كيف يمكنك الاختيار بين المال والشغف؟
نقدم لك بعض النصائح التي تساعدك على الاختيار بين المال والشغف
1. قيِّم وضعك الحالي
السيناريو (أ): الشغف مع قلة المال
لنلقي نظرة على السيناريو (أ)، حيث تتبع شغفك الذي قد لا يكون مربحاً جداً. على الرغم من أنك تحب كل دقيقة من متابعة شغفك وتحصل على الكثير من الإشباع منه، إلا أنك تجد صعوبة في التركيز على هذا المسار عندما تواجه قيوداً مالية حقيقية. المال لدفع الفواتير، والمال للقيام بأشياء أخرى تحبها، والمال للعيش بكرامة.
السيناريو (ب): المال دون شغف
ثم هناك السيناريو (ب)، حيث تبقى في وظيفتك المربحة ذات الآفاق الواسعة، ولكنّك لا تشعر بالشغف تجاه العمل. تستمر في العمل يوماً بعد يوم من خلال تجاهل رغباتك الداخلية الحقيقية. يطغى الشعور بالتخدير الذي تشعر به على المزايا الخارجية التي تقدمها وظيفتك، مثل حزمة المزايا الجذابة التي تسمح لك بالحصول على السلع المادية والعيش بهناء والتفاخر بالعمل في شركة مرموقة وما أشبه ذلك. ومع ذلك، هذا الإشباع مؤقت لأنَّك ستشعر بالفراغ الداخلي على الأمد الطويل.
ما الذي يجب فعله هنا؟ لكل من الخيارين إيجابياته وسلبياته، ولكن لا يوفر كل منهما الرضا الكامل لنا. يتيح لك السيناريو (أ) تحقيق الإشباع العاطفي، ولكن ليس من حيث الاحتياجات المادية. بينما يتيح لك السيناريو (ب) تحقيق الإشباع على المستوى المادي، ولكن ليس عاطفياً.
الإجابة هي: ليس أياً منهما، فثمّة سيناريو ثالث حيث يمكننا تلبية جميع احتياجاتنا.
2. لا تقيّد نفسك
لا تقيّد نفسك بالقيود التي يفرضها العالم من حولك. فالناس غالباً ما يقيدون خياراتهم بالشغف أو المال بناءً على ما يرونه في محيطهم. ولكن إذا بحثنا عن حلول تلبي شغفنا واحتياجاتنا في هذا العالم، فسنعثر على حلول غير مثالية. مثل وظائف التدريس ذات الأجور المنخفضة، أو المنظمات غير الربحية التي تعاني من البيروقراطية والممارسات السيئة، أو المسارات المهنية شبه المعدومة في مجالات الفن والموسيقى. وتزداد قتامة الوضع مع الأمثلة الواقعية، مثل الفنانين الذين يعانون من تراجع مبيعات معارضهم، أو الموسيقيين الذين يكدحون في مسيرتهم الموسيقية دون تحقيق النجاح المنشود.
لا تدع آراء الآخرين أو توقعاتهم تحد من طموحاتك. سواء كانوا منتورز أو معلمين أو أهل أو أصدقاء أو زملاء، فمن المهم ألا تقيد نفسك بناءً على ما يقوله الآخرون. أنت فرد متميز، ولديه احتياجات وآمال خاصة به.
إذا تركت الأمر للعالم الخارجي لتلبية جميع احتياجاتك، فلن تجد حلول مرضية تماماً. فالعالم الحقيقي يخلق فرصاً تعكس احتياجات الآخرين، وقد لا تلبي احتياجاتك بالكامل. أما احتياجاتك الخاصة، فيمكن تلبيتها من خلال خلق فرصك الخاصة، وشق طريقك نحو تحقيق رؤيتك المثالية.
اعلم أنّ خياراتك محدودة فقط بقدر ما تسمح لها أن تكون كذلك. إذا شعرت أن عملك الذي تشغف به أقل ربحية من وظيفتك الحالية، فذلك لأنك عرَّفته على هذا النحو. وإذا لم يكن شغفك مهنة بدوام كامل، فذلك لأنّك اخترت أن يكون كذلك.
