ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن رايان أفري (Ryan Avery)، والذي يُحدِّثنا فيه عن تجربته في التواصل مع الناس في العالم الافتراضي.
عندما اجتاح فيروس كورونا العالم، مثل معظم روَّاد الأعمال، بدا الأمر بالنسبة إليَّ وكأنَّ اللقاء بالناس شخصياً لم يعُد متاحاً بعد الآن، فكان علينا جميعاً التواصل عبر تطبيق "زووم" (Zoom) لنسير مع التيار، في الآونة الأخيرة، شعرت بالارتباط بيني وبين الآخرين أكثر من أي وقت مضى على الرغم من عدم اللقاء بهم شخصياً، من خلال ممارسات يومية عدة على أرض الواقع وفي الواقع الافتراضي:
1. تجنُّب تعدد المهام على الهاتف:
ما زلت أستغرب لماذا ندعوهم بالهواتف، بينما نستخدمها لأكثر من ذلك بكثير؛ فإذا كنت مثلي، فإنَّ إجراء المكالمات الهاتفية هو آخر شيء أقوم به باستخدام الهاتف، ومع ذلك، عند إجراء أي مكالمة، أتأكَّد من عدم انشغالي بأي أمرٍ آخر، كتنظيف الأطباق، أو إرسال الرسائل النصية أو تصفح وسائل التواصل الاجتماعي؛ بل أحرص على البقاء حاضراً ذهنياً؛ حيث أركز على المكالمة تماماً، مما يشعرني بأنَّني أقرب للشخص عندما أُنهي المكالمة.
2. إطفاء هاتفك:
بالحديث عن استخدام الهاتف، متى كانت آخر مرة تركنا فيها هواتفنا في المنزل عند تناول الطعام؟ ومتى كانت آخر مرة تركنا فيها هواتفنا في السيارة عندما خرجنا للتنزه؟ تكمن الفكرة في وضع الهاتف بعيداً والاستمتاع باللحظة الراهنة دون إزعاجات التنبيهات الصادرة عنها؛ حيث شكَّل الانفصال عن الهاتف بعض الوقت بالنسبة إليَّ وسيلة رائعة للتواصل مع نفسي والطبيعة وأفراد عائلتي وأصدقائي المقربين.
3. الانضمام إلى نادٍ أو مجموعة:
لطالما اشتركتُ في العديد من المجموعات والجمعيات والنوادي، ومع ذلك، على الرغم من أنَّني كنت عضواً في هذه المجموعات لكنَّني لم أكن نشطاً ومطَّلعاً على كافة التفاصيل؛ أي أنَّني أسدد مستحقاتي أو أوقِّع على الأوراق المطلوبة فقط، في العام الماضي، أُتيحت ليَ الفرصة والوقت للمشاركة أكثر في هذه الجمعيات والنوادي، مما زاد ارتباطي بكثير من التفاصيل التي تخص أعمالي.
4. التخلص من الساعة الرقمية:
لا تُسئ فهمي، أنا مع استخدام الساعة الرقمية عندما يكون ذلك مناسباً، ولكن هل نحتاج إليها طوال اليوم؟ وهل نحتاج إلى جميع التنبيهات التي تصدر منها؟ في مرحلة ما، تمثل الساعة عاملاً مشتتاً جداً؛ لذا اشتريت ساعة "قديمة الطراز" التي لا يظهر عليها سوى الوقت، والتي استخدمها في أثناء ممارسة التمرينات والنزهات، فقد كنت حريصاً على إيقاف تشغيل جميع الإشعارات وعدم توصيلها بهاتفي، بعد أن لاحظت أنَّ المشتتات الصغيرة المستمرة كانت تبعدني عن الشعور بالارتباط الحقيقي بما حولي.
5. كتابة رسائل بخط اليد:
متى كانت آخر مرة تلقيت فيها رسالة مكتوبة بخط اليد؟ وكيف شعرت؟ على الأرجح، جعلتك تلك الرسائل تشعر بأنَّك مميز، بقدر ما كان تلقِّي رسالة مكتوبة بخط اليد مميزاً، إلا أنَّ كتابة واحدة وإرسالها لشخص ما يترك انطباعاً جميلاً أيضاً، ساعدني هذا التمرين مساعدة مذهلة على تحديد من أهتم بوجودهم حقاً في حياتي والذين أريد أن أتواصل معهم على مستوى أعمق.
