4 طرق لاستعادة التوازن الهرموني في الجسم بصورة طبيعية

تُعد الهرمونات رُسلاً كيميائيةً هامةً تُفرز من غددٍ متنوعة في الجسم، وتمتلك نسبة هرمون معيَّن إلى هرمون آخر تأثيراً مباشراً في الصحة العامة للإنسان، وتُعد الهرمونات جزءاً ممَّا يُدعى جهاز الغدد الصمَّاء، فمن المفترض أن تعمل هذه الهرمونات كفريقٍ، لكنَّ ذلك لا يحدث دائماً؛ إذ يمكن لعدم إنتاج الكميات الطبيعية المناسبة من أحد الهرمونات أن يؤثِّر في وظائف الجسم السليمة.



الطرائق الصناعية لعلاج عدم التوازن الهرموني:

تتضمَّن الوسائل التقليدية المستخدمة لمعالجة اختلال التوازن الهرموني عادةً، تناول الحبوب الدوائية وغيرها الكثير، غير أنَّ استخدام هذه الطرائق التي تُستخدم فيها مركَّبات صناعية، يؤدي إلى تعقيداتٍ هرمونية أكبر داخل الجسم؛ فمن مساوئها الإدمان؛ إذ ينتهي المطاف بمن يستخدمونها مدمنين عليها طوال الحياة، ممَّا يتطلب علاجهم للتخلص من الإدمان، فضلاً عن أنَّها لا تعالج خلل التوازن الموجود، بل تخفيه فحسب؛ لذلك ينبغي الاعتماد على الوسائل الطبيعية لعلاج اختلال التوازن الهرموني بصورة دائمة، ومنها:

1. تناوُل الدهون الصحية:

يُعد تناول جميع أنواع الأحماض الدهنية هاماً للغاية للمحافظة على التوازن الهرموني داخل الجسم؛ الأمر الذي يعني وجوب احتواء النظام الغذائي على الأحماض الدهنية قصيرة ومتوسطة وطويلة السلسلة - يتحدَّد طول السلسلة بعدد ذرات الكربون التي يحتويها الحمض الدهني - إذ يحتاج الجسم إلى جميع هذه الأنواع لتركيب الهرمونات المختلفة داخله، وتتجلَّى أهمية الأحماض الدهنية بخسارة الوزن، وعملية الاستقلاب، وخفض معدل الحدثيات الالتهابية داخل الجسم.

وتُعد فاكهة الأفوكادو، وزيت جوز الهند، وسمك السلمون البري، والزبدة المصنوعة من حليب الأبقار التي تتغذى على الأعشاب، أفضل المصادر الطبيعية للدهون الصحية غير المحرِّضة على الالتهاب.

يُستخدم زيت جوز الهند في عدة مجالات؛ إذ يحتوي على خصائص حارقة للشحوم ومضادة للجراثيم، أمَّا الأفوكادو فهي عظيمةٌ للمحافظة على صحة القلب كونها مصدراً جيداً للألياف الغذائية وغيرها من العناصر الغذائية كالبوتاسيوم، ويُعد سمك السلمون أيضاً مصدراً رائعاً للدهون الطبيعية، فهو يزود الجسم بأحماض أوميغا-3 الدهنية، والتي تؤثِّر مباشرةً في الوظائف الإدراكية والمعرفية لدى الإنسان.

2. زيادة كمية أوميغا-3 في النظام الغذائي المتناول مقارنةً بكمية أوميغا-6:

ارتفعت كمية أحماض أوميغا-6 الدهنية التي نتناولها في النظام الغذائي ارتفاعاً شديداً مع الانتشار الواسع لاستخدام الزيوت النباتية المكررة، ويُضاف إلى ذلك فشلنا في زيادة كمية أوميغا-3 الداخلة في نظامنا الغذائي، ممَّا يعني معاناتنا من ارتفاع مستويات أوميغا-6 في الجسم بصورة ضارة بالصحة.

لقد أدى ذلك إلى الإصابة بالأمراض المزمنة، والتي يُعزى معظمها إلى العملية الالتهابية في الجسم، الناجمة عن اختلال التوازن الهرموني؛ لذا فنحن بحاجة إلى زيادة واردنا الغذائي من النوع الجيد والصحي من الأحماض الدهنية لتجنُّب بعض هذه المشكلات والاختلاطات؛ إذ يشير أحد الأبحاث إلى أنَّ انعدام التوازن بين أوميغا-3 وأوميغا-6، يمكن أن يؤدي إلى مشكلات عقلية ونفسية.

لذلك لتجنُّب الإصابة باختلال التوازن بين أوميغا-3 وأوميغا-6، ومن ثم اختلال التوازن الهرموني، علينا تجنُّب إدخال الزيوت الحاوية على نسبة عالية من أحماض أوميغا-6 الدهنية في نظامنا الغذائي، والتي تشمل زيت دوار الشمس وزيت الذُّرة وزيت الفول السوداني وزيت الكانولا وزيت فول الصويا، ويجب علينا أيضاً التأكد من زيادة واردنا الغذائي من أحماض أوميغا-3 الدهنية من خلال استخدام مصادرها كزيت بذر الكتان، وبذور الشيا، ومنتجات الحيوانات المعتمدة على الأعشاب في غذائها، وثمار الجوز.

