أجرت شركة "لايف ووركس" (LifeWorks) بحثاً بالتعاون مع "إتش أر. كوم" (HR.com) أشارت فيه إلى أنَّ 71% من أرباب العمل يُجمِعون على حاجة موظفيهم إلى المساعدة على إدارة مستويات التوتر؛ إذ ترتفع مستويات التوتر خلال العطلات؛ وهذا يَضُرُّ بصحة وسلامة الموظف بشكلٍ مباشر؛ لذا يجب على أرباب العمل أن يستثمروا في تحسين صحة وسلامة الموظفين، وإلَّا فسيفقدون أصحاب المواهب؛ إذ يبحث 52% من الموظفين بنشاطٍ عن فرص عملٍ جديدة - على الأقل جزئياً - بسبب عدم تعاون رب العمل في الاعتناء بصحتهم وسلامتهم.
إليك مسببات التوتر في مكان العمل خلال مواسم العطلات، مع بعض النصائح لأرباب العمل للمساعدة على تحسين صحة وسلامة الموظفين:
1. زيادة أعباء العمل:
تُعَدُّ مواسم العُطَل فرصةً لراحة الموظفين والابتعاد عن أداء المهام؛ لذا من الهام احتواء التوتر الذي يترافق مع العمل خلال مواسم العُطل من خلال إظهار التقدير للموظفين.
أَنشِئ بعض الحفلات ضمن بيئة العمل، التي يُركَّز فيها في نشاطات تفاعلية لتكريم الموظفين الجادين في العمل، وشجِّع الموظفين على ترشيح زملائهم الذين أبلوا بلاءً حسناً خلال هذه المواسم، ثم انشر الأسماء في مكان عام.
يمكن جمع الفِرَق وقراءة أسماء الموظفين المجتهدين بصوتٍ عالٍ ومكافأتهم بالهدايا في نهاية كل أسبوع.
2. تناول طعام غير صحي:
تُعَدُّ التغذية الصحية إحدى الجوانب الرئيسة لصحة الموظفين، التي يكافح الكثيرون لإدارتها؛ لهذا ينبغي ألَّا يواجه الموظفون صعوبةً في إرضاء أذواقهم واتِّباع النظام الصحي ضمن بيئة العمل، فمن الشائع استبدال نمط الطعام الصحي مع اقتراب موسم الاحتفالات؛ إذ تُستَبدَل الحلويات الصحية والفواكه الطبيعية بنظيراتها المُعلَّبة، ويعتمد الموظفون على خيارات الطعام غير الصحي على مدار اليوم؛ وهذا سيؤثر سلباً في صحتهم.
كما وجد تقرير بأنَّ نحو 19% من أصحاب العمل يلاحظون حاجة موظفيهم إلى المساعدة على تنظيم تناول الأطعمة الصحية في مكان العمل؛ لهذا اعقد مسابقة بعنوان "العطلات الصحية" على سبيل المثال؛ إذ يشارك الموظفون بقوائم طعامهم ويتنافسون لفقدان الوزن، وفي نهاية التحدي يمكن الإعلان عن الفائزين بحصولهم على مكافآت صحية مثل أجهزة تتبُّع اللياقة البدنية والأحذية الرياضية وزجاجات المياه.
شاهد بالفديو: 4 طرق للاستفادة من عطلة نهاية الأسبوع والعودة إلى العمل مفعماً بالطاقة
3. الضغوطات المالية:
يؤكد 23% من أصحاب العمل حاجة موظفيهم إلى المساعدة على إدارة أموالهم في مواسم الاحتفالات، ويرتبط الضغط المالي غالباً بموسم تقديم الهدايا.
