7 طرق للحفاظ على الإيجابية وتحقيق النتائج المرجوة

لقد كان اليونانيُّون يرون أنَّ ما يميز المهني الماهر عن العادي هو قدرته على توضيح الهدف من العمل الذي يقوم به وإثبات قدرته ببساطة على أداء مَهمة معينة بوقتٍ قياسي.



يشير المصطلح اليوناني (technê) وهو جذر كلمة تقنية (technique) إلى أنَّه من أجل إحراز النتائج المرجوة يجب عليك أن تتعلَّم كيف تتحلى بالإيجابية. ووفقاً للفيلسوف اليوناني أفلاطون، تُحَدَّد البراعة في الحرفة من خلال تحقيق الهدف، وهو الأمر الذي يتطلب معرفة النتيجة المقصودة، وتكتمل صورة "المعرفة" بفهم الهدف قبل العمل عليه ثم توضيح قيمة هذا الهدف من قِبل مهني بارع، وتستخدم قيمة الهدف لإحراز وتوجيه عمل ماهر ولتحقيق النتيجة المرجوة من المشروع.

لا يشير مصطلح (Technê) إلى قدرة المهني على وصف النتيجة المرجوة والمتوقعة فقط، ولكنَّه يشير أيضاً إلى الهدف النهائي المتمثل في تحقيق الفائدة من المشروع، وفي هذه الحالة، أنت المستفيد من الهدف النهائي، ستعود أعمالك المميزة بالفائدة عليك في المستقبل.

إنَّ الفائدة الشخصية هي النتيجة التي يجب أن تتخيلها قبل تطبيق الإجراءات والأدوات والتقنيات لإحداث تغيير في حياتك؛ أي فهم ما يجب القيام به قبل ممارسته، وتحسين الظروف من خلال تطبيق هذه التقنية البارعة في أعمالك، وبهذا ستحصل على الفائدة التي  ترغب بها.

إذا سألت شخصاً ما ما هي النتيجة المرجوة التي ترغب في تحسينها في حياتك؟ فمن المحتمل أن يجيبك بـ "إحراز نتيجة نهائية" يَعُدُّها تغييراً إيجابياً من وجهة نظره الحالية، لكن بالنسبة إليك لتحقيق هذا "الهدف النهائي"، فإنَّ التحلي بالإيجابية أمر أساسي، كأن تقول على سبيل المثال:

  • أن تكون أغنى من الناحية المادية مما أنت عليه الآن.
  • أن تكون أقوى جسدياً أو أكثر رشاقة من الآن.
  • الشعور بالسعادة إما نفسياً أوعاطفياً أكثر من الآن.

كما ترى، لا يتطلب الأمر الكثير بالنسبة إلى معظم الناس لوصف الهدف النهائي الذي يرغبون في تحقيقه، ومع ذلك، فإنَّ فهم الهدف أو السبب في هذا التغيير المنشود والقدرة على وصفه بوضوح - كما هو الحال في وجهة النظر اليونانية وغيرها من وجهات النظر - يشير إلى الفرق بين أولئك الذين اعتُرِف بهم كمهنيين ومهنيات ماهرين مقابل هؤلاء الذين يؤدون المهام آلياً دون فهم النتيجة المرجوة والمراد تحقيقها.

سنتطرق إلى 7 تقنيات يستخدمها مهنيون بارعون ومُدرَّبون من جميع أنحاء العالم لتقديم أعمال إبداعية:

1. تَذكُّر لحظات من الإنجاز:

لقد مررنا جميعاً بلحظات من الإنجاز غمرتنا فيها مشاعر من القوة والطاقة الإيجابية، يتدرب المهنيون في العديد من المهن على استخدام أداة تفكير نسميِّها الخيال الإبداعي (Imagineering) لتجديد الطاقة الإيجابية عندما نحتاجها.

