بالتّأكيد إن قام شخصٌ واحدٌ بالشّكوى من أمر ما فلن يكون الأمر إلى هذا الحد من السّوء، لكن عدوى السلبيّة تنتشر في بيئة العمل كما تنتشرُ النّار في كومة القش. وخلال زمنٍ ليس بالطّويل تنتشر هذه الشّكوى لتشمل خمسة أشخاص أو عشرة أو أكثر من ذلك، والنتيجة الطبيعية لذلك هي قلّة الإنتاجيّة. فمن الصّعب أن تُنجزوا أعمالكُم إذا ما كُنت أنت وزملاؤُك تَصرفون كامل طاقتكُم في الشّكوى من كلّ شيء.
ليس من الغريب ألاّ يُحب المدير موظّفيه كثيرو الشّكاوي، إذا ما كانت سمعتُك في العمل أنّك سلبيّ للغاية، قد يجعلُك ذلك قابعاً في أسفل قائمة الموظّفين المُفضّلين لدى مُديرك. لذا ماذا عليك أن تفعل عندما تُشاهد بعض الأمور تجري كما لا ينبغي لها أن تكون؟
من الأفضل أن تُبقي فمَك مُقفلاً لكي لاتنشُر السلبيّة في مكان العمل، وفكّر في شيء أكثر حكمة. الطّريقة الوحيدة لحل المُشكلة هي أن يلفت شخص ما الانتباه لها. قد تكونُ أنت ذلك الشّخص. إذا ما قُمت بذلك بشكلٍ صحيح، ستجعل هُناك تغييراً إيجابيّاً سيلعب دوراً كبيراً في رفع مستوى بيئة العمل لديك. فبدلاً من إثارة غضب مُديرك في العمل، قد تكون المُستفيد الأوّل من تقدير مُديرك لك.
لذا إليك عزيزي القارئ هذه الخطوات الخَمس التي باستطاعتك القيام بها للتغلُّب على سلبيّة مكان العمل.
1. لا تُحاول إصلاح ما هو ليس مكسوراً:
قد نجد المشاكل أحياناً حيث هي غير موجودةٍ أصلاً، فعلى سبيل المثال، قد لا تروق لك كيفيّة إنهاء بعض الأعمال في المكان الذي تعملُ فيه، ومن وجهة نظرك لربما هُناك طريقةٌ أفضل للقيام بذلك، لكنّ ذلك لايعني بأنّ طريقتك هي الوحيدة الصّحيحة، فكّر للحظة فقط في ذلك قبل أن تقول ما لديك.
2. قُم بأخذ الشّكوى الخاصّة بك للشّخص المسؤول:
إذا ماقُمت بالشّكوى لزملائك في العمل، فإنّ ما تقوم به ليس سوى نشر السلبيّة في المكان. عليك السّير في الطّريق الذي يُعطيك الفُرصة لحلّ المُشكلة، لذا ابحث عن الشّخص الذي يستطيعُ مُساعدتك على ذلك.
3. قُم بالنّقد البنّاء فقط:
أيّ شخص يستطيع الشّكوى، لكن إذا كُنت بالفعل تُريد أن تُحدث تغييراً، لابدّ من أن يكون لديك بعض الأفكار لحلّ المُشكلات التي تواجهونها، قُم بأبحاثك وتوجّه بحلولٍ مُمكنة لإدارتك، ثمّ استخدم مهارات النّقد البنّاء لديك لتقييم أيّ هذه الحلول سيعود عليك بأفضل النّتائج.
4. شارك في الحل:
كُن مُستعدّاً للعمل الجاد، إذا كُنت قد واجهت مُشكلة ما وقُمت بتقديم قائمة من الحلول المُناسبة، كُن مُستعدّاً للمُساعدة في تنفيذها. ستُظهر لمديرك أنّك جُزء من عمليّة التّطوير التي ستعود بالمنفعة للشّركة.
5. اعرف متى تستسلم:
الشّخص الذي ستقدّمُ له شكواك، سواءٌ أكان مُديرك أو شخصٌ آخر غيرُه، قد لا يتقبّل مخاوفك ولا يأخذها على محمل الجَد، وقد لايفعل أيّ شيء حيالها. في حال لم يكن بوسعك فعل أيّ شيء لتغيير هذه الحالة، فإنّ استمرارك بالشّكوى قد يجعل الأمور أكثر سوءاً. إذا كانت المُشكلة خطيرةً للغاية، على سبيل المثال، قد تكون المُشكلة تنطوي تحت بَند غير أخلاقي أو غير قانوني، ممّا سيعود بالضّرر على الشّركة، عليك القيام بتصعيد الشّكوى الخاصّة بك حتّى تلفُت انتباه شخص قادر على فعل شيء ما حيالها، إذا كان هذا الأمرُ يزعجُك إلى حدّ كبير، يُمكنك بكل بساطة أن تستسلم وتكُفّ عن المُحاولة أو أن تبحث عن عمل جديد.
بهذه الطرق ستتجنب الكثير من العراقيل في العمل وستزيد من إنتاجيتك وفعاليتك مما سينعكس عليك وعلى شركتك بشكل إيجابي كبير.
أضف تعليقاً