7 حقائق تغير الحياة يخاف معظم الناس من الاعتراف بها

معظمنا لا يبحثون عن الحقيقة دائماً، ليس لأنَّنا نحب الكذب؛ لكنَّنا نفضِّل أحياناً تجاهُل حقيقة ما نفكر أو نشعر به، ولا نبحث دائماً عن الحقيقة حتى عندما ينبغي لنا لأنَّ ذلك أسهل، فالحقيقة غالباً ما تكون مخيفة ومؤلمة جداً في بعض الأحيان، وأحياناً قد تغير حياتنا.



لكنَّ الكذب والجهل يعوقاننا عن التقدم ويؤذوننا أكثر من فتح أعيننا على الحقيقة على الأمد الطويل، فتصبح حياتنا بائسة بسبب عدم خروجنا من منطقة راحتنا.

لن تتغير الحقيقة لمجرد أنَّنا نتجاهلها، وعلى الرَّغم من أنَّه قد يكون من الصعب الخروج من مناطق راحتنا لنرى حقائق لا نشعر بالراحة عند التفكير فيها، إلا أنَّ القيام بذلك غالباً ما يكون الطريق الوحيد الواضح إلى الحرية الذهنية والعاطفية.

يجب علينا أن نقرَّ إلى حد ما، بأنَّنا نتبنى معظم الأكاذيب أو الحقائق غير الكاملة في حياتنا، وفي حين أنَّها غير واضحة؛ لكنَّها تعترض طريقنا باستمرار، فهي تمنعنا من النمو والتعلم والحب وعيش أفضل حياة، وقد يكون الاعتراف بهذا الأمر مزعجاً ومخيفاً ومؤلماً في بعض الأحيان؛ لكنَّ القيام بذلك ضروري للغاية.

إليك 7 حقائق مفيدة يمكن أن تغير حياتك:

1. الغالبية العظمى مما نعانيه هو من صنع أيدينا، ويمكننا أن نختار التغلب عليه في لحظة:

كلنا نكافح ونعاني كل يوم، فنقلق ونسوِّف، ونشعر بالإرهاق والغضب وبالوحدة، كما لا نشعر بالرضى، فنتمنى لو كان لدينا مزيد من المال، ولو كانت وظائفنا مختلفة، وأن تكون علاقاتنا مختلفة، ونعتقد أنَّ الحياة يجب أن تكون أسهل؛ لكنَّ جميع هذه الصراعات هي من صنع أيدينا، إنَّها حقيقية؛ لكنَّها حقيقية فقط لأنَّنا اختلقناها في أذهاننا، وربطنا أنفسنا ببعض المُثُل والأوهام عن كيف يجب أن تكون الحياة كي تكون جيدة بما يكفي بالنسبة إلينا.

نحن نشعر بالقلق لأنَّ الأمور قد لا تسير كما نتوقع، ونسوِّف لأنَّنا نخشى الانزعاج والفشل، ونشعر بالإرهاق لأنَّنا نعتقد أنَّنا يجب أن نكون أفضل مما نحن عليه الآن، ونشعر بالغضب لأنَّنا نعتقد أنَّ الحياة لا ينبغي أن تكون على هذا النحو.

لكنَّ كل هذا في أذهاننا، ويجب ألا تكون الأمور على هذا النحو؛ بل يمكنك التفكير بطريقة أفضل والعيش حياة أفضل، فهذا الخيار يعود إليك.

لذا خذ نفساً عميقاً، وتخلَّ عن كل هذا التفكير واجترار الأفكار، وعوضاً عن ذلك انتبه إلى اللحظة الحالية، وركز على ما هو موجود الآن، من الضوء والأصوات وجسدك والأرض تحت قدميك والأشياء والأشخاص الذين حولك، لا تحكم على هذه الأشياء ولا تفكر فيما ينبغي لها أن تكون عليه؛ بل تقبَّل ما هي عليه، لأنَّك فقط عند قبول الواقع يمكنك تحسينه تدريجياً.

