لكن قد تسأل: "ما السيِّئ للغاية في ذلك؟ أليست هذه هي الطريقة التي تُقدَّم بها معظم العروض؟" نعم، هكذا تُقدَّم معظم العروض، ولكن هذا لا يعني أنَّ هذه هي الطريقة الأكثر فعاليةً لذلك. يخاطر هذا النوع من العروض التقديمية بالتسبُّب بالملل لجمهورك إلى الحدِّ الذي يتمنَّون فيه أن ينطلق إنذار الحريق حتَّى يتمكَّنوا من الهرب؛ وبمجرَّد أن تفقد اهتمام شخصٍ ما، من المستحيل جذب انتباهه مرَّةً أخرى.
إذا كانت المعلومات التي تقدِّمها هامَّةً بما فيه الكفاية لك لتقديمها شفهياً، إذن يتطلَّب الأمر قدراً مناسباً من التخطيط والإعداد لكي تكون المعلومات التي تقدِّمها لا تُنسَى، ويكون تقديمها صحيحاً. ففي حال قدَّمت عرضاً تقديميَّاً سيِّئاً ستُذكَر أيضاً، لكن لن يكون ذلك هو نوع الانطباع الذي ترغب أن تتركه لدى أيِّ شخص.
عندما يقدِّم المرء عرضاً تقديمياً جيداً، فإنَّه يرسل رسالةً مفادها أنَّه يمتلكُ القدرةَ، وواثقٌ بنفسه، وأنَّه ذكيٌّ ومتمرِّس. إنَّ هؤلاء الناس يُميَّزون، وإنَّ هذا النوع من الاهتمام قد يبشِّر بالخير لحياتك المهنيَّة، فحتَّى لو لم تكن تقدِّم عروضاً تقديميةً رسميَّةً في وضعك الحالي، فكِّر في المستقبل وتذكَّر أنَّ عليك تقديم الأفكار والآراء الخاصَّة بك يومياً. تنطبق المبادئ الأساسية نفسها على الإلقاء الفعَّال.
أربعة مبادئ للعروض التقديمية الرائعة:
- افهم جمهورك
- أعدَّ المحتوى الخاص بك.
- ألقِ خطابك بثقة.
- سيطِر على البيئة.
1. افهَم جمهورك:
لتقديم عرضٍ تقديميٍَ رائع، عليك مراعاة خصائص الجمهور التالية:
- الملف الشخصي: من هم؟ ما هو العنصر المشترك الذي يجمعهم سوياً؟
- الاحتياجات: لماذا يحضرون العرض التقديمي؟ ما الذي يحتاجون إلى معرفته بعد انتهائك من العرض؟
- رغباتهم: ماذا يريدون من العرض التقديمي؟ هل يريدون زيادة معرفتهم؟ أم تعلُّم شيءٍ ما؟ أم أن يستمتعوا؟ كيف يمكنك تلبيةُ رغباتهم من خلال رسالتك؟
- التوقعات: ماذا يتوقَّعون من حيث المحتوى والمدَّة؟
- المعرفة الحاليَّة: ما مقدار التفسير والإيضاح الذي تحتاج إلى تقديمه؟ ما هي الافتراضات التي يمكنك صنعها؟
عندما تعرف جمهورك، يمكنك إعداد المحتوى الذي يروقُ لهم على وجه التحديد. فإذا تجاوزت هذه الخطوة الحاسمة الأولى، فإنَّك تخاطر بتقديمِ عرضٍ غنيٍّ بالمحتوى لكنَّه لا يلائِمهم.
2. أعدَّ المحتوى الخاص بك:
الآن، بعد أن عرفت مَن هم الذين تقدِّم إليهم عرضك التقديمي، ولماذا هم موجودون؛ يمكنك تحديد ما تقدِّمه. فيما يلي بعض النصائح لإعداد المحتوى:
- لا تحاول تغطيةَ كلِّ شيء: كما قال فولتير: "إنَّ السرَّ وراء أن تكون مُملاً هو قول كلِّ شيء". إنَّ العروض التقديمية الرائعة تحفِّز الأفكار والأسئلة والنقاش؛ لذا طوِّر المحتوى الخاصَّ بك بحيث يغطِّي النقاط الرئيسة، ولكن يترك مجالاً للجمهور لتطبيق المعلومات تبعاً لظروفهم.
- ابدأ بشكلٍ جيِّدٍ بما يجذب الجمهور: لديك فقط بضع دقائق في البداية لإشراك الجمهور بشكلٍ كامل، فلا تستخدم هذا الوقت لتقديم معلوماتٍ أساسيَّة؛ بل اجعل جمهورك مشحوناً ومُتحمِّساً للاستماع إليك، واجعل كلَّ ما له صلةٌ بالموضوع واضحاً على الفور.
