9 خطوات لتركز على نفسك

يزدهر أي شيء حينما تعتني به وتوليه اهتمامك؛ لذا إن كنت تريد أن تزدهر وتحقق النجاح، فيجب أن تركز على نفسك وتعتني بها، لكنَّ هذا لا يعني ألا تهتم بالآخرين؛ بل يمكنك التركيز على نفسك أولاً من خلال الاهتمام بالآخرين أكثر؛ وذلك لأنَّك إن كنت لا تشعر بالرضا عن نفسك، فكيف يمكنك أن تقوى على فعل الخير؟



يجب أن تكون أمورك منظمة وتشعر بالرضا قبل أن تتمكن من مساعدة الآخرين، بمعنى آخر، يمكن أن تساعدك درجة معينة من الأنانية على التحلي ببعض الإيثار؛ ولهذا يجب أن تعطي الأولوية للنمو الشخصي؛ لذلك ستتعلم في هذا المقال كيف يمكنك التركيز على نفسك من خلال 9 خطوات؛ فبهذه الطريقة، ستشعر بالسعادة والنجاح ويمكن أن تقدم قيمة أكبر للعالم أيضاً:

1. التركيز على نفسك وليس على الآخرين:

توقف عن القلق بشأن ما يفعله الآخرون وعِش حياتك، ومع أنَّ الأمر يبدو بسيطاً جداً، إلا أنَّه ليس كذلك، فعلى سبيل المثال، إذا كان عليك الاختيار بين وظيفة لا تحبها ذات أجر مرتفع أو وظيفة تحبها ولكن لا تكفي قوت يومك، فماذا تختار؟ يختار معظم الناس وظيفة براتب جيد، فكِّر في الوظائف النموذجية مثل المحاسبة أو القانون، فربما يرى بعضنا المتعة بها، لكنَّ هناك الكثير من الناس الذين يعملون بها مقابل المال فقط، ولا يشعرون بالحافز للاستيقاظ باكراً من أجلها؛ فلماذا يختارها الكثير من الناس إذاً؟

تسمح لك الوظائف ذات المردود الجيد بشراء الأشياء الفاخرة ومواكبة أقرانك، ولكن من المؤسف أنَّك لا تستطيع الاستمتاع بتلك الأشياء؛ وذلك لأنَّك تعمل لساعات طويلة، ترتبط هذه الوظائف عادةً بالنجاح، فمن ذا الذي لا يعجب بشخص حاصل على شهادة أكاديمية عليا، ويكسب الكثير من المال، لسوء الحظ، فإنَّ هذه المقارنة ليست لعبة عليك أن تفوز بها.

على الرغم من أنَّه يمكنك أن تصبح ناجحاً جداً ظاهرياً، إلا أنَّ شعورك أكثر أهمية، وإذا كنت لا تشعر بالنجاح في أعماقك، فهل أنت ناجح حقاً؟ والأسوأ من ذلك، أنَّه كلَّما تعمَّقت في مقارنة نفسك بالآخرين، أصبح التوقف عن ذلك أكثر صعوبة، إنَّه طريق يجب أن يختاره قلبك، وليس ما هو مقبول من قبل الجميع؛ لذا ركِّز على ذاتك، ولا تقارن نفسك بالآخرين.

2. اكتشاف ما تحب:

إذا كنت تريد التركيز على ما تستمتع به أكثر، فيجب أن تطرح السؤال الآتي على نفسك: ما هي الأمور التي أُحبها؟ فإذا كانت جميع الوظائف تدفع الأجر ذاته، فماذا كنت لتعمل؟ فالإجابة عن هذا السؤال ستوضح لك ما يجب أن تبحث عنه، ولكنَّه ليس بسؤال تسهل الإجابة عنه، ولستَ مضطراً إلى الإجابة على الفور، فهناك الآلاف من الوظائف التي ربما لم تسمع عنها من قبل.

