ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المُدوِّنة "ريميز ساسون" (Remez Sasson)، والتي تُحدِّثنا فيه عن الأسباب التي من خلالها يجب ألا نشعر بالإساءة بسبب ما يقوله الآخرون لنا.
سيكون هناك دائماً أشخاص تختلف آراؤهم عن آرائنا، وينتقدون ما نفعله، ويقولون كلاماً ليس لطيفاً عنا، فهذا جزء من الطبيعة البشرية، وعلينا أن نتقبَّله، وألا ندعه يؤثر في شعورنا وردود أفعالنا، ويحب معظم الناس النميمة؛ حيث تتضمن معظم أحاديثهم الصغيرة بعض النميمة عن الأصدقاء، أو الزملاء، أو أفراد الأسرة، أو المشاهير، ولنكن منصفين، ففي الكثير من الأحيان، لا يتم فعل ذلك من أجل إلحاق الأذى بهم؛ بل يحدث بدافع الفضول.
وإذا كنتَ تأخذ ما يقوله الناس لك أو عنك بشكل شخصي جداً، فلن تكون سعيداً في معظم الأوقات، فلماذا يجب أن تقلق إذا قال أحدهم شيئاً لم يعجبك؟ عليك أن تنسى ذلك وتمضي قدماً، فقد تقول إنَّه من المستحيل تجاهل الأمر أو نسيانه، لكنَّ ذلك أمر ممكن على الرغم من أنَّ هذا يتطلب بعض التدريب، فلماذا تسمح لما يقوله الآخرون بالتأثير في شعورك؟ ولماذا تمنحهم هذه السيطرة على التأثير فيك؟ ولماذا تسمح للآخرين بالتحكُّم بك؟
لا يجب أن تأخذ أي شيء على محمل شخصي، فلا شيء يستحق كل هذا العناء، وفيما يلي 7 أسباب كيلا تشعر بالإهانة مما يقوله الناس؛ حيث سيساعدك فهم هذه الأسباب على التوقف عن التعامل مع الأمور على محمل شخصي والقلق بشأن ما يقوله الناس عنك:
1. الناس لا يعنون دائماً ما يقولونه:
في الكثير من الأحيان يقول الناس شيئاً ما على سبيل الدعابة، أو دون قصد إلحاق الأذى، أو التعبير عن نقد، فأحياناً يكون هذا بسبب استخدام الناس للكلمات بطريقة خاطئة وغير دقيقة، وفي أحيان أخرى، قد يضرب الناس على وتر حساس دون أن يدركوا ذلك، ففي هذه الحالات، يكون الغضب والاستياء في غير محله، فأنت لا تؤذي سوى نفسك وعلاقتك مع هؤلاء الأشخاص إذا تركتَ الغضب يكبر في داخلك.
2. النقد لا يتعلق بك دوماً:
في بعض الأحيان قد تسمع أشخاصاً ينتقدون أو يسخرون من شخص ما، وتفترض خطأً أنَّ الأمر يتعلق بك، فغالباً ما يحمل الناس مشاعر استياء وكره تجاه الآخرين بسبب الافتراضات والمعلومات الخاطئة، كما أنَّهم يفسدون علاقاتهم مع الآخرين؛ لذا يجب أن تكون على يقين أنَّ الأمر يتعلق بك بدلاً من النظر إلى نفسك بطريقة سلبية والشعور بالاستياء.
3. لا يمكنك التحكُّم بما يعتقده الآخرون:
اعلم أنَّه ليس لديك سيطرة على ما يعتقده الناس وعلى ما يقولونه، وإنَّه لأمر سخيف أن تسعى دائماً إلى أن تكون شخصاً طيباً في نظر الآخرين، فمن الطبيعي وجود اختلافات في الآراء والمعتقدات والتوقعات.
