6 نصائح مهنية غير سديدة يجب ألَّا تأخذ بها
1. لا تتقدم إلا للوظائف التي تستوفي جميع المؤهلات المطلوبة لها
في كثير من الأحيان، تمتنع النساء والأشخاص ذوو البشرة السمراء عن التقدّم إلى الوظائف التي لا يستوفون فيها جميع المؤهلات، وهذه نصيحة ضارة؛ لأنَّ الأوصاف الوظيفية ليست بالضرورة واقعية وغالباً ما تكون مكتوبة بوصفها "قائمة أمنيات" من وجهة نظر رب العمل، فقد يختار معظم الأشخاص عدم التقدم للوظيفة المعلنة؛ لأنَّهم لا يستوفون جميع المعايير المذكورة، خاصة النساء ذوات البشرة السمراء، والنساء عموماً، وغيرهم من الخلفيات غير الممثَّلة تمثيلاً كاملاً أو ذوي المسارات الوظيفية غير التقليدية.
إنَّ مجرد ذكر متطلبات تعليمية معيَّنة في إعلان الوظيفة لا يعني أنَّه يجب عليك استيفاءها، فمثلاً في عام 2017، أجرت شركة أكسينتشر (Accenture) تحليلاً لـ 26 مليون إعلان وظيفي و600 استطلاع لأرباب العمل والمديرين التنفيذيين للموارد البشرية، ووجدت أنَّ 67% من إعلانات الوظائف تتطلَّب شهادة جامعية على الأقل، في حين أنَّ 16% فقط من الموظفين الذين يشغلون تلك الوظائف يمتلكون تلك الشهادة.
تُعلِّمنا هذه النتائج أنَّ معظم الوظائف لا تتطلَّب شهادة جامعية لتحقيق النجاح، على الرغم من الإعلانات التي تنشرها الشركات؛ لذا بدلاً من اتخاذ قرار بعدم التقدم للوظيفة، من الأفضل أن تتقدَّم للوظيفة إذا كنت تستوفي معظم المؤهلات الأساسية، ولكن عليك في خطاب الدافع إقناع مدير التوظيف بأنَّ مهاراتك وخبراتك تناسب الوصف الوظيفي وتؤهلك للنجاح في المنصب المطلوب رغم أنَّك لا تستوفي جميع المعايير، ففي هذه الحالة، حتى لو لم تحصل على الوظيفة، فقد يختارك مدير التوظيف لشغل منصب آخر، أو يتصل بك مستقبلاً عندما يحتاج إلى خبراتك.
2. ابحث عن وظيفة تحبها ولن تعمل يوماً واحداً في حياتك
الرسالة وراء هذه النصيحة المبتذلة هي أنَّ الشغف وحده كفيل بإزالة مشقَّة العمل، ولكن من الطبيعي جداً أن تكون الوظيفة مجرد راتب يموِّل حياتك الخاصة، حتى وظيفة الأحلام التي تُرضي شغفك لا تخلو من أيام صعبة ومواعيد نهائية صارمة ومن احتمالية الاحتراق الوظيفي، ففي بعض الأحيان يكون النشاط الذي تحبُّ القيام به أكثر من غيره مهنة غير واقعية، فلا تشعر بالذنب إذا لم تستطع تحويل هوايتك التي تشغف بها إلى مصدر دخل، لمجرد أنَّك تستمتع بها.
في بعض الحالات من الأفضل أن تُبقي هوايتك بوصفها نشاطاً مريحاً خارج العمل بدلاً من أن تجعلها وظيفتك الدائمة، ومن الطبيعي أن ترغب في أن يكون لعملك معنى وهدف، لكن لا تُحمِّل الأمر أكثر من اللازم، وأعِدْ صياغة النصيحة "ابحث عن وظيفة تحبها" لتصبح "ابحث عن شيء يُشعرك بالسعادة والهدف كل يوم"، وستجد دائماً شيئاً تتطلَّع إليه.
3. ابق في الوظيفة مدة عام على الأقل لتعزيز سيرتك الذاتية
بدلاً من التمسك بوظيفة غير مناسبة، من الأفضل أن تعطي الأولوية لصحتك النفسية وتترك الوظيفة التي لم تعد تفيدك، وهناك افتراض قديم مفاده أنَّ بقاءك مدة أطول في وظيفة ما، يجعلك أكثر موثوقية ومسؤولية في نظر أرباب العمل الآخرين، وعلى الرغم من أنَّ بعض أرباب العمل ينظرون إلى الأشخاص الذين ينتقلون من وظيفة إلى أخرى على أنَّهم غير مخلصين، فقد ازداد عدد أرباب العمل الذين يتفهَّمون أنَّ البقاء في وظيفة واحدة طوال الحياة المهنية أمر غير واقعي في سوق العمل غير المستقر حالياً، فمن حقك أن تعطي الأولوية لسعادتك ونموك، وإذا لم تكن الوظيفة تلبِّي طموحاتك، فعليك استكشاف خيارات أخرى.
