ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن "ستيسي ماكنوت" (Stacey MacNaught) وهي مديرة مختصة بالتسويق الإلكتروني ومتحدثة في عدة مؤتمرات، تقدم لنا في هذا المقال تجربتها الشخصية.
لست وحدك في هذا؛ إذ يعاني أكثر من 84٪ منا من المماطلة على الأقل في بعض الأحيان، بالنسبة لي، التسويف هو السبب الرئيس الذي لطالما جعلني أصل إلى نهاية الأسبوع دون أن أحقق ما أردت.
كان هذا يعني في النهايةِ العملَ مزيداً من الساعات في عطلات نهاية الأسبوع والأمسيات، عوضاً عن قضاء تلك الساعات مع عائلتي أو في ممارسة التمارين الرياضية والاستثمار في صحتي البدنية والعقلية.
كان هذا هو الدافع الأساسي بالنسبة لي لاستثمار عامين في تجربة أدوات وتقنيات مختلفة لتحسين تركيزي. واليوم، لدي ثلاثة أبناء ولا يفوتني موعد النوم أو رحلة نهاية الأسبوع؛ فأنا أعمل لساعات أقل وأنجز المزيد من الأعمال، وإليك بعض الأساليب التي طبقتها لتحقيق ذلك:
1. استخدام تقنية بومودورو في مهام أكثر صعوبة:
تقنية بومودورو هي طريقة لتحسين الإنتاجية، ابتكرها "فرانشيسكو سيريلو" (Francesco Cirillo) وسميت على اسم ساعة مؤقِّتة تشبه حبة الطماطم استخدمها في تقنيته.
تعتمد التقنية على فكرةٍ بسيطة هي الابتعاد عن كل المشتتات والعمل بدون توقف بتركيز كامل لمدة 25 دقيقة ثم أخذ استراحة لمدة 5 دقائق. كرر هذه العملية لمدة 115 دقيقة، وبعد ذلك ستعمل لمدة 100 دقيقة وتحصل على 15 دقيقة من الراحة.
يمكنك ضبط التوقيت أو عدد مرات التكرار عندما تصبح أكثر دراية بكيفية العمل بشكل أفضل. هناك بعض الأشياء المهمة التي يجب وضعها في الحسبان إذا حاولت التركيز على الأهداف:
- خلال الـ 25 دقيقة، يجب أن تتخلص من كل المشتتات؛ لذا أطفئ وسائل التواصل الاجتماعي خاصتك، وخبئ هاتفك في درج، وتأكد من عدم إزعاجك من قبل أحد؛ فالتركيز هو المفتاح.
- لا ينجح هذا مع كل مهمة، فهذه ليست تقنية للمهام التعاونية يمكن استخدامها بشكل أكثر فاعلية لكتابة التقارير وكتابة الإعلانات ومهام البحث المكتبي.
- لا تتوقع رؤية النتائج على الفور، لقد وجدت أن الأمر استغرق بضعة أيام قبل لحظ أي تغييرات مهمة في سرعة عملي، ولكن في أثناء أسبوعين كنت أكمل التقارير في حوالي نصف الوقت الذي كنت أتوقع أن يستغرقه عادةً.
2. تدوين الأهداف:
التدوين قوَّةٌ خارقة يمتلكها جميع البشر تتعلق الأمر بعلم النفس؛ يشير "روبرت سيالديني" (Robert Cialdini) في كتابه "التأثير" (Influence) إلى نتائج دراسة وجدت أنَّ مركز طبيَّاً كان قادراً على تقليل المواعيد الفائتة بنسبة 18٪ ببساطة عن طريق جعل المرضى يكتبون مواعيدهم الخاصة.
يبدو أنَّ كتابة الأشياء تجعلنا، بوصفنا بشراً، أكثر التزاماً بها؛ لذا ابدأ كل يوم الآن بتدوين قائمة بالمهام التي تحتاج إلى إكمالها في ذلك اليوم؛ إنَّه تغيير بسيط لا يستغرق أكثر من دقيقة، ويساعد حقاً في الحفاظ على التركيز.
قليلةٌ هي الأشياء التي تثير مشاعر الرضا مثلما يفعل ذلك وَضعُ إشارةٍ كبيرة إلى جانب المهام بعد الانتهاء من إنجازها؛ فحتى الضغط على الزر لا يُحدِثُ التأثير نفسه.
إنَّها نصيحة سهلة التجريب وتستغرق وقتاً قصيراً جداً من يومك؛ لذا فهي تستحق المحاولة بنفسك.
3. العمل خلال الساعات التي تبلغ الإنتاجية فيها ذروتها:
الأسلوبان أعلاه هما شيئان يمكنك تجربتهما اليوم والعمل بسرعة إذا كانا يساعدانك على التركيز على الأهداف، ما نحن على وشك اقتراحه هو رفاهية نعرف أن الكثير من الناس لا يملكونها.
