4 نصائح لتصبح أكثر جرأة وتغتنم المزيد من الفرص

بالطبع يمكنك أن تعيش حياة سهلة من دون أن تجازف، لكنَّ تجنُّب مشاعر عدم الارتياح التي ترافق المجازفة يعني أنَّك لن تطور ثقتك بنفسك، ولن تبني الحياة التي تريدها؛ وعلى الرغم من أنَّها غير محبذة، إلا أنَّها ضرورية للنجاح في الحياة.



سنتحدث في هذا المقال عن سبب أهمية المجازفة في الحياة، وكيف تجازف وتقوي ثقتك بنفسك.

الخوف من المجازفة:

تسبب المجازفة مجموعة متنوعة من المخاوف، مثل:

تنبع كل تلك المخاوف من المصدر نفسه، وهو الشك؛ إذ تفوق رغبتنا في تجنب الألم رغبتنا في الشعور بالمتعة؛ لذا، على الرغم من أنَّك قد لا تحب الوضع الذي تعيش فيه اليوم، إلا أنَّك من دون أن تدرك ذلك، تفضِّل بقاءه على حاله عوضاً عن مقايضته بغدٍ غير مؤكد، ومن ثمَّ يثنيك الخوف من المجهول عن الإقدام على المخاطرات.

لكن إذا ألقيت نظرة على المخاطر من منظور مختلف، ستدرك أنَّ احتمال الوفاة بسبب حادث سيارة هو حوالي 1 من كل 107؛ ومع ذلك، فإنَّنا لا نفكر قبل ركوب السيارة، حتى أنَّنا نخشى إلقاء عرض تقديمي أو إلقاء خطاب أكثر من ركوبها، على الرغم من أنَّ احتمال تعرضنا للأذى خلال تلك النشاطات شبه معدوم؛ المغزى هو أنَّ الخطر نسبي. من حسن الحظ، يمكنك تعلُّم كيفية التغلب على الخوف من المجازفة، ولكن سنشرح بدايةً سبب أهمية المجازفة في الحياة.

أهمية المجازفة:

في حين أنَّ المجازفة لها الكثير من الفوائد، إلا أنَّها تتطلب أيضاً التحلي بالشجاعة ومواجهة مخاوفك والتغلب على التحديات التي تواجهك، ناهيك عن أنَّها الطريقة الوحيدة لتبني حياة لها معنى. يمكن تلخيص سبب أهمية الإقدام على المزيد من المخاطر في الحياة بـ 5 نقاط:

1. تعزيز الثقة بالنفس:

تزداد ثقتك بنفسك أو تقل مع الوقت، ولفهم السبب تخيل أنَّك تخاف من التحدث أمام جمهور، وأنَّ هناك فرصة للحصول على وظيفة أحلامك لكنَّها تتطلب أن تتحدث أمام جمهور؛ في تلك الحالة أنت أمام خيارين:

  • رفض المغامرة: حينها ستقل ثقتك بنفسك؛ وذلك لأنَّك تعلم أنَّك فوَّت الفرصة بسبب الخوف.
  • انتهاز الفرصة: حينها ستزداد ثقتك بنفسك وتستفيد من الفرصة.

وقد يحدث أن تنتهز الفرصة وتفشل، حينها قد تشعر بالسوء وتنخفض ثقتك بنفسك بعض الوقت، لكن في النهاية ستشعر بالرضا عن حقيقة أنَّك واجهت خوفك، فالثقة هي فعل الأمور التي تعرف أنَّه يجب عليك فعلها، على الرغم من مشاعر الخوف وعدم الراحة، وذلك هام لتحقيق كل شيء في الحياة، مثل:

  • تغيير حياتك المهنية.
  • إطلاق شركة جديدة.
  • التحدث مع الغرباء.
  • تعلُّم مهارة جديدة.
  • التغيير في حياتك بشكل عام.

حين تخاطر ستشعر بالخوف حتماً، لكنَّ المتابعة ضرورية لاكتساب الثقة بالنفس، تلك الثقة الضرورية لتُقدِم على مخاطر أكبر وتفعل ما يجب، على الرغم من الخوف.

شاهد بالفيديو: 9 نصائح مؤثرة لتعزيز الثقة بالنفس

2. تسريع النمو:

للمخاطرة جانب إيجابي وجانب سلبي بكل تأكيد:

  • الجانب الإيجابي: تحقيق المزيد من النجاح.
  • الجانب السلبي: مواجهة المزيد من الإخفاقات.