وإيجاد المهنة المناسبة ليس بالأمر السهل، ومع ذلك، عليك أن تبدأ عاجلاً أو آجلاً، ابدأ البحث انطلاقاً من شخصيتك والأمور التي تحبها، ومن ثمَّ اتَّخذ الإجراءات المناسبة، وجرِّب أشياء مختلفة؛ وبذلك، تتَّضح الأمور أمامك بصورة أسرع من الارتباك من كثرة الخيارات.

شاهد بالفديو: 10 طرق للاعتناء بالنفس

3. وضع رؤية واضحة لنفسك:

تحتاج إلى رؤية واضحة؛ لأنَّ ذلك يساعدك على إيجاد حافز لنفسك لتفعل ما عليك القيام به، حتى عندما لا تشعر بالرغبة في ذلك، كما يساعدك على الحفاظ على التركيز على نفسك ورغباتك. يفتقر معظم الناس إلى الأهداف، ومن ثم فإنَّهم يفتقرون إلى مهارة القيادة؛ حيث يبقون مستيقظين حتى وقت متأخر من الليل؛ وذلك لأنَّهم لا يريدون أن يبدأ يومهم التالي.

وفي الصباح، يرن منبِّههم ويطفئونه مرات عدَّة حتى يدركوا في نهاية الأمر أنَّهم تأخروا عن العمل، مراراً وتكراراً، يتمثَّل جزء كبير من التركيز على نفسك في إيجاد معنى لما تفعله كل يوم؛ ولهذا يمكن أن يساعدك وضع رؤية شخصية على ذلك؛ وهو قرار تتخذه لأنَّك قادر على ذلك، وليس لأنَّك مضطر إلى فعله؛ بل لأنَّه خيارك الشخصي؛ لذا من المحتمل أيضاً أن تلتزم به وتتحمَّل المسؤولية عنه، وهذا هو السبب في أنَّ تكوين أسرة غالباً ما يُحفِّز الناس ويُلهِمهم، إنَّ وجود شخص آخر لتعتني به ويعتمد عليك، يمكن أن يعطيك إحساساً بالهدف.

4. بدء إجراء تغييرات صغيرة:

دائماً ما يبحث الجميع عن المكاسب الكبيرة، لكنَّ التغيير الصغير الذي تُحدِثه هو ما يصنع التغيير الكبير، والنجاح في هذا الأمر بسيط للغاية؛ وهو أن تقوم بالأمور الصغيرة باستمرار، إن كنت تحاول أن تصبح مؤثراً على وسائل التواصل الاجتماعي، فاحرص على الظهور باستمرار، وإذا كنت تريد أن تصبح رساماً، فاعمل على لوحاتك يومياً، وحتى في الأيام التي لا تشعر بها بالرغبة في ذلك، وعندما تريد إدارة شركة، فينطبق الأمر نفسه عليك أيضاً.

فكِّر في أصغر إجراء يمكنك القيام به اليوم، فالتركيز عليه أقل رعباً من التفكير في هدف كبير، إنَّ القيام بالأشياء الصغيرة أمرٌ يمكن تحقيقه ويقلل من فرصة التسويف؛ لذا اتَّخِذ خطوة صغيرة اليوم، وأخرى في اليوم الذي يليه، فإذا أجريتَ تغييرات صغيرة وثابرتَ على اتِّخاذ خطوات صغيرة كل يوم، فسيؤدي ذلك إلى اكتساب عادات جديدة وتحقيق نجاحات كبيرة.

وينطبق هذا الأمر على أي مجال، فهو يفيد صحتك ولياقتك البدنية، ويساعدك في أي مهنة أو عمل، وحتى على صعيد علاقاتك الشخصية، ركِّز على نفسك؛ وذلك من خلال القيام بالأشياء الصغيرة باستمرار، وسرعان ما ستجني ثمار هذه العادة الفعَّالة.

إقرأ أيضاً: عادات صغيرة تحقق لك نتائج كبيرة

5. إحاطة نفسك بأشخاص إيجابيين:

أي شخصٍ في هذا العالم ليس سوى ثالث ثلاثة:

  • إيجابي.
  • متشائم.
  • متشائم خفي.

