7 طرق لمنع التوتر من إفساد يومك

نحن جميعاً نعلم أنَّ العيش في ظل ظروف مرهقة، له عواقب عاطفية وحتى جسدية خطيرة، فلماذا نواجه الكثير من المتاعب في اتخاذ إجراءات لتقليل مستويات التوتر لدينا وتحسين حياتنا؟



حصل الباحثون في جامعة ييل (Yale University) أخيراً على الإجابة؛ حيث وجدوا أنَّ التوتر يقلل من حجم المادة الرمادية في مناطق الدماغ المسؤولة عن ضبط النفس؛ لذا فإنَّ التعرض للضغط يجعل التعامل مع التوتر المستقبلي أكثر صعوبة؛ وذلك لأنَّه يقلل من قدرتك على التحكم بالموقف والتعامل مع التوتر ومنع الأمور من الخروج عن السيطرة.

لكن لا تدع ذلك يحبطك، فليس من المستحيل تقليل مستويات التوتر لديك؛ عليك فقط جعل السيطرة على التوتر أولوية أعلى إذا كنت تريد التخلص من أثره، فكلَّما بدأت بالتعامل مع ضغوطاتك بفاعلية، كان من الأسهل كبح التوتر غير المتوقع من التسبب بضرر في المستقبل.

يقول الفيلسوف الأمريكي ويليام جيمس (William James): "يكمن السلاح الفعال للتخلص من التوتر في اختيار الأفكار الصحيحة".

لحسن الحظ، تسمح مرونة الدماغ بتشكيل المناطق المتضررة وتغييرها وإعادة بنائها في أثناء ممارسة سلوكات جديدة؛ لذا فإنَّ تطبيق تقنيات صحية لتخفيف التوتر، يمكن أن يدرب ذهنك على التعامل مع التوتر تعاملاً أكثر فاعلية وتقليل احتمالية الآثار السيئة الناجمة عن التوتر في المستقبل.

فيما يلي سبع استراتيجيات لمساعدتك على إصلاح ذهنك والسيطرة على توترك:

1. الرفض:

أظهرت الأبحاث التي أُجريت في جامعة كاليفورنيا (University of California) أنَّه كلَّما زادت صعوبة قولك لا، زادت احتمالية تعرضك للتوتر والإرهاق وحتى الاكتئاب؛ حيث يمثل قول لا في الواقع تحدياً كبيراً لكثير من الناس، "لا" هي كلمة قوية يجب ألا تخاف من استخدامها؛ عندما يحين وقت الرفض؛ لذا تجنَّب عبارات مثل "لا أعتقد أنَّني أستطيع" أو "لست متيقناً"، يحترم رفض التزام جديد التزاماتك الحالية ويمنحك الفرصة للوفاء بها بنجاح.

إقرأ أيضاً: 10 فوائد للرفض ستثير إعجابك بالتأكيد

2. إيقاف تشغيل الأجهزة الإلكترونية:

تتيح التكنولوجيا التواصل المستمر، وتوقُّع أن تكون متاحاً على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، من الصعب للغاية الاستمتاع بلحظة خالية من التوتر خارج العمل، عندما يمكن أن تصلك رسالة بريد إلكتروني من شأنها تغيير سلسلة أفكارك وتجعلك تفكر بالعمل على هاتفك في أية لحظة، فكلَّما زادت صعوبة الرفض، زادت احتمالية تعرُّضك للتوتر والإرهاق وحتى الاكتئاب.

يساعدك قضاء وقت منتظم بعيداً عن التواصل على السيطرة على توترك والعيش في اللحظة الراهنة، فعندما تجعل نفسك متاحاً لعملك على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، فإنَّك تعرِّض نفسك لوابل مستمر من الضغوطات، فإجبار نفسك على عدم الاتصال بالإنترنت وإيقاف تشغيل هاتفك، يمنح جسدك وعقلك فترة راحة؛ حيث أظهرت الدراسات أنَّ أمراً بسيطاً مثل أخذ استراحة من التحقق من البريد الإلكتروني في نهاية الأسبوع، يمكن أن يقلل من مستويات التوتر.

إذا كان فصل نفسك عن الاتصالات المتعلقة بالعمل في أمسيات أيام الأسبوع يمثل تحدياً كبيراً، فافعل ذلك في عطلة نهاية الأسبوع؛ اختر فترات زمنية تقطع التواصل فيها مع الآخرين، وستندهش من مدى الانتعاش الذي ستشعرُك به فترات الراحة هذه وكيف ينخفض مستوى توترك عن طريق إعادة شحن ذهنك ليعمل خلال الأسبوع.

إذا كنت قلقاً بشأن الانعكاسات السلبية لاتخاذ هذه الخطوة، فحاول القيام بذلك أولاً في أوقات من غير المحتمل أن يتصل بك أحد خلالها كصباح العطلة، عندما تتقبَّل الوضع هذا أكثر، ويبدأ زملاؤك في العمل باحترام الوقت الذي تقضيه بعيداً عن التواصل، زِد تدريجياً مقدار الوقت الذي تقضيه بعيداً عن التكنولوجيا.

3. الابتعاد عن الأشخاص السامين:

التعامل مع الأشخاص الصعبين أمر محبط ومرهق للغاية بالنسبة إلى معظم الناس؛ لذا يمكنك التحكم بتعاملاتك مع الأشخاص السامِّين عن طريق إبقاء مشاعرك تحت السيطرة، عندما تحتاج إلى مواجهة شخص سام، تعامل مع الموقف بعقلانية؛ حدد عواطفك ولا تسمح للغضب أو الإحباط بإشعال فتيل الفوضى، وضَع في حسبانك أيضاً وجهة نظر الشخص الصعب ومنظوره؛ كي تتمكن من إيجاد الحلول والأرضية المشتركة، عندما تنحرف الأمور عن مسارها تماماً، يمكنك إبعاد الشخص السام كي لا يحبطك مجدداً، وكي تقي نفسك من التوتر الذي يزيد ضغط الدم وفرصة الإصابة بأمراض القلب.