شاهد: 6 أسباب رئيسيّة تؤدي لظهور حبوب الوجه بعد المراهقة

3. الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم:

يلعب النوم دوراً هاماً في المحافظة على صحة الجسم؛ إذ يصعب الحفاظ على التوازن الهرموني داخل الجسم من دون الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم؛ فعند الخلود إلى النوم، يبدأ الجسم بعملية التخلص من السموم الموجودة ضمنه، كما يسمح النوم للدماغ بالراحة ممَّا يؤدي إلى شروعه في إنتاج الهرمونات، ومن ثم فإنَّ عدم الحصول على ما يكفي من النوم - حتى لليلةٍ واحدة - يؤثِّر تأثيراً كبيراً في التوازن الهرموني داخل الجسم، ناهيك عن ارتباط قلة النوم ارتباطاً وثيقاً بمستويات الهرمونات المماثلة لمرحلة ما قبل الإصابة بالسكري.

لضمان الحصول على ما يكفي من النوم، علينا التأكد من تهيئة بيئة مناسبة للنوم، وذلك باتباع الآتي:

  1. التخلص من أيِّ مصادر صناعية للضوء أو الصوت يمكنها أن تؤثِّر في كمية النوم التي نحظى بها.
  2. إخراج المواد الكيميائية من الغرفة التي ننام فيها، واختيار فراش لم تُستخدم في صناعته مواد سامة.
  3. اتِّباع جدول نوم منتظم؛ أي الخلود إلى النوم والاستيقاظ وفق جدول زمني محدد مسبقاً في كل يوم من حياتنا، ممَّا يساعد على تدعيم أنظمة الجسم الطبيعية.
  4. تناوُل أغذية عالية البروتين قبل الخلود إلى النوم مباشرةً؛ إذ يحتاج الجسم إلى البروتينات لمساعدته على إنتاج الهرمونات خلال النوم.
إقرأ أيضاً: التثدي عند الرجال: أعراضه، وأسبابه، وطرق علاجه

إن كنت تواجه صعوبةً في الخلود إلى النوم، فإنَّ الخطوات الآتية ستساعدك على تخطِّي ذلك والحصول على ما يكفي من النوم، ممَّا يؤثِّر بصورة هامة في توازن مستويات الهرمونات داخل الجسم:

  1. التعرض لضوء الشمس الطبيعي بكثرة؛ ذلك لأنَّه يملك طيفاً واسعاً يساعد على تعزيز السيروتونين وزيادة كميته في الجسم، والذي يُعد توازناً هاماً للميلاتونين في الجسم خلال النوم، وإن لم تتمكن من التعرض لضوء الشمس يومياً لفترة طويلة، احرص على التعرض له لمدة 30 دقيقة على الأقل كلَّ يوم.
  2. تجنُّب التعرض للضوء الصناعي بعد غروب الشمس، وذلك من خلال تركيب أداةٍ خاصة على جميع الأجهزة الإلكترونية في المنزل؛ إذ تقلِّل هذه الأداة من تأثير الضوء الأزرق المنبعث عن الأجهزة الإلكترونية وتساعد على النوم جيداً.
  3. شرب كميات كافية من المياه خلال النهار، مع تجنُّب شربها قبل الخلود إلى النوم مباشرةً، كي لا تُضطر إلى الاستيقاظ ليلاً ومقاطعة نومك للدخول إلى الحمام.
  4. ممارسة التأمُّل قبل الخلود إلى النوم مباشرةً؛ إذ وُثِّقت عديدٌ من تأثيرات التأمُّل الجيدة والمهدئة في حلقة النوم، فضلاً عن كونه يساعد على تقليل التوتر والذي يمكنه أن يسبب الأرق ليلاً.
إقرأ أيضاً: عدم توازن الهرمونات عند المرأة: أسبابه، وأعراضه، وأهم طرق علاجه

4. المشي في الطبيعة:

قد تساهم التمرينات الرياضية أيضاً في اختلال التوازن الهرموني في الجسم؛ إذ تسبب ممارسة تمرينات الكارديو بكثرة زيادةً بإنتاج هرمونات الشدة، ويضع الركض والدوران خلال التمرينات الرياضية ضغوطاتٍ كثيرة على الجسم، ممَّا يضعف قدرته على إنتاج الكميات الصحيحة من الهرمونات.

إن شُخِّصت إصابتك بتعب الغدة الكظرية - غدة موجودة فوق الكلية في الجهتين ومسؤولة عن إفراز هرمونات الشدة كالكورتيزول وغيره - فعليك تجنُّب ممارسة تمرينات الكارديو لمدة شهر تقريباً.

لكن مع ذلك، يمنح التجوُّل سيراً على الأقدام في متنزه طبيعي جسمك التمرينات المنعشة والمرمِّمة التي يحتاج إليها؛ فقد أُثبت أنَّ التنزه مشياً في الطبيعة يقلِّل من كمية الكورتيزول في الجسم - هرمون الشدة الرئيس في الجسم - وهذا بدوره يعود بفائدة كبيرة على التوازن الهرموني، وترتبط المستويات العالية من الكورتيزول عادةً مع الإصابة بالحدثيَّات الالتهابية واختلال التوازن الهرموني.

أضف إلى ذلك أنَّ المشي يُعد طريقةً جيدة لتنشيط الجهاز اللمفاوي، ممَّا يساعد على التخلص من السموم المتراكمة في الجسم، والتي قد تؤثِّر في الإنتاج الطبيعي للهرمونات في الجسم، فضلاً عن كونه وسيلة عظيمةً لتمرين عديدٍ من العضلات من دون تعريض الجسم للإجهاد والضغط الشديد.

المصدر




مقالات مرتبطة