ما يهمنا أكثر هو النوع الثالث؛ حيث يُسمِّي هذا النوع نفسه بالواقعي وليس بالمتشائم، ومع ذلك، فإنَّ كل ما يتفوه به سلبي؛ حيث يستمر في طرح السؤال الآتي على نفسه: لماذا الحياة صعبة للغاية؟ حيثُ تَرك "واقع" الحياة يملي عليه شعوره واستجاباته، على الرغم من وجود الكثير من الأسباب للشعور بالتشاؤم، فإنَّ العكس هو الصحيح أيضاً؛ إذ لا تعني الإيجابية أن تعتقد أنَّه لا تحدث سوى الأشياء الإيجابية فقط، ولكن يمكن للأشخاص الإيجابيين رؤية الواقع على حقيقته، مع اختيار ردة فعل إيجابية؛ فهذا هو سر التفاؤل الحقيقي.

على سبيل المثال، ماذا كان رد فعل معظم الناس على عمليات الحظر والإغلاق عندما تفشى فيروس كورونا؟ شعر الكثير من الناس وكأنَّ حريتهم سُلِبَت منهم، فقد شعروا بالحزن والغضب والإحباط، بعبارة أخرى: تركوا الظروف تملي عليهم شعورهم، إلا أنَّ الشخص الإيجابي يعترف بالوضع، ولكن يحاول فهمه خارج إطار تأثيره فيه؛ لذلك يختار رد فعل مختلف.

على سبيل المثال، جعلوا من ذلك فرصة لتعلُّم مهارة جديدة أو بدء مشروع جديد؛ حيث يمكنك دائماً اختيار ردك في أي موقف، فهذا هو جوهر الإيجابية؛ لذا أَحِط نفسك بأكبر عدد ممكن من الأشخاص الإيجابيين، وسيساعدك القيام بذلك على تطوير طريقة تفكير إيجابية أيضاً.

6. الاحتفاء بالنجاحات الصغيرة:

هل تحتفي بنجاحاتك؟ النجاحات ليست دائماً في المكاسب والنتائج الكبيرة الواضحة؛ بل النجاحات الأكثر أهمية هي تلك التي لا يحتفي بها معظم الناس، فكِّر في خطوات العمل الصغيرة التي اتَّخذتها اليوم؛ أي تلك التي تطلبت منك الخروج من منطقة الراحة الخاصة بك وجعلتك تشعر بالحرج.

إذا حددتَ لنفسك هدفاً لهذا اليوم أو الأسبوع وحققته، فاحتفِ بنجاحك؛ وذلك لأنَّك إذا احتفيت بالنتائج فقط، فإنَّك تحتفي بالأمور التي ليست تحت سيطرتك، وعندما تفعل ذلك، فإنَّك تُبرمج ذهنك على أنَّك يجب أن تحصل على نتائج قبل أن تشعر بالرضا.

إنَّ الاحتفاء بالخطوات التي اتخذتها اليوم هو بديل أفضل بكثير؛ وذلك لأنَّك تتحكم بذلك بنسبة 100% وعندما تُكافِئ نفسك على هذا السلوك، فإنَّك تبني عادة اتخاذ الإجراءات والعمل.

إقرأ أيضاً: 4 أسباب للاحتفاء بالإنجازات الصغيرة

7. التركيز على التغذية:

التركيز على نفسك يعني التركيز على صحتك؛ حيث يبدأ الشعور بالرضا عن الأشياء التي يستهلكها جسمك، فالأطعمةُ الطازجة المغذية ستجعلك بصحة جيدة وتُشعِرُك بالحيوية أيضاً، ومن ناحية أخرى، تُقلِّل الأطعمة السيئة من طاقتك وتجعلك أقل جاذبية، ولا تنسَ شرب كمية كافية من الماء أيضاً.

