5 طرق لتحسن حياتك وتعيشها مثلما تريد

هل فكرت كيف أنَّك لن تطيق صبراً للحديث عن الحياة الاستثنائية التي تعيشها؟ أم أنَّك تعيش في الحقيقة حياةً عاديَّةً ليس فيها ما يثير الاهتمام؟ ربما تفكر دائماً إلى أين تتجه حياتك؟ دعنا نلقي نظرة على هذا المقال لنرى كيف يمكنك التحرر من هذا الأمر وعيش الحياة مثلما تريد.



كيف يمكنك أن تعيش حياةً تحبها وتتفق مع ما تريد؟ الإجابة عن هذا السؤال كما يلي: يجب أن تبدأ بطريقة تفكير صحيحة، وأن تكون واضحاً جداً بشأن ما تريده، وأن تعتقد بأنَّ كل شيء ممكن.

نحن نعلم أنَّ القول أسهل من الفعل، لكن يمكن تحقيق أي شيء باستخدام الأدوات المناسبة، وفيما يلي 5 طرائق لتحسِّن حياتك وتعيشها مثلما تريد:

1. توضيح الأمور التي تجعلك تتصرف بطريقة معينة:

فكِّر في الأوقات التي جعلك فيها موضوع ما تشعر بالغضب أو بالسعادة العارمة؛ لقد أُثِيرت هذه المشاعر الشديدة؛ لأنَّها أثَّرت في القيم الأساسية لديك.

يساعد العناق العاطفي في اكتشاف هذه المشاعر، كما تُبرِزُ النقاشات السياسية أيضاً أكثر القِيَم التي ندافع عنها؛ والخلافات الشديدة حول طريقة تربية الأطفال هي خير مثال على ذلك، فقد تعتقد أنَّ أطفالك سيكونون أكثر روعةً إذا تعلموا العزف على آلة موسيقية، في حين يرى شريكك أنَّ الأطفال يجب أن يصبحوا أبطالاً رياضيين.

يكشف هذا السيناريو أنَّ قيمنا الأساسية تدور حول الفكر أو الموسيقى أو الأمور الأكاديمية أو ربما المكانة الاجتماعية، والحل هو البحث مرة أخرى لمعرفة الأفكار الأساسية التي تحرك مشاعرك.

لماذا يهمك تغير الظروف؟ وهل تخاف على مستقبل أطفالك؟ إذا كان الأمر كذلك، فقد تكون قيمتك الأساسية هي حماية عائلتك.

لماذا نحن عاطفيون جداً؟

عندما نشعر بالغضب أو العجز الشديد؛ فذلك لأنَّنا نحمي إحدى قيمنا الأساسية؛ فالاستقرار المالي والأمان والمعتقدات ومساعدة الآخرين والتقبل والاحترام والاستقلال كلها أمثلة على القيم الأساسية.

كما تُظهر لنا المشاعر الإيجابية أكثر الأخلاقيات التي تحظى باحترامنا؛ إذ إنَّ رؤية الأسرة سعيدة، وتحقيق نجاح كبير في العمل، وتعلم مفاهيم جديدة، كلها أشياء يجب الانتباه لها.

فكر في أكثر شخص يعجبك ولماذا؟ ما هي الصفات أو الإنجازات المثيرة للإعجاب بالنسبة لك؟

إقرأ أيضاً: قراراتك منطقية أم عاطفية!

كيف تساعدك القيم الأساسية على عيش الحياة التي تريدها؟

عندما توائم قيمك الأساسية مع ما تريده في الحياة، ستزيد فرصك في النجاح أكثر؛ ستساعدك مبادئك الراسخة على المثابرة في الأوقات الصعبة، مما يخلق لديك إحساساً بالإنجاز.

من ناحية أخرى، إذا كانت أهدافك الكبيرة لا تدعم مبادئك، فسيكون من السهل الانسحاب عندما تصبح الأمور صعبة.

التعلُّم من الأشخاص الذين فهموا الحياة بشكل صحيح:

أرادت أوبرا وينفري (Oprah Winfrey) في أثناء سنوات نشأتها أن تصبح معلمةً لإلهام الطلاب لتحقيق أكبر إمكاناتهم؛ ويمكنك أن تلاحظ كيف أدرجت هذه القيمة في إنشاء شبكة أوبرا وينفري (OWN) الناجحة للغاية.

مايكروسوفت (Microsoft) مثال آخر على تواؤم القيم مع الأهداف المُراد بلوغها، فقد كانت مهمة بيل جيتس (Bill Gates) أن يصل جهاز الكمبيوتر إلى كل منزل في أمريكا؛ إذ كانت قيمته الأساسية هي الفوز؛ فقد غُرِسَت فكرة الفوز في ذهنه منذ أن كان طفلاً؛ إذ شجعه والداه هو وأخوته على التنافس ضد بعضهم بعضاً.

سواءٌ كان ذلك أمراً صحيحاً أم خاطئاً، فقد دفع إحساسه بالوصول إلى القمة إلى الاستمرار في عمله.

كما استوحى بليك ميكوسكي (Blake Mycoskie)، مؤسس أحذية توم (Tom’s Shoes)، فكرته بعد لقاء بعض النساء في مقهى في الأرجنتين؛ إذ كانوا يوزعون الأحذية على الأطفال المحتاجين، فقرر أن يقدم يد المساعدة؛ وعلى الرغم من أنَّ نواياه لم تكن تتعلق بالإيثار تماماً، إلا أنَّ التجربة لمست الوتر الحساس لأفكاره؛ وقُدِّرَت قيمة أرباحه بـ 625 مليون دولار أمريكي في عام 2018.

