1. نسب الفضل إلى النفس في إنجاز الأمور، "لقد أنجزتُ العمل بنفسي":
من الشائع عدم اعتراف المتقدمين إلى الوظائف بفضل الآخرين في إنجاز العمل، وهذا ما يثير حفيظة مسؤولي التوظيف.
تُصرِّح الرئيسة العالمية لقسم استقطاب المواهب ضمن فريق عمل تطبيق "دولينغو" (Duolingo) "جوسلين إس. لاي" (Jocelyn S. Lai): "يكمن السبب وراء تعظيم المرشحين لدورهم في المهام المُنجَزة، في أنَّهم يحاولون استعراض مهاراتهم في أثناء المقابلة، ولكن في المقابل، هناك العديد من الطرائق المتواضعة والمنصفة لإظهار المهارات الشخصية أمام لجنة التوظيف".
إذا ما حاول المتقدم نسب الفضل كله إلى نفسه، فمن السهل على خبراء التوظيف اكتشاف أمره، ومن ثمَّ سيخسر فرصته بالتوظيف.
كما صرحت "لاي" أنَّها شهدت اكتشاف مبالغة العديد من الأشخاص عند الحديث عن أدوارهم السابقة في العمل؛ وذلك من خلال عمليات التحقق من الجهات المرجعية، أو من خلال طرح أسئلة مثل: "ما هو دورك المحدد [في المشروع] الذي لا يمكن لأيِّ شخص آخر أن ينسبه إلى نفسه؟".
"بصفتنا مختصين مهنيين نبحث عن أفرادٍ يعرفون كيفية التعاون، وينسبون الفضل إلى صاحبه، خاصةً عند تقديم طلب توظيف لمنصبٍ قياديٍّ أو لإدارة فريق".
لكن انتبه ألَّا تقلل من شأن نفسك أيضاً، تكمل "لاي" قائلةً: "عند استخدام المتقدمين إلى الوظائف ضمير المتكلم "نحن" عند شرح طبيعة عملهم السابقة، فإنَّهم يدفعون مسؤولي التوظيف إلى التساؤل: حسناً، ماذا فعلوا؟ هل كان لهم دورٌ في هذا؟".
2. الحاجة إلى أيِّ مصدر دخلٍ، "أنا بحاجة إلى أيَّة وظيفة كانت":
يبحث الكثير من الناس عن وظيفةٍ لأغراضٍ مالية أو لغرض الاستقرار، ولكنَّ التصريح بهذا لمسؤول التوظيف مباشرةً، سيجعلك تبدو كباحثٍ عن أيِّ عمل يدرُّ عليك مالاً، وليس الدور المحدد الذي تتقدم بطلبٍ للحصول عليه في هذه الشركة بالتحديد.
تقول الخبيرة الاستراتيجية المهنية وكاتبة السيَر الذاتية "تاميكا رايلي" (Tammeca Riley): "لن تظهر استماتة المتقدم للحصول على الوظيفة بوضوح فحسب؛ بل سيعتقد مسؤول التوظيف أنَّه ليس لدى المتقدم اهتمام حقيقي بالشركة والمنصب".
3. الجهل بجهة العمل والمسمى الوظيفي:
قد يواجه الباحث عن وظيفةٍ خيارات عدة مناسبةٍ لمؤهلاته، فيبادر بالتقديم على جميع الخيارات المتاحة، غير أنَّه من الهام جداً أن يولي العناية الكافية لكلٍّ منها؛ إذ يُعَدُّ طرح الأسئلة الأساسية حول الشركة أو توصيف الوظيفة أمراً غير مقبول، وإن دلَّ على شيء، فسوف يدل على عدم التحضير بشكلٍ كافٍ للمقابلة، وهذا لن يلقى استحسان مديري التوظيف؛ إذ إنَّه كان بإمكان المتقدم البحث والوصول إلى المعلومات مسبقاً بسهولة.
تقول "آنا لورا فالكون" (Ana Laura Falcon)، وهي خبيرة استراتيجية مهنية وخبيرة في قسم استقطاب المواهب، إنَّها لاحظَت عدم تذكُّر بعض المرشحين للمسمى الوظيفي الذي قدَّموا عليه؛ وذلك عن طريق طرح أسئلة عن اسم الشركة، ناهيك من الافتقار إلى البحث عن معلوماتٍ حول الوظيفة؛ إذ يُعَدُّ الجهل بالمكان أو المسمى الوظيفي الذي يتم التقديم عليه، سبباً كافياً للرفض؛ لأنَّ مثل هؤلاء المتقدمين لا يعرفون حقاً ما يبحثون عنه.
