ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الدكتور محمد يلدز (Dr Mehmet Yildiz)، ويُحدِّثنا فيه عن 5 خطوات لتبدأ يومك بحماسة.
تحدد عاداتنا نجاحنا وصحتنا وسعادتنا، فالعديد من الأشخاص الناجحين لديهم روتين صباحي ومسائي يوازن حياتهم؛ ومع ذلك كل شخص فريد من نوعه؛ ولذلك قد لا ينجح روتين شخص مع شخص آخر؛ لذا نحتاج إلى تخصيصها بناءً على أسلوب حياتنا وأهدافنا ومتطلباتنا.
وفي هذا المقال، نقدم 5 خطوات عمليَّة يمكن القيام بها في أقل من 30 دقيقة في الصباح، ويمكن تخصيصها بناءً على احتياجاتنا، وقد تزيد هذه الممارسات طاقتنا وتعزز مزاجنا وتجعلنا سعداء طوال اليوم؛ إذ يمكننا أن نكون أكثر إبداعاً وإنتاجية عندما نشعر بسعادة ويكون مزاجنا جيداً، فعندما نمارس هذه الخطوات لبضعة أشهر، فإنَّها تتحول إلى عادات صحيَّة وتنظم أدمغتنا مدى الحياة؛ إذ تختلف احتياجاتنا وأهدافنا وأنماط حياتنا.
5 خطوات عمليَّة لزيادة الطاقة وتحسين المزاج والمحافظة على هدوئك:
1. الاستحمام بماء ساخن أو بارد لمدة ثلاث دقائق:
هدفي كل صباح هو تنشيط الهرمونات الأساسيَّة والناقلات العصبيَّة وتحقيق التوازن بينها باستخدام التقنيات المثبتة التي سأدرجها أدناه، ولتحقيق هذه الغاية، يمكن أن يكون الاستحمام بالماء البارد والساخن مثالاً لتنشيط الهرمونات التي تساهم في تزويدنا بشعور جيد وإرخاء عضلاتنا.
أقوم بالاستحمام عندما أستيقظ لأشعر بالنشاط؛ إذ يؤدي استثمار ثلاث دقائق من وقتي في ذلك إلى إثارة تفاعلات كيميائيَّة وكهربائيَّة هامَّة في الجسم، وأقوم بهذا منذ أكثر من عقدين بنجاح، ومنذ أن بدأت في الاستحمام بماء بارد لم أعانِ من نزلة برد أو إنفلونزا واحدة، وأنا على وجه التحديد أحب الاستحمام بالماء البارد والساخن بالتبادل؛ وذلك لأنَّ الحرارة والبرودة تخلقان تفاعلات مختلفة، مما يتسبب في تنشيط الهرمونات المختلفة وتوازنها. ومن تجربتي فإنَّ الاستحمام بالماء البارد والساخن في الصباح والليل قبل النوم يعيد ضبط إيقاع الساعة البيولوجية لدي، ويساعدني على النوم براحة والاستيقاظ بسعادة.
2. تحريك الجسم لمدة عشر دقائق:
الحركة ضروريَّة لصحتنا الجسديَّة والعقليَّة، ويحتاج الجسم والدماغ إلى الحركة ليعملا عملاً صحيحاً، فعلى الرَّغم من أنَّ بعض الناس يفعلون ذلك للياقة البدنية، فإنَّ الهدف من الحركة في الصباح بالنسبة إلي ليس بناء العضلات أو إنقاص الوزن، بل هو تعزيز تدفق الدم حتى يحصل القلب والدماغ على ما يكفي من الأوكسجين لعملهما.
يحبُّ بعض الناس الجري في الصباح لتنشيط الهرمونات المفيدة؛ ومع ذلك يفضِّل بعضهم النشاطات الخفيفة مثل: تمرينات اليوجا، والتمدد، والمشي البطيء، والسباحة، وتمرينات التوازن، أو تمرينات الجمباز لتنشيط ألياف العضلات.
تعتمد التمرينات على العديد من العوامل، ومن ذلك طبيعة الجسم وتاريخه الطبيِّ، فلا توجد طريقة معينة يمكن أن تنجح مع كل شخص؛ ومع ذلك يمكن أن ينطبق هذا المبدأ علينا جميعنا؛ إذ يمكننا تعديل حركاتنا بناءً على احتياجاتنا وأهدافنا وخياراتنا، فالهدف هو إعطاء الجسد ما يحتاجه لتعزيز السعادة.
3. الشعور بالامتنان لمدة خمس دقائق:
الامتنان شعور رائع وآثاره في الدماغ ملحوظة؛ لذلك يستخدم اختصاصيو الصحة العقليَّة تدوين كل ما يشعرون بالامتنان تجاهه بوصفه أداة علاجية، فعندما نشعر بالامتنان يعمل الجسم والدماغ في توازن أفضل، ونادراً ما نشعر بالغضب أو الغيرة أو الذنب أو القلق.
يمكننا تخصيص هذه الممارسة، وقد يعبِّر بعض عن امتنانه عبر كتابة كلمات أو عبارات قصيرة، أمَّا أنا، فأفضِّل الكتابة عن كل نقطة رائعة وربطها بأهدافي وخططي لليوم؛ إذ إنَّ ممارسة الامتنان توضح هدفنا في الحياة، بالإضافة إلى ذلك فإنَّ الكتابة التعبيريَّة لها تأثير مهدئ في الدماغ، فإدراك ما يميزنا وتذكير أنفسنا بالنعم في حياتنا، يمكن أن يوجه عقولنا لتوليد أفكار إيجابية وتقليل القلق.