راقب الحياة كما هي دون كل التخيلات التي كنت منشغلاً بها، وتخلص من كل تلك المشتتات التي تتعبك وعش في هذه اللحظة فقط؛ فهذه اللحظة جيدة بما فيه الكفاية؛ لذا ركز عليها تماماً، ويمكنك القلق بشأن كل شيء آخر لاحقاً.

إقرأ أيضاً: 22 حقيقةً يصعب سماعها عن الحياة، لكنها ستجعلك شخصاً أفضل

2. خوفنا من أحكام الآخرين على الرَّغم من أنَّها نادراً ما تكون صحيحة أو هامة:

"ما هي المشكلة في الرغبة في أن يحبك الآخرون؟"؛ باختصار، إنَّ ربط قيمتك بآراء الآخرين يرسم لك تصوراً خاطئاً عن الواقع، ويمكن أن يسبب مشكلات خطيرة عندما يتعلق الأمر بثقتك بنفسك وسعادتك؛ لكنَّنا نفعل ذلك كثيراً بوصفنا بشراً، بدءاً من الرغبة في أن يعتقد الآخرون أنَّنا جذابون إلى التحقق من عدد الإعجابات والتعليقات التي تلقيناها على منشوراتنا على وسائل التواصل الاجتماعي.

يهتم معظمنا بآراء الآخرين، فجزء كبير من هذا هو رغبة فطرية؛ إذ ثبت أنَّ مشاعر الأطفال غالباً ما تتأثر مباشرة بسلوكات من حولهم، ونتعلم عندما نكبر فصل أفكارنا وعواطفنا عن الآخرين؛ لكنَّ معظمنا يواصل السعي لينظر إلينا الآخرون باستحسان.

في استطلاع حديث شمل 1200 طالباً، اعترف 67% منهم بأنَّ قيمتهم الذاتية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً برأي الآخرين عنهم، وعلى الرَّغم من أنَّ هذه ليست طريقة صحية لتقييم ثقتك بنفسك، لكن يفكر معظمنا بهذه الطريقة.

تقوم استجابتنا الطبيعية لكل ما نعيشه على توقعاتنا المكتسبة، والمقصود هنا مجموعة المعتقدات المتجذرة المتعلقة بطبيعة العالم، وكيف يجب أن يكون، ومن أكثر التوقعات المكتسبة السائدة لدينا قبول المحيط لنا وكيف ينبغي برأينا أن يستجيب الآخرون لنا.

منذ أكثر من قرن من الزمان، عرَّف عالم النفس الاجتماعي تشارلز كولي (Charles Cooley) ظاهرة "الذات الزجاجية" (looking-glass self)، وهي عندما تعتقد أنَّك لست كما يراك الآخر، ولا كما ترى أنت نفسك؛ بل أنت ما تعتقد أنَّ الآخر يراك عليه؛ لكنَّ السعي إلى هذا النوع من القبول ينطوي على انعدام الثقة بالنفس، والاعتماد عليه حتى لوقت قصير يؤذي إحساسنا بقيمتنا الذاتية وثقتنا بأنفسنا.

المشكلة الأكبر هي أنَّنا نميل إلى نسيان أنَّ الناس يحكمون علينا بناءً على مجموعة من التأثيرات في حياتهم الخاصة، والتي لا علاقة لها بنا على الإطلاق، على سبيل المثال، قد يفترض شخص ما أشياء عنك بناءً على تجربة سابقة سيئة مر بها مع شخص آخر يشبهك، أو شخص آخر يحمل اسمك نفسه.

لذلك، فإنَّ تقدير قيمتك الذاتية بناءً على رأي الآخرين يضعفك؛ لأنَّك بهذا تعتمد على وجهات نظرهم المتحيزة وغير الموثوقة، فإذا رؤوك كما ترغب واستجابوا لك بإيجابية تشعر بالرضى عن نفسك، وإذا لم يحصل ذلك تشعر وكأنَّك ارتكبت خطأ.

عندما تفعل كل شيء من أجل آراء الآخرين فيك، وتعتمد سعادتك وتقديرك لذاتك على آرائهم، ستخسر معيارك الأخلاقي، فإذا وجدت نفسك تفعل هذا، وهو أمر حتمي في مرحلة ما، تذكر بأنَّ رأي معظم الناس عنك لا يهم على الإطلاق.

