9 خطوات لتحويل النهايات في الحياة إلى بدايات جديدة:
فيما يأتي 9 خطوات لتحويل النهايات في الحياة إلى بدايات جديدة:
1. عدم القلق بشأن الظروف الخارجة عن نطاق سيطرتك:
تحدد أفكار الفرد كثيراً من الأمور والمواقف التي تحدث في حياته؛ لذا يجب عليك أن تكفَّ عن التفكير بالجوانب السلبية والتجارب الأليمة حتى تفسح المجال أمام الأحداث الإيجابية والنجاحات في حياتك، لذا حاول أن تتقبل فكرة عجزك عن التحكم في بعض الظروف والأحداث، وتركز على الأفعال الواقعة ضمن نطاق سيطرتك.
2. قبول الواقع:
كل ما يجري في حياتك يصب في مصلحتك، وهذا ينطبق على أيام اليسر والعسر على حدٍّ سواء، وتسير الحياة وفق نظام ثابت وقانون كوني، وكل شيء يحدث في موعده المحدد دون تأخير أو تقديم.
يحكم التوازن حياة البشر على سطح الأرض، وفيه يكون الكسب والخسارة حدثَين متلازمَين يشترط كل منهما وجود الآخر، وينعم الإنسان براحة البال والرضى عندما يتقبل القوانين والأنظمة التي تحكم الحياة حتى لو كانت قاسية، لذا عليك أن تغير نظرتك تجاه الحياة، ومن ثم تتقبل ما يحدث معك وتستمتع بوقتك وتكف عن الندم والتحسر على ما فات.
3. تغيير طريقة التفكير:
لا يُعدُّ التغيير جزءاً من التجارب الحياتية؛ بل هو التجربة بحد ذاتها، وتقتضي الخطوة الأولى لتحسين جودة الحياة تغيير وجهات النظر والمواقف تجاه الأحداث الجارية، لذا يجب أن تكون مستعداً من الناحية العقلية للتغييرات الإيجابية والتقدم والتجديد في حياتك.
تساعدك التغييرات على إدراك قدراتك الكامنة التي كنت غافلاً عنها في السابق، ولا يحدث التقدم في الحياة من دون التغيير، وإنَّك لن تقدر على تحسين تجربتك الحياتية ما لم تتمكن من تغيير عقليتك وطريقة تفكيرك.
4. التركيز على الجوانب الإيجابية:
يواجه الإنسان في حياته تحديات ومشكلات يعجز عن تفسيرها وإدراك أسبابها وآلية التعامل معها؛ بل إنَّه يهدر وقته وطاقته ويتسبب في تأزمها عندما يحاول حلها، ويقتضي التصرف السليم في مثل هذه الحالة التركيز على الجوانب الإيجابية والمستقرة في الحياة، ويساعدك الاستقرار على فهم جوانب المشكلة وإيجاد الحل المطلوب.
شاهد بالفديو: 10 طرق لجعل التفكير الإيجابي عادة من عاداتك
5. أخذ قسط من الراحة:
القوي هو من يختار أهدافه وتوجهاته الحياتية، ويتقبل النتائج، ويكتسب مزيداً من الخبرات والمهارات خلال التجربة، وأحياناً يبذل الفرد ما بوسعه ويعمل بجد لكنَّه يفشل في نهاية المطاف، لذا إياك أن تشعر بالإحباط إذا تعرضت لتجربة مشابهة؛ لأنَّك عملت بجد وليس بوسعك أن تقدم أكثر، فلا يمكنك أن تحكم على هذه التجربة بالفشل لأنَّها ساعدتك على زيادة خبراتك ومعارفك، وبناءً عليه يجب أن تستريح قليلاً، وتستجمع قواك، وتبدأ العمل من جديد بالاعتماد على المعلومات والخبرات التي اكتسبتها من التجربة السابقة.
6. استثمار الفرص المتاحة:
من الطبيعي أن تشعر بالخوف عندما تكون مقبلاً على إجراء تغيير حياتي جذري أو خوض تجربة جديدة، ولكن هل تعرف ما هو أقسى إحساس يمكن أن تختبره في حياتك؟
إنَّه الندم، لذا يجب أن تعرف أنَّ العقل البشري يميل لتضخيم المخاوف ويعطيها أكبر من حجمها الطبيعي، وإنَّك ستدرك هذه الحقيقة بنفسك عندما تواجه مخاوفك، فلا تسمح للخوف بأن يثنيك عن القيام بما يلزم، وعش حياتك على أكمل وجه من خلال استثمار كافة الفرص المتاحة، والعطاء، والعيش بحب وشغف.
