5 أسباب تشجعك على طلب المساعدة عوضاً عن تقديمها في العمل

من الطبيعي أن يفكر المؤسسون وأوائل الموظفين الذين عُيِّنوا في شركاتهم على نحو شخصي، فبعض أصدقائي يتحدثون عن عملهم كما يتحدث الآخرون عن أطفالهم؛ هذا الأمر إيجابي في بعض الأحيان؛ إذ يزيد الاهتمام العميق بشركتك كمية الجهد الذي تبذله لتنميتها ويدفعك إلى التفكير بعمق قبل اتخاذ قرارات بشأنها، ومن ناحية أخرى، قد يصل هذا الاهتمام إلى حد يصبح فيه غير صحي، على سبيل المثال، إذا استثمرت كافة مصادرك وطاقتك في شركتك، وفشلت، ستتحطم نفسيتك وستفلس أنت أيضاً.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن "جون بويتنوت" (John Boitnott) والذي يُحدِّثنا فيه عن أهمية طلب المساعدة عوضاً عن تقديمها لتشكيل فريق فعال.

علاوةً على ذلك، قد يصعب عليك التوقف عن أداء المهام اليومية حين يحين الوقت إذا كنت تكترث لهذه الدرجة، لقد واجهت أنا شخصياً صعوبة بالغة في الاتكال على أيِّ شخص آخر لأداء العمل في شركتي، لكن حالما تمكَّنت من فعل ذلك في النهاية حصلت على نتائج إيجابية فاقت بكثير السلبيات؛ لذا أستعرض هنا 5 أسباب تشجعك على طلب المساعدة من موظفيك عوضاً عن تقديمها لهم:

1. عدم رغبة الناس في أن تقدِّم لهم المساعدة:

وجدت دراسة أجرتها "جامعة ولاية ميشيغان" (Michigan State University) عام 2018 أنَّ الموظفين في الغالب لا يكونون سعيدين حين يعرض عليهم زملاؤهم في العمل المساعدة؛ لذا من الأفضل أن تنتظر إلى أن يطلب منك الشخص الآخر المساعدة أولاً، وتشرح الدراسة أنَّه بالنسبة إلى العديدين قد يكون من المزعج عرض تقديم المساعدة وعدم تلقي الامتنان بالمقابل، مما يثنيهم عن عرضها مجدداً.

هذه معلومة هامة في سياق إدارة الشركات، ويمكن استنتاج أمرين منها؛ أولاً، يجب عليك أن تطلب المساعدة من موظفيك عوضاً عن انتظار تقديمهم لها بأنفسهم، وثانياً، يجب أن تعامِل موظفيك بالطريقة نفسها، فلا تزاحمهم وتعرض المساعدة ما لم يطلبوها منك، ومن الضروري أن تتذكر هذه الأمور وتطبِّقها؛ وذلك لأنَّها تؤثر في صحة واستمرارية شركتك.

إقرأ أيضاً: كيف تطلب المساعدة عندما تخشى ذلك؟

2. عدم قدرتك على إنجاز كل شيء بنفسك:

مهما شعرت بأهمية كل قرار، لكن من المستحيل أن تفعل كل شيء بنفسك، مع نمو شركتك ستضطر إلى تفويض شخص آخر بأداء بعض أنواع المهام كي تستثمر وقتك بالعمل على أمور أهم، علاوة على ذلك، يستحيل أن تكون خبيراً في جميع المجالات، وسيحقق توكيل موظفين محترفين بأداء وظائف محددة نتائج أفضل.

3. اكتساب موظفيك الكفاءة مع مرور الوقت:

قد تعتقد بأنَّك أدرى بما يجب فعله ولهذا يجب أن تتولى مسؤولية المشروع وحدك، ولكن حتى لو كنت على حق، يجب أن تطلب المساعدة؛ لأنَّ ذلك يساعد موظفيك على النمو، لقد لاحظت كيف يشعر الموظفون بالإحباط حين أعمل على مشروع دونهم، على سبيل المثال، عندما كنت أُعيد تصميم الصفحة الرئيسة لموقع الويب الخاص بي، كنت أعرف بالضبط ما أريده، فقمت بإجراء التغييرات بنفسي، لكنَّ أعضاء فريقي تفاجؤوا حين عرضت الصفحة الجديدة وطلبت منهم إنهاء تنفيذها، فقد كانوا يشعرون بأنَّ الموقع هو ملكهم بقدر ما هو ملكي ولم يكونوا سعيدين بأنَّني حرمتهم من فرصة إبداء رأيهم وتقديم المداخلات؛ لذلك بعد أن تلقَّيت العديد من الشكاوى، عقدت اجتماعاً عبر الإنترنت مع الموظفين وشرحت لهم سبب قراري ثم اعتذرت إليهم.

حين تطلب المساعدة من الآخرين فأنت تسمح لهم بالمشاركة في تحمُّل مسؤولية النتيجة، وحتى لو اقتصر ذلك على جزء صغير من العمل، كما ستساعدهم على فهْم طريقة تفكيرك وخياراتك أفضل فهمٍ، ومع مرور الوقت، سيتمكَّنون من تحمُّل مسؤوليات أكبر وإنجاز العمل كما ترغب.

4. تفويض المهام:

قليل منا يستمتعون بجميع أنواع العمل، فإعادة تصميم موقع إلكتروني يتطلب مهارات مختلفة تماماً عن تلك التي تحتاج إليها في أثناء التحدُّث مع الزبائن، بغضِّ النظر عما تجيد فعله، إنَّ تفويض المهام التي لا تريد العمل عليها لشخص آخر يفسح لك المزيد من الوقت للعمل على الأمور التي تحبها؛ وقتك ثمين، وسيعود قضاؤه في العمل على أمور تحبها وتبعث فيك النشاط على شركتك بفوائد كبيرة؛ إذ ستكون أسعد وأكثر إنتاجية حين تعثر على طرائق للاعتماد على مَن حولك لأداء بعض المهام وطلب المساعدة منهم على تنفيذ غيرها.

شاهد بالفيديو: 9 مفاتيح للتفويض بنجاح

5. تجنُّب إزعاج الآخرين:

من الضروري بالطبع الحفاظ على جودة النتائج في شركتك، لكن على الرغم من هذا لا يمكنك إدارة الناس من حولك إدارة تفصيلية، في الدراسة التي ذُكِرت منذ قليل، وجد بروفيسور الإدارة "راسل جونسون" (Russel Johnson) في "جامعة ولاية ميشيغان" (Michigan State University) أنَّ الموظفين "يبدؤون بالتشكيك في كفاءتهم ويشعرون بأنَّ هناك خطراً يهدد استقلالهم في مكان عملهم" حين تسألهم ما إذا كانوا بحاجة إلى المساعدة؛ تخيَّل كم سيكون الوضع أسوأ وكم سيشعر موظفوك بالإهانة إذا أمليت عليهم ما يجب أن يفعلوه؛ لهذا من الأفضل أن تتَّبع أسلوباً أدق.

يجب أن يفشل الناس ويتعلموا من أخطائهم، ودورك كقائد مساعدتهم على تعلُّم كيفية التعامل مع الفشل، وقد يسبب ذلك بعض المشكلات البسيطة على الأمد القصير، لكن سيكون له أثر إيجابي على الأمد الطويل. ستتمكن من التركيز على النشاطات الأهم وتشكيل فريق فعال ومندفع عبر طلب المساعدة، وتقديمها تقديماً مدروساً.

المصدر




مقالات مرتبطة