لا شك في أنَّ الموظفين يستفيدون من ذلك أيضاً، حيث يلعب المدير دوراً رئيساً في فرص تَقدُّم موظفيه، لذلك كلما زادَت معرفتهم بك وعملك وأخلاقياتك في العمل، زادت احتمالية حصولك على المكافأة.
ترفع العلاقة الصحية والقائمة على الاحترام مع مديرك معنوياتك وترفع إنتاجيتك، وفي المحصلة يمكِن أن تعزز حياتك المهنية، وإن رغبتَ بأن تجمعك ومديرك علاقة تتخطى مرحلة "الانسجام"؛ فإليك خمس نصائح مُقترَحة لتوطيد العلاقة مع مديرك في العمل.
1. بادِر إلى تنظيم اجتماعات شهرية:
ثمَّة فرقٌ بين أن يكون لدى المدير بضعة موظفين وبين أن يكون قائد فريقٍ كبير، حيث يصبح مِن الصعب التواصل مع كلِّ موظف يومياً ومتابعة جميع المهام التي يؤديها كل شخص، لذلك من الهام أن يبادر الموظفون إلى عَقد اجتماعات فردية مع مديرهم خلال الشهر، حيث يساعد ذلك المدير في الاطلاع على سيرِ العمل، ويُظهِر له أنَّ الموظفين يهتمون بوظائفهم، ويحسبون حساباً لأهداف مديرهم وتوقعاته.
قد يكون مديرك مشغولاً؛ ولكن يمكِنك - ومِن الواجب عليك - بصفتك موظفاً أخذ زمام المبادرة للقاء رئيسك على انفراد ولو لمرة واحدة في الشهر على الأقل، واستخدِم هذا الوقت كفرصة لمناقشة حالة مشروعاتك الحالية، ولتقديم أفكارك المستقبلية، وللتأكد من أنَّك تلبِّي أهداف واستراتيجيات مديرك في العمل.
شاهد بالفيديو: 10 طرق لبناء علاقات عمل إيجابية وفعالة
2. أظهِر الإبداع وروح المبادرة:
يرغب كلُّ مدير تنفيذي أو مدير بأن يدير شركةً تزخر بالموظفين المتحمسين والمنتِجين؛ لذا أظهِر حماسك لتولِّي مشروعات جديدة وسيكون النجاح حليفكما أنت ومديرك.
إذا عملتَ في مكتب يَعرُض فيه الأشخاص باستمرار أفكاراً للمنتجات، أو الخدمات، أو المشروعات، أو اقتراحاتٍ لتحسين العمليات الجديدة، فلا تخشَ مِن المشاركة والتطوع لأخذ زمام المبادرة في شيء ما، وإن لم تستطع تقديم اقتراحاتك بسلاسة؛ فاحتفِظ دائماً بقائمة تتضمَّن أفكارك واعرضها في اجتماعاتك الشهرية مع رئيسك في العمل.
يُظهِر الإبداع والاستعداد لأخذ زمام المبادرة لمديرك أنَّك تسعى إلى تطوير شركتك، وهذا لا بُدَّ أن يؤدي إلى تحسين العلاقة بينكما.
3. اسعَ إلى وجود تواصل صريح:
نادراً ما يتجرأ الموظف على إخبار مديره صراحة أنَّه لا يوافق على الفكرة التي طرحها؛ لكنَّ هذه المحادثة هامة.
يجب على المدير الناجح عرض أفكاره على الموظفين، وتقبُّل النقد البنَّاء القائم على الاحترام مِن موظفيه؛ حتى لو لم تعجبه آراؤهم، فيجب ألا ينزعج لأنَّهم لا يرفضون فكرته وحسب؛ بل يقدِّمون اقتراحات أخرى، أو حتى يفكرون في كيفية تعديل فكرته لتصبح أكثر فاعلية.
يكمن السر في أن تتذكر أنَّك قد عُيِّنتَ في الشركة نظراً لامتلاكك مجموعة محدَّدة من المهارات التي تقدِّرها الشركة، وأنَّك غالباً ما تمتلك وجهة نظر مختلفة عن وجهة نظر مديرك، كما إنَّ عدم خشية الاختلاف مع مديرك في العمل ووجود تواصل صريح سيبني علاقة قوية تعرف فيها أنَّ أفضل الأفكار ترتقي دائماً إلى القمة.
4. لا تنسَ أنَّ مديرك بشر مثلك:
يواجه معظم القادة صعوباتٍ في أعمالهم، وتكتظ قوائم أعمالهم بالمهام، فيمضون أيامهم في تركيز الاهتمام على تحقيق أهداف الشركة. ومع ذلك، يقدِّر القادة ألَّا يعاملهم الموظفون كأولياء نعمتهم فقط.
هناك أسئلة يجب أن تطرحها على موظفيك لتبقيهم راضين ومخلِصين مثل: السؤال عن حالهم، أو عائلاتهم، أو نشاطاتهم في المنزل؛ ولكن ينطبق الأمر نفسه على الموظفين؛ حيث لا بُدَّ لهم مِن التودد لمديرهم، وسؤاله عن حاله، أو عائلتهؤ أو نشاطاته، وليس مِن المطلوب منك أن تربطك علاقة صداقة قوية بمديرك، أو قضاء الوقت معه خارج العمل؛ بل يتعلق الأمر بالتواصل أكثر على المستوى الشخصي.
5. تصرَّف على سجيتك:
يوصف الأشخاص الذين ينهِكون أنفسهم بالعمل بأنَّهم نَذَروا نفوسهم للعمل؛ ولكن في هذا الوصف شيء مِن الحقيقة، حيث يقضي كثيرٌ منا في العمل وقتاً أكثر من الذي نقضيه مع عائلاتنا، وأحياناً قد يتسبب هذا الالتزام في إحداث حساسية في المنزل أو استياء مِن العمل، لكنَّ مديرك لن يعلَم شيئاً عن وجود مشكلة في حياتك الخاصة.
يُفضِّل المديرون الناجحون أن يخبرهم موظفوهم بوجود خطب ما في العمل أو المنزل يؤثِّر في بقية جوانب حياتهم بدلاً من التساؤل عن سبب انخفاض إنتاجيتهم فجأة أو تَغيُّر سلوكهم نحو الأسوأ.
لذلك إذا كنتَ رب أسرة وكانت ساعات العمل الطويلة تُضر بحياتك الأسرية، فاقترِح جدول عملٍ يتيح لك العمل من المنزل بدوام جزئي، أو إذا كنتَ طالباً جامعياً بدوام جزئي وتحتاج إلى بعض الوقت الإضافي خلال الأسابيع الأخيرة مِن الجامعة، فاحرص على وجود طريقة للتعويض في وقتٍ آخر، واسأل عما تحتاجه وكن على استعداد لتقديم تنازلات، وستكون علاقتك مع مديرك أفضل.
ضع في اعتبارك أنَّه ليس عليك أن تُوطِّد علاقة صداقة بمديرك في العمل، بل أن تركِّز على تعزيز مهارات تواصل جيدة وبناء الثقة وستكون أنت المستفيد الأكبر.
أضف تعليقاً