6 طرق لبناء المرونة العاطفية

هل تعرف أحداً يعود إلى سابق عهده بعد تعرضه للضغط؟ أو يتعامل من المواقف الصعبة والغريبة ويتابع حياته كما لو أنَّ شيئاً لم يحدث البتة؟ هذا ما يدعى: المرونة العاطفية.



لقد مرَّ أغلبنا بيوم سيئ لم يجرِ كما أردناه، ثم هلعنا وانهرنا عاطفياً بسبب أتفه الأمور دون أن نمنح أنفسنا مساحة لإعادة بناء مرونتنا العاطفية ثم نتحول إلى أشخاص سريعي الغضب ومرهَقين، والأسوأ من هذا أنَّ لذلك كله تأثيراً على صحتنا ونجاحنا على الأمد البعيد، ولكن حتى أولئك الذين يتمتعون بقدر عالٍ من المرونة العاطفية ينهارون تحت الضغط.

وتحتاج المرونة العاطفية إلى ممارسة؛ حيث إنَّ هناك أساليب مثبتة تعزز من مرونتنا، وإليك 6 منها:

1. الاختلاء بالنفس ومناجاتها:

تنفَّس بعمق وابتعد عن الموقف المرهق الذي تمر به؛ وذلك لأنَّ التنفس العميق من أكثر النصائح شيوعاً، فقد أثبت فاعليته؛ حيث إنَّه يهدئ الجسم والذهن على حد سواء ومتى حدث ذلك ستبدأ بالتفكير مع كل شهيق وزفير وهنا يبدأ حديثك مع ذاتك: أي كل الحوارات الداخلية الفريدة من نوعها.

إنَّ للطريقة التي نُحدِّث بها أنفسنا علاقة وثيقة بكيفية تصورنا لأنفسنا كما هو الحال مع أيَّة علاقة، فقد تكون علاقتنا تجاه أنفسنا مريحة أو متأزمة؛ لذلك تُدربنا تمرينات الحديث مع الذات على التعامل مع أنفسنا بلطف وبواقعية، وتجنُّب التفكير السلبي والانتباه إلى إيجابياتك ونقاط قوتك وليس الإيجابيات التي تتجلى في حياتك؛ أي تحدَّث إلى نفسك بلطف.

2. التخلُّص من مسببات التوتر:

لنصل إلى قمة الهدوء غالباً ما نجهد أنفسنا بشدة؛ حيث ما نلبث أن نمسك هواتفنا المحمولة في انتظار المواساة من صديق ما أو لمشاهدة بعض الصور المضحكة، وغالباً ما نزيد من أوقات عملنا، مما يسبِّب لنا مزيداً من التوتر حتى قبل أن نحصل على قسط من الراحة؛ وفي اللحظة التي نصل فيها إلى التنفس العميق للتخلص من كل هذا، نجد أنفسنا قد دخلنا في مزيد من الصراعات، وتتجلى الخطوة الأولى في التخلص من الجهد الزائد وكسر هذه العادة في إيقاف الإشعارات غير الهامة وإزالة تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي من هاتفك المحمول بالكامل، حاول أن توقف إشعارات كل التطبيقات غير الهامة مثل الألعاب أو التطبيقات التي استخدمتها لمرة واحدة فقط وعندها ستشعر بالراحة للتخلص من هذه المسؤوليات الإضافية، ثم عليك أن تلجأ إلى ممارسة هوايتك المفضلة بدل ذلك.

إقرأ أيضاً: 9 طرق تساعد على التخفيف من التوتر اليومي

3. التركيز على الإيجابية واعتناق التغيير:

هل أنت دائم القلق؟ إذا كان الأمر كذلك، فإنَّ التغييرات الإيجابية مثل التقدم الوظيفي يمكن أن يسبب مخاوف داخلية وشكوكاً في الذات قد لا تدركها، وينهك القلق أحياناً ذهنك اللاواعي.

لذا لا تنتظر حدوث هذا؛ بل واجه مخاوفك المحتملة وخذ الوقت للتفكير من خلال كل الإيجابيات الناتجة عن أيِّ تغيير؛ حيث توجد بالطبع فرصاً للتعلم والنمو، كأن تكون زيادة في الأجور أو مجرد فرصة لمقابلة أشخاص جدد في بيئة جديدة، ومهما كان الوضع، ضع قائمة إيجابية في ذهنك ثم اكتبها، وبهذه الطريقة، يمكنك تبنِّي التغيير بكل إخلاص وبقدرة على التحمل بدلاً من بدء القلق.

