8 أشياء ستشعر بالسعادة إذا توقفت عن القيام بها

غالباً ما تتعلق السعادة في مناحي الحياة جميعها بالتوقف أكثر من البدء، وبالتخلص من الأشياء أكثر من إضافتها إلى حياتك، وبالتخلِّي عن بعض الأمور أكثر من التمسك بها.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدوِّن "مارك كرنوف" (Marc Chernoff)، ويُقدِّم لنا فيه 8 أشياء سنشعر بالسعادة إذا توقفنا عن القيام بها.

ضع في حسبانك على سبيل المثال ما سيحدث عندما تتوقف عن القيام بشيء ما، أو تتخلص من بعض الأشياء أو تتخلى عن بعض الأمور.

إليك 8 أشياء ستشعر بالسعادة إذا توقفت عن القيام بها:

1. انتقاد كل الناس وكل شيء:

إنَّ الحياة ليست مثالية؛ فالناس يرتكبون الأخطاء؛ لذا تخلَّ عن التوقعات غير العادلة، وتوقف عن انتقاد نفسك والآخرين، وإذا شعرت بأنَّ الجميع يطلقون عليك الأحكام طوال الوقت، فعليك إدراك أنَّ البشر غالباً ما يقومون بذلك عندما يطلقون الأحكام على أنفسهم.

من الأسهل أن تكون ناقداً بدلاً من أن تكون على حق، وأن تعرف سلبيات شيء ما بدلاً من البحث عن إيجابياته، على سبيل المثال إذا قابلت شخصاً ما لأول مرة وقررت أنَّه لا يعجبك، فيمكنك ببساطة أن تأخذ كل سمة من سماته وتجد العيب الواضح فيها، لكن ما يصعب فعله هو وصف ما يعجبك فيه، على الرَّغم من عدم توافقه مع مُثُلك.

كل شخص فريد ليس أفضل ولا أسوأ من غيره؛ بل فريد بطريقته الخاصة؛ لذا قدِّر الاختلافات بدلاً من انتقاد العيوب وسترى أنَّ الأشخاص - وأنَّك أنت نفسك - أفضل بكثير.

إقرأ أيضاً: النقد غير البنَّاء: مفهومه وكيفية التعامل معه

2. الإيمان بأنَّك تملك الإجابات كلها عن كل شيء:

إنَّ النقد له مرافق وهو متلازمة "المعرفة بكل شيء"، فكلَّما تقدمت في السن، تحسَّنت في المجال الذي اخترته، وكلما حققت المزيد، زادت احتمالية اعتقادك بأنَّك تعرف كل شيء، فعندما تجد نفسك تفكر وتتحدث بحزم شديد وبقليل من التسامح مع الأفكار الجديدة، أوقف نفسك وخذ نفساً عميقاً، وإذا لم تفعل ذلك، فسوف تُبعد العالم حولك وتصبح منفصلاً عن الواقع مع مرور كل يوم، وتذكَّر ليس من يثبت أنَّك مخطئ هو من يؤذيك؛ بل إنَّ اختيار الاستمرار في خداعك لذاتك وجهلك هو الذي سينتصر عليك في النهاية.

سيكون مقياس ذكائك ونجاحك في الحياة متناسباً مباشرة مع قدرتك على تغيير رأيك، وإذا كان شخص ما قادراً على إظهار أنَّ ما تظنه أو تفعله خاطئ، اشكره وعدِّل سلوكك بسعادة، وابحث عن الحقيقة، ولا تتوقف عن التعلم.

شاهد بالفيديو: كيف تغرس الأفكار السعيدة في عقلك؟

3. محاولة السيطرة على كل شيء:

تؤدي الرغبة الشديدة في السيطرة إلى الغضب والتعاسة؛ فالحياة موجودة لكي نعيشها، لا أن نسيطر عليها، وسيحدث تغيير قوي وإيجابي في حياتك عندما تقرر السيطرة على نفسك، بدلاً من الرغبة الشديدة في السيطرة على الجميع وكل شيء آخر.

