8 طرق للاستمتاع في أثناء أداء مهامك الصعبة

كثرت شكاوى الناس هذه الفترة من مقدار الوقت الذي يقضونه للقيام بالأعمال المنزلية، فقد حرمَتنا جائحة كورونا (COVID-19) من تناول الطعام في الخارج، مما اضطرنا إلى الطهي أكثر، وعلاوة على ذلك، عندما تقضي وقتك بأكمله في المنزل تتراكم الأطباق في المغسلة وتتسخ الأدوات التي تستعملها أكثر.



كجميع الناس في هذا الوقت، قد تجد نفسك مضطراً إلى تخصيص وقت أطول للقيام بمهام لا تطيقها، وكلَّما كانت المهام أصعب، قلَّت المتعة في أدائها؛ لذا تحتاج إلى طرائق لإضفاء المتعة على المهام المنزلية المملة.

إليك 8 أفكار لأداء مهامك الصعبة بمتعة:

1. ضبط المؤقت:

إن كنت تكره تنظيف الأطباق، فاضبط المؤقت ليساعدك ذلك على الانتهاء بسرعة، عبر تحديد الوقت الذي يستغرقه تنظيفها، وبعد ذلك لن تجد عناء في القيام بذلك؛ حيث يُفضِّل كثيرون هذه الاستراتيجية؛ وذلك لأنَّها تجعلنا ندرك مدى الجهد الذي تتطلبه مهامنا، فما تظنها مَهمة صعبة لن تتمكن من إنجازها في الوقت المطلوب، ستكتشف أنَّها لم تكن بتلك الصعوبة عندما تشرع فيها.

الميزة الأخرى في ضبط المؤقت هي أنَّه يجعل المهمة تبدو وكأنَّها سباق، مما يحولها إلى لعبة مسلية، وبذلك عندما يكون عليك فعل مهمة صباحية لا تطيقها، تحدَّ نفسك لإنجازها بسرعة واضبط المؤقت، وابدأ يومك بنشاط.

إقرأ أيضاً: أفضل تطبيقات مؤقتات بومودورو لتزيد من إنتاجيتك

2. الرقص:

يلجأ العديد من الأشخاص إلى تشغيل الأغاني الحماسية للحفاظ على طاقتهم عند قيامهم بالأعمال المنزلية التي يكرهونها، وأكثر الأنواع شيوعاً هي أغاني الثمانينيات والتسعينيات والعقد الأول من القرن الواحد والعشرين، ولكن سيفي بالغرض أيُّ شيء ذو إيقاع سريع بهيج؛ حيث تساعد الموسيقى الجيدة على القيام بالأعمال المنزلية، فتصبح مهام التنظيف الأسبوعية أكثر متعة إن قمت بها في أثناء الاستماع لقائمة تشغيل على تطبيقات مثل سبوتيفاي (Spotify).

إن مللت من الأعمال الروتينية ورغبت في بعض الحركة والنشاط، فما عليك سوى تشغيل الموسيقى والرقص على أنغامها؛ لذا ضع سماعات الأذنين وشغِّل قائمة أغانٍ تتضمن جميع الأغاني التي تبعث فيك الفرح، واضبط تطبيق الأغاني على وضع التشغيل العشوائي، ثم ابدأ بالتنظيف والرقص بآنٍ واحد، فتنجز بذلك المهام بوتيرة أسرع.

يمكن للموسيقى والرقص أيضاً تهدئة أعصابك من الانفعال الذي تسببه بعض المهام، وإن كنت تكره التنظيف بالمكنسة الكهربائية لأنَّ الضوضاء تجعلك قلِقاً وتستغرق بذلك وقتاً طويلاً، ضع سماعاتك وارفع صوت الموسيقى وارقص مع المكنسة.

نحن لا نكره الأعمال غير الممتعة لأنَّها مملة أو رتيبة فحسب؛ إنَّما لأنَّها تثير الحساسيات مثل الانزعاج من الأصوات العالية أو الحساسية من الروائح المزعجة أو الشعور بعواطف سلبية مثل الاشمئزاز، ويمكن أن تكون إضافة الأحاسيس السارة طريقة هامة لتخفيف التأثير السلبي لهذه المحفزات.