والهدف منها هو الارتقاء بعقولهم وعواطفهم إلى درجةٍ من القوة يصلون إليها من خلال التجربة، نسمي هذا "التركيز الكامل"، وهناك العديد من التقنيات للقيام بذلك، فهي مهارة تُكتسَب من خلال الدراسة والملاحظة والممارسة حتى تصبح مهارة مكتسبة.

شاهد بالفديو: 6 نصائح تساعد على تنمية التفكير الإبداعي

2. تَخيُّل الهدف النهائي:

يُدرَّب المهنيون البارعون في أي مهنة أو حرفة أو عمل على تقنيات للحفاظ على صورة الهدف النهائي والتركيز لإنشاء نسخة طبق الأصل عنه، سواء في مخطط، أم على ورقة، أم تسجيل صوتي، وما إلى ذلك، فهو نموذج تفصيلي للنتيجة المرجوة، وزيادة الطاقة الإيجابية هي نتيجة هذا التمرين؛ لذلك، لتحافظ على الإيجابية تخيَّل الهدف النهائي.

يمكنك ملاحظة آثار الطاقة الإيجابية على نفسك بسهولة من خلال المشاعر التي تثيرها، والصفاء الذهني، واتزان التنفس ومعدل ضربات القلب - والشعور بالإثارة غالباً ما يؤدي إلى الابتسامة والشعور بالسعادة أو تحقيق مستوى عالٍ من الرفاهية؛ لذلك فكر في اللحظة التي تصل بها إلى الهدف النهائي المراد تحقيقه،  ثمَّ سيتبعه شعور الثقة والتفهُّم، فأنت بذلك تختبر طاقتك الإيجابية.

إقرأ أيضاً: مفهوم الطاقة الإيجابية وكيفية اكتسابها

3. اتِّباع وصفة:

يجيد بعض الناس الطهي، فيأخذون كل ما يجدون في الثلاجة، ويخلطون المكونات الموجودة ويضعونها على الموقد، ويصنعون أطباقاً لذيذة. بعض الناس بارعون في ذلك، لكن ليس في كل مرة، فالوصفة هي دليل لضمان حصولك على نتائج يمكن توقُّعها في أغلب الأوقات.

وبمرور الوقت، تؤدي هذه النتائج إلى بناء طاقة ذهنية إيجابية وثقة في دقة توقعاتك، وبمجرد أن تكتسب الثقة من خلال الاعتماد على الوصفات القوية، ابدأ بوضع وصفات جديدة ومبتكرة بنفسك ثمَّ نفذها.

الوصفات لها بداية ووسط ونهاية، وأجزاء محددة، يمكن تجميعها وتفكيكها لفهم روابطها، ويساعدك تبسيط الوصفة على فهمها، وتتيح لك الحفاظ على الإيجابية.

4. تَرتِيب مكان العمل:

في ورش العمل القديمة - وحتى في يومنا هذا - إذا كانت طاولة العمل مليئة بالفوضى، فستسمع كلام غير محبب من رئيس الورشة، يجب أن يكون لديك مشروع عمل واحد فقط على طاولة العمل والتركيز على هذا العمل بمفردك، وسيمنحك هذا التركيز صفاء الذهن والقوة الإيجابية، فإذا كنت تعمل في مشروعين في وقت واحد، فيجب أن يكون لديك أكثر من منضدة عمل.

لا يزال مبدأ الإدارة الأساسي هذا والذي يُسمى "طريق الحرفي" (The Way of Craftsmanship) متَّبعاً في عديدٍ من الأماكن في عالم الأعمال ويبلي بلاءً حسناً فيها؛ حيث يمكن أن يؤدي مكان العمل المزدحم والفوضوي إلى انخفاض الإنتاجية، واستياء العمال، وتكرار الحوادث.

ومع ذلك، يتخلى الناس في حياتهم الشخصية عن هذه الفكرة بسرعة أو ربما لا يكون الدعم الذي يتلقونه من أجل الحفاظ على منضدةٍ منظمةٍ تنظيماً احترافيَّاً بنفس مستوى الدعم الذي يتلقونه في أعمالهم، فالاعتماد على ذلك في حياتك الشخصية سيكون له تأثير كبير في الحفاظ على تفكيرك الإيجابي.

