7 أشياء يجب أن تتذكرها عندما تشعر بالإحباط والهزيمة

لم أشعر برغبة هذا الصباح في فعل أيِّ شيء كأنَّه تراكمٌ للإرهاق من بضعة أيام من العمل الشاق، وقلة النوم مع وجود طفل في المنزل.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب "مارك كرنوف" (MARC CHERNOFF) صاحب مدونة (مارك وآنجل) (marcandangel.com)، ويُخبرنا فيه عن تجربته في الخطوات التي اتَّبعها ليتحدى الإحباط والهزيمة.

لم أستطع تحفيز نفسي لفعل أيِّ شيء هام، وهو أمر نادر الحدوث بالنسبة إلي، لقد شعرت بقلة العزيمة والهزيمة تماماً، وبدأت أفكر في الأشياء بإفراط وأشكِّك في نفسي، وأتساءل عمَّا إذا كان أيُّ شيء أفعله جديراً بالاهتمام.

جلست حزيناً دون هدف أو أمل لمدة ساعة تقريباً متسائلاً كيف يمكنني تجاوز هذه الحالة، هل يجب أن أنسى اليوم فقط؟ هل عليَّ أن أتخلى عن هذا المشروع فقط لأنَّني لست جيداً فيه كما كنت أظن؟

هذا ما كنت أفكر فيه، على الأقل لبعض الوقت، لكن كنت أعلم في داخلي أنَّ حالة الاكتئاب البسيطة هذه مؤقتة؛ لذلك بدأت أبحث عن حلول وحيل صغيرة لها تأثير حقيقي في الواقع.

إليك فيما يأتي سبعة أشياء عليك وضعها في حسبانك وتطبيقها عندما تشعر بالإحباط والهزيمة:

1. أنت لست محور الكون:

أظنُّ أنَّنا جميعاً نميل إلى أن نعدَّ أنفسنا مركز الكون، ونرى كل شيء من جهة تأثيره فينا، ولكن يمكن أن يكون لهذا الشيء جميع أنواع الآثار السلبية من الشعور بالأسف على أنفسنا عندما لا تسير الأمور كما هو مخطط لها بالضبط إلى الشك في أنفسنا عندما لا نكون مثاليين.

لذلك حاولت هذا الصباح بدلاً من القلق كثيراً على نفسي أن أفكر في أشخاص آخرين قد أستطيع مساعدتهم، فقد يساعدني العثور على طرائق صغيرة لمساعدة الآخرين على التخلص من تفكيري الأناني، ولم أعد بعد ذلك أتخبط بشعور الشفقة على ذاتي، وبدأت أفكر فيما يحتاجه الآخرون، أنا لا أشك في نفسي؛ لأنَّ السؤال عما إذا كنت جيداً بما يكفي أم لا لم يعد هو السؤال الأساسي؛ بل السؤال الآن هو ما يحتاجه الآخرون، ومن ثمَّ فإنَّ التفكير في الآخرين بدلاً من التفكير في الذات يساعد على التخفيف من مشاعر الإحباط والهزيمة.

شاهد بالفيديو: 10 قواعد في الحياة للمحافظة على الدافع

2. إنَّ مقاومتك للحاضر هي التي تسبب لك معاناتك:

كان عقلي هذا الصباح مشغولاً بالتفكير في كل زمان ومكان بخلاف الزمان والمكان الذي أنا فيه، وعندما اكتشفت ذلك حاولت إعادة تركيزي إلى الوقت الحاضر.

تذكر أنَّ السعادة هي السماح لنفسك بتقبل الحاضر بدلاً من مقاومته؛ فقبولك للحاضر هو قبول للواقع والتوقف عن التفكير بأي شيء آخر، فكر في ذلك لمدة دقيقة ستجد أنَّ معاناتك تحدث فقط عندما تقاوم كيف تسير الأمور في الوقت الحاضر.

أنت لا تستطيع التحكم بكل ما يحدث لك لكنَّك تستطيع فقط التحكم بالطريقة التي تستجيب بها لما يحدث، حيث تكمن قوتك في استجابتك، وفي قوتك يكمن وجودك.

