4 علامات تدل على أنك تنظر نظرة مشوهة إلى ذاتك

في عالم مثالي، لعلَّنا كنَّا سنفتخر بجسدنا وجمالنا كما هو؛ إلا أنَّ الواقع يُظهِر عكس ذلك، حيث يَعتقد الناس أنَّهم ليسوا أفضل نسخة من أنفسهم ويسعون إلى تغييرها لأنَّهم ينظرون إلى أجسادهم بطريقة مختلفة عما يراه الآخرون، وهذا ما يُعرَف بتشويه الصورة الذاتية.



إذاً ما هي الصورة الذاتية المشوهة؟

هي نظرتك غير الدقيقة لذاتك؛ أي ربما تظن أنَّك أقصر طولاً مما تبدو عليه، أو أنَّ ثيابك ضيقة عليك وتحتاج إلى ملابس بمقاس أكبر؛ وقد تُمعِن التركيز في جوانب معيَّنة وتظن أنَّها ظاهرة للعيان أكثر مما هي عليه في الواقع، ويمكِن لتفكيرك هذا وتشويهك لذاتك أن يؤثِّر في كيانك، بل يتعدى الأمر ليطال مواهبك وقدراتك وقيمك أيضاً.

علامات تدل على أنَّك تنظر نظرةً مشوهة إلى ذاتك:

قد يَصعُب تحديد ومعرفة متى تَنظر إلى ذاتك بصورة مشوهة؛ ففي النهاية إنَّ الطريقة التي تَشعُر بها طبيعية، وكذلك الطريقة التي تَنظر بها لنفسك والتي تظن أنَّها عادية وأنَّها حقيقتك؛ ولكنَّها ليست الصورة الدقيقة لك ولا حتى تلك التي تتلاءم مع محيطك.

وتختلف الأمارات من شخص لآخر، لكنَّ بعضها شائع وينبغي أخذها بالحسبان؛ لأنَّ ذلك سيساعدك على تحديد المشكلة والعمل على حلِّها في المستقبل.

1. انتقاد شكلك الخارجي ومظهرك:

إذا كنتَ تسلط الضوء على عيوبك كلما ألقيتَ نظرة على شكلك في المرآة؛ فعلى الأرجح أنَّ لديك صورة ذاتية مشوهة؛ ورغم أنَّه من الطبيعي ملاحظة مشكلة ما في شكلنا، ورغبتنا في إصلاحها أو تحسينها، ولكن إذا كان هذا جل ما تراه وتستمر في إخبار نفسك أنَّك غير جذاب بسبب تلك العيوب، فأنت تحتاج إلى تغيير الطريقة التي ترى نفسك بها.

إقرأ أيضاً: 7 خطوات تساعدك في تقبّل شكلك الخارجي وتزيد من ثقتك بنفسك

2. الشعور بالخجل من جسدك أو شكلك:

قد يكون لفظ الخجل ذا وقع قوي ويحمل مشاعر جياشة ينبغي ألا تحملها على عاتقك، لأنَّ شعورك بالخزي من شكلك عندما تنظر في المرآة أو تقيس وزنك لا يعكس الحقيقة، ولا ينم عن طريقة تفكير صحيحة.

ورغم أنَّ مشاعر الخجل قد تنبع من أفكارك، إلا أنَّها يمكِن أن تنتج أيضاً من أقوال وأفعال الآخرين حولك التي لا تنفكُّ تجول في خاطرك.

3. الشعور بأنَّ قيمتك تنبع من مظهرك:

من أخطرالتصرفات التي قد تقوم بها هو ربط قيمتك بمظهرك، لأنَّ الأمر يتعدى ذلك؛ حيث تنبع قيمتك من عطائك للآخرين، ومواهبك، ووقتك، وطبيعتك الرقيقة؛ وهي كلها أشياء تجعلك شخصاً مميزاً متفرداً عن الآخرين، سواء كنتَ تعاني من مشكلة في جسدك أم تمتلك أنفاً كبيراً يتوسط وجهك.

4. التركيز الشديد على وزنك:

إنَّ ممارسة التمارين الرياضية واتباع حمية غذائية متوازنة من الأمور الجيدة للمحافظة على الصحة، ولكن لا ينبغي التركيز على هذا الأمر بصورة مفرطة؛ وإذا وجدتَ نفسك تقضي وقتاً طويلاً من حياتك في التركيز على ما تأكله، وتحسب السعرات الحرارية ومواعيد التمرينات الرياضية؛ فهذا سيصيبك بالإحباط، ولن يسمح لك بالتفكير في باقي الأشياء العظيمة التي تَحدُث حولك وفي حياتك.

كيف تصلح صورتك الذاتية المشوهة؟

مهما ظننتَ أنَّ بمقدورك العيش وأن تَحمل هذه الصورة السلبية عن ذاتك، فالواقع أنَّ ذلك صعب للغاية؛ لذا عليك تغيير بعض الأمور في حياتك وتغيير وجهة نظرك عن نفسك؛ ولكن كيف تفعل ذلك؟ تابِع النصائح البسيطة التالية لتعرفها.

1. ابدأ بخطوات بسيطة وصغيرة:

إنَّ تغيير الطريقة التي تَنظر بها لنفسك قد يستغرق وقتاً؛ مما يعني أنَّ عليك اتخاذ خطوات بسيطة قدر الإمكان؛ أي لا تحاول تغيير نظرتك عن نفسك بالكامل وفوراً، لأنَّها الخطوة الأولى في طريق الفشل، ولكن بدلاً من ذلك ضع أهدافاً أصغر تستطيع تحقيقها قبل الانتقال إلى الهدف التالي.