شاهد بالفيديو: 15 درس يجب أن نتعلمها من الحياة

3. تأثير تجاربنا السابقة في رأينا بأنفسنا حتى أصبحنا نعتقد أنَّنا أقل كفاءة مما نحن عليه:

في كثير من الأحيان نسمح لرفضٍ تلقيناه في ماضينا بإملاء كل خطوة نتخذها في الحاضر، معتقدين أنَّ شخصاً آخر يعرف من نحن أكثر منَّا، بالطبع، لا يعني رفض تلقيناه في الماضي أنَّنا لسنا جيدين بما فيه الكفاية؛ بل يعني ذلك فقط أنَّ ما قدمناه في ذلك الوقت لم يناسب شخصاً أو ظرفاً ما؛ لكنَّنا لا ننظر إلى الأمر بهذه الطريقة؛ بل يتحول إلى عائق ذهني يوقف تقدمنا.

هذا هو أحد أنماط التفكير الأكثر شيوعاً وإضراراً التي نستسلم لها نحن البشر، فعلى الرَّغم من أنَّنا نعلم أنَّنا ننمو تدريجياً لنصبح أقوى مما كنا عليه في الماضي، لكن غالباً ما ينسى عقلنا الباطن أنَّ قدراتنا قد نمت أيضاً.

على سبيل المثال، عادةً ما يربط حراس الحديقة ساق فيل كبير بسلسلة معدنية رفيعة، ثم يربطون الطرف الآخر بوتد خشبي صغير مغروس في الأرض، يمكن للفيل الضخم أن يكسر السلسلة ويزيل الوتد بسهولة ويحرر نفسه بأقل جهد ممكن؛ لكنَّ ذلك لا يحصل، في الحقيقة لا يحاول الفيل أبداً؛ إذ ينهزم أقوى حيوان بري في العالم، والذي يمكنه اقتلاع شجرة كبيرة بسهولة أمام وتد خشبي صغير وسلسلة واهية.

ذلك لأنَّه عندما كان صغيراً، استخدم مدربوه الأساليب نفسها لتدريبه؛ إذ ربطوه بسلسلة رفيعة حول ساقه وربطوا الطرف الآخر من السلسلة بوتد خشبي، كانت السلسلة والوتد حينها قويتين بما يكفي لكبح جماح الفيل الصغير، فعندما حاول التحرك بعيداً كانت السلسلة المعدنية تبقيه في مكانه، وسرعان ما أدرك الفيل الصغير أنَّ محاولة الهروب غير ممكنة؛ لذلك توقف عن المحاولة.

بعد أن صار كبيراً، يرى السلسلة والوتد ويتذكر ما تعلمه حين كان صغيراً، وهو أنَّه من المستحيل التحرر من السلسلة والوتد، بالطبع لم يعد هذا صحيحاً؛ لكنَّ ذلك لا يهم، لأنَّ ما يقيده الآن هي أفكار ومعتقدات حددها لنفسه.

إذا فكرت في الأمر، فنحن جميعاً مثل الأفيال، نتمتع جميعاً بقوة كبيرة، وبالطبع لدينا سلاسل وأوتاد على شكل الأفكار والمعتقدات التي تعوقنا، في بعض الأحيان يكون منشؤها تجربة في طفولتنا أو فشل قديم أو شيء قيل لنا عندما كنا أصغر سناً.

الشيء الأساسي الذي يجب إدراكه هنا أنَّنا يجب أن نتعلم من الماضي، لكن يجب أن نكون على استعداد أيضاً لتغيير ما تعلمناه بناءً على تغير ظروفنا، وهو ما يحدث باستمرار.

4. مساعدة الألم والحسرة والفشل في نمونا:

كانت معظم أشهر الروايات والأغاني والاختراعات في كل العصور مستوحاة من مشاعر الألم أو الحسرة أو الفشل؛ لذلك، فإنَّ الجانب المشرق لهذه التحديات العظيمة هو أنَّها كانت الحافز لإنتاج أشياء رائعة.