3. لا بأس ببعض المتعة التي تُشعرك بالذنب:

يعطي مصطلح "المتعة التي تشعرك بالذنب" معنى سلبياً، فما لم تؤذك المتعة أو تؤذِ شخصاً آخر، فإنَّ الشعور بالذنب الذي نربطه بها ينبع عادةً من الأحكام الخارجية حول قيمة تلك المتعة، فلماذا نفسد علينا فرحتنا بتسميتها بطريقة سلبية؟

ومع ذلك، قد يكون من الصعب عدم ربط المتعة بالذنب، وعندما يتعلق الأمر بالملذات التي نشعر بالذنب حيالها، غالباً ما تكون مشاهدة التلفاز على رأس القائمة، لقد جعلتنا عقود من انتقاد التلفاز نصدق أنَّه يؤذي الدماغ؛ لذلك حتى عندما نستمتع بمشاهدته، نشعر غالباً بأنَّنا نفعل أمراً خاطئاً؛ لكن يبدو أنَّ إضافة المتعة إلى مهمة مقيتة مثل مشاهدة برنامج تلفزيوني نحبه في أثناء الكي أو طي الملابس يجعل المهمة أكثر إمتاعاً.

يحب بعض الأشخاص طي الغسيل مثلاً كونها واحدة من الأعمال القليلة التي يمكنك القيام بها في أثناء مشاهدة التلفاز، وبذلك لا نشعر بالذنب لمشاهدة مقطع فيديو قصير أو عرض تلفزيوني في منتصف النهار.

4. الاستفادة من الروائح:

يحب بعض الأشخاص تنظيف المطبخ؛ وذلك لأنَّهم يجدون متعة في تجربة منظفات جديدة، فتسترعى انتباههم المنظفات الفعالة المصنوعة من مواد طبيعية كزيت قشر البرتقال، وبذلك يصيبون عصفورين بحجر واحد، فيزيلون الشحوم عن الأواني ويرفعون معنوياتهم، كما يحب بعض الأشخاص أيضاً دمج العطور المنعشة عند القيام بالأعمال المنزلية، كأن يرشِّوا زيت اللافندر على الملاءات بعد ترتيب السرير، أو يضيفوا العطور إلى منتجات التنظيف لمنحها رائحة طبيعية منعشة.

يمكنك اختيار منتجات التنظيف ذات الروائح المبهجة أو إضاءة شمعة معطرة قبل التنظيف أو بعده، فتتحول مهمة التنظيف إلى شكل من أشكال العلاج بالروائح، ويُعدُّ اللافندر خياراً جيداً؛ وذلك لأنَّ الأبحاث أكدت أنَّه يقلل من القلق، كما تساعدك رائحة الحمضيات في الحفاظ على نظافة المكان لفترة أطول؛ فقد وجدت إحدى الدراسات أنَّ الأشخاص كانوا أقل عرضة لنشر القمامة أو إحداث فوضى في الأماكن التي تنبعث منها رائحة الحمضيات.

شاهد بالفيديو: 8 نصائح لتتخلّصي من الروائح الكريهة في المنزل

5. توثيق مجهوداتك:

أحياناً لا تكون في حالة مزاجية للطهي مثلاً؛ لذا جرب تصوير عملية الطهي لتجعلها مهمة ممتعة للغاية؛ حيث تحدث المتعة على مستويين: في أثناء العملية؛ حيث تعرف أنَّ لديك مقطع فيديو ممتعاً تتطلع إلى مشاهدته، مما يحفز إحساسك بالترقب والفرح، منتظراً انتهاءك بفارغ الصبر لتكافئ نفسك بمشاهدة الفيديو.

يمكنك استخدام الاستراتيجية نفسها للتنظيف، فبذلك يكون هاتفك المحمول مشغولاً بتصوير الفيديو فلا يتشتت انتباهك عن مهمتك الأساسية، وإذا شعرت أنَّ تصوير مقاطع الفيديو المتتابعة يمثل تحدياً كبيراً، جرب استخدام هاتفك لإضفاء البهجة بطرائق أخرى، كصنع مقاطع الفيديو باستخدام تطبيق سناب تشات (Snapchat) والتظاهر بالغناء (مزامنة حركة الشفاه) في أثناء التنظيف ومشاركته مع بعض الأصدقاء؛ حيث يمنحك فعل ذلك السعادة ويرفع مستويات طاقتك.