شاهد بالفيديو: 10 نصائح للحفاظ على الحماسة أثناء العمل من المنزل
4. ممارسة التأمل لمدة عشر دقائق:
توجد عدة طرائق للتأمل، يختلف نجاح بعض طرائق التأمل وتمرينات اليقظة الذهنية من شخصٍ لآخر، ومن واقع خبرتي، فإنَّ التأمل هو بسهولة التركيز على شيء واحد مثل: التنفس والحفاظ على انتباهنا لتقليل آثار الغرق في الأفكار.
بالنسبة إلي، تنجح مراقبة أنفاسي؛ وذلك لأنَّ التنفس يجعلنا نركز على البقاء في وعينا؛ إذ إنَّ فهم أهميَّة التنفس في حياتنا أمر بالغ الأهمية؛ لذلك قد تساعدنا هذه الحقيقة على الشعور بالارتياح، بالإضافة إلى ذلك قد تحسِّن ممارسات اليقظة من علاقاتنا من خلال زيادة التعاطف والرحمة وحب الذات؛ إذ يرسل التأمل إشارات إلى الدماغ لإبطاء وتقليل الأفكار المسببة للقلق.
على سبيل المثال: قد يؤدي التفكير في الماضي إلى الشعور بالذنب والعار والندم، وبالمثل، فإنَّ التفكير في المستقبل يمكن أن يسبب القلق، فلا نحتاج إلى هذه المشاعر في الصباح عند بدء اليوم، ويمكن أن ينظم التأمل المنتظم عواطفنا ويساهم في تعزيز الذكاء العاطفي والنمو حتى من خلال ممارسته لبضع دقائق يومياً.
5. تناول الأغذية المعززة للمزاج:
تركت هذه الخطوة حتى النهاية؛ وذلك لأنَّني لا آكل في الصباح، وهدفي من عدم تناول الطعام في الصباح هو الحفاظ على الجهاز الهضمي مرتاحاً، وتجنب الجلوكوز غير الضروري الذي يسبب ارتفاع الأنسولين؛ إذ أشربُ كوباً من الماء البارد رغم أنَّ بعض الناس يفضلون الماء الدافئ لأسباب مختلفة.
مع ذلك يحتاج بعض الناس إلى العناصر الغذائية من وجبة الإفطار، وبعضهم الآخر يستمتعون بفنجان من القهوة أو الشاي، ويمكن أن يؤدي تناول الطعام والشراب؛ وخاصة الأحماض الأمينيَّة الأساسيَّة والدهون الصحيَّة إلى تحسين الحالة المزاجيَّة لبعض الأشخاص؛ ومع ذلك قد يتسبب الاستهلاك المفرط للطعام بمشكلات مختلفة، مثل جعلنا نشعر بالخمول؛ وذلك لأنَّه يتعيَّن على الجسم تخصيص طاقة كبيرة لهضم الطعام.
لا يوجد أسلوب واحد للتغذية؛ بل توجد عدة خيارات، على سبيل المثال: بدلاً من تناول وجبة الإفطار، كنت أشرب فنجاناً من القهوة مع الزبدة؛ إذ أعطاني الكافيين مع الدهون الصحيَّة اليقظة، وعزز قدرتي المعرفية دون التسبب في ارتفاع نسبة السكر في الدم وارتفاع الأنسولين، مما يحافظ على توازن هرموني جيد.
مع ذلك أصبح الكافيين إدماناً، وانخفضت آثاره بعد فترة؛ إذ اضطررت إلى إيقافه بضعة أيام في الشهر لإعادة تجربة تأثيره، ولسوء الحظ، كانت أيام توقفي عن تناول القهوة تلك لا تطاق بالنسبة إلي؛ إذ تسبب لي بالتوتر؛ بالإضافة إلى ذلك تسببت لي القهوة والشاي في مشكلات في الجهاز الهضمي، مما زاد من توتري، فلم تكن القهوة مناسبة بالنسبة إلي، لكنَّها مناسبة لملايين الأشخاص؛ لذا من الهام تحديد نظامنا الغذائي.
الخلاصة:
إنَّ بدء اليوم بنشاطات تتماشى مع احتياجات الجسم والدماغ، يمكن أن يجلب لنا العديد من الفوائد الصحية؛ إذ يمكن أن يؤدي تحويل هذه الخطوات إلى عادات من خلال الممارسة إلى جعلها قابلة للإدارة.
تظهر العمليات الكيميائيَّة والكهربائيَّة كإشارات هرمونيَّة ونواقل عصبيَّة؛ إذ تؤثر هذه الإشارات في أفكارنا وعواطفنا وحالاتنا المزاجية وسلوكنا، ويمكن أن تساعدنا مراقبة أفكارنا على تنظيم عواطفنا، ويمكن أن تؤثر الأفكار والعواطف المنظمة في مزاجنا وعقليتنا وسلوكنا، ومن ثمَّ فإنَّها تؤثر في صحتنا وسعادتنا، ويمكن أن يكون العيش في حالة من اليقظة والعمل في حالة تدفق أفضل واستثمار لحياة صحيَّة وسعيدة.
أضف تعليقاً