- ابدأ بإخبار جمهورك أيضاً إلى أين تتَّجه: لا تجعلهم ينتظرون حتَّى تصل إلى خلاصتك، إنَّما أخبرهم مُقدَّماً ما هي فرضيَّتك أو غرضك، فهذا يساعد جمهورك في الاستمرار في التركيز. من الممكن أن يتَّفقوا معك أو لا يتَّفقوا في البداية، لكنَّهم سيكونون قادرين على الاطِّلاع على جميع حججك الداعمة.
- يجب أن يحتوي العرض التقديمي على خمس إلى سبع نقاطٍ رئيسةٍ للتذكُّر، وهذا يتبع مبدأ التقطيع:
- أخبِر قصَّة، وأجرِ مقارنات، واستخدم الكثير من الأمثلة، واحرص على إدخال نوع المحتوى الذي يحفِّز اهتمام الجمهور.
- قدِّم أفكارك منطقياً باستخدام الأدلة الداعمة عند الضرورة.
- قدِّم ما يلزم فقط من معلوماتٍ مرجعيةٍ وأساسية، بلا زيادةٍ أو نقصان.
- حدِّد الإجراءات أو الخطوات التالية المطلوبة.
- طوِّر خاتمةً قوية، بما في ذلك ملخَّصاً لما قدَّمته؛ وأعِدْ تقديم استنتاجاتك والبداية الجاذبة التي أنشأتها تبعاً لحاجة جمهورك؛ وفكِّر في الانتهاء بسؤالٍ مُصمَّمٍ لتحفيز مزيدٍ من النقاش.
3. ألقِ خطابك بثقة:
هناك جانبان رئيسان للإلقاء هما: وسائلك البصرية، وأسلوبك. سوف ننظر إليها بشكلٍ منفصل:
3. 1. الشرائح:
ما لم يكن العرض التقديمي قصيراً للغاية، فستحتاج إلى نوعٍ من الوسائل البصرية للحفاظ على انتباه جمهورك. ولكن هناك خيطٌ رفيعٌ بين لفت الانتباه إلى نقاطك، وصرف انتباه الجمهور عمَّا تقوله. فيما يلي بعض العوامل الرئيسة التي يجب مراعاتها عند تصميم الشرائح:
- أبقِ الشرائح بسيطةً وسهلة الفهم.
- عند التوضيح، ابدأ بالمفهوم الشامل، ثمَّ انتقل إلى التفاصيل.
- يجب أن تضيف المعلومات الموجودة على الشريحة قيمةً إلى العرض التقديمي أو تلخِّصه، لا أن تحلَّ محلَّه.
- احرص أن تكون أيُّ مخطَّطاتٍ أو رسومٍ بيانيةٍ أو جداول تُضمِّنها بسيطةً للغاية وسهلة القراءة، واستخدمها بأقلِّ قدرٍ ممكن.
- استخدم الرسومات والقُصاصات الفنيَّة والصور بشكلٍ ضئيل، واحرص على أن تعني الصورة شيئاً، وألَّا تكون موجودةً فقط لملء المساحة.
- استخدم أنظمة ألوانٍ مُبهجة، وتبايناً عالياً، وخطوطاً بسيطة، وغامقةً ومائلةً لإضافة معنى إلى الكلمات.
- لا تستخدم مؤثِّرات الشرائح مثل: التلاشي أو التداخل أو غيرها من التقنيات، ما لم تكن ضروريةً للتأكيد على نقطةٍ ما.
3. 2. أسلوب الإلقاء:
غالباً ما تكون طريقة تقديم المحتوى هي ما يصنع عرضاً تقديمياً جيداً أو يُفشِله. فيما يلي بعض الإرشادات التي يجب تذكُّرها:
- استخدم الإيماءات للمعنى وليس للراحة، فحاول ألَّا تتحدَّث ويداك أو حركتك في وضعٍ ينمُّ عن اللا مبالاة. يجب أن يكون هناك هدفٌ من كلِّ ما تفعله مثل الإيماء للوسائل البصرية لجذب انتباه الجمهور.
- لتضفي مزيداً من التأثير، توقَّف مؤقَّتاً بعد ذكر نقاطٍ رئيسة أو استخدام الوسائل البصرية.
- اخرج من وراء المنصَّة وتواصل مع جمهورك، واحرص على امتلاك جهاز تحكُّمٍ عن بعدٍ لتغيير الشرائح أو الإشارة إلى أنواعٍ أخرى من الصور.
- تحدَّث بصوتٍ عالٍ بما يكفي ليسمعك الأشخاص من الخلف، أو استخدم ميكروفوناً.
- تواصَل بصريَّاً، واستمرَّ به لمدَّة ثلاث إلى خمس ثوانٍ؛ فبأقلِّ من ذلك ستبدو كأنَّك تقوم بمسح الحشد دون اهتمام.