لكن في الواقع، الجانبان مفيدان؛ ذلك لأنَّك إذا جازفت ونجحت ستحقق ما تريد، وإذا جازفت وفشلت ستكون كسبت فرصة للتعلُّم والنمو.

يعتقد معظم الناس أنَّ الفشل شيء سيِّئ، لكنَّهم مخطئون. وفي حين أنَّك قد تشعر بالإحباط بعد الإخفاقات، إلا أنَّه كلما زادت المخاطرات والمحاولات التي تُقدِم عليها، وزاد عدد الإخفاقات التي تواجهها، زادت معها ثقتك بنفسك، ممَّا يجعل الفشل بمنزلة نقطة البداية نحو تحقيق النجاح، فقد فشل الأشخاص الناجحون أكثر ممَّا قد تتصور.

3. الربط الوثيق بين النجاح والمجازفة:

أولئك المستعدون للمخاطر يجنون ثمارها، وذلك واضح تماماً في مجال الأعمال؛ حيث إنَّ رواد الأعمال بطبيعتهم مجازفون، وهم ينعمون بفوائد شجاعتهم إذا نجحوا. فالمجازفة هامة في مجال الأعمال، وفي الحياة بشكل عام؛ وذلك لأنَّ أيَّ شيء يستحق السعي إليه سيتطلب بعض المجازفة، سواء كان للحصول على وظيفة أحلام أم إطلاق شركة أم جذب شريك لحياتك؛ يتطلب كل ذلك منك المجازفة.

4. الشعور بالرضا:

وجد استطلاع أنَّ الأشخاص الذين يُقدِمون على مجازفاتٍ أكثر يكونون راضين أكثر عن حياتهم، وذلك منطقي؛ إذ إنَّ أكثر ما يثير مشاعر الرضا هو معرفة أنَّك تغلبت على شيء صعب شعرت بالخوف منه، ومعرفة أنَّك واظبت ونجحت على الرغم من ذلك، بينما ليس هناك ما هو أسوأ من توافر فرصة للحصول على ما تريد، وتفويتها بسبب الخوف.

إقرأ أيضاً: 8 أمور عليك فعلها لتشعر بالرضا التام عن نفسك

5. عدم الشعور بالندم:

"ماذا لو؟"؛ سؤال مخيف جداً، فقد تمضي ليالٍ تتساءل ماذا لو انتهزت الفرصة للحصول على وظيفة أحلامك، عوضاً عن تفويتها لأنَّك لم تكن على استعداد للمجازفة. ماذا لو تحدثتَ مع ذلك الشخص قبل أن يفوت الأوان؟ ماذا لو أطلقتَ شركتك عوضاً عن التهرب من الفرصة لاعتقادك أنَّك لن تنجح؟ إذا قارنت ألم الندم بألم الفشل ستجد أنَّ الندم أسوأ بكثير.

كيف تجازف في حياتك؟

المجازفة مهارة يمكنك تطويرها، ومثل أيِّ مهارة، ستتطلب وقتاً وستتحسن تدريجياً؛ لذا يجب أن تنطلق من الأساسيات، ثم يجب أن تتدرب حتى تتمكن من تطوير مهاراتك وثقتك بقدرتك، بحيث تبدأ من تطوير الثقة بقدرتك، وكلما زادت ثقتك بنفسك ستشعر براحة أكبر في المجازفة أكثر. فيما يأتي 4 نصائح لمساعدتك على تطوير مهارة المجازفة:

1. جازف تدريجياً:

لنفترض أنَّك تريد تجربة شيء جديد لم تفعله من قبل؛ فمن المنطقي ألَّا تبدأ بمحاولة تقليد المحترفين، خاصة إذا كان ذلك الشيء الذي تريد تجربته خطيراً، وإنَّما ستبدأ بأمور بسيطة مع مدرب لتتأكد من أنَّك تستطيع فعله من دون أن تؤذي نفسك. وهكذا يجب التعامل مع المجازفة في الحياة، بحيث تبدأ على مستوى صغير وتكسب الثقة من التجربة التي تعلِّمك أنَّه يمكنك التعامل مع الموقف مهما حصل.

لذا إذا كنت تريد الإقدام على مجازفةٍ كبيرة، فابدأ على مستوى صغير؛ على سبيل المثال، إذا كان يجب عليك تقديم عرض تقديمي كبير في نهاية الشهر، فاحرص على تقديم عروض صغيرة إلى بضع أشخاص، ثم زِد العدد تدريجياً منذ بداية الشهر، وتدرَّب أكثر من مرة.