يقترح مجال ناشئ في علم النفس يسمى نمو ما بعد الصدمة (Post-Traumatic Growth) أنَّ معظم الناس قادرون على الاستفادة من الصعوبات والصدمات التي يمرون بها للتطور إبداعياً وفكرياً، وقد وجد الباحثون أنَّ الصدمة يمكن أن تساعد الناس على تنمية رضاهم على الأمد الطويل وقوتهم العاطفية وسعة حيلتهم.

عندما يُثبت شيء ما أنَّ رأينا عن العالم خاطئ، فإنَّنا مضطرون إلى إعادة تقييم نظرتنا إلى الأشياء، فجأة تتاح لنا الفرصة للنظر إلى محيطنا ورؤية الأشياء من وجهة نظر جديدة، وهو أمر مفيد للغاية لنمونا الشخصي والمهني.

المفتاح الأساسي هو تقبُّل الواقع تقبلاً كاملاً والمجموعة الواسعة من التجارب التي تواجهها في الحياة، سواء جيدة أم سيئة؛ إذ يتضمن هذا كل مشاعرك وكل تقلباتك واللحظات السعيدة والمؤلمة، والحياة بكل تعقيدها وروعتها.

إنَّ تقبُّل الحياة بالكامل بهذه الطريقة يعني تقبُّل الاحتمالات والتغييرات غير المتوقعة، والتعاطف مع نفسك عندما تكون الأوقات عصيبة، والتعامل مع نفسك بحب ولطف بصرف النظر عما يحدث، والشعور بالامتنان لفرصة الشعور بكل ذلك.

5. الحاجة إلى التخلي عن بعض الأشياء للحصول على ما نريده في الحياة:

يجب أن نرفض بعض الأشياء الجيدة كي نتمكن من الحصول على الأشياء الهامة، لأنَّنا ببساطة لا نستطيع أن نفعل كل شيء؛ لذا كن يقظاً واختر بحكمة.

ما تختار التركيز عليه يبرز في حياتك، في كل لحظة، فتوجد عدة أشياء صغيرة تحاول جذب انتباهك، وتنقسم إلى فئتين: الأشياء التي هي أولويات والأشياء التي ليست كذلك.

لن تنجز مزيداً من الأشياء أبداً من خلال العمل لوقت أكثر على كل ما تجده أمامك، فوقتنا محدود؛ لذا إذا كنت تريد أن تكون أقل انشغالاً وأكثر نجاحاً، فقبل أن تسأل عن كيفية جعل شيء أكثر كفاءة اسأل نفسك أولاً إن كنت تحتاج إلى القيام به في المقام الأول.

إن لم يكن الأمر كذلك فتخلَّ عنه، وتذكر أنَّ التخلي عن الأشياء لا يقتصر فقط على التضحيات الصغيرة والسريعة؛ بل يتعلق الأمر أيضاً بالحصول التدريجي على الموارد التي تحتاج إليها للقيام بشيء هام.

عندما تتخلى عن شيء ما، فإنَّك تفتح المجال تلقائياً في حياتك ليحل محله شيء آخر، وبرفض ما لا يتناسب مع أولوياتك، فإنَّك تفسح المجال لما يتناسب معها.

إذا كنت ترغب في تحقيق هدف أو نتيجة هامة في حياتك، يجب التخلي عن الأشياء التي تتعارض معها، ولا يعني هذا أنَّك يجب أن تبذل جهداً لا داعي له؛ بل يعني فقط أنَّك لا تستطيع الحصول على كلِّ شيء؛ لذا يجب عليك التضحية بشيء أقل قيمة بالنسبة إليك من الشيء الذي تريد تحقيقه في النهاية، على سبيل المثال قد تضحي ببعض الراحة في الوقت الحاضر لإنجاز شيء في المستقبل.

إليك بعض الأمثلة الإضافية الواقعية:

  • قد يتخلى شخص عن وظيفة تقدِّم راتباً كبيراً للعمل في وظيفة في مجال يحبه.
  • قد يتخلى شخص عن بعض الوجبات السريعة، ويواظب ارتياد النادي الرياضي ويتحمل ألم العضلات والوجبات الصحية لخسارة الوزن.