- كن مُتحمِّساً، وأظهِر لجمهورك أنَّك تهتمُّ بما تقوله.
- ضع في اعتبارك وضعَ شاشةٍ فارغةٍ أو قليلة المحتوى بين الشرائح، هذا يلفت الانتباه ليكون عليك.
- غيّر وتيرتك وأسلوبك من وقتٍ إلى آخر.
- كن طبيعياً، ولا تحاول أن تكون كوميدياً إذا لم تكن كذلك.
- انتهِ مبكِّراً وليس متأخِّراً.
عندما تحاضر بثقةٍ وبقوة، فسيدفع هذا جمهورك إلى الاهتمام والتفاعل معك كشخصٍ يستحقُّ الاستماع إليه.
4. سيطر على البيئة:
لن تتخلَّص من جميع مصادر المشاكل، لكن من خلال التخطيط والتحضير الدؤوب، يمكنك تخفيف مخاطر فشلِ عروضك التقديمية.
- تدرَّب كثيراً: الهدف النهائي هو تقديم عرضك خالياً من الشوائب. باختصار: تريد أن تكون متأكِّداً من أنَّك مرتاحٌ مع المواد، وألَّا يحدثَ شيءٌ كمفاجأة. تدرَّب أمام كاميرا فيديو وراجع طريقة تقديمك، ولا تأخذ طرائق مُختصرةً هنا. الفكرة هي أن يبدو العرض التقديمي من دون جهد، فعندما تبذل مجهوداً، يركِّز الجمهور عليك، وليس على ما تقوله.
- أبقِ الأنوار مضاءة: عند جعل الغرفة مُظلمة، تبرز الشاشة لا أنت؛ ويشجِّع ذلك أيضاً على النوم، وهو الشيء الذي تريد تجنُّبه بأيِّ ثمن.
- احتفظ دائماً بنسخٍ احتياطية، وخطَّةٍ احتياطية: ماذا لو نسيت المواد الخاصَّة بك؟ ماذا ستفعل إذا لم يُحمَّل القرص المضغوط الذي قمت بتجهيز العرض التقديمي عليه؟ ماذا لو لم تصل المعدَّات في الوقت المناسب؟ خطِّط لأكبر عددٍ ممكنٍ من الحالات الطارئة.
- ارتدِ ملابس مناسبةً للحالة: فكِّر مُسبقاً ماذا سيكون اللباس المناسب.
- امتلك سياسةً للإجابة عن الأسئلة: أخبر جمهورك متى يستطيعون طرح الأسئلة حتَّى لا تحدث مقاطعتك بشكلٍ غير لائق.
- انتهِ في الوقت المحدَّد في كلِّ مرَّة: حيث أنَّ الانطباعات الأخيرة لا تقلُّ أهميةً عن الأولى منها.
قائمة تحقق لتخطيط العرض التقديمي:
ستساعدك قائمة مراجعة تخطيط العرض التقديمي هذه في تقديم العروض الناجحة:
1. العرض التقديمي:
- هل تجذب مقدَّمتك انتباه المشاركين وتشرح أهدافك؟
- هل تتبع ذلك من خلال تحديد نقاط العرض التقديمي بوضوح؟
- هل هذه النقاط الرئيسة ضمن تسلسلٍ منطقي؟
- هل تتدفَّق النقاط الرئيسية بشكلٍ جيِّد؟
- هل يجب تدعيم النقاط الرئيسة بوسائل بصرية؟
- هل تلخص خاتمتك العرض التقديمي بوضوح واختصار؟
- هل الخلاصة قوية؟
- هل ربطت الخلاصة بالمقدِّمة؟
2. الإلقاء:
- هل أنت على درايةٍ بالموضوع الذي يغطيه العرض التقديمي؟
- هل رتَّبت ملاحظاتك؟
- أين وكيف ستلقي عرضك التقديمي؛ في الداخل، أو الخارج، واقفاً، أو جالساً، وما إلى ذلك؟
- هل زرت موقع العرض؟
- هل تحققت من الوسائل البصرية الخاصَّة بك للتأكُّد من أنَّها تعمل، وأنَّك تعرف كيف تستخدمها؟
3. الحضور:
- احرص على ارتداء ثيابٍ مناسبة، ومواكبة توقعات الجمهور.
- تدرَّب على خطابك واقفاً أو جالساً، إن أمكن؛ وأعِر الانتباه للغة جسدك، وحتَّى وضعيتك. حيث سيقوَّم كِلاهما من قبل الجمهور.
4. الوسائل البصرية:
- هل الوسائل البصرية سهلة القراءة وسهلة الفهم؟
- هل ترتبط بالأفكار التي تحاول إيصالها؟
- هل يمكن رؤيتها بسهولة من جميع زوايا غرفة العرض؟
المصدر موقع "مايند تولز".
أضف تعليقاً