من الشائع في عديد من الثقافات شربُ كثيرٍ من المياه قبل تناول الإفطار صباحاً؛ فتوجد فوائد صحية جمَّة لهذه العادة لم يُدركْها بعضنا حتَّى الآن؛ إذ تُعدُّ المحافظةُ على ترطيب الجسم عن طريق شرب ما يكفي من المياه طريقةً جوهريةً ومثاليةً لعيش حياة طويلة وصحية.
سنعرضُ فيما يأتي بعضَ الأسباب وراء ذلك:
1. التخفيف من آلام الجوع:
يُعَدُّ شرب الماء باعتدال - وكذلك بإفراط - وسيلةً للتخلُّص من الجوع والرغبة الشديدة في تناول الطعام، وذلك لِما للمياه من تأثيرات مثبِّطة وكابحة للشهية؛ إذ إنَّ شرب كأسٍ أو اثنين من المياه في الصباح قبل تناول الإفطار سيمنحك شعوراً بامتلاء المعدة، ويقلِّل رغبتك المُلحَّة لتناول كل ما تشتهيه نفسك.
سيمنعك إشباع حاجتك إلى المياه طوال اليوم من تناول كميات كبيرة من الأطعمة، بالإضافة إلى ضبط عاداتك في تناول الوجبات الخفيفة؛ بمعنى أنَّك لن تشعر بالرغبة في تناول الطعام إلَّا في أوقات الوجبات الرئيسة المُناسبة.
2. تخليص الجسم من السموم:
تحتوي كل الأطعمة التي نتناولها - سواء كنَّا نباتيين أم من آكلي اللحوم أم نتَّبع حمية غذائية وسطية بينهما - على عديد من السموم والمواد الكيميائية الطبيعية، التي ينبغي للجسم معالجتها والتخلُّص منها مهما كانت درجة نظافة هذه الأطعمة، وسيتحتَّم على الجسم اكتشاف طريقة للتعامل مع كلِّ ما نُدخِلُه إليه.
لكنَّ الماء عنصرٌ صافٍ ونقي في الأساس، كما يُعَدُّ جزءاً أساسياً من الجسم كما هو؛ لذلك إن كنتَ تشرب المياه فقط، سيتوفَّر الوقت الكافي لجسمِك لتطهير نفسه من جميع سموم الحياة اليومية وإعادة العمل بنشاط وحيوية، ومن ثمَّ كلَّما زادت كمية المياه التي يحصل عليها الجسم يومياً، ستقلُّ نسبة السموم فيه عندما يستبدلها بالماء ممَّا يجعله أفضل حالاً.
شاهد بالفيديو: أفضل 8 أوقات لشرب الماء
3. المحافظة على ترطيب الجسم وانتعاشه:
إن كنت مُعرَّضاً للإصابة بالتعب الدائم ونوبات الصداع المتكرِّرة، فربَّما عليك التفكير بإصابتك بالتجفاف؛ إذ إنَّ شرب المياه بأكبر كمية ممكنة ليس شيئاً نفكِّر فيه بانتظام في حياتنا المزدحِمة والمليئة بالأشغال؛ لذلك فإنَّ إبقاء زجاجة مياه أو كأسٍ من الماء في متناول اليدين طريقة عظيمة للمحافظة على صحة جسمك وترطيبه خلال اليوم.
يُعَدُّ الحرمان من المياه السببَ الرئيس للإصابة بالصداع؛ إذ تتكوَّن أدمغتُنا في معظمها من الماء، وقد يتطلَّب الأمر أحياناً بضعَ رشفاتٍ من الماء للتخلُّص من الصداع نهائياً، لذلك إن شعرت يوماً بآلام في العين في أثناء عملك على الحاسوب، ما عليك إلَّا أن تُبقيَ المياه بجانبك وتشرب منها لتخفيف الأضرار التي يتلقَّاها جسدك.
