8 فوائد مذهلة لفاكهة القشطة

القشطة فاكهة خضراء مخروطية الشكل مُغطَّاة من الخارج بقشرة تشبه الحراشف، لُبُّها من الداخل حلو المذاق وقوامه مثل قوام الكريمة. يُعتقَد بأنَّ موطنها الأصلي هو جبال الأنديز في أمريكا الجنوبية، وتنمو على المرتفاعات العالية في المناطق الاستوائية. وبسبب قوامها الذي يشبه الكريمة يُطلق على القشطة أيضاً اسم "تفاح الكاسترد"، تؤكل غالباً باستعمال الملعقة وتُقدَّم باردةً كالكاسترد، وهي ذات مذاقٍ حلو يشبه مذاق أنواعٍ أخرى من الفاكهة الاستوائية كالتفاح والأناناس.



مع غناها بالألياف، والفيتامينات، والمعادن قد تقوي هذه الفاكهة المميزة المناعة، وتحارب الالتهابات، وتعزز صحة العينين والقلب. بيد أنَّ أجزاءً محددةً من القشطة تحتوي مواد سامةً قد تُلْحِق الضرر بالجهاز العصبي إذا استُهلِكَتْ بكمياتٍ كبيرة. دعنا نتعرف معاً إذاً على 8 فوائد مذهلة موجودة في ثمرة القشطة.

أولاً: فوائد ثمرة القشطة

1- غنيّة بمضادات الأكسدة:

تُعَدُّ فاكهة القشطة غنيةً بمضادات الأكسدة التي تكافح الجذور الحرة، علماً أنَّ ارتفاع مستويات الجذور الحرة في الجسم قد يؤدي إلى الإصابة بالإجهاد التأكسدي (oxidative stress) الذي يرتبط بأمراضٍ مزمنةٍ كالسرطان وأمراض القلب.

تتمتّع العديد من المُرَكَّبَات الموجودة في ثمرة القشطة، مثل حمض الكورينويك، والفلافونويدات، والكاروتينات، وفيتامين C، بتأثيراتٍ فعالةٍ تكافح الأكسدة، وقد وجدت دراسةٌ مخبرية أنَّ كلَّاً من قشرة الثمرة ولبَّها يُعدَّان مصدرين غنيَّيْن بمضادات الأكسدة، وأنَّ ثمَّة في القشرة بشكلٍ خاص مركباتٍ فعالةً تقي من الإصابة بالإجهاد التأكسدي.

قد تكون الكاروتينات المضادة للأكسدة بشكلٍ خاص أكثر المركبات الموجودة في ثمرة القشطة فعاليةً، إذ أظهرت الأبحاث أنَّ الأطعمة الغنية بالكاروتينات قد تعزز صحة العين وتقلل خطر الإصابة بأمراض القلب وأنواع معينة من السرطان.

2- تحسين المزاج:

تُعَدُّ فاكهة القشطة مصدراً رائعاً لفيتامين ب6 (بيريدوكسين)، إذ يحتوي كوبٌ واحدٌ منها (160 غرام) على أكثر من 30% من الكمية التي يحتاج إليها الجسم يومياً من هذا الفيتامين.

يؤدي فيتامين ب6 دوراً مهماً في إفراز مجموعة من الناقلات العصبية، من ضمنها السيروتونين والدوبامين، التي تساعد في تحسين المزاج. وقد يساهم انخفاض مستويات هذا الفيتامين في اضطراب المزاج وقد يؤدّي ذلك حقيقةً إلى إصابة الشخص بالاكتئاب، لا سيما كبار السن. وقد يساعد تناول فاكهة القشطة في رفع مستويات هذا الفيتامين المهم في الجسم وهذا يساهم في تقليل خطر الإصابة بالاكتئاب.

3- الحفاظ على صحة العينين:

تُعَدُّ فاكهة القشطة غنيةً باللوتين، وهو من مركبات الكاروتين وأحد مضادات الأكسدة الأساسية التي تتواجد في العينين وتحافظ على صحة البصر من خلال التصدي للجذور الحرة. وقد ربطَتْ العديد من الدراسات ارتفاع نسبة اللوتين التي يحصل عليها الإنسان مع التمتع بعينين صحيحتين وانخفاض خطر الإصابة بالتنكس البقعي نتيجة التقدم بالسن، وهو مرضٌ يؤدي إلى تأذي العينين وفقدان البصر. وقد يحمي اللوتين العينين من مشاكل أخرى أيضاً، منها الساد، وهو إعتام داخل العين يسبب ضعف الرؤية وفقدان البصر. وقد وجدَ بحثٌ شمل 8 دراسات أنَّ الأفراد الذين لديهم أعلى نسب من اللوتين في دمائهم ينخفض خطر إصابتهم بالساد بمقدار 27% موازنةً مع أولئك الذين لديهم نِسَب منخفضة منه في دمائهم. بالتالي قد يعزز تناول أطعمةٍ غنيةٍ باللوتين كفاكهة القشطة صحة العينين ويتصدى لأمراضٍ مثل التنكس البقعي والساد.

