ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتبة "إرين فالكونر" (Erin Falconer)، وتقدِّم لنا فيه 7 نصائح لامتلاك وجهة نظر إيجابية عن الحياة.
يجب أن تعلم أنَّ موقفك السلبي يؤثِّر في إنتاجيتك؛ لأنَّك تركِّز على التذمر بدلاً من إنجاز العمل؛ بل يمكن أن تؤثِّر حتى في زملائك وأحبائك بسبب كثرة تذمُّرك، وقد تصل في النهاية إلى درجة رفض القيام بعملك، وتبدأ بالتسويف؛ لأنَّك لست سعيداً بما تقوم به، وهذه السلبية هي ما يدمِّر أداءك في العمل.
شيئان أساسيان ينساهما معظم الناس:
يبدو أنَّه يوجد ميل لدى الناس عموماً للتذمُّر والتعبير عن عدم الرضى عن حياتهم؛ فكثيراً ما نرى الناس يتذمرون في المتاجر، والعمل، وحتى عند عودتهم إلى منازلهم، والأسوأ من ذلك أنَّنا نتهرب من المسؤولية عندما نتذمر، ونُعِدُّ أنَّ الآخرين هم السبب بما نحن فيه؛ فإمَّا أن نُلقي اللوم على ظروف البلاد، أو جيراننا، أو حتى أفراد عائلتنا بسبب ما نعانيه في حياتنا، ولكن لنواجه الحقيقة ثمَّة شيئان ننساهما وهما السبب وراء كل هذا، وعلى الرغم ذلك فإنَّنا نتجنب تحمُّل المسؤولية الناجم عن الاعتراف بهذين الشيئين.
الشيء الأول:
إنَّنا نمتلك في الوقت الحالي أكثر ممَّا نحتاج إليه؛ لكنَّ ما يحدث هو أنَّ الإعلانات التجارية تحاول دائماً إقناعنا بحاجتنا إلى المزيد، وعادةً ما تنطلي علينا الحيلة حتى عندما لا نكون بحاجة إلى ما يروجون له.
الشيء الثاني:
نحن ننسى أنَّ واقعنا الحالي هو نتيجة للخيارات التي اتخذناها في الماضي، ومن واجبنا أن نتحمل مسؤولية قراراتنا السابقة، وأن ندرك أنَّها المسؤولة عما نحن فيه الآن.
أهمية الشعور بالامتنان من أجل السعادة:
لنقل إنَّك امتلكت أحدث الأجهزة الإلكترونية، وترتدي أجمل الملابس، ولكن مع ذلك ما تزال تتذمر، هل لديك فكرة عن السبب؟
السبب ببساطة أنَّك لا تشعر بالامتنان تجاه ما تمتلكه، أو حيال التجارب التي وهبتك إياها الحياة، إنَّ افتقارك للشعور بالامتنان هو السبب في تذمُّرك، وجعلك لا ترى سوى الجانب السلبي في كل شيء، وأضف إلى ذلك أنَّ عدم شعورك بالامتنان هو السبب في تعاستك، فكِّر في هذا قليلاً متى يكون أداؤك في أحسن مستوياته؟ أعندما تكون سعيداً أم تعيساً؟
يجب أن تفهم أنَّ الامتنان يؤدي إلى الشعور بالسعادة، والشعور بالسعادة يؤدي إلى تحسين الإنتاجية؛ فبمجرد أن تتعلم كيف تقدِّر ما لديك، وترى الجانب الإيجابي في كل شيء، فستبدأ بالشعور بأنَّ كل شيء يستحق العناء.
شاهد بالفديو: 6 نصائح لتحقيق الامتنان في حياتك
هل تقدِّر ما لديك الآن؟
السؤال الآن هو كيف تتحول من شخص متذمر غير منتج إلى شخص سعيد ومُنتِج؟ يجب أن تفكِّر قليلاً فيما إذا كانت الأمور بهذا السوء الذي تتخيله، هل تجد أنَّه من الصعب تقدير ما تمتلكه حالياً؟ فمثلاً إذا كنت تتمتع بصحة جيدة فأنت تمتلك أكثر ما يفتقده بعض الأشخاص طوال حياتهم، فيوجد كثير من الأشخاص المستعدين للتضحية بكثير من ثرواتهم ليستعيدوا صحتهم، ويعيشوا حياةً طبيعية بدلاً من الإقامة في المستشفيات، أو أخذ الأدوية يومياً.
