4 أخطاء تقتل دافعك وتُضعف حماستك

هاك قصةً قصيرةً قد تبدو مألوفة بعض الشيء، وقد لا تبدو كذلك، في أحد الأيام تطرق فكرةٌ مغريةٌ وجديدةٌ بابك، ترحِّب بها في حياتك وسرعان ما تتطوَّر إلى مشروع جديدٍ ومثيرٍ تتوق إلى بدئه؛ لذلك تبدأ في العمل، وتطلب مساعدة جميع المعنيين بتنفيذ المشروع، وتشعر بأنَّك في حالة جيدة، محفَّزُ، ومفعم بالحماسة، وملهم.



كل شيء يسير على ما يرام، لفترةٍ وجيزةٍ على الأقل؛ إذ تبدأ الأمور بالتدهور في مرحلة ما، ويتلاشى الدافع الذي كان يحفزك في البداية، والذي لا يمكن لمشروعك أن يستمر فترةً أطول من دونه؛ لذا فإنَّ الشيء التالي الذي سيحدث أنَّك ستتحسر عليه وعلى كل الأشياء الأخرى التي كان مقدراً لها النجاح؛ لكنَّها فشلت، وبعد ذلك، تجتاحك موجةٌ من الإحباط.

أنت لا تعرف الخطأ الذي حدث وبصراحة أنت محبط للغاية، وليس بمقدورك إجراء تحليل لاكتشاف سبب فشل المشروع؛ لذلك بعد فترةٍ قصيرةٍ من الحزن، تنتقل إلى المشروع التالي، متحمساً ومتحفزاً، كما كنت من قبل، لكن للأسف، بعد فترة وجيزة يفشل هو الآخر، لتجد نفسك أمام مجموعة من المشاريع الفاشلة، وفي هذه المرحلة لا يسعك إلا أن تتساءل لماذا يصعب الحفاظ على الدافع؟

لا تقلق يحدث هذا لجميع الناس، ولحسن الحظ سبب موت الدافع وفتور الحماسة معروف، وهو أحد أو كل هذه الأخطاء الأربعة:

إقرأ أيضاً: نظرية الدافع وأمثلة عنها

1. مقارنة النفس بالآخرين:

لا شيء يستنزف طاقتك أكثر من مقارنة نفسك بالآخرين، وهي عادة مرهقة للغاية؛ لهذا السبب، لا تستغرب أن تفقد في نهاية اليوم ما تبقَّى من طاقتك للاستثمار في مشاريعك وأهدافك الشخصية، والمقارنة هي عملية طبيعية يقوم بها دماغ الإنسان على مر العصور وهي سمة أساسية لجنسنا البشري؛ إنَّها مثل الرقاقة الدقيقة التي زُرعت بعمق في أذهاننا مسبقاً، لكن لحسن الحظ، حتى عندما يتعلق الأمر بعملية الاستنزاف العاطفي بسبب "المقارنة"، فتوجد طريقة صحيحة للقيام بذلك.

إذا كنت ترغب في تحقيق الأهداف التي حدَّدتها لنفسك، فإنَّ أول شيء عليك أن تتعلمه هو أن تحتفظ بطاقتك العقلية الثمينة والمحدودة للأشياء الهامة التي ستحقق لك نتائج مفيدة على الأمد الطويل، فمثلاً:

إنَّ مقارنة لقطة مذهلة في الإنستغرام لعارضة أزياء جميلة تستلقي تحت أشعة الشمس على جزيرة استوائية التقطها مصوِّر محترف، مع صورة شخصية لأنفسنا التقطناها بعد الاستيقاظ مباشرة، ليست فقط مقارنة غير عادلة وغير عقلانية؛ لكنَّها أيضاً غير مثمرة، ولا طائل منها، ويمكن تسميتها المقارنة المدمرة للذات، هذا هو النوع الذي عليك تجنبه.

على النقيض من ذلك، فإنَّ مقارنة عاداتك وأسلوب حياتك ببرنامج حَسَن التخطيط للتغذية واللياقة البدنية، والسعي بنشاط إلى تحديد نقاط الضعف لدينا والاستعداد لتحسينها من أجل عيش حياة أكثر صحة، هو أمر مفيد ومثمر، وهذا يسمَّى: التقييم الذاتي أو المقارنة البنَّاءة.

هذا هو النوع الذي عليك استثمار طاقتك الثمينة والمحدودة فيه؛ وباختصار، تضعف المقارنة المدمرة للذات حافزنا بينما تُنميه المقارنة البنَّاءة.

2. الركود:

يتطلب الدافع عناية فائقة، وتدفقاً مستمراً للمحفزات من أجل الحفاظ عليه، تخيَّل الدافع نبتة منزلية تحتاج إلى السقاية باستمرار ورعاية التربة لتنمو وتكبر، إن لم تخصِّص لها وقتاً وترعاها، فستذبل وتموت في النهاية.

يمكن أن تسأل: "ما الذي يمكنني فعله لتنشيط حوافزي كل يوم؟".

الجواب واضح ومباشر وهو شيء ربما سمعت عنه من قبل: لوحات الرؤية؛ فإنَّها طريقة مثالية لتغذية دوافعك، وتغذية خيالك ومساعدتك على التغلب على أيِّ عقبة إبداعية قد تنشأ.

