على الرغم من ذلك هذه ليست الإجابة الوحيدة عن التساؤل الذي تمّ وضعه كعنوان للمقال، فهناك مدرسة تقول بأن العاطفة وحدها لا تكفي، ويجب عمل توازن بين العاطفة والمنطق عند صناعة قرار، وهناك رأي ثالث يقول إنه لا يوجد قرار صائب بلا منطق بل إنّ دخول العاطفة سبب في ارتفاع نسبة الخطأ في قراراتنا!
وأنت لأي المدارس تميل؟ ما رأيك قبل ترجيح مدرسة أن تضع نفسك مكان أحد الشباب وتتخذ قراراً في دراسة الحالة التالية: (قرر شاب الزواج، وكان لديه ثلاثة خيارات لثلاث فتيات جميلات، فقام بإعطاء كل فتاة من هؤلاء 5 آلاف دولار، فقامت الأولى بصرف كامل المبلغ على نفسها وعلى زينتها، وقامت الثانية باستثمار المبلغ بالكامل، بينما الثالثة صرفت كامل المبلغ على الشاب نفسه)! لو كنت مكان الشاب أي فتاة ستتزوج؟!
لا نحتاج إلى إجابتك الآن ولا نحتاج إجابتك على عنوان المقال! لكن ما أردنا الذهاب إليه هو أننا اليوم في عالم متسارع جداً في أحداثه وتغيراته وتحدياته لذا معظم قراراتنا عاطفية، ونتخذ قرارات سريعة بناء على ما نريد، لا على ما نحتاج! ومع هذا حتى الأحداث المفصلية التي لا تحتاج إلى قرار عاجل فإننا نميل إلى العاطفة في اتخاذها! لذا لا يمكن إهمال دور العاطفة في منظومة صناعة القرار، فالسؤال الأهم كيف نتحكم في مشاعرنا الأساسية لصناعة قرار منطقي؟!
شاهد بالفيديو: 7 طرق لتحسين مهارة اتخاذ القرار
وضع روبرت بلوتشيك (Robert Plutchik) عام 1980م مخططاً عاماً للعواطف عرف باسم عجلة بلوتشيك للعواطف، وهي عبارة عن أربع عواطف أساسية والمضاد لها (السعادة والحزن – الثقة والاشمئزاز – الخوف والغضب – المفاجأة والتوقع)، وبناء على هذه العواطف يمكن الخروج بأربع قواعد تساعد على صناعة قرار منطقي من خلال التحكم بهذه العواطف الأساسية.
قواعد صناعة القرار المنطقي:
أولاً: لا تتّخذ قراراً في حالة الفرح الشديد أو الحزن الشديد، لأنها في الغالب قرارات غير منطقية واستجابة سريعة لمشاعر لحظية في الغالب نتائجها عكسية على المدى البعيد.
ثانياً: لا تبن قراراتك بناء على الأشخاص بل على السلوك، ولا تجعل الحكم على السلوك بناء على الأشخاص! حتى لا تبني مشاعر الثقة بناء على مشاعرك المتقلبة تجاه الأشخاص وقربك وبعدك منهم.
ثالثاً: لا تصدر أحكاماً أو قرارات في لحظات الخوف والغضب، لأنها من المشاعر المهددة للعقل وتعمل شللاً لمنظومة بناء القرار المنطقي وتحجم الإدراك، مما ينتج عنه قرار مشوه لأن العقل لا يعمل تحت التهديد.
رابعاً: ارفع مهارتك في بناء القرارات والتصورات المستقبلية، بناء على حساب الفرص والمخاطر المتوقعة وعدم جعل المفاجأة هي الأساس لكل قراراتك، بل اجعل حتى المفاجأة محسوبة.
في النهاية، عليك أن تتذكّر أن لا تتخذ قراراً في حالة الفرح الشديد أو الحزن الشديد، كما عليك بناء قراراتك بناء على السلوك، لا على الأشخاص، وتجنب الأحكام أو القرارات الصادرة في لحظات الخوف والغضب كونها تعمل شللاً لمنظومة بناء القرار المنطقي. وارفع مهارتك في بناء القرارات والتصورات المستقبلية بناء على حساب الفرص والمخاطر المتوقعة.
المصدر: صحيفة مكة
أضف تعليقاً