ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدون هنريك إدبرغ (Henrik Edberg)، والذي يتحدث فيه عن 7 عادات تسلبنا السعادة في حياتنا.
إنَّه لمن السهل أن تصبح شخصاً سعيداً، أو أن تسلب نفسك السعادة وتصبح أكثر شقاء وتضفي على حياتك كمَّاً هائلاً من المعاناة؛ وإنَّه لأمر سهل وشائع، ويفعله الناس كل يوم في جميع أنحاء العالم.
لذا أريد أن أشاركك 7 عادات تسرق منك السعادة، والتي واجهت بسببها بعض المشكلات في حياتي اليومية؛ كما سأقدم إليك ما يمكنك فعله إن وجدت نفسك عالقاً في إحدى هذه العادات المدمرة:
1. الانغماس في بحر من السلبية:
قد يكون هذا حقيقياً إلى حد ما؛ فأنت تمضي حياتك اليومية كما تفعل عادة، وتقضي الوقت مع الأشخاص نفسهم، وتستمع إلى البث الصوتي أو البرامج الإذاعية ذاتها، وتشاهد البرامج التلفزيونية القديمة أو مقاطع الفيديو على اليوتيوب نفسها، وتقرأ المدونات والكتب والمجلات المعتادة؛ ولكن ما تأثير هذه الأمور في تفكيرك والحدود التي تضعها لنفسك والأشياء التي تشعر أنَّك تستحقها في الحياة؟
ما عليك فعله بدلاً من ذلك:
دوِّن أسماء أكثر خمسة أشخاص تقضي الوقت معهم، وأكثر خمسة وسائط تقضي معظم الوقت عليها خلال الأسبوع؛ ثم اسأل نفسك عمَّا إذا كان كلٌّ من هذه الأشياء أو الأشخاص العشر له تأثير سلبي أم إيجابي في حياتك.
فكر في قضاء وقت أقل في الأمور التي تؤثر سلباً فيك، أو اتخذ خطوة كبيرة واقطع علاقتك بها تماماً، وأمضِ وقتاً أطول مع الأشخاص أو الأشياء الإيجابية التي ترتقي بك وتُشعِرك بالرضا والحماسة؛ وإذا واجهتك مشكلة في بدء هذه العادة، فابدأ بشيء أسهل، وفكر لبضع دقائق في الشخص أو المصدر الذي له أكبر تأثير سلبي فيك، وكيف يمكنك أن تقضي وقتاً أقل معه هذا الأسبوع.
2. انتظار الوقت المناسب:
عندما يكون لديك حلم، فمن السهل جداً أن تضيع بينما تخطط لتحقيقه، وأن تسرح بعيداً في أحلام اليقظة تفكر في كيفية ذلك؛ ومن السهل أيضاً أن يعيقك الخوف من الفشل في الوصول إليه.
لذا، تلجأ إلى الخيار الأسهل وتنتظر أن يأتي الوقت المناسب فقط لتبدأ بخطوات عملية تجعل هذا الحلم حقيقة ملموسة.
ما يجب فعله بدلاً من ذلك:
لا شك أنَّك لا تستطيع أن تبدأ تحقيق جميع أحلامك الآن، ولكن هناك العديد من الأمور التي يمكنك أن تستهل بها رحلتك لتحقيق تلك الأحلام التي يمنعك الخوف من تحقيقها؛ لذا هوِّن الأمر على نفسك، فليس عليك أن تفعل ذلك كله مرة واحدة، إذ لم يقدر أكثر الناس جرأة في العالم على فعل ذلك، أو يحققوا ما يريدونه دفعة واحدة.
لذلك، اخطُ خطوة صغيرة نحو الأمام، وتحرك ولو قليلاً، ثمَّ يمكنك أن تسير خطوات صغيرة أخرى نحو الأمام، وهكذا؛ فهذا كل ما يتطلبه الأمر.
الشيء الهام هنا هو أن تبدأ وتنطلق بدلاً من إضاعة الكثير من الوقت في الانتظار فحسب، فتشعر بالأسى والحزن لأنَّ أحلامك لا تعدو كونها مجرد أحلام.