7. المضي قدماً في الحياة:
يتحقق التقدم والنجاح في الحياة بشكل تدريجي من خلال العمل والجد، وهذا لا يحدث بين ليلة وضحاه؛ فتتحسن قدراتك وإمكاناتك، وتزداد ثقتك بنفسك بعد كل تجربة تدفعك للقيام بعمل خلته مستحيلاً في السابق، وقد ينتابك القلق في بعض الأحيان وتخشى المضي قدماً في حياتك لكنَّك بالمقابل لا تجرؤ ولا ترغب بالاستسلام أو التخلف عن هدفك، وعندها يجب أن تضع في حسبانك أنَّ سعادتك ورضاك عن حياتك على الأمد الطويل يعتمد على إصرارك وعزمك على إحراز مزيد من التقدم التدريجي كل يوم.
8. تقدير الخبرات التي اكتسبتها من التجارب الفاشلة:
لا يعني ما تكبدته من عناء خلال التجربة أنَّك تفتقر للقدرات أو المؤهلات اللازمة، فمن الطبيعي أن تواجه بعض المشقة وتبذل قصارى جهدك حتى يتسنى لك أن تحقق النجاح؛ لذلك عليك أن تقدِّر الجهود التي بذلتها والخبرات التي اكتسبتها والتقدم الذي أحرزته حتى اللحظة، فأنت تتعلم وتتقدم وتتطور باستمرار عبر خوض التجارب الحياتية، ومن ثم عليك أن تستمد الدافع من التجارب الفاشلة وخيبات الأمل بدلاً من أن تسمح لها بإحباطك وثنيك عن تحقيق أهدافك، وتذكر أنَّك قادر على التحكم في طريقة استجابتك لما يحدث في حياتك.
9. تقدير أهمية كل خطوة تقوم بها:
يتعلَّم الإنسان من جميع التجارب والخطوات والأخطاء التي يقترفها في حياته، وكل شيء في الحياة نسبي بما فيه الأخطاء؛ وهذا يعني أنَّه لا يوجد خطأ مطلق، لذا عليك أن تكون فخوراً بنفسك وتقدِّر قيمة التقدم الذي أحرزته في حياتك حتى عندما لا يرقى لمستوى توقعاتك وطموحاتك.
تقودك هذه التجارب والأخطاء نحو المستقبل الذي ينتظرك، لهذا السبب عليك أن تكون ممتناً لكل ما يحدث في حياتك، وتقدِّر أهمية الخبرات والمهارات والدروس التي اكتسبتها من تجاربك، وترضى عن نفسك لأنَّك تنمو وتتطور باستمرار.
في الختام:
يصعب على الفرد أن يلتزم بالخطوات الواردة بالمقال عندما يتعرض لتجربة أليمة مثل وفاة أحد الأحبة، وليس ثمة أصعب من التعامل مع هذه التجارب الأليمة التي تفطر قلب الإنسان وتغير حياته للأبد.
لا يمكن أن تعود حياتك لسابق عهدها بعد فقدان شخص عزيز عليك، وسوف ينفطر قلبك وتتألَّم وتعاني من الوحدة، ولن تتمكن من تجاوز هذه الخسارة كلياً ما حييت، وسوف تخلد ذكرى فقيدك ولن تنسى ذكرياتك معه طوال حياتك، فأنت تريد من الحياة أن تعود لسابق عهدها قبل حدوث الفاجعة، ولكن هذا محال؛ لذلك عليك أن تتقبل هذا التغيير في حياتك وشخصيتك دون أن تقاومه حتى تتجاوز الحدث الأليم.
الموت هو نهاية وخاتمة وجزء طبيعي من سيرورة الحياة الإنسانية، وفاجعة الموت هي بمنزلة تذكير ودافع لتقدير النعم والأشخاص المعرضين للاختفاء من حياتك في أي لحظة، وثمة حكمة من الموت، فهو يُعدُّ من ناحية أخرى بداية وفرصة لإجراء التغييرات الحياتية بعد فقدان شخص عزيز على قلبك.
يدفعك رحيل المقربين إلى تغيير نمط حياتك، واكتشاف الجمال والحكمة من الحياة في مواقف وأشياء كنت غافلاً عنها في السابق، وأخيراً يمكن عد الموت بمنزلة تذكير لتقدير نعمة الحياة، والذكريات الطيبة التي جمعتك مع الفقيد في الماضي، وهو ما يدفعك لبدء حياة جديدة تكريماً لذكرى الراحل.
أضف تعليقاً