إقرأ أيضاً: كيف تتخلص من الأشخاص السامين في حياتك؟

4. عدم إضمار الضغينة:

العواطف السلبية المرافقة للتمسك بالضغينة هي في الواقع استجابة للتوتر، مجرد التفكير بالحدث يثير في جسدك استجابة الكر أو الفر، وهي آلية بقاء تجبرك على الوقوف والقتال أو الهروب عندما تواجه تهديداً، عندما يكون التهديد وشيكاً، يكون رد الفعل هذا ضرورياً لبقائك على قيد الحياة، ولكن عندما يكون التهديد هو عدم تكرار الماضي، فإنَّ التمسك بهذا التوتر يؤدي إلى تدمير جسمك ويمكن أن يكون له عواقب صحية مدمرة بمرور الوقت.

في الواقع، أظهر باحثون في جامعة إيموري (Emory University) أنَّ التمسك بالتوتر يسهم في ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب؛ إذ يجعلك التمسك بالحقد ترزح تحت الضغوطات، ويعرف الأذكياء عاطفياً كيف يتجنبون ذلك بأيِّ ثمن، فيجعلك التخلي عن الضغينة تشعر بالتحسن الآني، كما يمكن أن يحسن صحتك أيضاً.

5. اليقظة الذهنية:

اليقظة الذهنية هي شكل من أشكال التأمل البسيط المدعوم بالبحث، وهي طريقة فعالة للسيطرة على الأفكار والسلوكات الجامحة؛ فيكون الأشخاص الذين يمارسون اليقظة الذهنية بانتظام أكثر تركيزاً، حتى عندما لا يتأملون، فهي تقنية ممتازة للمساعدة على تقليل التوتر؛ وذلك لأنَّها تتيح لك تقليل الشعور بأنَّك خارج السيطرة، وتساعدك اليقظة الذهنية على التوقف عن القفز من فكرة إلى أخرى، مما يمنعك من اجترار الأفكار السلبية؛ إنَّها عموماً طريقة رائعة لقضاء يومك المزدحم هادئاً ومثمراً؛ إذ سيخفف طلب المساعدة من قلقك، ويقوي علاقاتك مع مَن تعتمد عليهم.

إقرأ أيضاً: 7 خطوات لممارسة اليقظة الذهنية والتخلص من القلق والتوتر

6. رؤية الأمور من منظورها الصحيح:

غالباً ما تنبع مخاوفنا من إدراكنا المضطرب للأحداث؛ لذا قبل أن تقضي وقتاً طويلاً في التفكير فيما قاله مديرك في العمل خلال اجتماع الموظفين الأخير، خذ دقيقة للتفكير الملي في الموقف؛ إذا لم تكن متيقِّناً من الوقت الذي تحتاج فيه إلى القيام بذلك، فحاول البحث عن أدلة على أنَّ قلقك قد لا يكون متناسباً مع الضغوطات، إذا كنت تفكر في عبارات شاملة وعامة مثل "كل شيء يسير على ما يرام" أو "لن ينجح شيء"، فأنت بحاجة إلى إعادة صياغة الموقف.

هناك طريقة رائعة لتصحيح هذا النمط من التفكير غير المنتج؛ وهي سرد الأشياء المحددة غير المجدية، فعلى الأرجح ستكتشف شيئاً منها، ويكمن المفتاح في الحفاظ على هدوئك في أن تتذكر أنَّك تبالغ بمشاعرك في الاستجابة للموقف وأنَّ الضغوطات هي أقل مما قد تبدو.

7. استخدام نظام الدعم خاصتك:

من المغري أن تحاول معالجة كل شيء بنفسك؛ ولكنَّه غير فعال تماماً، لكي تكون هادئاً ومنتجاً، عليك أن تتعرف إلى مَواطن ضعفك وأن تطلب المساعدة عندما تحتاج إليها؛ يعني هذا الاستفادة من نظام الدعم الخاص بك عندما يكون الموقف صعباً بما يكفي لتشعر بالإرهاق.

لدى كل منا شخص ما في العمل وفي الخارج يقف في صفه ويؤيده ومستعد لمساعدته على حل الموقف المستعصي، حدِّد هؤلاء الأفراد في حياتك واسعَ إلى الحصول على رؤاهم ومساعدتهم عندما تحتاج إليها؛ سيوفر شيء بسيط مثل الحديث عن مخاوفك منفذاً لقلقك وتوترك ويزودك بمنظور جديد عن الموقف، ففي معظم الأوقات، يمكن للآخرين رؤية حل لا تراه أنت؛ وذلك لأنَّهم لا يقحمون عواطفهم في الموقف؛ لذا لا تخجل من طلب المساعدة علَّها تقلل من قلقك وتقوي علاقاتك مع من تعتمد عليهم.

الخلاصة:

قد تبدو هذه الاستراتيجيات بسيطة؛ لكن يصعب تنفيذها عندما يسيطر التوتر على ذهنك؛ لذا أجبر نفسك على تجربتها في المرة التالية التي تعاني فيها من التوتر، وستجني الفوائد المرافقة للسيطرة على التوتر بانضباط.

المصدر




مقالات مرتبطة