8 توقعات غير واقعية يمكن أن تؤذيك

تحدد توقعاتك واقعك أكثر من أي أمر آخر في الحياة، وعندما يتعلق الأمر بتحقيق أهدافك، إذا كنت لا تؤمن بنجاحك، فلن تنجح.



تُظهِر الأبحاث التي أُجرِيَت في جامعة ولاية لويزيانا (Louisiana State University) أنَّ الأشخاص الذين يؤمنون بأنفسهم يستخدمون وظائف ما وراء معرفية أكثر من الأشخاص الذين لا يؤمنون بأنفسهم، ممَّا يعني أنَّهم يستخدمون أدمغتهم أكثر، ويمتلكون المزيد من القدرات العقلية لحل المشكلات، ويُعد ما وراء المعرفة أمراً هاماً خاصة لتحقيق الإنجازات؛ وذلك لأنَّه يضمن التعامل مع المشكلات من زوايا مختلفة وتعديل نهجك حسب الضرورة.

والأمر المربك في توقعاتك أنَّها تؤثر في الآخرين أيضاً، فقد أظهر بحث أجرته جامعة هارفارد (Harvard) منذ الستينات قدرة إيماننا على التأثير في سلوك الآخرين، وعندما ذكر المعلِّمون أنَّ بعض الأطفال (الذين اختيروا عشوائياً) كانوا أذكياء، لم يكن أداء هؤلاء الأطفال أفضل في الفصول الدراسية فحسب؛ وإنَّما في اختبارات تحديد معدل الذكاء أيضاً.

في الواقع، نحن نستفيد كثيراً من الآخرين عندما نؤمن بهم؛ حيث تُظهِر الأبحاث أنَّ هذا الأمر يحدث لأنَّنا عندما نؤمن بشخص ما:

  • نتعامل معه تعاملاً أفضل من الأشخاص الذين نعتقد بأنَّهم سيفشلون.
  • نمنحه فرصاً للنجاح أكثر ممَّا نعطيها لمن نعتقد بأنَّهم سيفشلون.
  • نقدِّم له تغذية راجعة دقيقة ومفيدة أكثر ممَّا نعطيه للآخرين.
  • نقدِّم له المزيد من التعليم لأنَّنا نؤمن بأنَّه يستحق وقتنا.

عندما تمنعك شكوكك من الإيمان بشخص ما (أو أمر ما) فإنَّك ستدفعه للفشل، ويطلق العاملون في المجال الطبي على هذا التأثير اسم تأثير نوسيبو (nocebo)؛ حيث يميل المرضى الذين يمتلكون توقعات منخفضة بمدى فاعلية الإجراءات أو العلاجات الطبية، إلى تحقيق نتائج أقل من الأشخاص الذين يتوقعون النجاح، حتى فيما يتعلق بالعلاجات التي أُثبتت فاعليتها، فإذا تحدَّث الطبيب عن علاج اختُبِرت فاعليته ونجاحه سريرياً اختباراً سلبياً، فإنَّ احتمالية تحقيق نتائج سلبية ستزداد.

تحدد توقعاتك واقعك؛ حيث يمكن أن تغير حياتك عاطفياً وجسدياً؛ لذا يجب أن تكون حريصاً ومدركاً بما فيه الكفاية لتوقعاتك؛ وذلك لأنَّ التوقعات الخاطئة تجعل الحياة صعبة دون مبرر، نقدم لك فيما يلي 8 توقعات يجب أن تكون حذراً منها؛ وذلك لأنَّها تسبب جميع أنواع المشكلات للناس:

1. يجب أن تكون الحياة عادلة:

لقد قيل لنا جميعاً الكثير من المرات - ومن المحتمل أن نخبر الآخرين بذلك - إنَّ الحياة ليست عادلة، ولكن على الرغم من صور الظلم التي نشهدها حولنا، إلا أنَّنا مازلنا نواجه صعوبة في تقبُّل هذه الحقيقة؛ حيث يتوقع معظمنا دون وعي أن تكون الحياة عادلة، ونعتقد بأنَّ أي ظلم نواجهه سيؤتي ثماره في النهاية بطريقة ما، حتى لو لم نفعل أي شيء حيال ذلك.

إذا كنت تفكر بهذه الطريقة، فقد حان الوقت لتتخطى هذه الفكرة، فعندما يحدث أمر غير عادل، لا تعتمد على أي أحد لمساعدتك على النهوض، غالباً لن تحظى بأي شيء يعوِّض خيباتك، وكلَّما توقفت عن توقُّع حدوث ذلك، تمكنت من اتخاذ الإجراءات بالسرعة التي من شأنها أن تُحدِثَ فرقاً في الواقع.

2. ستأتي الفرص فجأة ودون توقُع:

من أهم الأمور التي يمكن لأي شخص القيام بها هي المخاطرة والبحث عن فرصة، وإذا كنت تعتقد بأنَّك تستحق علاوة أو ترقية أو سيارة خاصة في العمل، لا يعني أنَّ ذلك سيحدث؛ وإنَّما يجب عليك أن تعمل لتحقيقه، ويجب أن تبذلَ جهداً كبيراً، ثم تسعى إلى الحصول على ما تستحقه.