تخيل أنَّك علقت في ازدحام المرور بينما كنت تقود سيارتك في ساعة الذروة، إنَّ حالة زحمة المرور خارجة عن إرادتك وتتطلب صبرك فقط، ومع ذلك، فإنَّ هذا لن يمنعك من تبديل المسارات، أو محاولة قطع الطريق أمام السيارات الأخرى، أو حتى تجربة طرائق بديلة - وجميعها جهود بائسة للسيطرة، لسوء الحظ لن تؤدي هذه الجهود إلا إلى مزيدٍ من التوتر والتعاسة عندما لا تنجح - أي عندما يظهر أمر يعوق سيطرتك مرة أخرى.

بكل بساطة، السبب في أنَّك غالباً ما تكون بائساً ومتوتراً هو ارتباطك غير الصحي بأشياء معينة لا تملك السيطرة عليها؛ لذا انسَ الأمر، وتخلَّص من التوتر والضغط، وأدرك أنَّك لم تفقد أي شيء؛ وأنَّك لم تكن مسيطراً على ما لا يمكن السيطرة عليه منذ البداية.

4. التفكير فيما كان عليه الأمر من قبل:

عندما يحدث شيء سلبي، انظر إلى هذا الظرف بوصفه فرصة لتعلُّم شيء لا تعرفه، ولا تتمنَّ لو أنَّه لم يحدث أبداً، ولا تحاول التراجع في الوقت المناسب، وخذ الدروس المستفادة وتقدَّم خطوة إلى الأمام، عليك أن تقول لنفسك: "لا بأس، أنا بخير"، وعليك أن تعرف أنَّه من الأفضل أن تتخطى حدوداً جديدة وأن تعاني عواقب الدرس المستفاد من وقت إلى آخر، بدلاً من مجرد التحديق في الحدود لبقية حياتك والتساؤل دائماً عما كان يمكن أن تكون عليه الأمور لو تخطيتها.

إنَّ الماضي ذو قيمة؛ إذ إنَّه يوفر أساساً متيناً لكل ما تفعله الآن؛ لذا تعلَّم من الأخطاء والنجاحات ثم انسها، قد يبدو الكلام عن هذه العملية أسهل من تنفيذها؛ لكنَّ الأمر يعتمد على تركيزك، فإنَّ الماضي هو مجرد تدريب، ولا يحدد هويتك في هذه اللحظة؛ لذا فكِّر فيما سار سيراً خاطئاً، لكن فقط من ناحية كيفية مساعدتك على تصحيح الأمور.

خلاصة القول هي: إذا لم يتغير شيء على الإطلاق - إذا لم تستثمر الفرص ولم ترتكب أي خطأ على الإطلاق - فلن تظهر فرصة أخرى في اليوم التالي، ويشعر معظمنا بالراحة في مكان وجودنا، ومع أنَّ الكون كله يتغير باستمرار من حولنا؛ فإنَّ تعلُّم قبول هذا التغير هو أمر ضروري لسعادتنا وتحسين الذات عامة؛ لأنَّنا عندما نتخلى فقط عما كان عليه الأمر من قبل، فإنَّنا ننمو ونبدأ برؤية عالم لم نكن نعرف أنَّه ممكن أبداً.

5. الرغبة في كل ما لا تملكه:

لن تكون الحياة قصيرة إذا قدَّرت كل لحظة فيها، لكن بحلول الوقت الذي يبدأ به معظمنا بتقدير ما نملكه، نكون قد أهدرنا وقتنا بالفعل وتركنا رحلة الحياة في منتصفها، الأمر الأساسي هو أن تكون ممتناً لما تملكه الآن.

لن تفهم كل ما يحدث في الحياة في البداية؛ لكنَّك ستدرك معنى كل شيء في الوقت المناسب؛ لذا كن ممتناً للمواقف التي لم تعمل لمصلحتك؛ لأنَّها أفسحت المجال للمواقف التي ستكون كذلك، وكن ممتناً للأشخاص الذين ابتعدوا عنك؛ لأنَّهم أفسحوا المجال لمن لم يفعلوا ذلك.