4. النقد جزء من الطبيعة البشرية:
بغض النظر عما تفعله، سوف يكون هناك دائماً أشخاص يجدون فيك العيوب، ومع ذلك، هذا ليس سبباً لإنهاء علاقتك معهم، وحتى أفضل أصدقائك والأشخاص الذين يحبونك قد ينتقدونك أحياناً، فهذا أمرٌ جيد، ولا ينبغي أن تأخذ الأمر على محمل شخصي، وإذا سمحتَ لنفسك بأن تتعرض للإهانة، وفكرتَ باستمرار في كلماتهم، فإنَّك سوف تؤذي نفسك والآخرين، وتفسد علاقاتك معهم.
5. الإصغاء لما يقوله الناس كفرصة لتحسين نفسك:
يكون أحياناً ما يقوله الآخرون عنك صحيحاً، ومن ثمَّ فإنَّ غضبك لن يكون في محله، فالتفكير فيما قالوه وإدراك أنَّهم على حق يُظهِر النضج الذي تتحلى فيه ويشكِّل خطوةً كبيرة نحو المضي قدماً وإحراز التقدُّم؛ لذا استخدِم النقد كمرآة لإظهار ضعفك وعاداتك السلبية، وخطوة انطلاق لتحسين نفسك.
شاهد بالفيديو: 7 أسرار للإصغاء الفعال
6. إذا سمحتَ لنفسك بالشعور بالإهانة، فأنت تشجع الناس على الاستمرار في الإساءة إليك:
قد يشجع الشعور بالإهانة وأخذ الأشياء على محمل شخصي أنواعاً معينة من الناس على الاستمرار في إزعاجك في ظروف معيَّنة، وحتى السخرية منك، وإنَّهم يفسرون سلوكك على أنَّه ضعف وهشاشة، ويسعدون بإزعاجك؛ لذا، لا تقع في هذا الفخ؛ بل ابقَ هادئاً ولا تغضب، وأظهِر النضج والانضباط، وسوف يتوقفون عن مضايقتك.
7. الامتناع عن إظهار ردّ فعل يوضح القوة الداخلية والنضج اللذين تمتلكهما:
تجنَّب إظهار رد فعل غاضب، وإجراء حديث ذاتي سلبي، والتفكير في جرح مشاعر الآخرين، فقد تقول إنَّ هذا أمر صعب جداً ومستحيل، فالأمر ليس سهلاً، ولكنَّه ممكن تماماً مع بعض التدريب.
إليك بعض النصائح لتحقيق ذلك
- خذ بعض الأنفاس العميقة قبل أن تقول أي شيء.
- انتظِر بضع ثوانٍ قبل الرد.
- أجِّل ردود أفعالك لبضع ثوانٍ.
- وجِّه أفكارك إلى شيء آخر مضحك وترفيهي.
إذا أظهرتَ بعض الانضباط الذاتي وضبط النفس، فإنَّك تُظهِر قوَّتك الداخلية ونضجك، وهي صفات يحترمها الناس.
في الختام:
إذا كنتَ ترغب في التعامل مع هذه المشكلة بشكل فعال، وتتوقَّف عن أخذ الأمور على محمل شخصي، والشعور بالإساءة لما يقوله الناس، فأنت بحاجة إلى تطوير درجة معينة من الانفصال العاطفي؛ حيث إنَّها الأداة الأكثر فاعليةً للتخلي عن أي شيء يثبط عزيمتك، وهناك مواقف مختلفة في الحياة؛ حيث يكون من المفيد والجدير بالاهتمام إظهار الانفصال العاطفي، فهذا أمرٌ مفيد عندما تكون في مواقف عصيبة، أو بصحبة أشخاص مرهقين، أو عندما تطغى عليك المشاعر السلبية، وتميل إلى أخذ الأمور على محمل شخصي.
وفي هذه المواقف، يُمكِّنك الانفصال العاطفي من الحفاظ على هدوئك، والتحكُّم بردود أفعالك السلبية، وتجنُّب التأثر سلباً في مزاج الآخرين، والغضب، كما يُعَدُّ الانفصال العاطفي أداةً مفيدة للغاية لتحرير نفسك من الأفكار والمشاعر السلبية.
أضف تعليقاً