في الواقع وفقاً لاستطلاعٍ أجراه "الاتحاد الوطني للبيع بالتجزئة" (National Retail Federation): يتوقَّع فيه المتسوقون في الولايات المتحدة إنفاق الشخص نحو 967 دولاراً في موسم العطلات الحالي؛ لهذا يجب على أرباب العمل القيام بدَورٍ فعال لمساعدة الموظفين على إدارة هذه الضغوطات المالية؛ فشجِّع الموظفين على الاستفادة من موارد الإدارة المالية المتاحة في الشركة مثل ورش العمل لتحسين الحالة المالية أو الندوات التي تُعلِّم تخطيط الميزانية؛ وذلك لمساعدتهم على فهم ومراقبة الميزانية. كما يمكن استضافة ورشة عمل بعنوان "الموازنة المالية خلال العطلات" على سبيل المثال؛ وذلك لمساعدة الموظفين على وضع خطة إنفاق مسؤولة ومنح الموظفين حسماً على الهدايا التي يشترونها من متجر خاص بالشركة.
عندما يتحكم الموظفون بالميزانية ويقلِّصون إنفاقهم للمال، فسيتمكنون من التركيز بشكلٍ أفضل في إدارة مسؤولياتهم في العمل.
4. الاكتئاب:
غالباً ما يرتبط موسم الأعياد بإظهار مشاعر الامتنان والاحتفال، ولكنَّه قد يكون موعد استعادة الذكريات الأليمة أيضاً؛ لهذا قد تؤثر بعض الظروف في أثناء العطَل في ظهور القلق أو الاكتئاب، وبما أنَّ صحة الموظفين النفسية موضوعٌ هام وشديد الحساسية، فسيحتاج رب العمل إلى معالجته بعناية.
يمكن تخفيف وطأة المشاعر السلبية التي تصاحب مواعيد العُطَل بمشاركة تجربتك الشخصية للاكتئاب مع موظفيك، كما سيعمل الحوار المفتوح حول الأعراض على إيجاد حلول وبدائل لإدارة الأزمات النفسية المؤقتة. حالما يشعر الموظفون بالراحة للحديث عن مشكلاتهم النفسية، فسيميلونَ أكثر إلى استعمال خدمات المشورة عبر برنامج مساعدة الموظفين (EAP)، الذي يُعزِّز صحة وسلامة الموظفين عموماً.
إذا رغب رب العمل في إنشاء بيئة يشعر فيها الموظف بالدعم والراحة النفسية، فلا بُدَّ من تشكيل مجموعات موارد الموظفين؛ إذ يجتمعون أسبوعياً ويناقشون التحديات علناً ويتبادلون الحلول مع بعضهم بعضاً ويساندون بعضهم بعضاً.
5. المرض:
لا تسود الاحتفالات السعيدة ونشاطات تبادل الهدايا جميع ساعات مواسم الاحتفالات؛ وذلك لأنَّ التجمعات قد تكون بكل سهولة مصدراً لكثير من الأمراض مثل نزلات البرد أو الإنفلونزا، ولن يرغب رب العمل في رؤية موظفٍ مريض يعطس في المكتب وينشر الجراثيم إلى بقية القوى العاملة بأكملها؛ وهذا سيسبب مزيداً من الإجازات المَرضيَّة.
روِّج إلى سياسةٍ تثني المرضى من الموظفين عن القدوم إلى العمل لمنع انتشار نزلات البرد. وانشر قانون (R3) وهو: "الراحة، والاسترخاء، والعودة" (rest, relax, and repeat).
كما يمكنك إنشاء وتوزيع "دليل النظافة" لتعليم الموظفين قواعد النظافة الشخصية، بالإضافة إلى استضافة منتدى بعنوان "تجمعات النظافة" لمراجعة النصائح حول كيفية الحفاظ على الصحة ومنع انتشار الجراثيم خلال موسم العطلات ضمن بيئة العمل؛ وذلك لأنَّ اليد العاملة المتعلمة هي الأكثر صحة.
ابدأ بتحسين خدمات صحة وسلامة الموظفين الآن؛ وذلك لمنع هذه العقبات الشائعة خلال العطلات من تعطيل سير العمل؛ فعندما نُجهِّز الموظفين بشكلٍ كامل لمواسم الاحتفالات، فنحن نمكِّنهم بهذا من إدارة صحتهم بشكلٍ أفضل والبقاء بأفضل إنتاجية خلال أيام نهاية العام.
أضف تعليقاً