4. تجديد شباب البشرة:
تُعدُّ المياه أيضاً مكوِّناً رئيساً من مكونات البشرة، ومن ثمَّ فإنَّ جفاف وتقشُّر الجلد هو نتيجةٌ مباشرةٌ للتجفاف؛ لذلك عليك تذكُّر شرب الماء كلَّما استطعْتَ خلال اليوم في المرة القادمة التي تجد فيها قليلاً من الجلد الجاف على ذراعيك أو حول وجهك، وستلاحظ توقُّف التوسُّف في اليوم التالي بسبب استعادة مخزون البشرة من المياه.
إذاً، عليك الحرص على شرب كميات كبيرة من المياه كي تتمتَّع ببشرة ناعمة على مدار السنة، وخصوصاً خلال الشتاء؛ إذ تبقى احتمالية إصابتنا بالتجفاف خلاله موجودة، لكنَّنا نغفل عنه ولا نشعر به بصورة واضحة.
5. معالجةُ وتقوية الشعر:
يتَّبع الشعر النمط ذاته الذي يسير عليه الجلد، فالشعر في الحقيقة هو عبارةٌ عن زوائد جسديَّة تُعَدُّ نوعاً من الجلد الميِّت، لكنَّه ما زال يحتوي على نفس الكمية من المياه التي كان يحتويها عندما كان حياً، لذلك عليكَ أن تحافظ على شرب الكميات الكافية من المياه، كي تتمتَّع بشعرٍ ناعم وبرَّاق ومنتعش.
عند عدم حصول جسمك على ما يكفي من المياه من خلال النظام الغذائي الذي تتبعه، فإنَّك ستعاني من تقصُّف أطراف الشعر؛ إذ يساعد الماء عادةً على توزيع الزيوت الطبيعية ونشرها وصولاً إلى أطراف الشعر بطريقة أفضل، كي تحافظ على سلامتها لفترة أطول.
6. توازُن عملية الاستقلاب في الجسم:
ربَّما تظنُّ أنَّ شرب كثير من المياه قد يجعلك تبدو سميناًَ ويُصيبك بالانتفاخ، لكنَّ الحقيقة هي أنَّ شعورك بالانتفاخ يزداد كلَّما زادت درجة التجفاف داخل الجسم، ومن ثمَّ إن لم تشرَب ما يكفي من المياه المسؤولة عن تحقيق التوازن داخل الجسم، فإنَّ أحماض المعدة المسؤولة عن عملية هضم الطعام ستتمدَّدُ بصورة طبيعية باحثةً عن الزيوت والأوكسجين في محاولةٍ لتحقيق التوازن في أحشائك الداخلية.
على غرار ذلك، سيحافظ المنسوب المتوازن من المياه في الجسم على توازن عملية الاستقلاب قدر الإمكان؛ أي إنَّ شرب كميات كبيرة من المياه سيمنعك من تناول الأغذية والطعام الصحي بكميات مناسبة، وهذا سيؤدي إلى عدم معالجتها واستخدامها من قبل الجسم بصورة طبيعية، كما سيحدُث الأمر ذاتُه في حال عدم شرب ما يكفي من المياه.
7. إمداد الجسم بالطاقة:
يتكوَّن الجسم في معظمِه من الماء؛ لذا عليك أن تحافظ على النسبة المتوازنة للزيوت في الجسم وتحرص على إمداده بما يكفي من الطاقة، كي يساعدك على أداء مهامك بأقصى حدود طاقتك وكفاءتك؛ لذلك فإنَّ شربَ المياه بالكميات المناسبة يُعاكس ما يسبِّبه التعرق من تجفاف، ويساعد على شفاء الدماغ عند إصابته بالتجفاف، ويمنحُك إجمالاً زيادة كبيرة في درجة الوعي المعرفية والقدرات الحركيَّة، وهذا بدوره يزيد نشاطَك ويساعدك على ممارسة مهامَّك بكفاءة أكبر.
في الختام:
إنَّنا نحتاج إلى المياه للرؤية الواضحة والتفكير بصفاء، ومن دونه لا نستطيع القيام بأفضل ما لدينا، إذاً ما علينا سوى شرب المياه لجني الثمار والفوائد الناجمة عنه.
أضف تعليقاً