4- الوقاية من ارتفاع ضغط الدم:

تُعَدُّ فاكهة القشطة غنيةً بالعناصر الغذائية التي تنظم ضغط الدم كالبوتاسيوم والمغنيزيوم، ومن المُلْفِتْ للانتباه أنَّ كأساً واحداً من فاكهة القشطة (160 غرام) فيه 10% من كمية البوتاسيوم التي يحتاج إليها الجسم يومياً وأكثر من 6% من كمية المغنيزيوم التي يحتاج إليها الجسم يومياً أيضاً.

يزيد كلٌّ من البوتاسيوم والمغنيزيوم اتساع الأوعية الدموية وهذا يساعد في تخفيف ضغط الدم ويقي الإنسان من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية. وقد أشارت إحدى المقالات إلى أنَّ حصول الإنسان على الكمية التي يحتاج إليها يومياً من البوتاسيوم (4700 ميلليغرام) يمكن أن يقلل "ضغط الدم الانقباضي" و"ضغط الدم الانبساطي" بمقدار 8 و4 ملليمتر زئبقي على التوالي. ووجدَتْ مقالةٌ أخرى تطرَّقَتْ إلى عشر دراسات أنَّ الأشخاص الذي يستهلكون كمياتٍ كبيرةً من المغنيزيوم ينخفض لديهم خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم بنسبة 8% موازنةً مع الأشخاص الذين يستهلكون كمياتٍ قليلةً منه.

إقرأ أيضاً: 6 أطعمة تتسبب في ارتفاع ضغط الدم، احذر منها

5- تنظيم عملية الهضم:

يحتوي كأسٌ واحدٌ من فاكهة القشطة (160 غرام) 5 غرامات تقريباً من الألياف الغذائية، حيث تُشكِّل هذه الكمية أكثر من 17% من الكمية التي يحتاج إليها الجسم يومياً من الألياف. ولأنَّ الألياف لا يمكن هضمها أو امتصاصها فإنَّها تزيد كتلة البراز وتساعد في تحريكها داخل الأمعاء. إضافةً إلى ما سبق، يمكن أن تشكل الألياف القابلة للانحلال -مثل الموجودة في فاكهة القشطة- غذاءاً تقتات عليه البكتيريا المفيدة الموجودة في الأمعاء وأن تتخمر وتنتج أحماضاً دهنيةً قصيرة السلسلة مثل البيوترات، والأسيتات، والبروبيونيت. تُعَدَّ الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة أحد المصادر التي يستمد منها الجسم الطاقة وقد تحميه من أمراض الالتهاب التي تؤثر في الجهاز الهضمي كداء كرون والتهاب القولون التقرحي.

من خلال الحفاظ على صحة الأمعاء وتغذية البكتيريا المفيدة الموجودة فيها تستطيع فاكهة القشطة والأطعمة الأخرى الغنية بالألياف الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي.

6- تتمتع فاكهة القشطة بخصائص مضادة للسرطان:

قد تساعد بعض المركبات الموجودة في فاكهة القشطة في مكافحة مرض السرطان، إذ توجد في ثمرة القشطة بعض الفلافونويدات من ضمنها: الكاتيشين، والإيبيكاتيشين، والإيبيغالوكاتيشين. وقد تبيَّن في دراساتٍ مختبرية أن بعض هذه الفلافونويدات توقف نمو الخلايا السرطانية. وقد وجدت إحدى الدراسات أنَّ علاج سرطان المثانة بالإيبيكاتيشين أدى إلى الحد من نمو الخلايا السرطانية وتكاثرها بشكلٍ كبير موازنةً مع خلايا أخرى لم تتلقَ هذا النوع من الفلافونويدات. ولوحظ في دراسةٍ مخبريةٍ أخرى أنَّ بعض الكاتيشينات -من ضمنها تلك الموجودة في فاكهة القشطة- أوقفت نمو خلايا سرطان الثدي بنسبة 100%.

وتقترح دراساتٌ أُجريَتْ على مجموعاتٍ سكانية أنَّ الأفراد الذين يتغذون على أطعمةٍ غنيةٍ بالفلافونويدات ينخفض لديهم خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان -كسرطانَي المعدة والقولون- موازنةً مع أولئك الذين يتَّبعون أنظمةً غذائيةً تفتقر إلى هذه المركبات. بيد أن فهم طريقة تأثير المركبات الموجودة في فاكهة القشطة في السرطان فهماً كاملاً يحتاج إلى إجراء المزيد من الدراسات على البشر.

إقرأ أيضاً: أطعمة خطيرة تعرضك للإصابة بمرض السرطان

7- مكافحة الالتهابات:

ترتبط الإصابة المزمنة بالالتهابات مع العديد من الأمراض الخطيرة مثل أمراض القلب والسرطان، ومن اللافت للانتباه أنَّ فاكهة القشطة تحتوي العديد من المركبات المضادة للالتهاب من بينها حمض الكورينويك (kaurenoic acid). يتمتع هذا الحمض بتأثيراتٍ قويةٍ مضادةٍ للالتهابات وقد أظهرت دراساتٌ أُجريَت على الحيوانات أنَّه يقضي على بروتيناتٍ معينةٍ تسبب الالتهابات.