إقرأ أيضاً: 8 خطوات لترتيب غرفة مكتبك بشكل أنيق

5. التعرف إلى مهاراتك:

في هذه المرحلة من العملية، تكون أمامك النتيجة المرجوة وقد أوضحتَ السبب والهدف النهائي الذي ترغب بتحقيقه، والآن يجب أن تتأكد من أنَّك تمتلك المهارات المطلوبة لإكمال العمل الذي حددت إنجازهُ.

هذا التقييم البسيط يميز المهني الماهر عن أولئك الذين يعتقدون أنَّهم يستطيعون تحقيق أي شيء فقط من خلال الأفكار الإيجابية، ولكن يفشل معظم الناس في مشاريعهم بهذه الطريقة، ولكن أولئك الذين يحققون النتيجة المرجوة من خلال تطبيق المهارات المكتسبة يُكافَؤون بأفكارٍ إيجابية سببها تنفيذ عملهم بمهارة، هؤلاء هم الأشخاص الذين يمكنهم الحفاظ على الإيجابية في مهنتهم.

6. إدارة أدواتك:

إذا حاولت يوماً أن تفعل شيئاً بيديك وتمنَّيت لو لم تفعل ذلك، فستفهم أهمية هذا المبدأ التوجيهي، يمكن أن تكون الأدوات أشياء ملموسة تستخدمها عند العمل في مشروع معين، سواء كانت مطرقة أم تطبيقاً على جهازك المحمول، أو يمكن أن تكون الأداة غير ملموسة مثل التمرين العقلي المتكرر؛ أي "أداة ذهنية" تُستخدم لشحذ قدرتك على التركيز.

عندما تكون مستعداً لبدء عملك في أي مشروع، تأكد من أنَّك تعرف الأدوات التي يجب استخدامها وأنَّك تدرَّبت على استخدامها على طاولة العمل  قبل تطبيقها على نفسك.

تذكر أنَّ سلامتك هي النتيجة التي يجب أن تتخيلها قبل تطبيق العمليات والأدوات والتقنيات لتغيير حياتك.

7. ضبط الخطوات:

ضبط الخطوات لا يعني السير ببطء؛ إنَّها التحكُّم المتعمد في سرعتك وتحفيز الطاقة، فعندما تطلق طاقتك بطريقة محسوبة، فمن المرجح أن تكمل النتيجة المرجوة وتتحلى بالإيجابية، وإذا اعتقدتَ أنَّ "السرعة" تعني "المهارة"، فإنَّك بذلك تزيد زيادة كبيرة من فرصة العمل غير المتقَن وخيبة الأمل والتخلي عن مشروعك قبل فوات الأوان وعدم إحراز النتيجة المرجوة مطلقاً.

إقرأ أيضاً: 6 نصائح تجعل حياتك تسير على نحو أفضل

أنت صانع حياتك:

حياتك بين يديك وأنت من تتحكم بها، هل ستُفسح المجال أمام مواجهة الحظ القدر وقوى الحياة حتى تنظمها وتحدد شكلها بطريقةٍ عشوائية؟ أم أنَّك ستتبع حدسك، وترمي رميتك متأملاً أن تصيب الهدف؟ أم أنَّك ستصبح مهنياً ماهراً وتعيد ترتيب حياتك وتبدع فيها من خلال تطبيق المهارات المكتسبة، وتحسينها بمرور الوقت وجعلها تحفة فنية في حياتك؟

إنَّه اختيارك، وهي وصفة عليك اتباعها، إذا كنت ترغب في الوصول إلى أهدافك المرجوة، فعليك التحلي بالإيجابية أولاً.

"لا الموهبة بدون توجيهات ولا التوجيهات بدون موهبة يمكنهما أن يصنعا المهني المثالي". فيتروفيو (Vitruvius)، مهندس معماري ومدني.

المصدر




مقالات مرتبطة