إقرأ أيضاً: 10 طرق بسيطة لجعل التفكير الإيجابي عادة من عاداتك

4. العثور على فرص لممارسة النشاطات:

لا شك أنَّ الأشخاص الذين يحبون ممارسة التمرينات الرياضية، قد سجلوا في صالة الألعاب الرياضية أو أنَّهم يفضلون المشي بدلاً من ركوب السيارة؛ وذلك لأنَّ الناس النشيطين يعلمون فوائد التمرينات الرياضية على تصفية الذهن والنوم الهانئ، وهم على حق؛ وذلك لأنَّ التمرين يمنح الهدوء والمرونة ولكنَّه ليس متاحاً للجميع.

في إمكان الأشخاص الذين لا يقدرون على ممارسة التمرينات الرياضية من القيام ببعض النشاطات؛ بأن يغلقوا باب مكاتبهم ويقوموا بحركات بسيطة لا تزعجهم، كما يمكنهم استخدام المكاتب التي يمكنهم العمل عليها واقفين، والقيام بأعمال البستنة في حديقة منازلهم، أو ممارسة اليوغا، أو التنزه في الطبيعة؛ لذا اختر النشاط الذي يناسبك، وأَعِد شحن طاقتك الذهنية والجسدية وستشعر بالطاقة تَطرد التوتر من داخلك وتَملؤك.

شاهد بالفيديو: 7 طرق تساعد على تصفية الذهن

5. إعداد وجباتك الخاصة:

يقلل التوتر من المرونة، وكما نعلم من دراسات لا حصر لها؛ أنَّ التوتر يمكن أن يؤدي إلى الأكل غير الصحي، ومع ذلك فإنَّ العلاقة بين النظام الغذائي والتوتر أكثر تعقيداً من ذلك؛ بل الواقع أنَّها حلقة مفرغة؛ حيث يؤثر سوء التغذية في المزاج ويقلل من المرونة.

لذا عليك تحضير غداء عملِكَ في البيت، وذلك لأنَّ خفض الكربوهيدرات التي تصنع الجلوكوز لا يعني التخلي عنها بالكامل، ولكن إذا كنت تكمل وجبتك مع بعض الفاكهة أو السلطة، فسوف تأكل بالتأكيد أكلاً أكثر صحة مما تختاره من القائمة، وتحدُّ من عادة تناول الوجبات السريعة في طريقك إلى المنزل، حتى لو كنت على عجلة من أمرك، فاعلم أنَّ هذه الأطعمة التي تحسِّن مزاجك جراء رفعها لمستويات السكر لديك، لا تلبث أن تثبط طاقتك.

6. تلقِّي الدعم العاطفي وتقديمه:

لا يملك الغالبية أشخاصاً يستطيعون الاستناد عليهم، قد يكون ذلك الشخص أحد أفراد العائلة أو صديقاً قديماً أو زميلاً؛ ولكنَّ بدء محادثة معهم لا يعني الإفصاح لهم بكل شيء دفعة واحدة، كل ما عليك هو التحدث، إذا بدا على شخص ما الإحباط أو الحزن، فاسأله عن حاله؛ حيث إنَّ تقديم الدعم للآخرين له فوائد عدة، فمجرد إحساسهم أنَّ هناك مَن يصغي إليهم باهتمام قد يريحهم، مما يفسح المجال لك لتفصح بدورك عما يدور بخلدك وما يسبب لك التوتر، فتبني هذه الشفافية المريحة المرونة لكليكما.

في الواقع، العلاج الجماعي مصمم عن قصد بهذه الطريقة؛ حيث إنَّ العزلة مشكلة متنامية في العالم الحديث؛ وذلك لأنَّنا كثيراً ما ننتقل بعيداً عن الأصدقاء والأسر؛ لذا فإنَّ العلاج الجماعي الموجه إما على الإنترنت أو شخصياً قد يوفِّر فرصة لتنسى مشكلاتك.

اعلم أنَّك لست وحيداً أبداً؛ وذلك لأنَّه لا أحد مصمَّم في تكوينه لتحمُّل كل شيء وحده، وسواء كنت لطيفاً مع نفسك أم تسعى إلى الحصول على دعم الآخرين، فإنَّنا جميعاً بحاجة إلى التخلص من التوتر لإعادة شحن طاقاتنا.

تشبه المرونة العاطفية العضلات أي أنَّها تحتاج إلى ممارسة تحديات جديدة ولكنَّها تحتاج إلى الراحة للتعافي والنمو.

المصدر




مقالات مرتبطة