إقرأ أيضاً: كيف تستعيد زمام الأمور حينما تفقد السيطرة على حياتك؟

3. أنت أكثر من شيء واحد:

لدينا جميعاً هذه الصورة في أذهاننا عن أنفسنا التي لا نريدها أن تتزعزع أبداً، وعندما تتعرض هذه الصورة للتهديد نتخذ موقفاً دفاعياً، قد يتساءل الناس عما إذا كنا قد قمنا بعمل جيد، وهذا يهدد فكرتنا عن تمتعنا بالكفاءة؛ لذلك نشعر بالغضب أو الأذى بسبب هذا النقد، وقد يتهمنا شخص ما زوراً بشيء ما وهذا يهدد فكرتنا عن أنفسنا بأنَّنا أشخاصٌ جيدون؛ لذلك نغضب ونهاجم الشخص الآخر.

كان من الصعب هذا الصباح أن أعدَّ نفسي شخصاً متحمساً ومنتجاً ولديه أفكار رائعة؛ فعندما لا أكون منتجاً أشعر بالهزيمة؛ بسبب تضعضع ثقتي بنفسي.

لذا كان الحل هو إدراك أنَّني لست مجرد شيء واحد؛ فأنا لست منتجاً دائماً، أحياناً أكون كذلك، لكن أحياناً أخرى لا أكون منتجاً أيضاً، وأنا لست متحمساً دائماً، وفي بعض الأحيان أنا كذلك، لكن في أحيان أخرى أشعر بالكسل، ومن الواضح أنَّه ليس لدي دائماً أفكار رائعة أيضاً؛ لأنَّ هذا مستحيل؛ فالحقيقة هي أنَّني أستطيع أن أكون أشياء كثيرة، وهذا يساعدني على توسيع مفهومي عن ذاتي حتى لا أكون هشاً للغاية، ثمَّ لا يهم إذا ظنَّ شخص ما أنَّني لم أقم بعمل جيد؛ لأنَّني لا أقوم دائماً بأعمال جيدة؛ فأنا أرتكب الأخطاء، ولست مثالياً ولا بأس بذلك.

4. هذا اليوم هو هدية لا تُقدَّر بثمن استفد منها بأفضل شكل:

لدي فقط أيام محدودة على هذه الأرض، لا أعرف كم هو هذا العدد؛ لكنَّني أعرف أنَّه رقم محدود للغاية، وأعلم أنَّ كل يوم من تلك الأيام المحدودة هو هدية ونعمة ومعجزة، وأنَّ إهدار هذه المعجزة جريمة وقلة تقدير لما أملك من نِعم، وهكذا ذكَّرتُ نفسي هذا الصباح أنَّ هذا اليوم هامٌ وثمين، وأنَّني ما زلت بحاجة إلى تحقيق أقصى استفادة منه؛ لكنَّ هذا لا يعني العمل بجد حتى الإرهاق، ولكن يجب أن أفعل شيئاً ذا قيمة.

في بعض الأحيان يكون مجرد أخذ قسط من الراحة لتنشيط نفسك نشاطاً مفيداً؛ لأنَّ القيام بذلك يسمح لك بإعادة تجميع أفكارك والقيام بأشياء أخرى جديرة بالاهتمام، أمَّا مجرد الجلوس والشفقة على الذات فهو أمر غير مفيد أبداً؛ لذلك نهضت واصطحبت ابني ماك (Mac) البالغ من العمر 8 أشهر في نزهة طويلة استمتعنا بها، وعدت بمزاج أفضل.

شاهد بالفيديو: 10 نصائح لمحاربة اليأس والاستسلام

5. الشكوى تزيد الأمور سوءاً:

عندما أشعر بالحزن واليأس أميل إلى الشكوى بصوت عالٍ لكل من هو قريبٌ مني، ومن الواضح أنَّ هذا لا يساعدهم أو يساعدني، وبمجرد أن أجد نفسي أفعل هذا أجبر نفسي على تغيير هذا الموقف.

إنَّك لن تصل أبداً إلى حيث تريد أن تكون بالشكوى من المكان الذي أنت فيه الآن، وكل خطوة في حياتك توصلك إلى الخطوة التي تليها، والشكوى لا تنفع أن تكون استراتيجية؛ فلدينا جميعاً وقت وطاقة محدودان، والوقت الذي نقضيه في الشكوى والنحيب لن يُقدِّم لنا أيَّة فائدة، ولن يجعلنا أكثر سعادة.

