوائد القراءة

8. تقدير الفراغ:

لا تكمن أهمية الصبح في الأشياء التي تفعلها فقط؛ بل في فترة الراحة والسكينة بين هذه الأشياء، وهذا يعني أنَّك يجب أن تقدِّر هذه الفترات أيضاً؛ لذلك إذا كنت تقرأ وتمارس التأمل، فإنَّ الصباح ليس هامَّاً بسبب التأمل والقراءة فقط، وإنَّ فترات الفراغ بين هذين النشاطين هي وقت رائعٌ أيضاً، فالوقت الذي تقضيه في المشي إلى سجادة التأمل، أو العثور على كتابك، أو تقليب الصفحات، أو صب كوب من الشاي، أو الجلوس ومشاهدة شروق الشمس؛ كل فترات الهدوء هذه لا تقل أهمية عن النشاطات بحد ذاتها، فنظِّم وقتك حتى لا تهرع من نشاطٍ إلى آخر، واستمتع بأوقات الفراغ بين النشاطات أيضاً.

9. اختيار النشاطات الصحيحة:

تُملي علينا الطبيعة البشرية السعي نحو الأهداف باستمرار؛ إذ إنَّنا نحب إحراز التقدم في حياتنا، ونشعر بالسعادة عندما نحقِّق أحد أهدافنا؛ لذا فإنَّ أسعد الناس الذين أعرفهم هم أيضاً من أنجح الأشخاص الذين أعرفهم.

يجب عليك مع اقتراب نهاية صباحك الباكر توجيه انتباهك مباشرةً إلى الأشياء الصحيحة، وليس الأمور المُلحِّة؛ لأنَّه في مرحلةٍ ما نتساءل جميعاً لماذا لا نستطيع إنجاز كل شيء، والإجابة بسيطة جداً: لأنَّنا نقوم بكثير من الأشياء الخاطئة.

أظهرت عديد من الدراسات أنَّ الناس لا ينجزون المزيد من خلال العمل لساعات أكثر بطريقة عشوائية؛ بل ينجزون المزيد عندما يتَّبعون خططاً محكمة تضع الأولويات وتقيس مؤشرات التوتر؛ لذا إذا كنت تريد أن تكون أكثر نجاحاً، وأقل توتراً، وأكثر سعادة في نهاية كل يوم، فلا تسأل نفسك عن كيفية إنجاز الأمور على نحوٍ أفضل، بل اسأل نفسك أولاً ما إذا كنت تحتاج إلى القيام بها أساساً.

إنَّ مجرد القدرة على القيام بشيء ما ببراعة لا يعني أنَّك يجب أن تقوم به، فهذه واحدةٌ من أشيع مشكلات نصائح إدارة الوقت؛ إذ تُركِّز هذه النصائح غالباً على كيفية القيام بالأشياء بسرعة، ولكنَّ الغالبية العظمى من الأشياء التي يقوم بها الناس بسرعة لا ينبغي لهم القيام بها.

شاهد بالفيديو: 10 عادات تقودك إلى النجاح

في الختام:

لا يتطلَّب الأمر سحراً لكي تقضي صباحاً رائعاً؛ بل يتطلب بعض التخطيط الواعي، ولست مضطراً إلى تطبيق كل هذه الأفكار، لكنَّني أحثُّك على أن تجرِّب فكرةً أو اثنتين لترى كيف سيتحسَّن صباحك، أُراهن أنَّك ستستمتع بصباحك بقدر ما أستمتع به.




مقالات مرتبطة