2. تجاهَل الإصغاء إلى صوت الناقد في رأسك:

أنت أقسى ناقد لِذاتك، وأفضل ما قد تفعله هو أن تتجاهل ذلك الصوت الصغير القابع في رأسك، والذي يشير إلى كل عيوبك؛ وقد تُواجِه صعوبةً في بادئ الأمر، ولكن شيئاً فشيئاً ستتمكن من استبدال الأفكار السلبية بأخرى إيجابية والتغلب عليها.

3. قدِّر ذاتك:

إنَّ أبسط ما تقوم به لتُحسِّن صورتك الذاتية هو تذكير نفسك على الدوام بما يجعلك مميزاً وفريداً من نوعك؛ وتستطيع تكريس بضع دقائق لهذا الأمر، الذي سيعزز من حبك لذاتك وما أنت عليه، ويحوِّل سلبياتك إلى إيجابيات.

إقرأ أيضاً: تقدير الذات

4. لا تبحث عن الأخطاء عندما تفعل شيئاً جيداً:

لا ضير أحياناً من أن يكون عملك جيداً بما يكفي؛ فكونك على سجيتك هو شيء عظيم ولا ينبغي أن تنتابك مشاعر الخزي والخجل أبداً.

إلا أنَّنا كثيراً ما نحاول إيجاد الأخطاء، لأنَّنا لا نتفوق في كل ما نفعله؛ وبطبيعة الحال نحن نلجأ إلى دفع أنفسنا إلى تحقيق مزيدٍ من الإنجازات؛ خاصة عندما نتمتع بالمهارة والموهبة، ولكن يكفي أن نحاول بأقصى جهدنا دون تحميل أنفسنا ما لا طاقة لنا به.

5. تجنَّب مقارنة نفسك بالآخرين:

من الجيد أن تستمد الإلهام من الآخرين الذين يعملون كحافز لك لتحقيق الأفضل دائماً، لكنَّ مقارنة نفسك بالآخرين ليس سلوكاً صحياً؛ إذ لا بُدَّ أن يتفوق الآخرون عليك في أمور عديدة؛ فربما يملكون شعراً أطول من شعرك أو يتمتعون بجسد ممشوق أكثر من جسدك؛ إذ تلك سنَّة الحياة، وبمجرد أن تتقبل ذلك بدل أن تتمنى لو كنتَ مكانهم، ستقترب خطوة من تعزيز صورتك الذاتية.

6. اقضِ وقتك مع أناس داعمين:

ينبغي أن تقضي الوقت مع مَن يُشعرونك بالارتياح بدلاً من أولئك الذين يُشعرونك بالتوتر، لأنَّهم يستنزفون طاقتك ويجرُّونك إلى مستنقع من السلبية؛ ولذا بقدر ما تحد من قضاء الوقت معهم والتركيز على من يُشعرك بعظمتك ويدعمك ويعزز نظرتك الإيجابية إلى الحياة وامتنانك لما تملكه؛ سترفع من جرعة السعادة التي تغمرك، وهذا كفيل بتحسين مزاجك.

7. تناوَل الأطعمة الصحية:

ذكرنا سابقاً في المقالة أنَّه من المرجح أن يزيد تركيز الشخص الذي لديه صورة مشوهة عن ذاته على ما يأكله، ورغم أنَّ الأمر لا ينبغي أن يكون محور حياتك، ولكنَّه لا يعني ألا تكون حذراً عند اختيار أطعمتك.

اختَر الأطعمة التي تمنحك الطاقة واحرص على أن تتَّبع نظاماً غذائياً متوازناً قدر الإمكان، فضلاً عن شرب كمية كافية من المياه وتناول الخضراوات والفواكه، ولا تَحرِم نفسك من الحلويات؛ فإذا أردتَ تناولها لا تتردد؛ لأنَّها ستشعرك بالطاقة وتمنحك شعوراً رائعاً.

إقرأ أيضاً: انفوغرافيك: 7 استراتيجيات لتناول الطعام الصحي

8. افعل شيئاً لطيفاً لشخص آخر:

إذا شعرتَ بالأسى أو بالإحباط، ذكِّر نفسك بالأمور الجيدة التي يمكِن أن تفعلها؛ فهناك دائماً من يستفيد من مساعدتك ويمكِن عرض خدماتك عليه.

فكِّر في الطرائق التي يمكِنك أن تردَّ فيها الجميل للآخرين، حيث يمكِن أن يكون ذلك لزملائك في العمل، أو عائلتك، أو أصدقائك، أو لأفراد مجتمعك، واتَّبِع السبيل الذي يغمرك بمشاعر رائعة ويرفع من قيمتك.

في الختام:

عندما تراودك أفكار عن صورتك الذاتية؛ عليك أن تتذكَّر أنَّك مَن تسيطر على هذه الأفكار، وأنَّك تحتاج إلى التفكير فيما تجلبه للعالم ومكانك فيه، لذا لا تقسُ على نفسك بسبب عيوبك الجسدية لأنَّه لا يمكِن تغييرها؛ بل ركِّز على اهتمامك بنفسك؛ فهذا سيحسن من نظرتك لها والشعور بطريقة أفضل لتتلاءم مع مَن حولك.

 

المصدر




مقالات مرتبطة