لا تدع الشعور بالذنب يمنعك من البحث عن المسار الوظيفي المناسب لك، كما أنَّ العمل في وظائف متعددة قد يجعلك مرشحاً مرغوباً فيه أكثر، ويبحث أرباب العمل الآن في كثير من الأحيان عن المرشَّحين الذين لديهم مجموعة متنوعة من الخبرات، والذين واجهوا عدة تحديات ولديهم قدرة على التكيُّف مع البيئات الجديدة والتعلم بسرعة.
شاهد بالفيديو: نصائح لتجنُّب الفشل وتحقيق النجاح في الحياة المهنية
4. اجعل نفسك شخصاً لا غنى عنه
الرسالة وراء هذه النصيحة المبتذلة هي أنَّك إذا عملت بجدٍّ لإحداث تأثير في وظيفتك، فإنَّ شركتك سوف تكافئ جهودك وتساعدك على النجاح، فقد يكون من المريح تصديق ذلك، لكنَّ التسريح التعسفي للموظفين الموهوبين، يثبت عدم جدوى هذه النصيحة، وتجعلنا هذه النصيحة نشعر بأنَّنا نمتلك بعض السيطرة على ما تقرر الشركات فعله، بينما نحن في الواقع لا نملك أية سيطرة إذا قرَّرَت الشركة إلغاء منتج أو إغلاق قسم أو تقليص عدد موظفيه.
بدلاً من اتباع النصيحة "اجعل نفسك شخصاً لا غنى عنه"، ينبغي على الموظفين التركيز على بناء قدرتهم على الصمود في وجه التسريح؛ وذلك عن طريق زيادة مدخراتهم المالية والاستثمار في شبكتهم المهنية، فيسهل عليهم ترك المنصب الذي لا يناسبهم، ونحن البشر مخلوقات اجتماعية، نميل إلى تبادل المعلومات ومنح الثقة للأشخاص الذين نعرفهم، لذلك حتى إذا كنت تمتلك مهارات متميزة ولكنَّك لا تمتلك شبكة علاقات قوية، فلن تستطيع الانتقال إلى وظيفة أخرى بسهولة.
5. تول عملاً إضافياً من أجل اكتساب الخبرة
في كثير من الأحيان، يُطلب من المهنيين تولِّي مهام غير مدفوعة الأجر أو مسؤوليات إضافية خارج نطاق دورهم الوظيفي بدعوى أنَّ ذلك سيكون مفيداً لمسيرتهم المهنية، وتَعِدُهم هذه الطلبات بزيادة الخبرة أو بتسليط الضوء عليهم حتى يحصلوا على ترقية، ولكن ما لا تجري مراعاته غالباً هو أنَّ الموظف لا يحصل على الدعم المؤسسي اللازم للنجاح.
لذلك وقبل قبول أية مهمة إضافية، يجب أن يكون ثمة اعتراف رسمي ومالي بالدور الذي يُطلب منك القيام به، فإذا لم تكن الشركة مستعدة للقيام بذلك، فاستثمر هذه الفرصة للعثور على دور أو مؤسسة تقدِّر قيمتك، ولكن يجب أن تُؤخذ هذه النصيحة وفق الحالة، ففي بعض الأحيان، قد يساعد القيام بشيء من أجل اكتساب الخبرة بالفعل على تطوير مسيرتك المهنية، فإذا كان العمل الإضافي يوسِّع شبكة علاقاتك المهنية، ويعلِّمك مهارة مفيدة ترغب فيها، فقد يكون الأمر يستحق ذلك.
مثلاً إذا طُلب منك قيادة لجنة بوصفه عملاً إضافياً بلا أجر، وهذا العمل يتيح لك مقابلة بعض الأشخاص المؤثرين في الشركة وبناء علاقات معهم، فاقبل العرض بلا تردُّد؛ لأنَّ العمل من كثب مع هؤلاء القادة هو بمنزلة العمل مع منتورز قد يمدُّون لك يد العون في المستقبل.
6. انتظر حتى تتحسن الأمور
يسمع الموظفون هذه النصيحة الضارة مراراً وتكراراً، وهي تحثُّهم على البقاء في الوظيفة ريثما تتحسن الأمور، ففي عدد من الحالات يُطلب من الموظفين تحمُّل المهام الإضافية أو العمل خارج نطاق مسؤولياتهم دون تعويض مناسب، فمن أشيع المواقف الطلب من الموظف تولِّي مهام زميله الذي غادر الوظيفة، مع وعد بتعيين بديل عنه في أسرع وقت ممكن، ولكن هذا الوعد لا يتحقق، ويستمر الموظف في أداء عملَين دون تعويض.
في مثل هذه الحالات، يكون من الصعب على الموظف اتخاذ القرار المناسب، لأنَّه يأمل في وفاء الشركة بوعودها في المستقبل، حتى في ظلِّ غياب الدلائل على ذلك، لذا بدلاً من الانتظار دون جدوى، ركِّز على أفعال الشركة لا على أقوالها، واترك العمل في حال لم تُعيِّن الشركة موظفاً آخر أو تمنحك على الأقل تعويضاً لقاء جهودك الإضافية.
أضف تعليقاً