وإذا لم يتمكن شغفك من تلبية احتياجاتك المادية، فذلك لأنك اعتقدت أنّه لا يمكنه ذلك. لذا، دع روحك المبدعة والطموحة تتحرر وتنطلق نحو آفاق جديدة، وثق بقدرتك على خلق الفرص التي تلبي احتياجاتك وتجعلك تشعر بالرضا والإنجاز.
شاهد بالفيديو: 10 أسباب تجعل اتباع شغفك أكثر أهمية من المال
3. كن على دراية باحتياجاتك
اعرف جميع احتياجاتك، إذ من الشائع التركيز فقط على الشغف والمال، ولكن هناك احتياجات أخرى يجب أخذها بعين الاعتبار. هناك أربعة جوانب رئيسة تشكِّل الإنسان: العقل، والقلب، والجسد، والروح. ولكل جانب مجموعة من الاحتياجات التي يجب تلبيتها حتى نعيش الحياة الكاملة التي نتوق إليها. اطرح على نفسك هذه الأسئلة:
العقل
ما هي احتياجاتك العقلية؟ وتشمل الرغبة في التعلم والنمو، وممارسة الإبداع، وتحفيز التفكير، وما أشبه ذلك. ما هي المهارات والقدرات التي ترغب في تنميتها؟
الجسد
ما هي احتياجاتك الجسدية؟ هي الاحتياجات الفسيولوجية الأساسية مثل الطعام والماء والمأوى والنوم، وما أشبه ذلك. كما تشمل ما تحتاجه للعيش بطريقة مرضية ومريحة بالنسبة لك، مثل دخلك، والاحتياجات المادية، وغير ذلك. ما هي احتياجاتك الصحية؟ ما الذي تحتاج إلى فعله للحفاظ على صحة جسدك في أفضل حال؟ وما الذي تحتاج إلى فعله للبقاء بصحة جيدة؟ ويشمل ذلك ممارسة الرياضة والنظام الغذائي.
القلب
ما هو شغفك؟ ما الذي يدفعك للمضي قدماً في الحياة كل يوم دون كلل؟ ما هي احتياجاتك من الحب والانتماء؟ وتشمل العلاقات مع العائلة والأصدقاء والشركاء. ما هي احتياجاتك من التقدير؟ على سبيل المثال، الرغبة في الإنجاز، واحترام الآخرين، وتقدير الذات، وما أشبه ذلك.
الروح
ما هي احتياجاتك الروحية؟ ما هو الوعي الروحي الذي ترغب في تحقيقه؟ وما هو المستوى الروحي الذي ترغب في الوصول إليه؟ ما هي التزاماتك ومسؤولياتك؟ مثل المسؤوليات تجاه والديك وعائلتك والمجتمع والوطن، وما أشبه ذلك. قد يكون ذلك لدعم عائلتك، أو المساهمة في المجتمع، أو العطاء، وغير ذلك.
بالنسبة لإجاباتك:
- كن صادقاً مع نفسك واكتب ما تشعر به حقاً. لا تدع آراء الآخرين أو توقعاتهم تؤثر في قراراتك. على سبيل المثال، ربما يظن البعض أنّ إعادة جزء من دخلهم إلى المجتمع هو واجب عليهم، لكن إذا لم تكن مقتنعاً بذلك، فلا تعدّه واجباً عليك.
- ركز على احتياجاتك الأساسية، فهي العوامل التي تجعل حياتك أكثر اكتمالاً وإشباعاً. إذا لم تتحقق إحدى هذه الاحتياجات، فلن تشعر بالسعادة الكاملة. سواء كان ذلك يتطلب كسب 100,000 دولار شهرياً أو 1,000 دولار فقط، اكتب ما تحتاجه حقاً لتحقيق سعادتك.
- لا تقيد نفسك بواقعك الحالي. تخيل أنَّك تمتلك الحرية المطلقة في طلب أي شيء من الكون. لا تهتم بما إذا كان ذلك ممكناً أو منطقياً، بل ركز على ما سيجعلك سعيداً حقاً.