بمجرد القيام بذلك، تبدأ ملاحظة اختلافات كبيرة فيما تشعر به؛ فالأشياء التي تأكلها وتشربها لها تأثير مباشر في شعورك؛ لذا جرِّب تناول البيتزا والوجبات الخفيفة وشرب الكولا لمدة أسبوع، وراقِب كيف ستشعر بعد ذلك، ثم تخلَّص من كل تلك الأشياء وتناول الأطعمة غير المصنعة فقط، وابذل بعض الجهد، وحضِّر وجباتك بنفسك، يمكنك طهي وصفات عدَّة على دفعات إذا أردت.

بهذه الطريقة، لن تضطرَّ إلى تحفيز نفسك على الطهي كل يوم، وما إن تنتهي من تجربتك تلك، راقب الفارق الذي ستشعر به، بالطبع، هذه طريقة حياة مبالغ فيها، فلا أحد يأكل البيتزا طوال اليوم ويتوقَّع أن يشعر بالراحة، وعلى الرغم من أنَّك لست مضطراً إلى إلغاء البيتزا من نظامك الغذائي تماماً، يمكنك الاستفادة من تحسين نظامك الغذائي.

8. ممارسة التمرينات الرياضية:

تُظهِر الأبحاث أنَّ التمرينات الرياضية يمكن أن تُحسِّن مزاجك وثقتك بنفسك ومستويات طاقتك، بالإضافة إلى أنَّها تُقلِّل من التوتر والاكتئاب والأمراض المختلفة، لا يوجد سبب لعدم ممارسة الرياضة، حتى إذا كنت تقضي كل يوم من أيامك في العمل، يجب أن تُخصِّص بعض الوقت لممارسة الرياضة أيضاً.

على الأقل، إذا كنت ترغب في الاستمتاع بنجاحك على الأمد الطويل، ليس من الضروري أن تُطيل مدة التمرين، فـ 20 إلى 30 دقيقة فقط في اليوم كافية؛ حيث يمكنك الاستمتاع بالعديد من فوائد التمرينات الرياضية، والحفاظ على مستويات عالية من الطاقة، ومن الأفضل أن تمارس إحدى هذه التمرينات:

  • تمرينات القوة.
  • تمرينات الجهد.
  • تمرينات المرونة.

9. أخذ إجازة:

يشمل التركيز على نفسك أيضاً أخذ أيام الراحة، قد يشمل ذلك النوم ومشاهدة الأفلام طوال اليوم، خاصةً إذا كان هذا هو الشيء الذي يجعلك تشعر بالنشاط والاستعداد إلى اليوم التالي، بالنسبة إلى الآخرين، قد يشمل ذلك الخروج إلى الطبيعة في نزهة طويلة، أو الذهاب إلى منتجع صحي؛ فعند الحديث عن النجاح، نادراً ما يأتي ذكر الراحة، ولكن إن كنت ترغب في الاستمتاع بالنجاح على الأمد الطويل، فيجب أن تأخذ إجازة لإعادة شحن طاقتك.

يساعدك هذا أيضاً على أن تصبح أكثر إنتاجية في الوقت الذي تعمل فيه؛ وذلك لأنَّ قضاء المزيد من ساعات العمل لا يعني أيضاً تحقيق أقصى استفادة منها، فإيجاد التوازن هو مفتاح النجاح والسعادة على الأمد الطويل؛ لذلك إذا كان هذا شيئاً تريده، فتأكَّد من جدولة أيامك لتجديد طاقتك؛ وهي الأيام التي تأخذ فيها وقتاً للاسترخاء والتركيز على نفسك.

إقرأ أيضاً: 4 دلائل تُشير إلى أنّ الإنسان بحاجة إلى إجازة وراحة

الخلاصة:

إذا كنت ترغب في تحقيق المزيد من النجاح وعيش حياة رائعة، يجب أن تبدأ التركيز على نفسك، حتى إذا كنت ترغب في مساعدة الآخرين، فإنَّ بدءَ تحسين نفسك يتيح لك القيام بذلك.

المصدر




مقالات مرتبطة