بالإضافة إلى ما سبق تحتوي فاكهة القشطة على مُركَّبَي الكاتشين والإيبيكاتشين، وهما فلافونويدات مضادة للأكسدة أظهرَتْ دراساتٌ مختبرية وأخرى أُجريَتْ على الحيوانات أنّ لها تأثيراتٍ فعالةً مضادةً للأكسدة. ولوحظ في إحدى الدراسات انخفاض مستويات البروتين المتفاعل-C في الدم (بروتين مُتواجِد في الدم بمستوياتٍ ترتفع استجابةً للحالة الالتهابية) لدى الفئران التي غُذِّيَتْ بأطعمةٍ غنيةٍ بالإيبيكاتيشين موازنةٍ مع فئرانٍ أخرى لم تتبع النظام الغذائي نفسه.

يرتبط ارتفاع مستويات البروتين المتفاعل-C بالإصابة بالتصلب العصيدي وهو مرضٌ تقسو فيه الأوعية الدموية وتضيق يزيد معه بشكلٍ كبير خطر الإصابة بأمراض القلب.

8- تعزيز المناعة:

تُعَدُّ فاكهة القشطة، مثل أنواع الفاكهة الاستوائية الأخرى، غنيةً بفيتامين C الذي يقوي المناعة من خلال التصدي لحالات العدوى ومكافحة الأمراض، ويُعَدُّ نقص فيتامين C مرتبطاً بضعف المناعة وازدياد خطر الإصابة بالأمراض.

وتُبيِّن دراساتٌ أُجريَتْ على البشر أنَّ فيتامين C قد يساعد في التقليل من مدة الإصابة بنزلات البرد الشائعة، بيد أنَّ نتائج الأبحاث متضاربة وقد ركَّزَتْ بشكلٍ رئيسي على فيتامين C الموجود في المكملات الغاذئية أكثر من التركيز على فيتامين C الموجود في الأغذية. لكن على أي حال يُعَدُّ تناول فاكهة القشطة وغيرها من الأطعمة الغنية بهذا الفيتامين طريقةً سهلةً لضمان الحفاظ على صحة الجهاز المناعي.

ثانياً: التأثيرات الجانبية لفاكهة القشطة

على الرغم من أنَّ فاكهة القشطة تقدم فوائد صحيةً مذهلة إلَّا أنَّها تحتوي كمياتٍ قليلةً من المركبات السامة، إذ تحتوي هذه الفاكهة، وغيرها من أنواع الفاكهة التي تنتمي إلى الفصيلة نفسها، مركباً يُدعى الأنوناسين، وهو سمٌّ يمكن أن يؤثر في الدماغ والجهاز العصبي. وقد ربطت دراساتٌ رصديةٌ أُجريَتْ في المناطق الاستوائية تناول فاكهة القشطة وأنواع الفاكهة الأخرى التي تنتمي إلى الفصيلة نفسها مع ارتفاع خطر الإصابة بنوعٍ معينٍ من مرض باركنسون لا يُعالَج بالأدوية المعروفة.

قد يكون الأنوناسين موجوداً في جميع أجزاء فاكهة القشطة لكنَّه يتركز في البذور والقشرة، لذلك من أجل أن تستمتع بفوائدها وتقلل خطر الأنوناسين أزِل البذور والقشرة وتخلص منهما قبل تناولها. وإذا كان لديك أيَّة مشاكل خاصة مع الأنوناسين أو إذا كنت تعاني من داء باركنسون أو أي أمراض عصبية قد يكون من الأفضل الابتعاد عن فاكهة القشطة.

إقرأ أيضاً: 7 معلومات لا تعرفها عن مرض باركنسون

ثالثاً: طريقة تناول فاكهة القشطة

تتوفر فاكهة القشطة في العديد من محلات بيع الخضار ومتاجر بيع الأطعمة الصحية. يجب أن تُخزَّن فاكهة القشطة في درجة حرارة الغرفة إلى أن تصبح لينة بعد ذلك يمكن حفظها في البراد مدةً تصل إلى ثلاثة أيام.

من أجل إعداد فاكهة القشطة أزِل القشرة والبذور وتخلص منهما ثمَّ قطعها قطعاً صغيرة. يُعَدُّ مذاق فاكهة القشطة رائعاً عند إضافتها إلى سلطات الفاكهة، أو خلطها مع اللبن أو دقيق الشوفان، أو مزجها مع العصائر أو الكوكتيلات. يمكنك أيضاً قسم الثمرة إلى نصفين وتبريدها ثمَّ تناول اللب بالملعقة.

القشطة فاكهة استوائية حلوة الطعم وذات قوام يشبه قوام الكريمة من الداخل، وهي غنية بالمواد الصحية المفيدة التي قد تحسِّن المزاج، وتقوي المناعة، وتنظم عملية الهضم، بيد أنَّها تحتوي القليل من المركَّبات السامة لا سيما في القشرة والبذور، فأزِل القشرة وتخلَّص من البذور أوَّلاً حتى يكون تناولها آمناً تماماً.

 

المصدر




مقالات مرتبطة