4. كن مهندس حياتك: صمم رؤيتك
تخيل نفسك المهندس الذي يصمم حياتك
أي أنك تصمِّم السيناريو المثالي الذي يلبي جميع احتياجاتك ورغباتك. اسأل نفسك: إذا كان بإمكان الكون منحك أي شيء، فما الحياة التي تحلم بها حقاً؟ هذه هي وجهتك النهائية، وهي المسار الذي يجمع بين العقل والجسد والقلب والروح. إنّها الرؤية التي ستحفزك وتمكنك من تحقيق أقصى إمكاناتك.
كن مبدعاً وحرر عقلك
اكتب كل ما تتخيله لرؤيتك، سواء كان ذلك بدء مشروعك الخاص، أو السفر إلى أماكن جديدة، أو امتلاك منزل أحلامك، أو حتى تقديم برنامجك التلفزيوني الخاص. لا تضع أي حدود لخيالك، فهذه فرصتك لإطلاق العنان لأفكارك.
عند الانتهاء من تصميم رؤيتك، تأملها جيداً واسأل نفسك
هل ستكون سعيداً تماماً في هذا السيناريو؟ هل يلبي كل حاجة لديك؟ إذا وجدت أنَّ هناك نقصاً أو حاجة لم تؤخذ بعين الاعتبار، فهذا يعني أنك بحاجة إلى إعادة النظر في رؤيتك وتعديلها حتى تمثل الحياة التي تحلم بها حقاً.
5. شق طريقك إلى حلمك
عندما تنتهي من تصميم رؤيتك، انظر إلى وضعك الحالي. أين تقف الآن؟ ما الذي تحتاجه للوصول إلى نقطة النهاية؟ ما العراقيل التي تمنعك من الوصول إلى وجهتك؟ ربما لا تمتلك المهارات أو المعرفة اللازمة لتحقيق هدفك النهائي. أو ربما أنت غير متأكد من كيفية الوصول إليه. أو قد يكون نقص المال عائقاً أمام بدء العمل التجاري الذي تريده. دوِّن كل هذه الأمور.
ابدأ بتحديد كيفية التغلب على هذه العراقيل. إذا لم تمتلك المهارات، ففكر في كيفية اكتسابها. يمكنك ذلك من خلال القراءة الذاتية، أو حضور الدورات التدريبية، أو الاستعانة بكوتش شخصي، وما أشبه ذلك.
وإذا كنت غير متأكد من كيفية الوصول إلى هدفك، فابحث عن الأشخاص الذين حققوا أهدافاً مماثلة. ادرس ما فعلوه وتعلم منهم. تواصل معهم لفهم معاناتهم الأولية والإجراءات التي اتخذوها في تلك السيناريوهات. وإذا لم يكن لديك ما يكفي من المال بعد، فاجعل كسب المال محور تركيزك المؤقت حتى تتمكن من الانتقال إلى الخطوة التالية.
في العموم، ضع خطتك الكاملة للانتقال إلى هدفك النهائي. حدد ما عليك القيام به للانتقال من مكانك الحالي إلى وجهتك.
في الختام
ما الرؤية التي تريد تحقيقها في حياتك؟ كونك المهندس المصمِّم لحياتك، ما التصميم الذي ستختاره لمسيرتك؟ ما الحياة المثالية التي تحقق الانسجام بين احتياجات عقلك وجسدك وقلبك وروحك؟
ارسم هذه الرؤية النهائية. عندما تحدد الوجهة المنشودة، ستتمكن من تحديد الخطوات اللازمة للانتقال من وضعك الحالي إلى هدفك النهائي. خصِّص بعض الوقت يومياً، وليكن 30 دقيقة على الأقل للتخطيط ووضع الاستراتيجيات. وستجد أنَّ الأمور تأخذ مجراها تدريجياً، وتتحقق رؤيتك كما تخيلتها، بل وأفضل مما تخيلتها.
أضف تعليقاً