ومع ذلك، ستكون الأشهر القليلة المقبلة صعبة وستؤدي إلى تفاقم الشعور بالوحدة والعزلة، وعلى الرغم من عدم وجود بديل لرؤية الأشخاص وجهاً لوجه، إلا أنَّ هناك العديد من الطرائق التي يمكننا من خلالها التواصل مع بعضنا بعضاً خلال هذه الأوقات، كالكتابة إلى الغرباء أو التطوع في مؤسسة خيرية؛ وذلك للتغلب على الشعور بالوحدة:
1. الكتابة إلى شخص غريب:
تعمل منظمة دعم الصحة النفسية "واريور كايند" (WarriorKind) على التواصل مع الأفراد الوحيدين عبر الكتابة إليهم، وتشجع المشاركين على مشاركة بعض التحديات التي واجهوها في أثناء الإغلاق بالإضافة إلى نصائحهم للبقاء مرنين.
تقول مؤسِّسة منظمة "واريور كايند" (WarriorKind)، سارة دريج (Sarah Drage): "نحن نربط الناس ببعضهم بطريقة قديمة، ونستخدم الكتابة كعلاج لمساعدة الناس على التحدث عن صحتهم النفسية للغرباء والحصول على النصائح والدعم من بعضهم بعضاً، ونأمل في تكوين صداقات جديدة بهذه الطريقة".
2. الاتصال بصديق جديد:
تقدِّم شركة سيلفر لاين (Silver Line) خدمة الصداقة الهاتفية الوحيدة في المملكة المتحدة، فهي تساعد على ربط كبار السن الذين يعانون من الوحدة مع المتطوعين المستعدين لتكريس وقتهم لإجراء محادثات ودية، وهي الآن بحاجة إلى متطوعين جدد أكثر من أي وقت مضى.
يوضِّح روبن هيوينجز (Robin Hewings)، مدير الحملات والسياسات والأبحاث في حملة "إنهاء الشعور بالوحدة" (Campaign to End Loneliness): "يكاد يكون التواصل بالهاتف أمراً عالمياً وشخصياً وغير مكلف نسبياً لإقامة روابط اجتماعية".
3. العمل التطوعي:
سيكون التطوع مختلفاً تماماً بسبب الجائحة، ولكن لا تزال هناك العديد من الفرص لمساعدة الآخرين؛ حيث تبحث منظمة كرايسز (Crisis) الخيرية عن متطوعين، لقيادة النشاطات عبر الإنترنت، وإجراء مكالمات مع الأعضاء وحتى عزف الموسيقى مباشرة عبر مكالمات زووم (Zoom).
هناك أيضاً فرص تطوُّع مع مطعم ميلز آند ويلز (Meals on Wheels)، والتي تقدِّم الأطباق للأشخاص غير القادرين على شراء أو إعداد وجباتهم الخاصة.
يقول هيوينجز (Hewings): "الأشخاص الذين يعملون كمتطوعين يقولون لي دائماً إنَّهم يفعلون شيئين في آنٍ واحد: يقومون بأمر عملي، ويساعدون الأشخاص أيضاً على التواصل وإثراء العلاقات؛ فأن تكون جزءاً من العالم الاجتماعي الخاص بشخص ما يمكن أن يكون مفيداً حقاً".
يقول أندريه أوليت (Andre Ouellet)، وزير الخارجية الأسبق في كندا: "على الرغم من الجائحة، لا تزال هناك فرص لمساعدة الأفراد الذين يشعرون بالعزلة".
شاهد بالفيديو: فوائد العمل التطوعي
4. الانضمام إلى نادٍ اجتماعي عبر الإنترنت:
يجمع نادي ذا كيرس فاميلي (The Cares Family) أشخاصاً من جميع مناحي الحياة، وهو نادٍ اجتماعي متعدد الأجيال يضم 18000 عضواً في كل من لندن وليفربول ومانشستر.
يقول الرئيس التنفيذي أليكس سميث (Alex Smith): "إنَّ النادي الاجتماعي يوفر شبكة دعم ثمينة في الأوقات الصعبة، لقد رأينا كبار السن يدعمون الشباب ليشعروا بقلق أقل تجاه العالم، ويكتسبوا الصبر ووجهة نظر جديدة، وقد رأينا شباباً يدعمون كبار السن من خلال إجراء مكالمات هاتفية يومية معهم ومصادقتهم وربطهم بالعالم".
5. الغناء مع الآخرين عبر الإنترنت:
خلال أول إغلاق، أُطلقت العديد من الجوقات عبر الإنترنت للتواصل مع الناس من خلال الموسِيقى، وتعدُّ مبادرة ذا سوفا سينكرس (The Sofa Singers) واحدة منهم حيث تجمع مئات الأشخاص عبر الإنترنت من خلال الغناء، وبالمثل، تجمع مؤسسة بينيديتي (Benedetti) الموسيقيين والهواة معاً، وتعلِّم الناس العزف على الآلات في ورش عمل عبر الإنترنت.
تدير فرقة غنائية أخرى، وهي شارد هارمونيز (Shared Harmonies)، مناسبات غنائية مجانية عبر الإنترنت؛ حيث تقول المؤسِّسة إميلي بالين "إنَّ الفصول الدراسية تحسن الثقة بالنفس والتواصل والعافية من خلال الغناء الملهم"، وقد شارك حتى الآن، أكثر من 300 شخص، تتراوح أعمارهم بين 3 و92 عاماً.
تعدُّ الجوقات وورش العمل الموسيقية عبر الإنترنت طريقة جيدة للتواصل مع الآخرين.
6. التحدث مع الناس في أثناء المشي:
يمكن أن يساعدك التنزه مع شخص ما على التخلص من الشعور بالوحدة، ولا يزال مسموحاً به في بعض الأماكن حسب قواعد الإغلاق، وإذا لم تكن تعرف أي مكان للتنزه في المنطقة، يمكنك الانضمام إلى مجموعات محلية للتواصل مع أشخاص آخرين.
يقول هيوينجز (Hewings): "مجموعات المشي مفيدة لصحتك، ولكنَّ عدم مواجهة شخص ما مباشرةً، يجعل من السهل إجراء المحادثات".
7. التواصل افتراضياً مع الزملاء:
قد يشعرك العمل من المنزل بالوحدة، فإذا شعرت أنت أو زملاؤك بالانفصال عن بعضكما بعضاً أو كنت تعاني من الوحدة، سجِّل في جلسة تعتمد على اللعب لتعزيز السلامة وبناء الفريق مع جيس شو (Jess Shaw)، مؤسِّسة مركز باكت كرييتف (PACT Creative).
وتقول: "إنَّ ورش العمل الافتراضية ممتعة وتزيل التوتر بشكل كبير، والاستمتاع في مجموعة يقودنا إلى اللحظة الحالية ومشاركة التجارب، ووجدنا أنَّها كانت تجربة ممتعة وأداة ممتازة لتقوية التواصل عبر الشاشة".
أضف تعليقاً