إقرأ أيضاً: 8 أسباب تجعل فرصة نجاح الأشخاص الذين يُقْدِمون على المجازفة أكبر

2. تعلَّم أن تفشل:

الفشل ليس عدوك، بل يمكنك النظر إلى حالات الفشل على أنَّها فرص للنمو لا يمكن تجنبها إن كنت تريد تحقيق النجاح مستقبلاً؛ ذلك لأنَّك كلما حاولت أكثر ستواجه حالات فشل أكثر، ومن ثمَّ عليك ألَّا تبحث عن طريقة لتتجنب الفشل، فهذا غير ممكن، وإنَّما يجب أن تسأل نفسك كيف يمكنك التعامل مع إخفاقاتك والتعلُّم منها.

يمكنك تغيير تفكيرك والتغلب على الخوف من الفشل عبر التركيز على العمل أولاً عوضاً عن النتيجة؛ وذلك لأنَّ النتيجة حتمية ما دمت تحاول. لكن لسوء الحظ، يركز معظم الناس على النتيجة، ويفقدون الأمل بعد أول فشل يعانون منه. وثانياً، النظر إلى الفشل على أنَّه فرص للتعلُّم، فكل شخص ناجح عاش الكثير من الإخفاقات التي لا نذكرها أو نسمع عنها. ثم تذكَّر ألَّا تشعر بالإحراج من إخفاقاتك، فأولئك الذين يحكمون على الآخرين بسبب إخفاقاتهم هم الذين لا يستطيعون التغلب على مخاوفهم.

3. التزم:

الالتزام طريقة رائعة للمثابرة على المجازفة. ولفعل ذلك، احرص على جعل تجنب المجازفة أسوأ من الإقدام عليها؛ على سبيل المثال، لا تمارس مهارات العرض التقديمي أمام المرآة، بل التزم عبر الطلب من الآخرين مساعدتك، وبهذه الطريقة ستشعر أنَّ من واجبك تقديم العرض والتدرب.

كما يمكنك أيضاً العثور على شريك يحاول تحقيق هدف مماثل، كي تعملا معاً على محاسبة بعضكما، ممَّا يسهِّل الأمر كثيراً. وإذا كان ذلك يبدو مخيفاً، فيمكنك أن تبدأ ببساطة بمشاركة أهدافك مع الآخرين، فإذا علم الآخرون بأهدافك يصبح التراجع عنها محرجاً أكثر من صعوبة المثابرة.

4. تصرَّف بعقلانية:

في معظم الأوقات، نتجنب المجازفة لأنَّ عواطفنا تتحكم بتصرفاتنا في لحظة المواجهة، لكن في كتاب "التفكير السريع والبطيء" (Thinking Fast and Slow)، يوضح المؤلف "دانيال كانيمان" (Daniel Kahneman) أنَّنا نفكر بطريقتين مختلفتين، وهما التفكير السريع؛ المسؤول عن اتخاذ قرارات سريعة وغير عقلانية تتحكم بها العواطف، والتفكير البطيء؛ الذي يتخذ قرارات عقلانية ولكن بطيئة؛ لذا عند الإقدام على المجازفة يجب أن تستخدم التفكير البطيء للتغلب على عواطفك، ولفعل ذلك يجب أن تستعدَّ مسبقاً؛ على سبيل المثال، اطرح على نفسك الأسئلة الآتية:

  • ما أسوأ ما قد يحدث؟
  • هل سأكون قادراً على التعامل معه؟
  • ما هو السيناريو المحتمل أن يحصل أكثر من غيره؟
  • ما هو أفضل سيناريو ممكن أن يحصل؟
  • هل سأستفيد من هذه المجازفة على الأمد الطويل؟
  • هل تفوق الإيجابيات المحتملة السلبيات المحتملة؟

حين تستعد مسبقاً، ستعرف في لحظة المواجهة فوائد المجازفة، وبهذه الطريقة ستتمكن من الاعتماد على المنطق للتغلب على المشاعر.

في الختام:

المجازفة ضرورية؛ وذلك لأنَّها تزيد من الثقة بالنفس وتسرِّع النمو وتحسِّن الرضا عن الحياة. وحتى الجانب السلبي للمخاطرة المتمثل في الفشل المحتمل له إيجابياته، فهو فرصة للتعلُّم وخطوة ضرورية نحو النجاح.

المجازفة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بمستوى ثقتك بنفسك، ولكن يجب تبدأ على مستوى صغير ثم تزيد حجم المخاطر، بحيث تشعر براحة في الإقدام على مخاطرات أكبر وأكبر تدريجياً وبثبات حتى تتمكن من إتقان ضبط النفس.

المصدر




مقالات مرتبطة