غالباً ما تكون حياتك جيدة للغاية وكل ما يلزمك هو أن تكون أكثر إدراكاً لهذه الحقيقة، ويجب في الواقع أن تبدأ بتقدير قيمة كل ما تمتلكه في الحياة؛ مثل ضوء الشمس، وفنجان القهوة الذي تحتسيه صباحاً، وصوت ضحكات الأطفال؛ ومن ثمَّ يجب أن تتحمل مسؤولية وضعك الحالي؛ لأنَّ ما تعيشه الآن هو بسبب ما اتخذته من إجراءات وقرارات في الماضي.
أرى شخصياً أنَّ الحياة ليست عشوائية، وأنَّه ثمَّة حكمة من أي شيء يحدث معنا؛ لذلك إذا كنت تريد أن تغيِّر مسار حياتك؛ وليكن مثلاً وظيفتك فإنَّ المسؤولية تقتضي منك أن تتخذ الإجراءات تبعاً لرغبتك وتحقيق التغيير المطلوب.
7 نصائح تساعدك على تقدير ما لديك والتوقف عن التذمر:
كي تقدِّر حياتك الحالية كما هي، وتتوقف عن التذمر طبِّق هذه النصائح السبع:
1. فكِّر قليلاً في السؤال الآتي: "هل الأمور بهذا السوء حقاً أم أنَّه لا مبرر لتذمري؟":
يمكنك أن تتنزه في الطبيعة في حين تفكِّر في هذا السؤال، حاول أن تفكِّر في كل الأشياء التي تمتلكها في حياتك.
2. ضع قائمة بكل الأشياء الرائعة في حياتك مهما بدت بسيطة:
دوِّن في القائمة كل الأشياء الرائعة التي تمتلكها في الحياة، وضع هذه القائمة في مكان يمكنك رؤيتها يومياً.
يمكنك إعداد قائمة بوساطة محرر مستندات غوغل (Google)، أو تطبيق إيفرنوت (EverNote) والاحتفاظ بها في حاسوبك أو هاتفك إذا كنت لا تريد أن يطَّلع عليها أحد غيرك، وبمجرد أن تبدأ بتدوين الأشياء الرائعة في حياتك ستدرك كل الأشياء الرائعة التي منحتك إياها الحياة وتقدرها.
3. دوِّن في دفتر يومياتك الأشياء التي تجعلك تشعر بالامتنان:
تساعدك هذه الممارسة على تذكُّر الأشياء الإيجابية في حياتك دائماً، إنَّها ممارسة رائعة قبل النوم مباشرةً، فتساعدك على النوم براحة.
4. تحمَّل مسؤولية وضعك الحالي:
اكتشف طريقة لتغيير الجانب الذي لا تشعر بالرضى عنه في حياتك، وتذكَّر أنَّ إلقاء اللوم على الآخرين لن يحل مشكلاتك.
5. غيِّر وجهة نظرك:
كثيراً ما تبدو لنا المواقف والأحداث سلبية بالمطلق، ولكن يكون لها جانب إيجابي لا ندركه، فيتطلب الأمر تغيير وجهة نظرك عن الأشياء حتى ترى الجانب الإيجابي.
6. مارِس النشاطات التي تجعلك سعيداً:
مارِس النشاطات التي تمنحك شعوراً بالسعادة، وتختلف هذه النشاطات من شخص إلى آخر؛ فبالنسبة إلي تشمل هذه الأشياء احتساء كوب قهوة في طريقي إلى العمل، والجلوس باسترخاء في كافتيريا الشركة؛ إذ تطل هذه الكافتيريا على شارع مزدحم، ويمكنني الاستمتاع بالمنظر وأنا أحتسي قهوتي.
7. عبِّر عن امتنانك لنفسك وللآخرين:
من الهام أن تشكر الآخرين سواء أكانوا أصدقاءك المقربين، أم حتى نفسك، وأنا أشعر بالامتنان لنفسي لأنَّني بصحة جيدة، وأتمتع بذهن متقد يساعدني على الكتابة والتعبير عن أفكاري، وأشعر بالامتنان أيضاً لأنَّني قادرة على احتساء فنجان قهوة والاسترخاء بعد يوم عمل طويل.
في الختام:
تذكَّر أنَّ الإنتاجية تتطلب الشعور بالسعادة، والشعور بالسعادة يتطلب الشعور بالامتنان؛ لذا ركِّز على الامتنان وسيتغيَّر موقفك من الحياة، وستكون أكثر قدرة على تحقيق ما تحلم به.
أضف تعليقاً