3. السماح للنقد بالتأثير فيك:
عندما ينتقدك شخص ما أو يوجه إليك بعض الكلمات المسيئة، قد لا يكون للأمر أي تأثير فيك؛ ولكن إن تكرر ذلك، فسيحمل تأثيراً كبيراً فيك في كل مرة، فتدخل في حالة من انعدام الثقة بالنفس أو جلد الذات تستمر لساعات أو لأيام، وقد يعني هذا أنَّك تعاني مشكلة جوهرية.
ما يجب فعله بدلاً من ذلك:
أفصح عمَّا يقلقك:
تحدَّث مع شخص مقرب إليك لتنفس عن التوتر الذي في داخلك، وتتوصلا معاً إلى رؤية الأمور من وجهة نظر أكثر حكمة.
تذكَّر أنَّ الأمر لا يتعلق بك دائماً:
إذا كنت تقلل من تقدير ذاتك، فمن السهل أن تظن أنَّ كل الأشياء السلبية التي يقولها لك الناس هي خطؤك بطريقة أو بأخرى؛ لكنَّ ذلك ليس صحيحاً غالباً، إذ يصب الناس عليك كمَّاً من العبارات الناقدة والقاسية لينفِّسوا عن غضبهم؛ ذلك لأنَّهم قد مروا بيوم أو أسبوع عصيب، أو لأنَّهم غير راضين كثيراً عن حياتهم؛ لذا لا تلم نفسك، إذ يتعلق الأمر بهم وليس بك.
4. التركيز على الأشخاص الخطأ والضياع في مشاعر الحسد والعجز:
عندما تقضي الكثير من الوقت تفكر فيما يمتلكه الآخرون وما يفعلونه، وتقارن حياتك بحياتهم، ستجد أنَّ ذلك وصفة سحرية للتعاسة وعدم الرضا؛ ذلك لأنَّك تهدر اهتمامك وطاقتك في المكان الخطأ.
ما يجب فعله بدلاً من ذلك:
ركِّز على نفسك فحسب، وقارن نفسك بنفسك، وانظر إلى أين وصلت، وما هي العقبات التي تخطيتها، وكيف طوَّرت نفسك؛ وقدِّر ما فعلته خلال مسيرة حياتك ونفسك، ولا تركز على ما يمتلكه الآخرون، بل على ما تريده أنت في حياتك؛ واسأل نفسك: "ما الخطوة التي يمكنني اتخاذها اليوم لأقترب من هدفي أو تحقيق حلمي؟".
أبقِ تركيزك على نفسك وعلى السبل التي تعزز ثقتك بها، لتسير في الطريق الذي رسمته لنفسك، وتنفق وقتك الضيق وطاقتك على شيء سيؤتي ثماره فعلاً.
5. عدم منح نفسك أوقاتاً من السلام والراحة خلال اليوم:
عندما تكون مشغولاً طوال الوقت دون أن تترك مساحة لأخذ استراحة، فستصاب بالإرهاق عاجلاً أم آجلاً، وتشعر أنَّ كل خطوة تخطوها وكل عمل تبدأ به يصبح مجهداً أكثر فأكثر، وأنَّك لا تستمتع به كما السابق.
ما يجب فعله بدلاً من ذلك:
خذ استراحة كل ساعة:
حاول ضبط المؤقت على هاتفك الخلوي لمدة 45 دقيقة، وما عليك خلال تلك الفترة الزمنية سوى التركيز على إنجاز مَهمَّتك التي أعطيتها الأولوية في الوقت الحالي؛ ثمَّ عندما يرن الجرس، اضبط المؤقت لمدة 15 دقيقة وغادر مكان العمل، وتناول وجبة خفيفة أو اذهب في نزهة أو تمدد قليلاً. عندما تأخذ قسطاً من الراحة بصورة منتظمة، تقل مستويات التوتر، وتركز في عملك تركيزاً كاملاً، وتتمكن من إنجاز مزيد من المهمات، وتؤدي عملك على أحسن وجه؛ وسيسهل عليك بذلك أن تحافظ على التفاؤل والتحفيز.