إقرأ أيضاً: كيف توائم بين حياتك المهنية ومفهومك الشخصي للنجاح؟

2. محبة الأمور التي تفعلها:

الخطوة التالية هي معرفة الأمور التي تثير حماستك، وإذا كنت لا تعرف ما هي، فكر في اهتماماتك أو هواياتك الكبيرة، اسأل نفسك:

  • ما أكثر شيء يثير فضولك؟
  • ما الذي يأسر أحلامك؟
  • متى شعرت بفرح وسعادة؟

أجرِ عصفاً ذهنياً واكتب كل شيء، ثم ألقِ نظرة على ما كتبته وضع دائرة حول العناصر المتشابهة،واسأل نفسك هذا السؤال هل هناك فكرة واضحة؟ استخدم هذا التمرين لإطلاق العنان للأفكار حول طريقة دمج شغفك أو اهتماماتك في المستقبل.

3. البقاء في المجال الذي تبرز فيه عبقريتك:

إذا كنت ترغب في إنجاز الأشياء بجهد أقل ومتعة أكبر، وأن تعيش الحياة التي تريدها، استخدم منطقة العبقرية الخاصة بك، وهي المواهب التي خُلقْتَ وأنت تتمتَّع بها.

عندما تقضي معظم وقتك في العمل من هذه المنطقة، فإنَّ الأمر يتطلب جهداً ذهنياً أقل.

هل أنت الشخص الذي يلجأ إليه الناس عندما يحتاجون إلى أفكار إبداعية؟ هل تعتمد على الأرقام والبيانات؟ هل تكتب الأشياء الخاصة بك؟ كما يجب أن تكون على علم بالجوانب التي لست موهوباً فيها، هل تشعر بالتوتر عند التفكير في الحسابات؟ هل تحب فكرة التنظيم، وستفقد صوابك إذا لم تستخدمها؟

أنت بحاجةً أيضاً إلى إيجاد حلول للجوانب التي لست قوياً فيها؛ لذلك في أثناء تصميم مستقبلك، كن حريصاً على هيكلة منطقة العبقرية الخاصة بك، وتجنب نقاط ضعفك قدر الإمكان.

قاعدة 80/20:

يتيح لك قضاءُ 80% من الوقت في المجالات التي تبرز فيها عبقريتك قضاءَ 20% من الوقت في المجالات التي تحظى بتقديرٍ أقل بالنسبة إليك. وستسمح لك هذه المعادلة بالتطور بسرعة أكبر وبجهدٍ أقل بكثير.

إقرأ أيضاً: ما هي قاعدة 80/20؟ وكيف تساعدك في تحقيق النجاح؟

4. الحذر من الأمور المدمرة:

قد تتحرك بسرعة ثابتة، ويكون دافعك عالٍ، كما يمكنك تصور النتيجة النهائية وأنت تحاول أن تعيش الحياة التي تريدها، ثم يأتيك من حيث لا تدري من يهجم ويدمر مساراتك؛ قد يظهر ذلك على شكل مماطلة أو إرهاق أو خوف أو مقاومة.

طريقة التغلب على الأمور المدمرة:

يناقش غاي هندريكس (Gay Hendricks) في كتابه "القفزة الكبيرة" (The Big Leap) مفهوم مشكلات الحد الأعلى (upper limit problems)؛ إذ نمتلك جميعاً منطقة راحة مصممة لحمايتنا من الإحراج والخجل والاستنكار.

عندما ندفع أنفسنا إلى مستوى جديد من النجاح، يتوجب علينا اختراق إرشادات السلامة الوهمية الخاصة بنا، ويسمي هندريكس هذه العوائق بـ "مشكلات الحد الأقصى"؛ فإذا شعرت بمقاومة أو أي أثر من الآثار المدمرة المذكورة أعلاه، فهذه إشارة رائعة تدل على أنَّك تخرج من منطقة الأمان الخاصة بك.

تَقَبَّل هذه الصعوبات بوصفها علامات إيجابية، وابحث بسرعة عن طرائق للمثابرة، فكلَّما تخطيت الحد الأقصى للمشكلات، زادت ثقتك بنفسك ونجاحك. واطلب المساعدة من كوتش أو منتور أو صديق لمساعدتك في إيجاد طرائق للتغلب على هذه العقبات المدمرة.

5. إنشاء مخطط للعيش وفق خطة معينة:

خطوتك الأخيرة هي إنشاء مخطط مع معايير مرجعية؛ سيساعدك هذا التمرين على البقاء على المسار الصحيح، وبالإضافة إلى ذلك، ستشعر بمزيد من الواقعية وأنت تحاول تحقيق أهدافك.

ضع أهدافاً صغيرة تقودك إلى هدفك النهائي، وفصِّل ما يجب أن تنجزه أسبوعياً؛ وحاول تحقيق جزء كبير على الأقل من هدفك كل أسبوع، ومن الأمثلة على ذلك: إجراء مقابلات تلفزيونية، والتقدم إلى منصب هام، والاتصال بشخص له أثر عظيم، وما إلى ذلك.

تذكر، مع استمرار هذه الرحلة، سينمو حماسك مع تحقيق أهدافك الصغيرة.

الخلاصة:

ستتمكن من إنشاء مستقبل مُرضٍ ورائع من خلال دمج قيمك الأساسية وشغفك ومنطقة العبقرية الخاصة بك معاً؛ لذا اطَّلع على الأمور المدمرة بالنسبة لك، وكن مستعداً للتخلص منها عندما تشعر بهم، واستمتع بإنشاء مخطط لعيش الحياة التي تريدها، فهذه خريطتك للحياة المذهلة التي تسير نحوها.

 

المصدر




مقالات مرتبطة