4. الخروج عن موضوع المقابلة والحديث باستفاضة عن أمور شخصية:
من السهل الخروج عن موضوع المقابلة عند مناقشة الأسئلة ذات النهايات المفتوحة، كما سيسهل البدء بالحديث عن الحياة الشخصية ورحلة الحياة، غير أنَّ الانحراف بالحديث إلى الإطار الشخصي يُعَدُّ خطأً فادحاً، وخاصةً عندما لا تتعلق التفاصيل المطروحة بالوظيفة التي تريدها.
تقول "سارة جونستون" (Sarah Johnston) المؤسسة المشاركة لموقع "رحلة البحث عن العمل" (Job Search Journey): "لنأخذ السؤال الشائع هذا على سبيل المثال: "أين ترى نفسك بعد خمس سنوات؟"، وبصفتي عضواً سابقاً في لجنة التوظيف في الشركات، رأيتُ الباحثين عن عمل يخطئون في الإجابة عن هذا السؤال من خلال الإجابة بمعلومات لا تمتُّ بصلة إلى الوظيفة التي يطمحون بالحصول عليها؛ حيث شارك بعض الباحثين عن عمل رغبتهم في فتح مطعمٍ خاصٍ بهم، أو العودة إلى مقاعد الدراسة، أو الترشح إلى منصبٍ سياسي.
وحتى مع تقدير صدقهم، فإنَّ مسؤول التوظيف لا يقيِّم بالضرورة إمكانية استمرارك في المنصب على مدى خمس سنواتٍ قادمة، ولكنَّه يبحث من خلال إجابتك عن ارتباط المنصب الذي تتقدم إليه بخطة النمو الشخصية المستقبلية"؛ وبعبارة أخرى، حافظ على تناسق إجاباتك وارتباطها بالفرصة الوظيفية التي تقدِّم عليها.
قالت "فالكون" ضمن هذا السياق: "عندما يقدم المرشحون معلوماتٍ شخصية لا علاقة لها بالوظيفة أو بمؤهلاتهم الوظيفية، فإنَّ ذلك يضعف احتمالية الحصول على الفرصة لإثبات مؤهلاتهم أو تميُّزهم".
شاهد بالفديو: كيف تكتب سيرتك الذاتية بشكل احترافي
5. الحديث بسلبية عن فريق العمل السابق، "كرهتُ رئيس عملي الأخير":
حريٌّ بالمرشحين بناء علاقةٍ جيدة مع مسؤولي التوظيف خلال مقابلة التوظيف، ولكن إذا وطدتَ علاقة صداقة مع مسؤول التوظيف فضع في حسبانك أنَّهم ليسوا أصدقاءك أو معالجيك النفسيين؛ بل إنَّهم يقيِّمونك لتوظيفك.
خذ سؤال المقابلة الشائع هذا كمثال: "لماذا تبحث عن تغيير وظيفي؟"، فحتى إن كان سبب بحثك عن عمل هو الهروب من جو العمل السام في الغالب، أو بسبب تصرفات المدير غير المبررة، لا تكن صادقاً جداً في إجابتك.
تُصرِّح "لاي" بقولها: "إنَّ أحد الأسباب التي تدعو المتقدمين إلى الحديث عن مظلمتهم هو أنَّهم لم يجدوا أحداً يشاركونه همومهم؛ لهذا فمن السهل الوقوع في الفخ والميل إلى الفضفضة ومشاركة المعلومات الخاصة؛ بسبب الشعور بالراحة عندما يكون مدير التوظيف ودوداً؛ لكن تذكَّروا أنَّنا ما زلنا في مكانٍ مهنيٍ".
كما أنَّ استخدام الألفاظ البذيئة لوصف رئيس العمل السابق، ينقل محور الحديث بعيداً عن الأمر الهام الذي جئتَ من أجله، بالإضافة إلى أنَّ توجيه أصابع الاتهام إلى رئيسك وزملاء العمل، يحوِّل مجرى المقابلة الوظيفية للحديث عنهم بدلاً من الحديث عن مؤهلاتك أنت.
أضف تعليقاً