مهما كنت تظن أنَّ وضعك جيد أو سيئ، استيقظ كل يوم وكن ممتناً لحياتك، فيوجد شخص آخر في مكان آخر يقاتل جاهداً من أجل حياته؛ لذا بدلاً من التفكير فيما ينقصك، فكِّر فيما تملكه وما لا يملكه الآخرون، فكِّر كيف أنَّ البقاء على قيد الحياة هو نعمة - أن تتنفس نفساً جديداً، وتفكر في فكرة أخرى، وتستمتع بلحظة جديدة، وأن تملك الخيارات - ثم اخرج واستفد من يومك إلى أقصى حد.

6. الشكوى وعدم القيام بأي شيء حيال ذلك:

لا تنجح الشكوى بوصفها استراتيجية، وأولئك الذين يشكون كثيراً، يحققون أقل النتائج إيجابيةً، عندما تقضي وقتك في القلق والشكوى، فأنت ببساطة تستخدم خيالك لتكوين أشياء لا تريدها.

لا تتحدث عما لا يسير على ما يرام؛ فالتركيز على مشكلاتك يشعرك بشعورٍ أسوأ وليس أفضل، إلا إذا كنت ترغب في الشكوى من ذلك إلى الأبد، فسيتعين عليك القيام بشيء ما في النهاية، وإذا أخذت جزءاً بسيطاً من الطاقة التي تبذلها في الشكوى وطبَّقتها على حل مشكلتك، ستذهلك النجاحات التي تحققها؛ فابدأ بالتحدث عن كيفية تحسين الأمور، حتى لو كانت المحادثة مع نفسك فقط، ثم ركِّز على الخطوة الإيجابية التالية، وأعد تركيز طاقتك على تحسين وضعك.

شاهد بالفيديو: 10 طرائق مثبتة علمياً تمنحك سعادة دائمة

7. الخوف من كل شيء لأي سبب:

نحن في بعض الأحيان نخشى أن نفشل، وفي أحيان أخرى نخشى أن ننجح لا شعورياً؛ لأنَّنا بعد ذلك سيتعين علينا التعامل مع الاضطرابات كلها؛ أي النمو والتغيير الذي يتبع النجاح، وفي أحيانٍ أخرى نخشى من الرفض أو ببساطة من أن نبدو كالحمقى؛ لذلك من الأسهل أن نتردد لانتظار اللحظة المثالية، لنقرر أنَّنا بحاجة إلى التفكير لفترة أطول بقليل، أو إجراء مزيد من البحث، أو استكشاف بعض البدائل غير الضرورية، بينما تفوتنا أيام وأسابيع وأشهر وحتى سنوات من حياتنا الثمينة دون أن نشعر، وكذلك الأمر بالنسبة إلى أحلامنا.

أفضل طريقة وجدتها للتخلي عن الخوف هي مواجهته؛ لذا تواصل مع خوفك، واشعُر به في جسدك، أدركه وعالجه بثبات ورحِّب به، ثم اتخذ الإجراءات، فمهما خططت له ومهما تخيلت ومهما حلمت به، لا تنتظر دقيقة أخرى، ابدأ واتخذ الخطوة الأولى وقم بشيء ما، وتعلَّم وشاهد مخاوفك وهي تنتهي ببطء.

إقرأ أيضاً: 6 طرق تساعدك على التغلب على مخاوفك

8. قضاء الوقت مع الأشخاص الذين يستنزفون طاقتك:

لا يتعلق الأمر دائماً بمكان وجودك في الحياة؛ بل كل ما يهم هو من يقف بجانبك؛ فبعض الناس يستنزفون طاقتك وبعضهم الآخر يقومون بالعكس تماماً، فلا تُعرِّض كرامتك واحترامك لذاتك للخطر من خلال محاولة اكتساب تَقبُّل شخص آخر ومحبته وتقديره عندما أثبت أنَّه غير قادر على القيام بذلك.

عندما تترك الأشخاص الخاطئين خلفك، ستبدأ الأشياء الصحيحة بالحدوث، ماذا سيحدث إذا أحطت نفسك بأشخاص ذوي تأثير جيد فيك؟ وماذا سيحدث إذا بدأت بقضاء الوقت مع الأشخاص المناسبين؟ فكِّر في الأمر.




مقالات مرتبطة