ومع ذلك، إذا كنت من المحظوظين القادرين على ذلك، فحاول إنجاز عملك خلال أكثر ساعات إنتاجيتك.
يُعتقد أنَّ إنتاجية الإنسان تستمرُّ مدَّةً تقل عن 3 ساعات كل يوم؛ ومع ذلك، فإنَّنا نرتِّب أيام علمنا عادةً بطريقة تستمر فيها من الـ 9 إلى الـ 5 لا نبتعد خلالها عن شاشات هواتفنا إلَّا وقتاً قصيراً؛ لذلك من المنطقي أنَّك إذا عملت تلك الساعات، فستجد نفسك تشعر بأنَّ نصف يومك على الأقل يضيع.
قضيت شهراً أو نحو ذلك في قياس مدى إنتاجي في أوقات مختلفة من اليوم. خلال ذلك الشهر، عملت في بعض الأيام في الصباح، وفي بعض الأيام بعد الظهر، وفي بعض الأيام في المساء.
ما أصبح واضحاً بالنسبة لي هو أنَّني أعمل بشكلٍ جيِّدٍ جدَّاً في الصباح الباكر وبشكلٍ مقبول في المساء، وأنا بصراحة، عديمة الفائدة إلى حد ما في منتصف فترة ما بعد الظهر.
فلماذا كنت أحاول جعل نفسي تفعل هذه المهام التي تحتاج إلى التركيز في وقت من الواضح أنَّني لست شديدة التركيز فيه بشكل طبيعي؟ كان هذا بمنزلة اكتشافٍ بالنسبة لي فيما يتعلق بكيفية التركيز على الأهداف، فبدأت تعديل يوم عملي كلما أمكن ذلك، وبدأت العمل تارةً في وقت مبكر من الصباح وتارةً في المساء إذا لزم الأمر.
رحت أُنظِّم يومي حتى أتمكن من الخروج في نزهة على الأقدام أو القيام بشيء مُنشِّط في فترة ما بعد الظهر، وإذا لم يكن ذلك ممكناً، أتلقى المكالمات وأعقد الاجتماعات. وحيثما أمكن، لا أمارس الكتابة في فترة ما بعد الظهر.
أدى ذلك إلى تحسينات كبيرة في إنتاجيتي ومكنني دائماً من إكمال قائمة المهام الأسبوعية بحلول نهاية الأسبوع، ما أتاح لي قضاء المزيد من الوقت مع عائلتي. مكنني شيئان من فعل ذلك:
- أنَّني أعمل لحسابي الخاص ويمكنني العمل لساعات مرنة.
- أنَّ زوجي يعمل أيضاً في هذا المجال؛ لذلك يمكننا تقسيم رعاية الأطفال بطريقة تمكنني من بناء يوم عملي بهذه الطريقة.
إذا كنت موظفاً وليس عاملاً لحسابك الخاص، فقد يكون من المفيد إجراء محادثة مع إدارتك.
قد تستحق المسألة أن تُناقَش مع الإدارة للحديث حول تحقيق أقصى استفادة من الوقت الذي تتقاضى المال مقابله، وقد يكون هذا كافياً لتشجيعهم على منحك المرونة في كيفية تنظيم يومك.
وإذا لم تكن قادراً على تنظيم يومك على هذا النحو، فإنَّ تغيير الأنشطة والمهام التي تفعلها في أوقات معينة (ممارسة الكتابة في أكثر ساعاتك إنتاجية، وإجراء المحادثات في أقل الساعات إنتاجيَّةً) يمكن أن يساعدك في الحفاظ على تركيزك.
4. استخدم البرامج المُلحَقة (Extensions) إلى مستعرض الانترنت بحاسوبك للحفاظ على تركيزك:
إذا كنت أحد هؤلاء الأشخاص الذين يجدون أنفسهم مشتتين من وسائل التواصل الاجتماعي أو الأخبار، فهناك أدوات لمساعدتك:
- تطبيق "ستي فوكسد" (Stayfocused): وهو تطبيق يتيح لك حظر مواقع ويب معينة تماماً.
- تطبيق "ديبروكراستينيشن" (Deprocrastination): وهو تطبيق يمكِّنك من تتبع الوقت الذي تكون فيه أكثر إنتاجية، وتتبع مواقع الويب التي تسرق وقتك، وتحظر وفقاً لذلك.
اعمل بذكاء:
إنَّ الاستثمار في تجربة التقنيات التي تجعلك أكثر إنتاجية يمكِّنك من قضاء المزيد من الوقت في فعل الأشياء التي تحبها دون المساس بعملك أو قدرتك على تحسين الدخل.
أحدثت التغييرات الصغيرة فرقاً كبيراً بالنسبة لي، وآمل أن تحدث فرقاً كبيراً بالنسبة لك بينما تركز على الأهداف وتنجز الأشياء.
أضف تعليقاً