بصرف النظر عن التفاصيل، إذا كنت تريد شيئاً ما في الحياة، يجب أن تكون مستعداً لتحمل تكاليف الحصول عليه، يجب أن تكون على استعداد لتقديم تضحيات معينة، وأنت وحدك من يقرر إن كان الهدف يستحق التضحية.

يعني هذا ألا تتوقع أن تكون دائماً مثالياً وأن تعيش حياة مثالية، لكن بدلاً من ذلك، تقبَّل الواقع كما هو ونفسك كما أنت، ثم الاستفادة منها على أفضل وجه.

6. الشغف ليس شيئاً نجده؛ بل شيء نفعله:

ما يزال معظم الناس يحاولون بيأس العثور على شغفهم بوصفه الشيء الذي يعتقدون أنَّه سيقودهم في النهاية إلى السعادة والنجاح، لكن عندما نقول إنَّنا نحاول العثور على شغفنا يبدو كأنَّ شغفنا يختبئ في مكان ما وما علينا سوا إيجاده؛ لكنَّ هذا غير صحيح، الحقيقة هي أنَّ شغفنا يأتي من فعل الأشياء فعلاً صحيح.

إذا كنت تنتظر العثور على شغفك في مكان ما كي يكون لديك أخيراً سبب للعمل من قلبك، فستنتظر إلى الأبد، ومن ناحية أخرى، إذا سئمت الانتظار وكنت تفضِّل العيش بحماسة أكبر بدءاً من اليوم، فقد حان الوقت لإضافة الشغف إلى الشيء التالي الذي ستفعله.

فكِّر في الأمر:

  • متى كانت آخر مرة جلست فيها وأجريت محادثة مع شخص تحبه، دون أي عوامل تشتت انتباهك؟
  • متى كانت آخر مرة مارست فيها الرياضة، وبذلت كل جهدك؟
  • متى كانت آخر مرة حاولت فيها حقاً أن تبذل قصارى جهدك؟

مثل معظمنا، من المحتمل أنَّك تبذل بعض الجهد في معظم الأشياء التي تقوم بها يومياً؛ لأنَّك ما زلت تنتظر "العثور" على شيء يحمسك.

يجب عليك القيام بنقيض ذلك تماماً، توقف عن البحث عن الفرصة التالية، ما أمامك الآن هي فرصتك، كثيراً ما نقضي وقتاً طويلاً في محاولة إتقان شيء ما قبل أن نفعله حتى، لكن بدلاً من انتظار الكمال، ابذل قصارى جهدك في العمل على ما لديك الآن، وحسِّنه في أثناء ذلك.

تؤكد الأبحاث النفسية الحديثة على هذا، فلعقود من الزمان اعتقد علماء النفس أنَّ أذهاننا يمكن أن تغير حالتنا الجسدية وليس خلاف ذلك، لكن الآن أصبح من المثبت على نطاق واسع أنَّ أجسادنا - على سبيل المثال - تعابير وجهنا وسلوكنا يمكن أن تؤثِّر تأثيراً مباشراً في حالتنا الذهنية والعاطفية.

لذا في حين أنَّه من الصحيح أنَّنا نتغير من الداخل إلى الخارج، فإنَّنا نتغير أيضاً من الخارج إلى الداخل، ويمكنك الاستفادة من هذا لمصلحتك، فإذا كنت تريد مزيداً من الشغف في حياتك، فابحث عنه بصدقٍ من الآن، ومن المؤكد أنَّ لديك أشياء كثيرة في حياتك الآن التي تستحق العيش من أجلها، وأنَّ لديك أشخاصاً وظروفاً تستخف بها، ولديك كثير من الإمكانات غير المستثمرة التي تنتظرك.

توقف عن الانتظار، فلا توجد فرصة تالية، فقط الفرصة التي لديك في هذه اللحظة، وابذل كل ما في وسعك في المهمة التي بين يديك، حينها فقط ستعثر على شغفك الضائع.

شاهد بالفيديو: 6 حقائق قاسيّة ولكنّها واقعيّة عن الحياة

7. أفضل وقت للبدء هو الآن:

"كان أفضل وقت لزرع شجرة قبل عشرين عاماً، ثاني أفضل وقت هو الآن" مثل صيني.