إذا قيَّدنا أنفسنا بما يمنحه الآخرون لنا، فنقع في هذه الحالة تحت رحمة الآخرين؛ لذا عندما تتخذ إجراءً ما، فكِّر ما هي الخطوات التي ينبغي عليك اتخاذها، وما هي العقبات التي ستعترض طريقك، وماذا يجب أن تفعل لتتخلص منها، وما هي الأخطاء التي ترتكبها وتبعدك عن أهدافك بدلاً من تحقيقها.

إقرأ أيضاً: 6 استراتيجيات للتغلب على العقبات التي تعوق نجاحك

3. يجب أن يحبني الجميع:

يواجه جميع الناس مشكلات مع الآخرين، مما يعني أنَّ جميع أنواع الأشخاص ومهما بلغ لطفهم واحترامهم، يعانون من وجود أناس لا يحبونهم في حياتهم، دون سبب يُذكَر، فعندما تعتقد بأنَّ الجميع يجب أن يحبك، سينتهي بك الأمر بإيذاء مشاعرك، وأنت لست مضطراً إلى ذلك؛ حيث لا يمكنك أن تحظى بمحبة الجميع، وعندما تفترض أنَّ الناس سيحبونك، فإنَّك تسلك طرقاً مختصرة، وتبدأ بطلب أمور منهم قبل أن تفهم ما يفكر فيه الطرف الآخر ويشعر به حقاً؛ لذا بدلاً من توقُّع أن يحبك جميع الناس، ركِّز على كسب ثقتهم واحترامهم.

4. يجب أن يتفق الجميع معي:

يمكن أن يكون هذا الأمر قاسياً، بالتأكيد، أنت تعرف ما الذي تتحدث عنه، ولهذا السبب يجب أن يأخذك الناس على محمل الجد، لكن توقُّع أن يتفق معك الناس من باب المجاملة، أو لأنَّ أفكارك في قمة التميز هي قصة أخرى، فقد لا يكون الأمر الواضح بالنسبة إليك كما هو واضح بالنسبة إلى شخص لديه تجارب مختلفة وخطة مختلفة؛ لذلك توقف عن الانزعاج عندما يختلف معك الناس، وتوقف عن افتراض أنَّ إجابتك هي الصحيحة، وبدلاً من ذلك، ركِّز على طريقة إيجاد الحلول التي توفر للجميع ما يحتاجون إليه.

5. يجب أن يعرف الناس ما أحاول قوله:

لا يستطيع الناس قراءة أفكارك، ونادراً ما يفهم الآخرون ما تحاول قوله بالضبط؛ لذلك لا يمكنك أن تتوقع أن يفهمك الناس لمجرد أنَّك تتحدث؛ وإنَّما يجب أن تكون واضحاً؛ سواءً كنت تطلب من شخص ما القيام بأمر ما دون شرح المحتوى له، أم تشرح مفهوماً معقداً لمشروع كبير، فمن السهل عليك التغاضي عن المعلومات الهامة لأنَّك لا تعتقد بأنَّها ضرورية، ولن تستفيد من التواصل إذا لم تكن واضحاً، ولن يكون تواصلك واضحاً ما لم تأخذ الوقت الكافي لفهم وجهة نظر الطرف الآخر.

6. سأفشل:

كما ذكرنا سابقاً، إذا كنت تتوقع الفشل، فلديك فرصة أكبر لتحقيق الأفكار التي تقلقك، فإذا فشلت، فتقبَّل فكرة أنَّك ستفشل أحياناً وستنجح أحياناً أخرى، ولكن إذا واصلت المحاولة، فثق تماماً بأنَّك ستنجح؛ وإلا فإنَّك ستقلل من فرص حدوث ذلك.

إقرأ أيضاً: 10 دروس عظيمة تعلمها الأشخاص الناجحون من الفشل

7. ستجعلني الأشياء أشعر بالسعادة:

يمكن للأشياء أن تجعل الحياة أكثر متعةً وراحةً على الأمد القصير، لكنَّها لا تجعلك سعيداً على الأمد الطويل؛ حيث يتوقع معظمنا حدثاً مستقبلياً يجعلنا سعيدين، كأن نحصل على ترقية في العمل، بدلاً من النظر بعمق في الأسباب الحقيقية لشعورنا بعدم الرضا والتعاسة، إذا لم تُصلِح ما تشعر به في داخلك، فلن يسعدك أي حدث أو أمر خارجي، بغض النظر عن مدى رغبتك في ذلك.

8. يمكنني تغيير الآخرين:

يوجد شخص واحد في هذا العالم يمكنك تغييره بالفعل، وهو أنت، وحتى هذا الأمر يتطلب الكثير من الجهد، والطريقة الوحيدة لتغيير نفسك هي عبر رغبتك في التغيير حقاً وتوفير المقومات اللازمة لذلك، ومع ذلك من المغري محاولة تغيير شخص لا يرغب في التغيير، وكأنَّ إرادتك ورغبتك في تحسينه ستغيره؛ لذا تخلَّص من هذا التوقع الخاطئ، وأحط نفسك بأشخاص حقيقيين وإيجابيين، وتجنَّب الأشخاص الذين يواجهون المشكلات ويدفعونك للشعور بالإحباط.

في الختام:

يزيد الاعتقاد بأنَّك ستنجح بالفعل من فرص نجاحك، مما يعني أنَّك ستحتاج إلى التخلي عن بعض التوقعات الخاطئة التي ستقف في طريقك.

المصدر




مقالات مرتبطة