6. الاحتفال والامتنان بما أنجزته:

وفقاً لكاسبر تير كويل (Casper ter Kuile)، مؤلف كتاب "قوة الطقوس" (The Power of Ritual)، تُعرَّف الطقوس بثلاثة أمور: النية والانتباه والتكرار، وقد يكون الروتين شيئاً تكرره كثيراً؛ لكن أضف النية إليه وركز انتباهك عليه، وستتمكن من إنجازه.

يمكنك أن تقوم بطقوس ما قبل التنظيف، والتي تتضمن ترديد عبارات الامتنان وإضاءة شمعة، مما يساعدك على التركيز على توليد الطاقة الإيجابية من خلال التنظيف، ويمنحك هذا العمل الروتيني بذلك السعادة فعلاً، ويمكنك فعل شيء مماثل بعد التنظيف كأن تضيء شمعة عندما تنتهي، وتكون لمسة أخيرة بديعة تضيفها إلى عملك.

يمكنك تطبيق عناصر من اليقظة الذهنية أو الامتنان خلال أعمالك الروتينية، مما يعكس مدى امتنانك لامتلاكك منزلاً تستطيع العناية به وتنظيفه؛ حيث يؤدي القيام بذلك إلى إبعاد التركيز عن المهمة وإضفاء البهجة عليها.

إقرأ أيضاً: 4 أسباب للاحتفاء بالإنجازات الصغيرة

7. إحاطة نفسك بما تحب:

إن أردت طريقة أخرى لجعل الأعمال المنزلية أكثر بهجة، كُفَّ عن الاهتمام بالأشياء التي لا تريدها أو لا تحبها حقاً، واقتنِ فقط الأشياء التي تحبها وضعها في منزلك وخزائنه، وأحط نفسك بالألوان الزاهية والأغراض الجميلة والمرتبة، وبهذه الطريقة لن تضيِّع الوقت في ترتيب الأشياء التي تزعجك.

نحن نميل إلى التفكير أنَّ الأشياء التي نبتاعها هي مجرد أشياء مادية؛ لكنَّ كل شيء نقتنيه هو أيضاً استثمار مستقبلي للوقت الذي نقضيه في غسل هذا الغرض أو إصلاحه أو صيانته أو حتى مجرد رؤيته.

عندما يكون لديك أشياء لا تحبها في حيزك الخاص، فقد تشعر بأنَّك تهدر وقتك، أما عندما تحب حقاً ما يحيط بك، صحيح أنَّه لا يغير حقيقة أنَّك تقوم بالأعمال المنزلية، ولكنَّ جهدك يبدو ذا مغزى وجديراً بالاهتمام.

يمكن أن يمنحك امتلاك الأغراض التي تحبها شيئاً للتركيز عليه في أثناء القيام بمهام غير ممتعة، على سبيل المثال: يمكنك أن تحتفظ بالنباتات بالقرب من المغسلة كي تراها في أثناء غسل الأطباق، وبدلاً من وجود جدار فارغ أمامك، ضع أغراضك التي تجلب لك السعادة في تلك المساحات.

8. إدراك أنَّه لا بأس بالقيام بمجرد عمل جيد:

من الهام أحياناً خفض معاييرك، وهذا يفيد شخصاً لديه نزعة الكمال، وإن كنت من الباحثين عن الكمال، قد تشعر أحياناً أنَّك تخذل نفسك عندما تخفض معاييرك؛ لذا انظر إلى الأمر على أنَّه شكل من أشكال تحديد الأولويات.

يمكن أن يكون لديك أرضيات نظيفة تماماً طوال الوقت؛ ولكن هل هذا شيء ستهتم له عندما تبلغ من العمر 80 عاماً؟ إذا كان الأمر كذلك، فنظف جيداً؛ ولكن بالنسبة إلى معظمنا، يمكن أن تكون التضحية بقليل من الكمال في أعمالنا بمنزلة متنفس لقضاء المزيد من الوقت في تناول وجبة لذيذة أو الاستمتاع بغروب الشمس أو العمل على مشروع مربح.

في نهاية المطاف، تحافظ الأعمال المنزلية على منازلنا آمنة ونظيفة وصحية، كي نتمكن من القيام بالأشياء التي تجلب لنا السعادة.

المصدر




مقالات مرتبطة