فكِّر في حياتك الآن:

  • ما هي الأهداف التي ما زلت تماطل فيها؟
  • أين أنت اليوم مقارنة بأين يمكن أن تكون؟
  • أين ستكون اليوم لو كنت قد بدأت العمل الأسبوع الماضي؟
  • أين ستكون اليوم لو كنت قد بدأت العام الماضي؟
  • أين ستكون اليوم لو كنت قد بدأت قبل خمس سنوات؟

قد تكون هذه الأسئلة والأفكار التي تثيرها محبطة إلى حدٍّ ما؛ لكنَّ تجاهلها لمدة خمس سنوات أخرى يزيد الأمور سوءاً، يجب أن تواجهها اليوم إذا كنت جاداً في تحقيق أهدافك، وبشأن جعل نتائج الغد أفضل من نتائج الأمس.

وضعك الحالي في الحياة هو انعكاس لما خططت له ولقراراتك السابقة، وإذا كنت تريد أن يسفر مستقبلك عن نتائج أفضل، يجب عليك إجراء بعض التغييرات الفورية والقوية.

الآن هو الوقت الأمثل لفعل ذلك؛ لأنَّك لن تشعر أبداً بأنَّك مستعد تماماً، ولن تكون اللحظة مناسبة تماماً للبدء وبذل الجهد والتعلم في أثناء تقدمك لإنجاز الأشياء الصعبة تدريجياً، فلو كان الأمر أسهل لحقق الجميع نتائج أفضل، ولن تكون لديك صراعات عاطفية داخلية، ولا كنت ستسمع عن أحلام غير محققة.

يجب عليك أن تفعل الأشياء الصعبة لتكون سعيداً في الحياة، ويجب عليك أن تبذل الجهد.

إقرأ أيضاً: انجح في حياتك من خلال مفهوم "إطار الحياة الكاملة"

معظم الناس ينتظرون فقط شخصاً ما أو شيئاً ما ليحدث ويغير شيئاً، لكن لن يحدث ذلك أبداً، فإذا كنت تريد شيئاً من الحياة، يجب أن تبدأ في العمل عليه اليوم وكل يوم، وبعد ذلك أن تفعل الأشياء التي تساهم مساهمة مباشرة في تحقيق النتيجة التي تريدها، وقد لا يكون الأمر سهلاً؛ لكنَّه بسيط.

تذكر أنَّك لا تستطيع تحقيق نتيجة عظيمة دفعة واحدة، لكن يمكنك تحقيقها عند العمل عليها شيئاً فشيئاً عن طريق التكرار، سيكون لأفعالك الصغيرة قوة عظيمة، كما أنَّك ستصبح ماهراً للغاية في كلِّ ما تفعله مراراً وتكراراً؛ إذ يوفر لك كل يوم فرصة لاتباع عادات تساعد على النجاح بصرف النظر عن أولوياتك أو تعريفك للنجاح شخصياً.

في الختام:

كم مرَّة كنت تعتقد أنَّها كانت النهاية، في حين أنَّها كانت البداية حقاً؟

كم مرَّة ألقيت اللوم على شخص آخر على مشكلة سببتها بنفسك؟

كم عدد الأعذار التي قدَّمتها، بدلاً من محاولة بذل مزيد من الجهد؟

فكِّر للحظة، ثم ذكِّر نفسك أنَّ الحقيقة لا تختفي عندما تتجاهلها، عوضاً عن ذلك، يعقِّد تجاهل الحقيقة وتجنبها، سواء بوعي أم بغير وعي حياتك فقط، ولا يوجد سبب كافٍ على الإطلاق لتؤذي نفسك بهذه الطريقة، ولا يوجد سبب وجيه لتثقل كاهلك بالقصص القديمة الأكاذيب.

البحث عن الحقيقة الكاملة اليوم، والتحدث عن الحقيقة الكاملة اليوم، والعيش وفقاً للحقيقة الكاملة اليوم هو أمر يبعث حرية لا تُصدَّق.




مقالات مرتبطة