إذا وفرت 10% من الطاقة التي تهدرها على شكواك واستثمرتها بدلاً من ذلك في حل مشكلتك الحالية، فسوف تتفاجأ بالسرعة التي تتحسن بها أحوالك، وبالنسبة إلي أنسى هذا أحياناً؛ لهذا أكتبه مرة أخرى لأذكر نفسي.

عملت مدرباً لمهارات الحياة طوال العقد الماضي مع أشخاص عانوا صدمة كبيرة في حياتهم؛ لكنَّهم وجدوا الشجاعة للتغلب عليها، وعلمت أنَّنا جميعاً نمتلك قدراً كبيراً من القوة والسلطة والتأثير في حياتنا أكثر ممَّا نظن، حقيقةً عندما تتوقف عن الشكوى، وترفض أن ترى نفسك ضحية عاجزة ستجد أنَّك أقوى ممَّا تظن، ولكن فقط إذا اخترت قبول هذه الحقيقة.

6. الشعور بالإحباط والهزيمة علامة على أنَّ الوقت قد حان لإجراء تغيير:

قد يكون التغيير تغييراً عاطفياً، أو تغييراً في منظورك، أو تغييراً في عاداتك؛ لكنَّ النقطة الهامة على أيَّة حال هي أنَّ الطريقة التي تقوم بها بالأشياء لم تعد تجدي نفعاً.

عندما نشعر بالإحباط والهزيمة عادةً ما يكون رد فعلنا الأول هو النظر خارج أنفسنا بحثاً عن شخص ما أو شيء ما نلقي عليه اللوم، لكن في الواقع يجب أن ننظر إلى ما نشعر به أولاً، وما نفكر فيه، وكيف نخطط للاستجابة.

حياتك مسؤوليتك؛ ففي حين لا يمكنك دائماً تغيير ظروفك أو ما هو خارج عن سيطرتك يمكنك بالتأكيد تغيير نظرتك إليه، والشيء الغريب هو أنَّك عندما تغير الطريقة التي تنظر بها إلى الأشياء فإنَّ الأشياء نفسها تتغير؛ ممَّا يمهد الطريق للعمل الإيجابي.

إقرأ أيضاً: ما هي الأخطاء التي يرتكبها الباحثون عن عمل في كتابة رسالة الدافع؟

7. حتى أصغر خطوة ممكنة هي تقدُّم فاتخذ خطوة صغيرة الآن:

قد يكون من الصعب إحراز تقدُّم عندما تُصاب باليأس، هذا ما شعرت به قبل عقد من الزمن عندما عشت حالة صعبة ومؤلمة بعد أن فقدت في الوقت نفسه اثنين من أحبائي بسبب المرض، وعملي الذي أعتمد عليه في حياتي، لقد كان من الصعب حقاً تحفيز نفسي عندما اعتقدت أنَّني فقدت القوة للمضي قدماً، وشعرت حينها بالخوف الشديد والأسف على نفسي؛ لكنَّني كنت أقوم بخطوة صغيرة واحدة كل يوم؛ فشعرت أنَّني بحالة جيدة، وأصبحت أقوى.

هذا ما فعلته هذا الصباح أيضاً؛ اتخذت أصغر خطوة ممكنة، مجرد تشغيل جهاز الكمبيوتر الخاص بي، وفتح مستند، وكتابة جملة واحدة؛ فمثل هذا العمل صغير جداً لدرجة أنَّه يبدو غير هام، ومع ذلك من السهل جداً أن يكون ممكناً عندما كنت أشعر بالهزيمة، وأظهر لي أنَّ الخطوة التالية كانت ممكنة، والخطوة التالية والنتيجة النهائية هي هذا المقال الذي تقرأه الآن.

في الختام:

ما زلت أفقد حماستي بين الحين والآخر؛ لكنَّني لست مهزوماً، وأشعر بأنَّني أقوى لأنَّني اتخذت هذه الخطوات.

أعرف أنَّ بعضكم يشعر بهذا الشعور نفسه من وقت إلى آخر، وربَّما في كثير من الأحيان أكثر ممَّا ترغب في الاعتراف به، وجميعنا بالتأكيد يفعل ذلك؛ فنحن لسنا آلات مشحونة باستمرار وجاهزة لتقديم أفضل أداء، نحن بشر؛ ممَّا يعني أنَّنا نتعثر، ونشكُّ، ونشعر بالألم أحياناً؛ لكنَّنا قادرون على تجاوز هذه المواقف.




مقالات مرتبطة