6. التطوع في الخدمة المجتمعية:
هناك العديد من الطرائق الآن للتطوع دون مغادرة منزلك؛ حيث تتطوع عمتي على الخط الساخن ثلاث ساعات في الأسبوع لمأوى الحيوانات الأليفة المحلية، كما تتطوع أمي مرة واحدة في الأسبوع للرد على المكالمات التي توجَّه إلى هاتفها، أتطوع شخصياً مع منظمة محلية غير ربحية كل أسبوع ولا أغادر منزلي أبداً، كَوني أكثرَ تواصلاً مع مجتمعي، ومع الاحتياجات الفعلية للناس في منطقتي، يجعلني ذلك أشعر بالتواصل العميق مع الناس في حيي.
شاهد بالفيديو: فوائد العمل التطوعي
7. تعلُّم شيء جديد:
متى كانت آخر مرة قضيت فيها بعض الوقت في التعلم على مستوى أكاديمي؟ لم أجلس في مقاعد الدراسة لأكثر من عقد من الزمن، ومع ذلك كان هناك الكثير من الأشياء التي أردتُ تعلمها؛ لذلك، بدأت بدراسة الماجستير في جامعة بلفيو (Bellevue University) على الإنترنت وبدأت التعلم، والشعور بمزيد من الحافز للحياة والاستمرار، وكنت دوماً على تواصل بأُناسٍ لديهم الاهتمام نفسه بتعلم شيء جديد، أتحدث إلى مجموعتي الدراسية كل أسبوع وأتعلم شيئاً يُعمِّق معرفتي وارتباطي بمجال عملي، مما سيسمح لي في نهاية المطاف بمساعدة المزيد من الناس.
8. الاستثمار في صحتك النفسية:
يعي ذوو المناصب القيادية أو روَّاد الأعمال تماماً أنَّ ريادة الأعمال مَهمَّة شاقة وصعبة ومستمرة، ويجب أن نتذكر أنَّه على الرغم من أنَّ أجسامنا هي أفضل آلات على هذا الكوكب، فيجب أن نعتني بها، مما يعني أنَّنا يجب أن نستريح ونعيد شحن طاقاتنا من وقتٍ لآخر؛ لذا استثمرتُ أنا وزوجتي في صحتنا العقلية من خلال زياراتنا المتكررة للمعالجين، وممارسة التأمل أسبوعياً، وتغيير نظامنا الغذائي، وبعد استخدام الفراش ذاته على مدى 15 عاماً من زواجنا، قررنا الاستثمار في راحتنا والحصول على سريرٍ جديد للحصول على نوم أفضل؛ فجسدنا يستحق كل هذا العناء.
9. مشاركة وجبة مع أحد الجيران:
لولا جائحة فيروس كورونا لما عرفت جيراني؛ حيث تعرفنا على بعضنا بعضاً من خلال التحدث عبر السياج، وتبادلنا الأحاديث والوجبات، من المهم جداً مشاركة الوجبات مع الآخرين؛ وذلك لأنَّك ستتعلم عن أصولهم وتقاليدهم، على سبيل المثال، أنا شخص نباتي، ولكنَّ جيراني يعشقون الصيد، ويطبخون اللحوم التي يصطادونها باستمرار، مما يسعدهم جداً، أحببت معرفة سبب حبهم للصيد والبهجة التي تجلبها لهم اللحوم، بطبيعة الحال، فلن أكسب أيَّ شيء من ذلك لكنَّ سؤالي يعني لهم الكثير، نتبادل الأسئلة وكلانا يحترم طرائق بعضنا بعضاً في الأكل، وكلانا نتَشارك الوجبات، وفي الأسبوع الماضي، حصلت منهم على بقايا بعض الأطباق النباتية التي اعتقدوا أنَّ عائلتي سترغب فيها، هذا ما أُسمِّيه بالتواصل والانسجام.
الخلاصة:
أُصيب كلٌّ من أختي وعمتي بفيروس كورونا، وفقدتُ بعض الأصدقاء بسبب الجائحة، كما أنَّه دَمَّر عملي بين عشية وضحاها، ومع ذلك، فقد قدَّم لي أيضاً بعض الأشياء العظيمة، مما جعلني أدرك النعم التي أملكها في الحياة ومدى تواصلي مع من حولي، تأكدت أنَّني لست بحاجة للحضور شخصياً طيلة الوقت، كما يمكنني إدارة عملي من أي مكان، وإضافة قيمة حقيقية وبصمة في المجتمع بينما أكون في المنزل، أشعر بقربي من فهم نفسي والآخرين؛ وذلك لأنَّني جربت هذه الأمور التسعة، وآمل أن تفعل ذلك أيضاً.
أضف تعليقاً