استمتع بتنقلاتك:
حوِّل الأوقات التي تمضيها في التنقل خلال اليوم إلى فترات راحة بدلاً من قضاء وقت يسبب لك التوتر أو أي مشاعر سلبية أخرى.
6. عدم تجربة أي أمر جديد:
قد يخدعك هذا الأمر، فيجعلك تعتقد أنَّ كل شيء على ما يرام، وأنَّك تحظى بروتين مريح؛ وإنِّي أعلم ذلك، فقد كانت تلك حالتي لفترة طويلة؛ لكن خلال هذه الفترات، ستنكر أنَّك لست راضياً عن نفسك، وينتابك شعور مزيف بأنَّك في حالة جيدة، والذي قد يتحول فجأة إلى مشاعر سلبية توجهها نحو العالم أو نحو نفسك.
ما يمكنك فعله بدلاً من ذلك:
ذكِّر نفسك بالأوقات التي جربت فيها أمراً جديداً:
بالطبع لم تندم على ذلك قط لما حظيت به آنذاك من الحماسة والمتعة.
اخطُ خطوات صغيرة:
لست مضطراً إلى اتخاذ خطوات كبيرة، بل يكفي أن تخطو خطوة صغيرة وتجرب نوعاً جديداً ومختلفاً من الموسيقى أو الأفلام أو الكتب لا تميل إليه عادة، أو أن تجرب طبقاً نباتياً إن كنت تفضل عادة لحم البقر أو الدجاج على الغداء.
خالف عقلك ولو مرة واحدة هذا الأسبوع:
إن دعاك صديق إلى الخروج لممارسة رياضة الركض أو اليوغا أو الصيد أو حضور حفلة، وقال لك عقلك "لا، هذا ليس ما أقوم به عادة"؛ فتمهل قليلاً، ثم فكر في أنَّك لست مضطراً إلى قبول كل اقتراح يعرض عليك تجربة شيء جديد هذا الأسبوع، ولكن أعطه فرصة واقبل أحد هذه الأشياء فقط.
شاهد بالفيديو: 9 خطوات للتخلّص من روتين الحياة اليومية
7. أخذ الأمور على محمل الجد دوماً:
عندما تأخذ الحياة بجدية أكثر من اللازم، يصبح من السهل أن تخشى ارتكاب الأخطاء أو أن تتعثر قليلاً خوفاً من أن تواجه أي مشكلة؛ وحسب تجربتي، يصبح من الصعب أن تعيش اللحظة بكل تفاصيلها وتستمتع بما يحدث في حياتك، وأن تتخلى عن الماضي وتضحك على نفسك وعلى الحياة عندما تكون في أمس الحاجة إلى ذلك.
ما يجب فعله بدلاً من ذلك:
اكتب رسالة تذكيرية:
عندما أردت تطوير طريقة تفكير مرنة قبل بضع سنوات، ساعدتني في ذلك ملاحظة بسيطة على الثلاجة تقول: "ابتهج".
لقد ساعدني هذا التذكير البسيط لأتخلص من الأفكار التي تتسم بالجدية أكثر من اللازم كلما راودتني، حتى اعتدت مع الوقت أن أفكر بصورة مرنة تلقائياً.
أحِط نفسك بالتفكير المرن:
كما ذكرنا في العادة الأولى، سيكون للأشخاص والأشياء من حولك تأثير كبير في رأيك، وذلك بغض النظر عمَّا إذا كانوا يضيفون إليك صفات إيجابية أم سلبية؛ لذا فإنَّ أحد الحلول الناجعة التي عليك القيام بها هو إضافة أفكار مرنة إلى حياتك من خلال الأشخاص والكتب والإنترنت، وإلى ما هنالك.
عزز تقديرك لذاتك:
لقد وجدت أنَّني مع ازدياد تقديري لذاتي، أضحك أكثر على أخطائي؛ ذلك لأنَّني أقل عدائية الآن، ولم أعد أخشى العثرات والإخفاقات الصغيرة، وازداد حبي لنفسي، ولم أعد أكترث لإثارة إعجاب من حولي طوال الوقت.
أضف تعليقاً