تذكر أنَّ البشر مخلوقات بصرية؛ لذا فليس من المستغرب أن نحتاج أحياناً إلى رؤية الأشياء التي نريد تحقيقها من أجل الاستمرار في المضي قدماً، وأفضل ما تفعله لوحات الرؤية هو مساعدتك على تصوُّر أهدافك.

كيف تصنع واحدة؟ من السهل جداً تنفيذها في أجهزتك الإلكترونية أو يمكنك حتى اتخاذ خطوة إضافية وطباعتها وتعليقها على الحائط حتى تتمكن من رؤيتها كل يوم.

شاهد بالفيديو: 10 قواعد في الحياة للمحافظة على الدافع

3. نفاد الصبر:

علينا أن نتصالح مع حقيقة أنَّ الأشياء الجيدة والجديرة بالاهتمام تستغرق وقتاً، ومن الضروري أن نتعلم تنمية فضيلة الصبر التي يزداد افتقارنا إليها يوماً بعد يوم، وفي بعض الأحيان، خاصة في فترة افتتاحنا لمشروعٍ جديد، نشعر بالإثارة والحيوية لدرجة أنَّنا نريد أن نفعل كلَّ شيءٍ مباشرةً.

على الرَّغم من أهمية المعنويات العالية، إلا أنَّ الأمور تصبح خطيرة عندما نبدأ في وضع كل هذه الأهداف غير الواقعية.

إذ قد ينتهي بنا الأمر بالشعور بخيبة أمل مؤلمة عندما ندرك أنَّه من المستحيل تقريباً خسارة 2 كغ في الأسبوع، أو تعلُّم اللغة الكورية في شهر واحد، وبعد كل شيء، إنَّ الشعور باستمرار بخيبة الأمل لعدم قدرتنا على الوصول إلى هذه النتائج غير المعقولة التي وضعناها لأنفسنا سوف يثير إحساساً بالهزيمة يُضعف تدريجياً دافعنا، ويجعلنا نشعر بالإحباط والتعاسة، وينتهي بنا المطاف بالتخلي عن مشاريعنا تماماً.

إذاً ما الذي يمكنك فعله لحماية دوافعك من الآثار المدمرة لنفاد الصبر؟ ابدأ بالسماح لنفسك بالعمل ببطء، لكن بثبات عن طريق تقسيم المهام إلى أجزاء صغيرة، وبينما تفعل ذلك، انتبه للأهداف التي حدَّدتها؛ لأنَّ تحديد أهداف غير واقعية يمكن أن ينهي حياتك المهنية بأكملها قبل أن تبدأ.

لا تنسَ أيضاً الانتباه إلى التغذية الراجعة التي تقدمها لنفسك، وأن تجعل من المعتاد الاعتراف بتقدمك والثناء عليه، مهما كان التقدم ضئيلاً؛ وذلك لأنَّ معرفة مقدار ما أنجزته يمكن أن تمنحك الطمأنينة التي تحتاج إليها لمعرفة أنَّك تفعل الأشياء فعلاً صحيحاً، وهذه المعرفة تساعد على الحفاظ على الصبر.

4. السعي إلى الكمال:

عندما يتعلق الأمر باستنزاف طاقتك، فيوجد شيء واحد فقط يمكن أن يضاهي بخطورته مقارنة النفس بالآخرين المذكورة أعلاه، وهو السعي إلى الكمال.

هذا السعي يبطئك ويضع قدراً غير ضروري من الضغط على كتفيك، ناهيك عن أنَّه يستهلك وقتاً طويلاً للغاية.

يؤثِّر السعي إلى الكمال في دوافعك بالطريقة نفسها التي يؤثِّر فيها نفاد الصبر؛ أي من خلال تأجيج الشعور المستمر بالهزيمة الذي يقضي على دوافعك وإرادتك لفعل أي شيء.

لذلك، بدلاً من استنزاف طاقتك في التفاصيل الدقيقة، والقلق بشأن كل شيء صغير والإفراط في التفكير في كل جانب صغير من جوانب مشروعك، حاول التركيز على ما هو هامٌّ حقاً، ركِّز على الأشياء التي ستؤتي ثمارها حقاً، وتُحدِث فرقاً على الأمد الطويل.

التركيز على التفاصيل أمرٌ جيد، لكن لا تبالغ فيه، وعندما يتعلق الأمر بتحقيق أهدافك، فإنَّ الشيء الأهم هو المثابرة وليس الكمال، فما يهم حقاً هو الاستمرارية، والعمل بذكاء، والحكمة في إنفاق وقتك وطاقتك.

إقرأ أيضاً: 7 نصائح رائعة للتغلب على فقدان الحافز

في الختام: إليك أهم النقاط

  • التدرُّب على التقييم الذاتي بدلاً من لوم الذات، وبهذه الطريقة ستحافظ على الدافع طوال الوقت حتى تحقيق أهدافك.
  • المواظبة على العمل هو المفتاح للحفاظ على الدافع؛ لذا اعمل يومياً لتنشيط الدافع.
  • أنت إنسان ولست آلة؛ فالكمال وهمٌ يمكننا أن نقضي كلَّ حياتنا في السعي وراءه ولا نصل إليه أبداً، بدلاً من ذلك، حاول أن تجد الرضى بمعرفة أنَّك تبذل قصارى جهدك وتتعلَّم وتتحسَّن في كلِّ يوم.



مقالات مرتبطة